إسرائيل تغيّر تكتيك هجماتها داخل سوريا: «ضربات موضعية» و«أجسام مضيئة»

كامل صقر
حجم الخط
0

عواصم ـ «القدس العربي» ووكالات: قتل عشرة مدنيين على الأقل في غارات روسية استهدفت بلدة كفرنبل، شمال غربي سوريا، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، في قصف جاء بعد وقت قصير من إعلان موسكو، حليفة النظام، وقفاً لإطلاق النار من «جانب واحد». وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، وفق بيان نقلته وكالات الأنباء في موسكو، الإثنين شنّ الطيران الروسي الأحد «ضربة موجهة» على أطراف البلدة، قالت إنها استهدفت «موقعاً إرهابياً» رصدت منه إطلاق قذائف على قاعدة حميميم التابعة لقواتها في محافظة اللاذقية المجاورة وتمّ اعتراضها.

العفو الدولية: النظام يرتكب جرائم ضد الإنسانية في إدلب وحماة

من جهتها استنكرت منظمة «العفو» الدولية هجمات النظام السوري على المستشفيات والمراكز الصحية الأخرى في محافظتي إدلب وحماة، واعتبرتها «جرائم ضد الإنسانية».
جاء ذلك على لسان مديرة بحوث الشرق الأوسط في المنظمة، لين معلوف، حسب بيان صادر عن التنسيقية الإعلامية لفرع تركيا في المنظمة. وأكدت معلوف أن قصف المستشفيات التي تقدم الخدمات الصحية، يعد «جريمة حرب». ولفت البيان إلى أن المنظمة التقت مع 13 موظفا صحيا تضرروا من الاشتباكات، ودعمت شهاداتهم بمقاطع فيديو.
من جهة أخرى قالت مصادر ميدانية لـ«القدس العربي» إن جيش الاحتلال الإسرائيلي نفّذ مع ساعات فجر أمس، عملية انتشار واسعة وسط وجنوب الجولان المحتل، وأطلق مجموعة من طائراته الاستطلاعية على طول خط وقف إطلاق النار. وحسب تلك المصادر فإن تلك الطائرات اقتربت من المجال الجغرافي لـ «تل الحارة» العسكري الاستراتيجي الذي يتبع للجيش السوري، والواقع بين ريف القنيطرة وريف درعا الشمالي، مما دفع بالمضادات الأرضية السورية إلى إطلاق نيرانها نحو الطائرات الاستطلاعية الإسرائيلية التي تراجعت نحو عمق الأراضي المحتلة في الجولان.
المصادر ذاتها كشفت لـ«القدس العربي» أن الاحتلال يعتمد حالياً على استخدام ما تعرف بـ«الأجسام المضيئة» ذات المهمات الاستطلاعية التجسسية، ولوحظت تلك الأجسام خلال الليلتين الماضيتين بوضوح، حتى أن سكان ريف القنيطرة الشمالي شاهدوها مرات عدة، وقد تم نصبها من الجانب الإسرائيلي على طول خط وقف إطلاق النار ومرصدي جبل الشيخ الشرقي والغربي.
المصادر الميدانية التي تحدثت لـ«القدس العربي» رجّحت أن إسرائيل تسعى لتفادي الإحراج مع القيادة الروسية عبر اعتماد استراتيجية «الضربات الموضعية» ذات الأثر المحدد بدقة، عبر الاعتماد على الكثافة الاستطلاعية والتجسسية في عمقٍ داخل الأراضي السورية يتجاوز 40 كم للبحث عما تعتقد تل أبيب أنها أهداف إيرانية أو قواعد لحزب الله يجب ضربها، حيث شاهدت قوات الاستطلاع السورية خلال الأيام الماضية أنواعاً من الأجسام المضيئة غير المألوفة سابقاً في سماء القنيطرة وريف دمشق.
ونشرت مجلة «ناشيونال انترست» مقالاً تحدّثت فيه عن طائرات بدون طيار وسمتها بالانتحارية، والتي تعدّ سلاح إسرائيل السريّ لمواجهة أنظمة الدفاع في سوريا. وأشارت المجلّة إلى أنّه من المحتمل أن تكون الطائرات التي نفذت الهجمات الأخيرة في سوريا من طراز «هاربي 2»، وهي تُصنع في إسرائيل، ويُمكن توجيهها عن بُعد، أو ضبطها تلقائيًا، ويبلغ الحد الأقصى لسرعتها 115 ميلًا في الساعة، ويمكنها البقاء فوق ساحة المعركة لمدة ست ساعات.
ولفتت المجلّة إلى أنّ الغارات الأخيرة أظهرت تحسّنًا لدى الدفاع الجوي السوري، ويعود السبب الرئيسي بذلك إلى التدريب الروسي المستمر، إلا أنّ إسرائيل تستمرّ بهجومها المفاجئ من خلال استخدام طائرات انتحارية بدون طيار.
توازيًا، ذكّرت المجلّة بأنّ الحرس الثوري الإيراني أنشأ شبكة واسعة من القواعد على الأراضي السورية لممارسة الضغط العسكري على إسرائيل وتقديم المساعدة لـ«حزب الله»، مشيرةً الى أنّ ذلك حصل قبل التدخل العسكري الروسي في سوريا. (تفاصيل ص 4)

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية