إسرائيل تمنع مدينة سخنين من إطلاق اسم عبد الناصر وعرفات على شوارعها
19 - مايو - 2013
حجم الخط
0
الناصرة ـ ‘القدس العربي’ من : تُعتبر النائبة ميري ريغف، من حزب الليكود، من صقور الحزب، المتطرف أصلاً، كما أنها عملت لفترة طويلة كناطقة بلسان جيش الاحتلال، وسُلطت عليه الأضواء عندما توجهت السنة الماضية من على منبر الكنيست الإسرائيلي إلى النائب حنين زعبي من حزب التجمع الوطني الديمقراطي وشتمتها بأقذع الشتائم ووصفتها بألقاب لا يحتملها الورق. وكانت الهيئة العامة للكنيست شهدت جلسة صاخبة، لم يشهدها الكنيست منذ فترة، لدى بحث قضية العدوان الإسرائيلي على أسطول الحرية، وكان أحد المبادرين النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، إذ توحد أعضاء الكنيست من كافة الأحزاب الصهيونية والأصولية في مهاجمة النواب العرب، وبشكل خاص، النائب حنين زعبي، التي شاركت في أسطول الحرية، حتى أن عضو الكنيست من الليكود ميري ريغيف، الناطقة السابقة بلسان جيش الاحتلال قالت من على المنصة بالعربية: يا حنين روحي من هون إلى غزة. وتُواصل النائبة المذكورة، التي ترأس لجنة الداخلية التابعة للبرلمان الصهيوني حيث عبرت ريغف، عن رفضها لطلب البلدية ولجنة الأسماء في بلدة سخنين، الواقعة داخل ما يُسمى بالخط الأخضر، إطلاق اسمي كل من الرئيس المصري الراحل، جمال عبد الناصر، والرئيس الفلسطيني الشهيد ياسر عرفات على شارعين في المدينة العربية، حسبما ذكر الموقع الالكتروني للقناة السابعة في التلفزيون الإسرائيلي، إذ أن الزعيمين المذكورين ما زالا يقُضان مضاجع الإسرائيليين، على الرغم من مرور فترة طويلة على رحيلهما. وأضافت ريغف على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك)، قائلةً إن هذا ليس حلما، ولكن هناك من يظن بأنه تحت شعار حرية التعبير يمكن لإسرائيل أن تتنازل عن قيمها كأمة يهودية صهيونية، على حد تعبيرها. كما أشارت إلى أنها علمت قبل أيام أن المجلس المحلي في بلدة سخنين، وأعضاء لجنة الأسماء يعتزمون التقدم بطلب لتغيير أسماء بعض الشوارع الرئيسة، وإطلاق اسم ما وصفته بأبي المخربين والقتلة ياسر عرفات عليها، وكذلك اسم جمال عبد الناصر الرئيس المصري الذي قاد الخط المتطرف تجاه إسرائيل، ودعا إلى إبادتها، وأغلق قناة السويس وشن حرب حزيران ضد إسرائيل، على حد تعبيرها. وزادت النائبة المتطرفة قائلة: بصفتي رئيسة لجنة الداخلية في الكنيست، والمسؤولة عن السلطات المحلية في إسرائيل، فإنني أعلن حربي على هذا الطلب، وعلى أعضاء لجنة الأسماء في سخنين، وعليهم الالتزام بالمبادئ الأساسية في أن إسرائيل دولة يهودية صهيونية ديمقراطية، وأنها الديمقراطية الوحيدة في المنطقة، ولكن هل إسرائيل مستعدة باسم حرية التعبير أن تتنازل أو تعترف بأعدائها.. لا وألف لا، على حد قولها. ما زال الرئيس الفلسطيني الراحل، الشهيد ياسر عرفات، يقض مضاجع الإسرائيليين، على الرغم من مرور عدة سنوات على رحيله. والمخاوف الإسرائيلية تنسحب أيضاً على ما قامت به الحكومة الإسرائيلية مؤخراً بسبب انزعاجها من الضوء الأخضر الذي انبعث من كشاف نُصب على المسجد المتاخم لضريح الرئيس الشهيد. فكما هو معروف، فإن الرئيس عرفات، كان طلب قبل انتقاله إلى جوار ربه، أن يتم دفنه في عاصمة فلسطين، القدس، ولكن الدولة العبرية رفضت تلبية الطلب، وحتى عند عودة الطائرة التي أقلت جثمان الرئيس الشهيد من القاهرة إلى مدينة رام الله المحتلة، منعتها من المرور فوق القدس المحتلة. الرئيس دُفن في مدينة رام الله، وأقامت له السلطة الوطنية الفلسطينية ضريحاً يزوره الفلسطينيون وغيرهم من جميع أرجاء العالم. في باحة الضريح أقيم المسجد، وبناءً على طلب من المقربين للرئيس الراحل، فقد قامت السلطة الفلسطينية بنصب كشاف ضخم بحيث أن يتوجه ضوؤه، وهو باللون الأخضــــر، باتجاه المسجد الأقصى المبارك، وذلك بهدف تلبية رمزية لطلب الرئيس الشـــهيد الذي كان طلب دفنه في مدينة القدس، التي أحبها وأحبته. ولكن الإسرائيليين، قادةً وشعباً، أكدوا للمرة الألف أو أكثر، أنهم يخشون حتى من الضوء الأخضر لأنه جاء بناءً على طلب الراحل عرفات. ووفق مصادر فلسطينية مطلعة، فقد قامت الجهات الإسرائيلية ذات الصلة بالتوجه إلى المسؤولين في السلطة الوطنية وأبلغتهم أن الضوء المنبعث من الكشاف الأخضر يؤثر على حركة الطائرات وعلى أجهزة الإرسال التي يستعملها أيضاً الجيش الإسرائيلي، وبالتالي طلبت منهم العمل فوراً على إزالة هذا الكشاف. وحسب المصادر التي تحدثت لـ’القدس العربي’ فإن السلطة الفلسطينية استجابت للطلب الإسرائيلي، وقامت بإزالة الكشاف من على المسجد، لكي يكف الإسرائيليون عن الانزعاج. يشار في هذا السياق إلى أن السلطة الوطنية الفلسطينية تعمل في الضريح على إقامة متحف خاص بالرئيس الشهيد، حيث سيتم وضع كافة الأغراض التي كانت تخص الرئيس الفلسطيني الراحل، وسيتم افتتاح المتحف قريباً، وفق المصادر الفلسطينية.