إسرائيل تشجع عسكر السودان على الانقلاب؟

حجم الخط
14

أظهرت زيارة وفد إسرائيلي إلى السودان الشهر الماضي الصدع المتزايد بين العسكريين والمدنيين في «مجلس السيادة» الانتقالي الحاكم في السودان.
تفاجأت الحكومة السودانية، بداية، بإعلان مسؤول إسرائيلي أن وفدا قام بأول زيارة من نوعها منذ إعلان اتفاق التطبيع إلى السودان، وحين قال المتحدث باسمها فيصل محمد صالح إن «لا علم لمجلس الوزراء بزيارة الوفد الإسرائيلي ولا علم لنا بزيارة وفد سوداني إلى إسرائيل» كانت المفاجأة الثانية، حين قال أحد أعضاء مجلس السيادة، محمد الفكي سليمان، وهو الناطق الرسمي للمجلس، بأن زيارة الوفد الإسرائيلي «كانت عسكرية بحتة» وأنها «ليست سياسية» مع العلم أن سليمان، هو من الأعضاء المدنيين للمجلس، فكيف يكون الرئيس المدني للحكومة على غير علم بزيارة الوفد، ويكون الناطق باسم المجلس، وهو مدني أيضا، على علم بها، وبمضمونها «العسكري» الذي «لا يمكن الحديث عنه في الوقت الحالي» على حد تعبيره؟!
أحد ردود الفعل التي كشفت أثر هذا الصدع، كان طلب وزارة الخارجية من جميع طواقم بعثاتها الدبلوماسيين من السفراء والدبلوماسيين عدم إجراء أي لقاءات أو مقابلات مع نظرائهم من الدبلوماسيين الإسرائيليين، لأن التطبيع مع تل أبيب والخرطوم «لم يعلن رسميا» وأنه «لا توجد علاقات دبلوماسية بين البلدين» كما أن لجنة التحقيق في فض الاعتصام خاطبت أعضاء عسكريين في مجلس السيادة للإدلاء بشهادتهم.
لا يبرر الطابع «العسكري» لزيارة الوفد الإسرائيلي حصوله من دون علم الحكومة السودانية، والأولى أن يثير الأمر حفيظة المدنيين في الحكومة بدل خروج أحدهم لتبريره وادعاء العلم بمضمونه، فإذا كان العسكريون في مجلس السيادة يرون أنفسهم غير ملزمين بإعلام الحكومة السودانية بأمر على هذه الدرجة من الخطورة، فما هي الحدود التي يمكن ألا يتجاوزوها في العلاقة مع هذه الحكومة؟
الواضح أن الحادثة الأخيرة شجعت العسكريين على التطاول على الحكومة والمدنيين في «مجلس السيادة» وتمثل ذلك بإعلان رئيس المجلس، الفريق عبد الفتاح البرهان، رسميا عن تشكيل جديد باسم «شركاء الفترة الانتقالية» وهو ما اعتبره عدد من القيادات السياسية في الشق المدني من الحكومة الانتقالية غير مقنع، وقد وصفته جهات سياسية بأنه «انقلاب عسكري من الداخل» وقد تحدثت مصادر إعلامية وسياسية عن خلافات حادة بين البرهان، ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك.
البرهان، قال في تصريحات صحافية، إن التشكيل الجديد تمت إجازته من قبل مجلسي السيادة والوزراء، مؤكدا إنه «ليس أداة للوصاية على أجهزة الدولة» فيما أكدت مصادر سودانية على أن حمدوك يرغب في اقتصار دور «مجلس الشركاء» على العمل التنسيقي والتشاوري وليس التدخل في عمل السلطة التنفيذية.
من الطبيعي أن إعلان تشكيل المجلس الأخير التوتّر في السودان، وهو يعرض المرحلة الانتقالية للخطر، وإضافة إلى اعتراض ناشطين في «قوى الحرية والتغيير» عليه، فقد أعلن الحزب الشيوعي السوداني تشكيل المجلس «خطوة أخيرة للعسكريين لإجهاض الثورة».
هناك علاقة واضحة بين حماس الأعضاء العسكريين في مجلس السيادة السوداني للتطبيع مع إسرائيل واستقبال وفودها «العسكرية» وبين اتجاههم المتزايد لتقليل شأن المدنيين في الحكومة، والتلاعب بسلطاتها التنفيذية، والمعروف أن إسرائيل، التي تتغنى بكونها الديمقراطية «الوحيدة» في المنطقة، تفضّل دائما التعامل مع العسكر، الذين يحتقرون السياسة والجماهير، وتنزعج من فكرة تداول السلطات ديمقراطيا، ونشوء حكومات مسؤولة أمام شعوبها، وليس مستبعدا، أن نعرف، في قادمات الأيام، دورها في تشجيع العسكر السودانيين على الانقلاب على الحكومة الانتقالية، والعودة إلى الحكم الدكتاتوري، كما هو حال أغلب الأنظمة العربية.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    أول من بدأ بهذه العلاقة الآثمة هو البشير نفسه!
    لكنه كان متردداُ بسبب خوفه من غضب الشعب!! ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول الكروي داود النرويج:

