تظاهرت إسرائيل منذ اليوم الأول للثورة السورية بأنها مع انتفاضة الشعب السوري وإسقاط النظام. وقد تعاطف إعلامها مع المتظاهرين السوريين، وكان بين الحين والآخر يفضح همجية الجيش السوري ووحشيته في التعامل مع السوريين الثائرين. وقد ساد انطباع لدى قوى المعارضة السورية أن إسرائيل تقف إلى جانبها في مواجهة النظام الفاشي وإسقاطه. وقد ابتلع بعض المعارضين المغفلين الطعم وبدأ يزور تل أبيب للتنسيق مع الإسرائيليين وطلب العون منهم لتحرير سوريا من ربقة النظام الطائفي. وقد شاهدنا بعض المعارضين على الشاشات وهم يقابلون المسؤولين الإسرائيليين ويستقوون بهم على النظام. وكي تلعب إسرائيل اللعبة على أصولها وتخدع السوريين الثائرين كانت تستقبل الجرحى والمصابين من الفصائل المعارضة على الحدود مع سوريا وتعالجهم في مستشفياتها أمام الكاميرات، مما جعل النظام السوري وحلفاءه يصفون قوى المعارضة والفصائل بأنها خائنة وعميلة للكيان الصهيوني. وكان النظام يستشهد دائماً بعلاج بعض المعارضين في المستشفيات الإسرائيلية على أنه أقوى دليل على وقوف إسرائيل مع معارضيه الخونة، وبأنه يمثل الوطنية السورية.
ولا ننسى أن إسرائيل كانت عنصراً قوياً داخل غرفة الموك في الأردن التي كانت تدير العمليات في جنوب سوريا. وقد عمل معظم فصائل المعارضة السورية في الجنوب تحت امرة إسرائيل وتوجيهاتها، وحققوا الكثير من الانتصارات على قوات النظام خاصة في درعا، مما جعلهم يأمنون جانب إسرائيل ويعتبرونها سنداً حقيقياً لهم في مواجهة الأسد. لم يدر في خلد أي معارض أو مقاتل في تلك الفترة أن إسرائيل كانت تستخدمهم ليس لإسقاط النظام بل فقط لتحقيق أهدافها في سوريا والمنطقة.
دارت الأيام لنكتشف أن أصدق تصريح سمعناه خلال الثورة السورية كان تصريح رامي مخلوف مدير أعمال بشار الأسد التجارية حينما قال في مقابلة شهيرة في بداية الثورة السورية مع صحيفة واشنطن بوست الأمريكية جملته التاريخية: « أمن إسرائيل من أمن النظام». بعبارة أخرى أن الأمن الذي حظيت به إسرائيل منذ أربعين عاماً كان بفضل كلب الحراسة السوري تحديداً، وإذا سقط هذا الكلب فإن أمن إسرائيل سيصبح في خطر. تلك الجملة الشهيرة فضحت كل شيء وأماطت اللثام عن التحالف المخفي بين زعيم الممانعة والمقاومة المزعوم والمحتل الإسرائيلي. مع ذلك لم ينتبه المعارضون السوريون لجملة رامي مخلوف جيداً، وظلوا يراهنون على الدور الإسرائيلي لعل الدولة العبرية تحقق أحلامهم وتسقط النظام الذي ثاروا عليه. لكن ساعة الحقيقة حانت أخيراً واكتشف المعارضون الملعوب الإسرائيلي عندما دخل الروسي والإيراني إلى سوريا بشكل مفضوح وراحا يستهدفان كل القوى المعارضة للنظام بضوء أخضر إسرائيلي بالدرجة الأولى. وقد سمعت أحد كبار الضباط السوريين المنشقين في الجنوب وهو يصف الاتفاق الروسي الإسرائيلي لتسليم درعا للنظام وإرسال المقاتلين المعارضين إلى إدلب بأنها أكبر مؤامرة على الثورة. صح النوم.
