إسرائيل تقترب من انتخابات عامة جديدة بعد تفاقم أزمة تشكيل الحكومة

 وديع عواودة
حجم الخط
0

الناصرة – «القدس العربي»: دخلت إسرائيل أمس في حالة سياسية مربكة وغير مسبوقة بعدما فشل رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو حتى الآن في تشكيل حكومته الخامسة رغم الفوز الواضح لحزبه « الليكود» وبعد طرح مشروع قانون لحل البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) بعد أسابيع قليلة على انتخابه. ويدور الخلاف الجوهري بين الشركاء الطبيعيين لحزب الليكود حول « قانون التجنيد « الذي ينص على واجب تجنيد أغلبية الشباب المتدينين المتزمتين الذين لا يؤدون الخدمة العسكرية في جيش الاحتلال لاعتبارات دينية منذ 1948. ويطالب رئيس حزب « يسرائيل بيتنا « وزير الأمن الأسبق أفيغدور ليبرمان بتطبيق كامل لـ « قانون التجنيد « الذي أقره البرلمان السابق لكن حزبي المتدينين المتزمتين (الحريديم) تراجعا عن الاتفاق حوله ويطالبان بتعديله وهذا ما يرفضه ليبرمان متهما « الليكود « بالعمل لبناء دولة شريعة بالتحالف مع المتدينين.
وعقد ليبرمان مؤتمرا صحافيا أمس حمل فيه على « الليكود « وحمله مسؤولية الفشل بتشكيل حكومة رغم فوزه بالانتخابات. وتابع «لم نشهد مثل هذا الفشل المريع منذ الانتخابات الأولى في تاريخ الدولة». واعتبر ليبرمان أن تمسكه بـ «قانون التجنيد» موقفا مبدئيا، نافيا تهمة « الليكود « له وكأنه يسعى لإسقاط نتنياهو انتقاما منه على خلفية خصومات قديمة. وأكد ليبرمان أنه لا يخشى الذهاب لانتخابات جديدة التي يلوح بها الليكود وقال إن حزبه قرر التصويت لجانب مشروع قانون لحل الكنيست فور طرحه من قبل «الليكود» الذي يهدد منذ يومين بتفكيك البرلمان والإعلان عن انتخابات جديدة.
وأضاف «الحكومة التي يسعى نتنياهو لتأسيسها الآن هي حكومة شريعة ولن أكون شريكا فيها ولا نخشى الدخول في انتخابات جديدة وهذه بالمناسبة أقل تكلفة من الاتفاقات الإئتلافية التي يستعد نتنياهو لتوقيعها». واستخف ليبرمان باللقاءات العاجلة التي يقوم بها نتنياهو في الأيام الأخيرة مع رؤساء الكتل البرلمانية الرامية للضغط عليه، مؤكدا أنه كلما زادت الضغوط والتهديدات عليه زادت رغبته بالتحدي وقال إن «قانون التجنيد» تحول إلى رمز ولن نتنازل «عن رموزنا».
وضمن التراشق المتصاعد عقب ليبرمان على اتهامات « الليكود « بأن «يسرائيل بيتنا» يمنع تشكيل حكومة يمين وطنية بالقول إن هذه مزاعم تهدف للتغطية على فشل غير مسبوق في مساعي تشكيل حكومة بديل أن نتنياهو لم يوقع حتى الآن اتفاقا واحدا مع أي حزب رغم أن الموعد القانوني الأخير لتشكيل الحكومة ظهر الغد الأربعاء. وتابع ليبرمان الذي بدأ مسيرته السياسية مدير عام لحكومة نتنياهو الأولى عام 1996 بعد وصوله للبلاد كمهاجر جديد من روسيا « بدلا من الاعتراف بالفشل يحاولون إلقاء التهمة على الآخرين ولذا عليهم النظر في المرآة». كما قال ليبرمان إن الانتخابات الجديدة أمر زائد جدا ولكن إن كان لابد فسنخوضها وربما تكون هي الحل».
وعقب «الليكود» على أقوال ليبرمان بالقول إن رؤساء الكتل الحزبية المعنية سيعلنون عن توقيع اتفاقات إئتلافية فورا بعد توقيع ليبرمان الذي تمت دعوته للانضمام للإئتلاف الحكومة اليوم وعدم الدفع لسقوط حكومة يمين. وكان «الليكود» قد قدم أمس مشروع قانون لمصادقة البرلمان بالقراءة الأولى لحل نفسه كي يتم قطع الطريق على رئيس الدولة توكيل نائب آخر لتشكيل حكومة بدلا من نتنياهو. وواصل نتنياهو، مساعيه لتشكيل الحكومة وعدم الذهاب لانتخابات جديدة في الوقت الذي قدم عضو الكنيست عن حزب الليكود، ميكي زوهر، مشروع قانون لحل الكنيست، فيما كتب زوهر تغريدة على «توتير» قال فيها: «في جلسة رؤساء أحزاب الائتلاف مع نتنياهو، تقرر أن تكون الانتخابات في تاريخ 27-8-2019، وقد طلب رؤساء الأحزاب تنسيق التاريخ مع ليبرمان».
وأكدت أحزاب في المعارضة رفضها لقانون حل الكنيست الذي قدمه « الليكود « حيث أعلن حزب العمل عن تصويته ضد القانون في حال قدم للتصويت، وهو الموقف ذاته الذي عبر عنه تحالف « أزرق – أبيض» ورئيسه بيني غانتس. ورغم تقديم مشروع قانون حل الكنيست والتقديرات بالذهاب مجددا لانتخابات مبكرة، أكدت مصادر في الائتلاف الحكومي أنه تم بذل جهد كبير لمنع الانتخابات، إذ يجري النظر في إمكانية شطب قانون التجنيد من جدول اتفاقيات الائتلاف الحكومي. يشارإلى أن المرجعية الدينية لـحزب «يهدوت هتوراه» الأحد الماضي قدمه نتنياهو، على أمل أن يقود إلى انفراج في أزمة تشكيل الحكومة، فيما رفضه رئيس حزب «يسرائيل بيتنا»، أفيغدور ليبرمان. لكن صحيفة « يسرائيل هيوم « المقربة من نتنياهو قد حملت أمس بشدة على ليبرمان واتهمته بمحاولة إسقاط حكومة نتنياهو اليمينية الوطنية وذلك في عنوان رئيس «هذه عملية غش واسمها ليبرمان».
ورد ليبرمان بحملة مضادة عليها وقال إن «يسرائيل هيوم» هي الطبعة الإسرائيلية لصحيفة «برافدا» الروسية التي كانت تروج لأكاذيب ستالين وأعوانه.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية