رام الله: اعتبرت وزارة الخارجية الفلسطينية الجمعة، أن قرار وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، وقف إصدار مذكرات اعتقال إداري ضد مستوطنين متهمين بمهاجمة فلسطينيين بالضفة الغربية “يشجعهم على مزيد من الجرائم”.
وقالت في بيان إن قرار كاتس “سيشجع المستوطنين المتطرفين على ممارسة الإرهاب ضد الفلسطينيين وأرضهم وممتلكاتهم، وتصعيد الجرائم ضدهم، ويعطيهم شعورا إضافيا بالحصانة والحماية”.
وأكدت الخارجية الفلسطينية أن “عدد الذين تم اعتقالهم من المستوطنين قليل جدا، وفق اعتقالات شكلية بنمط الباب الدوار”.
وطالبت “بتحرك دولي فاعل للجم إرهاب مليشيات المستوطنين، ووضع حد لإفلاتهم المستمر من العقاب، وحماية شعبنا من تغول الاحتلال”.
وفي وقت سابق الجمعة، أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية وقف إصدار قرارات اعتقال إداري ضد مستوطنين متهمين بمهاجمة فلسطينيين في الضفة الغربية.
وقال مكتب وزير الدفاع يسرائيل كاتس في بيان، إن الوزير أبلغ رئيس جهاز الأمن العام “الشاباك” رونين بار، في لقاء عقداه هذا الأسبوع، “قراره وقف استخدام مذكرات الاعتقال الإدارية ضد المستوطنين اليهود في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) وطلب منه وضع أدوات بديلة”.
والاعتقال الإداري هو اعتقال يستند إلى معلومات سرية لا يتم الكشف عنها، لكنها طالت مستوطنين متهمين بجرائم خطيرة ضد المدنيين الفلسطينيين بما فيها القتل وإحراق الأراضي والممتلكات والاعتداءات الجسدية المبرحة.
ووفق البيان، قال كاتس إنه “ليس من المناسب لدولة إسرائيل أن تتخذ مثل هذا الإجراء الصارم ضد المستوطنين في واقع يتعرض فيه الاستيطان اليهودي في يهودا والسامرة لتهديدات إرهابية فلسطينية خطيرة، بدعم ومساندة من محور الشر الإيراني”، على حد تعبيره.
وأضاف: “إذا كان هناك اشتباه في ارتكاب أعمال إجرامية يمكن محاكمة مُرتكبيها، وإذا لم يكن الأمر كذلك، هناك إجراءات وقائية أخرى يمكن اتخاذها غير الاعتقال الإداري”، دون ذكر تلك الإجراءات.
وكانت العديد من الدول الغربية بما فيها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا أعلنت في الأشهر الماضية فرض عقوبات على مستوطنين ومنظمات استيطانية بالضفة الغربية لارتكابهم جرائم ضد الفلسطينيين.
وتستخدم إسرائيل الاعتقال الإداري بشكل أساسي ضد الفلسطينيين حيث تفيد هيئة شؤون الأسرى بوجود 3443 فلسطينيا قيد الاعتقال الإداري في السجون الإسرائيلية.
ولا يوجد إحصاء إسرائيلي رسمي بعدد الإسرائيليين قيد الاعتقال الإداري أو من سبق وتم اعتقالهم إداريا، ولكن يدور الحديث عن أعداد قليلة جدا.
ويستمر الاعتقال الإداري لفترة تصل إلى 6 أشهر يمكن تمديدها دون تقديم إثباتات ضد المعتقل.
وتشير تقديرات حركة “السلام الآن” الإسرائيلية إلى وجود أكثر من 720 ألف مستوطن في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية.
ويتم إصدار مثل هذه الأوامر إذا كان الشخص، على سبيل المثال، له صلة بجريمة جنائية ولكن لا توجد أدلة كافية لتوجيه اتهامات ضده.
ويقول المحامون إن الاحتجاز في مثل هذه الحالات يكون مستندا إلى معلومات سرية، وعليه لا يملكون سلطة تذكر لوقفه.
ومن المقرر تطبيق ما يسمى بالإجراءات الوقائية الأخرى على المستوطنين مستقبلا، ولكن ما سيترتب على تلك الإجراءات لا يزال غير واضح.
وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن هناك ثمانية يهود محتجزين بهذه الطريقة أيضا.
وبرر كاتس إعفاء المستوطنين اليهود من هذا الإجراء لأنهم يتعرضون على حد قوله لـ”تهديدات إرهابية فلسطينية خطيرة” في الضفة الغربية.
ويخشى نشطاء إسرائيليون من أن يتسبب قرار الوزير في تشجيع مثل هؤلاء المستوطنين على تنفيذ هجمات ضد الفلسطينيين.
(وكالات)