إسرائيل هي من أوعزت للروس والميليشيات الإيرانية أن تتدخل في سوريا في اللحظة المطلوبة لإنقاذ النظام وتدمير قوى المعارضة
لاحظوا كيف انتقلت إسرائيل بلمح البصر من داعم مزعوم للثورة السورية إلى حليف للروس والإيرانيين الذين دخلوا سوريا تحديداً لإنقاذ النظام والقضاء على معارضيه بمباركة أمريكية وإسرائيلية لا تخطئها عين. هل يستطيع أحد في العالم أن يدخل سوريا من دون إذن إسرائيلي؟ هل وصل قاسم سليماني إلى بحيرة طبريا لمواجهة الثوار السوريين دون أن تراه إسرائيل؟ بالطبع لا، بل إن إسرائيل هي من أوعزت للروس والميليشيات الإيرانية أن تتدخل في سوريا في اللحظة المطلوبة لإنقاذ النظام وتدمير قوى المعارضة. والسؤال البسيط الذي لا بد من طرحه:
هل كانت إسرائيل لتسمح للروس والإيرانيين أن يدخلوا سوريا بكل قواتهم لدعم الأسد لو كانت إسرائيل فعلاً تريد إسقاط النظام؟ بالطبع لا. لقد قالت روسيا إنها جاءت إلى سوريا تحديداً لمواجهة الإرهابيين، وفي اليوم التالي وجدنا الروسي ينسق كل خطواته في سوريا مع الإسرائيلي بحيث قال وزير الدفاع الإسرائيلي ليبرمان وقتها إن إسرائيل تنسق مع روسيا على مدار الساعة. كيف تكون إسرائيل عندئذ حليفة للفصائل السورية وفي الوقت نفسه تنسق مع الروس لحظة بلحظة للقضاء على تلك الفصائل؟
وقد فضح الاجتماع الثلاثي الذي جمع الروس والأمريكيين والإسرائيليين في القدس قبل أيام لحل المسألة السورية، فضح الدور الإسرائيلي بشكل كامل. وقد قال الرئيس الروسي حرفياً إننا ذاهبون إلى إسرائيل لإيجاد حل للمعضلة السورية. بمعنى آخر فهو يقول إن الكلمة الأولى والأخيرة لإسرائيل فيما يخص القضية السورية.
وفعلاً قالت إسرائيل كلمتها في الاجتماع التاريخي الذي ضم مستشاري الأمن القومي لكل من روسيا وأمريكا وإسرائيل. ما الحب إلا للحبيب الأول قالتها تل أبيب. نحن مع بقاء النظام وربما إعادة تأهيله ولن نسمح لأي قوة خارجية أن تبقى في سوريا بعد أن أنجزت المهمة التي طلبناها منها كإيران مثلاً، وهي حماية النظام من السقوط وتأجيج الوضع المذهبي في سوريا بين الشيعة والسنة. قالتها إسرائيل بالفم الملآن: انتهت مهمتك يا إيران في سوريا ولا بد أن تغادري قبل أن نبدأ بتهشيم ميليشياتك وقواعدك في جارتنا السورية.
لهذا لا بد أن تضحك بملء شدقيك وأنت ما زلت ترى بعض المعارضين السوريين وهم يشدون الرحال إلى إسرائيل لتحريضها على نظام الأسد. يا إلهي ما أغباكم وما أسخفكم؟ من أنتم لتقارنوا أنفسكم مع النظام؟ من أنتم لتختاركم إسرائيل وتترك النظام الذي قدم لها خدمات تاريخية بشكل مباشر أو غير مباشر لم تحلم بها في تاريخها؟
لقد نجحت إسرائيل في تحقيق كل أهدافها في سوريا من خلال دعم المعارضة والنظام في آن معاً. وأول هذه الأهداف تحطيم سوريا وتدمير جيشها وتهجير شعبها وتحويلها إلى بلد منكوب لعشرات السنين لا تقوم له قائمة بوجود نظام مهيض الجناح مكسور الإرادة ينفذ كل ما هو مطلوب منه ويكون لعبة في أيدي الكبار كما هو الحال الآن حيث أصبح النظام ورئيسه يتلقى الأوامر الإسرائيلية عبر الوسيط الروسي الذي بات ينسق كل خطواته في سوريا مع الحليف الإسرائيلي.
كاتب واعلامي سوري
[email protected]
ان إيران و إسرائيل حلفاء هي مبالغة !
ليسوا حلفاء! بل شُركاء في تقاسم النفوذ بالدول العربية!! ولا حول ولا قوة الا بالله
الثورة تصدت لها إسرائيل بتمويل إماراتي سعودي وها قد قامت ثورة اليهود على بعضهم بين زنجي يهودي وأبيض يهودي نسخة مما كانت تغذيه إسرائيل من عنصرية بين الأفارقة في إفريقيا وبين العرب في العالم العربي. المهم أن فوضى قد نحتت أثرها عند الإحتلال اليهودي لفلسطين.
هذا ما حصل بالفعل مع الآسف! الثوار السوريين لم يثقوا قط بالصهاينة, لكنهم توهموا بأن الصهاينة ضد بشار!! ولا حول ولا قوة الا بالله
المضحك أن بعض النواب و المحامين الصرامي مازالوا يحجون الى دمشق لتقبيل يد بشار .
لا نستطيع انتقاد دعم اسرائيل للنظام ضد الثورة لأسباب عدّة منها؛
(١) دعم الأقليات و سنّة المدن للنظام.
(٢) المعارضة أخطأت بفتح موضوع استعادة الجولان منذ الأشهر الأولى للثورة
(٣) المعارضة لم تستطع تقديم جبهة موحدة للقضاء على النظام
(٤) لا تستطيع اسرائيل دعم معارضة فاسدة مالياً مثل النظام.
(٥) دخول الإسلاميين الى الائتلاف كقياديين بدلاً من أعضاء
و بالتأكيد لو كانت المعارضة السورية نزيهة مالياً و لا تعمل كموظفين لتنفيذ الأجندات المتعارضة لمموليها الخليجيين، لما استطاعت قوة في العالم القضاء على الثورة السورية.
من يقرأ تاريخ الحروب الصليبية يجد صورة متطابقة مع بعض التعديلات مما جرى في الشام. فقد استعان الأخ في حلب بالصليبيين ضد أخيه في حمص واستجار الأخير في حمص بالصليبيين ضدأخيه في حلب. وما وجد أحدهما نصرة ولا إجارة، ولكنه وجد غولا متوحشا يقضي على لاثنين. هل من مدّكر؟
في البداية ظن العالم وإسرائيل أيضا ان الثورة السورية سوف تنتصر وتسيطر على سوريا إلى ان تدخلت روسيا بشكل شديد عندها بدأت إسرائيل بالتراجع عن موقفها، مع ذلك كانت المعارضة السورية متسرعة بارتمائها باحضان إسرائيل.
يمكن كتير من العرب مخدوعين ومفكرين انو ايران مختلفه مع اميركا واسرائيل مع انو الصحيح انو ايران واسرائيل وجهان لعمله واحده ضد العرب والمسلمين
بسم الله الرحمن الرحيم. الثورة السورية فشلت فشلا ذريعا حالها حال بقية ثورات الربيع العربي وهذا الفشل أو المرض بتعبير أصح جاء تشخيصه في مقدمة العالم العربي ابن خلدون رحمه الله حيث قال: العرب مفطورون على حب الزعامة ولن يتحدوا إلا برابطة دينية. غياب هذه الرابطة وانعدام الثقة بالله جعل بعض الخونة ينتهجون نهج النظام ويتبعون سلوكياته الخيانية. إن شاءت ثورة من ثورات الربيع العربي أن تنتصر ما عليها إلا أن ترفع صورة واحدة للمسجد الأقصى.
قديما كنت أظن أنه يجب إزالة الاستبداد أولا ثم إسرائيل تبين لي لاحقا أنه لا يمكن إزالة الاستبداد مالم نقضي على إسرائيل ولو أننا في ثوراتنا خرجنا ضدها لما أصابنا ما أصابنا من خسائر بل لعدنا بالغنائم: بنوك، معامل، آلات، مشافي، سلاح نووي، خمسين ألف طن من الذهب، طائرات، سفن.. إلخ.