    قد يسعى العسكر لإنشاء حزب سياسي مكون من فاسدين علمانيين لهم ولاء للعسكر وسيفوزون بالتزوير بالإنتخابات!
    هكذا فعل مبارك بمصر!! أليس الحزب الوطني كان صنيعة العسكر؟ ولا حول ولا قوة الا بالله

    1. يقول عابر سبيل:

      صحيح وهكذا كان الحال في تركيا قبل حزب العدالة وفي الجزائر وكثير من الدول …
      احب ان اوه هنا هناك بعض التعليقات تاتي باسم عابر سبيل لكن ليس لي علاقة بها

  3. يقول أحمد سالم:

    بعد الانتداب البريطاني والفرنسي والامريكي للمنطقة العربية، حان الاوان للاحتلال الصهيوني المباشر للدول العربية والانطلاقة ستكون من الإمارات القاعدة الخلفية لاسرائيل والبحرين وكردستان وإفريقيا اثيوبيا وايرتريا وجيبوتي. الفرق الوحيد بين الاستعمار القديم والحالي هو ان بريطاني وفرنسا قامو بانزال عسكري وتدخل مباشر في المنطقة، اما الاحتلال الصهيوني الحالي تم بمباركة و موافقة حكام المنطقة العربية بعدما كان اسم اسرائيل في تلك الدول من المستحيلات السبع.

  4. يقول ع.خ.ا.حسن:

    بسم الله الرحمن الرحيم حرأي القدس اليوم عنوانه(إسرائيل تشجع عسكر السودان على الانقلاب؟)
    العسكر عادة اقرب للانقياد إلى التوجهات الصهيوماسونيةالصليبية العالمية وأكثر انضباطا خاصة عندما يرون نظرائهم في مصر وما يتمتعون به من امتيازات مالية إماراتية وابهات سياسية ومراكز قيادية في مفاصل الدولة و(هناك علاقة واضحة بين حماس الأعضاء العسكريين في مجلس السيادة السوداني للتطبيع مع إسرائيل واستقبال وفودها «العسكرية» وبين اتجاههم المتزايد لتقليل شأن المدنيين في الحكومة، والتلاعب بسلطاتها التنفيذية، والمعروف أن إسرائيل، التي تتغنى بكونها الديمقراطية «الوحيدة» في المنطقة، تفضّل دائما التعامل مع العسكر، الذين يحتقرون السياسة والجماهير، وتنزعج من فكرة تداول السلطات ديمقراطيا، ونشوء حكومات مسؤولة أمام شعوبها، وليس مستبعدا، أن نعرف، في قادمات الأيام، دورها في تشجيع العسكر السودانيين على الانقلاب على الحكومة الانتقالية، والعودة إلى الحكم الدكتاتوري، كما هو حال أغلب الأنظمة العربية.)
    ومن هنا فإن الفترة الانتقالية سيدوسها البرهان وضباطه بنعالهم ويعلنون البيان رقم واحد وفي ظهرهم مليارات ابن زايد ونفوذ اسرائيل (الشقيقه!!!) لحمايتهم
    من شعبهم مثل زمرة السيسي.

  5. يقول هشام مخلوف:

    انت ما زلت حائرا، من اين يأتون من هؤلاء العصابات الحاكمة في الدول العربية وكأن الشعوب لا تلد الا هؤلاء المجرمين؟ اظن أنهم يتم تعديلهم جينيًا في مختبرات خاصة للمستبدين وكبار المجرمين ليكونو حكاما من النوع الخاص.

  6. يقول ماغون:

    السودان لم يدمره غير العسكر وإلا ما كان لإسرائيل أن تتلاعب بعقول عسكريين.
    السودان ضحية مخططات الصهيونية التي أتت على أركان دول محورية في البلاد العربية مثل مصر والعراق وسوريا … ليستمر تهميش شعوب تلك الدول فلا تتمكن من التغيير كل ذلك حفاظا على كيان يستولي على فلسطين وعلى ساسة دول عقولها مختلة.

  7. يقول السودان الفريد في العالم:

    السودان لا ينفع فيه لا عسكر لهم طريقة تفكير تختلف فريد عن العالم

  8. يقول علي:

    نجح الموساد في قتال الأمة بعساكرها الجهلاء !
    العساكر قدموا للصهيونية خدمة جليلة منذ نكبة 48. قدم حسني الزعيم عرضا بتوطين 350 ألف فلسطيني مع التطبيع الكامل ولكن بن جوريون رفض إلا بعد انسحاب سورية من مناطق تسيطر عليها.
    البكباشي قدم لهم سينا وغزة والضفة والقدس وأم الرشراش وخليج العقبة!
    الماريشال تنازل عن تيران وصنافير لتقدم لهم على طبق من ذهب بمعرفة المنشار!
    أما حافظ والابن بشار، فهما يتمنيان أن يتركهما الغزاة بعد بيع الجولان!
    العساكر العرب جنود مجندة لخدمة الصهيونية وقهر الشعوب العربية!

  9. يقول أبوفاطمة العمرى:

    الصهاينه لايرغبوا ولن يمكنوا لاى حكم ديموقراطى عربى او حتى اسلامى فى منطقتنا او العالم الاسلامى.الصهاينة منهجهم وفلسفتهم تعتمد على الحقد والانتهازية والسيطرة والاستغلال،منهجهم هو الميكافيليه..وهم كالذئاب او الضباع التى تعيش بالخداع وتصيد الضعيف من الخراف او الطرائد.فعندما يصفقوا ويدعموا العسكر الديكتاتوريين فى مصر وليبيا وغيرها يثبتوا ويأكدوا منهجهم..وعندما يحاربوا ويتآمروا على اى قوى او دولة او حتى مجموعة من المفكرين او المبدعين الساعين لحكم ديموقراطى عربى اسلامى ينهض بالأمة يدمروه بالتعاون مع المتردية والنطيحه من الأعراب المطبعين سرا او جهرا وسادتهم المحركين لهم من قوى عالميه لاتريد لامتنا وديننا ان يعلو ويتسيد كما سادت زمن الاندلس وبغداد وبخارى وسمرقند واقرا وتاج محل..وإسلامبول!!
    الصهاينةِ..يتصيدوا عاشقى السلطة والكراسى والنهب ويدعموهم ويسيدوهم.

  10. يقول سوري:

    لا تنسوا أصابع الثلاثي الانقلابي مبس ومبز والسيسي أيضا

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية