لندن- “القدس العربي”: عَرَضَ جيش الاحتلال الإسرائيلي مقطعين مصورين، الأحد، قال إنهما يُظهِران رهينتين يتم اقتيادهما إلى مستشفى “الشفاء” في مدينة غزة، بعد احتجازهما في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، يوم هجوم “حماس” على إسرائيل.
في أحد المقطعين، يظهر عدة أشخاص، أربعة منهم على الأقل يحملون أسلحة وهم ينقلون على نقالة رجلاً مصاباً ممدداً، بينما يظهر في المقطع الآخر شخص يبدي مقاومة أثناء مرافقته بالقوة داخل مبنى يشبه المستشفى.
ولم تتمكن وكالة فرانس برس على الفور من التحقق من صحة هذه المشاهد.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال دانيال هغاري، في مؤتمر صحافي: “هنا يمكنكم أن تروا حماس تحتجز رهينة في الداخل… إنهم يأخذونه إلى داخل المستشفى”، مضيفاً أن المحتجزين من النيبال وتايلاند.
وأضاف: “لم نتمكن بعد من تحديد موقع الرهينتين”، مردفاً: “نحن لا نعرف أين هما موجودان”.
وتابع: “الحقيقة واضحة، حماس تخوض الحرب انطلاقاً من المستشفيات”.
ويبدو أن اللقطات مؤرخة في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وهو اليوم الذي هاجم فيه مقاتلو “حماس” إسرائيل ما أسفر عن مقتل حوالى 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، واحتجاز حوالى 240 آخرين، وفق السلطات الإسرائيلية.
وقال الجيش وجهاز الاستخبارات، في بيان: “ما تم العثور عليه يثبت أن منظمة حماس الإرهابية استخدمت مجمع الشفاء الاستشفائي يوم المجزرة كبنية تحتية إرهابية”.
ورفضت “حماس” المزاعم الاسرائيلية، ورد عضو المكتب السياسي للحركة عزت الرشق قائلاً إن “المقاومة نقلت العديد من أسرى الاحتلال للمستشفيات لتلقي العلاج وإجراء العمليات الجراحية، خاصة بعد إصابة البعض منهم نتيجة قصف طائرات الاحتلال لهم”.
وأضاف: “نشرنا العديد من الصور حول ذلك، والآن الناطق باسم جيشهم يقدم الأمر وكأنهم اكتشفوا شيئاً عظيماً”.
وردّت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة على الفيديوهات، محمّلة إسرائيل المسؤولية الكاملة عن تردي وانهيار الخدمات الصحية في مستشفيات غزة.
وقالت إن “ما تم عرضه من صور وفيديوهات لا يمكن التحقق من صحته”.
وأضافت، في بيان نشرته على منصة تلغرام: “بالنظر إلى ما أورده الاحتلال الاسرائيلي، فإن ذلك يؤكد أن مستشفيات وزارة الصحة تقدم خدماتها الطبية لكل من يستحقها بغض النظر عن جنسه وعرقه”.
وتابعت: “على اعتبار صحة ما جاء بالفيديو فهذا يعني أن المستشفى قدمت الخدمة المطلوبة عبر البوابة الأفضل، وهي العناية المركزة”.
وذكرت أنه “نتيجة الحصار الظالم ومنع دخول الأدوية والمستهلكات الطبية والأجهزة الطبية والتشخيصية وقطع الغيار وقطع التيار الكهربائي ومنع دخول الوقود فإن الاحتلال الإسرائيلي، وإن صحت روايته، فإنه يتحمل المسؤولية الكاملة عن تردي وانهيار الخدمات الصحية والذي يذهب ضحيتها مئات الجرحى والمرضى والذي كان من الممكن علاجهم وإنقاذ حياتهم”.
وقبيل عرض المقطعين المصورين، أفاد الجيش الإسرائيلي أنه عثر على نفق طوله 55 متراً، قال إنه يستخدم “بغرض الإرهاب” تحت مستشفى “الشفاء”.
وأوضح الجيش أن النفق يقع على عمق عشرة أمتار، علماً أن عشرات المرضى لا يزالون موجودين في مجمع الشفاء، الأكبر في القطاع، بحسب منظمة الصحة العالمية.
وأضاف، في بيان، أن “درجاً شديد الانحدار يؤدي إلى مدخل النفق” المزود وسائل دفاع عدة بينها باب مصفح.
ولفت جيش الاحتلال إلى أنه تم العثور على النفق في منطقة المستشفى تحت مستودع يحوي أسلحة، بينها “قاذفات قنابل يدوية ومتفجرات وبنادق كلاشنيكوف”، موضحاً أن الجنود يواصلون تقدمهم داخل النفق.
وتحاصر القوات الإسرائيلية مجمع “الشفاء” منذ الأربعاء.
من جهة أخرى، أكد دانيال هغاري أن تقرير التشريح لجثة الجندية نوا مارسيانو، التي عثر عليها قرب مستشفى “الشفاء”، وقال الجيش الاسرائيلي إنها كانت رهينة، يثبت “أنها اغتيلت في المكان المذكور بيد إرهابي في حماس”.
من جهتها، تؤكد “حماس” أن مارسيانو قتلت في قصف اسرائيلي.
ورد هغاري: “خلال قصف الجيش، قتل خاطفها وأصيبت نوا، لكن إصابتها لم تكن حرجة. هذا ما يقوله تقرير التشريح”.
والسبت، أفاد مصدر طبي فلسطيني بأن الجيش الإسرائيلي أعطى إدارة مجمّع “الشفاء” مهلة ساعة لإخلاء المستشفى، لكن تعذر إجلاء الجميع بسبب حالات صعبة تمنع أصحابها من المغادرة، إضافة إلى عشرات الأطفال الخدج.
وزعم الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه لم يطلب إجلاء المرضى والطواقم الطبية، لكنه استجاب لطلب مدير المستشفى محمد أبو سلمية، السماح لسكان غزة النازحين للاتجاه إلى الجنوب، وذلك من خلال طريق يتم تأمينه.
وبحسب وزارة الصحة في قطاع غزة، فإنه، منذ 10 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، لم تدخل إلى مجمع الشفاء أي إمدادات طعام ولا ماء، مؤكدة وفاة عشرات المرضى، بينهم أطفال خدج، خلال هذه الفترة.
وقالت الوزارة إن مجمع “الشفاء أصبح معزولاً عن العالم تماماً، بسبب انقطاع الاتصالات عن المرضى الذين يتضورون جوعاً، والقمامة المتراكمة تشكل مهدّداً جديداً للمحاصرين في مجمع الشفاء”.
ومنذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر، تقصف إسرائيل قطاع غزة بلا هوادة من الجو والبر والبحر، ويقول مسؤولون في القطاع إن ما لا يقل عن 13 ألف شخص قتلوا، معظمهم من المدنيين أيضًا.
(وكالات)