الناصرة- “القدس العربي”:
تذهب إسرائيل يوم غد الإثنين لانتخابات عامة هي الثالثة في غضون 11 شهرا، وسط مخاوف من استمرار حالة التعادل والاضطرار لخوض جولة رابعة بعد ثلاثة شهور وسط استمرار التراشق الرخيص والشخصي بين قادة المعسكرين المتناحرين على الحكم فيما تغيب القضية الفلسطينية وحتى القضايا والمشاكل الداخلية.
وبعد فترة طويلة من تصدر حزب “أزرق- أبيض” قائمة الأحزاب الإسرائيلية تفيد الاستطلاعات الأخيرة بأن هناك تعادلا مع تقدم طفيف لصالح الحزب الحاكم “الليكود”.
ويرى مراقبون أن هذا التحول هو نتيجة الهجوم الشخصي على بيني غانتس واتهامه بالتلعثم والتردد ونعته بـ”المختل نفسيا” علاوة على فضح شريط مسجّل لأحد مستشاريه الدعائيين يقول عنه إنه لا يصلح لأن يكون رئيس وزراء.
وفي محاولة لدفع أصحاب حق الاقتراع المنتمين لمعسكر اليمين للخروج للتصويت لحزبه كي يتمكن معسكره من تشكيل حكومة ضيقة بقيادته، قال رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إنه لن يشارك في حكومة وحدة مع “أزرق- أبيض”، محذرا من احتمال ذهاب إسرائيل لانتخابات رابعة، في حال فشل معسكره في الحصول على ما يكفي لتشكيل حكومة.
وقال نتنياهو في تصريحات إعلامية إن بيني غانتس ليس شريكا سياسياً لمعسكر اليمين وإن فرص تشكيل حكومة وحدة بناء على اتفاق تناوب بينهما على منصب رئاسة الحكومة، لم تعد قائمة.
كذلك اعتبر نتنياهو ضمن هجومه المباشر على شخص بيني غانتس، أنه غير جدير بإشغال رئاسة حكومة لكونه ضعيفا، وغير مؤهل. كما كرر نتنياهو تهويشه على غانتس بالقول إن حزبه استبداديا وأنه لا يستطيع تشكيل الحكومة دون دعم القائمة المشتركة التي ستفرض إملاءاتها عليه.
بالمقابل قال بيني غانتس إنه لن يجلس في حكومة مع نتنياهو أو في حكومة يترأسها نتنياهو، وتابع في حديث لإذاعة جيش الاحتلال اليوم: “لا يمكن لنتنياهو أن يكون وزيراً بوجود ثلاث لوائح اتهام موجهة ضده، إذا فاز حزبنا أزرق أبيض بمرتبة الحزب الأكبر وعملنا على تشكيل حكومة وحدة وطنية، فلن يكون نتنياهو رئيسا للوزراء”.
في محاولة لنفي تهم “الليكود” قال غانتس أيضا إنه لن يشكّل حكومة بدعم من القائمة المشتركة نافيا وجود أي اتفاق سري بهذا الاتجاه وذلك بخلاف مزاعم رئيس حزب “العمل” عمير بيرتس بأن هناك توافقا على دعم تشكيل حكومة جديدة بقيادة غانتس بدعم من حزبه وبدعم خارجي من القائمة المشتركة ومن قائمة “إسرائيل بيتنا” برئاسة أفيغدور ليبرمان.
من جهته دعا رئيس “المشتركة”، النائب أيمن عودة، فلسطينيي الداخل (18% من عدد السكان) للخروج بجماهيرهم إلى صناديق الاقتراع، من أجل إسقاط رأس الأفعى وقائد الليكود الذي يحرض على الشعب الفلسطيني ويتآمر عليه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وردا على سؤال “القدس العربي” أكد عودة أن ارتفاع نسبة تصويت المواطنين العرب من 60% إلى 70% كفيلة بأن تدفع بنتنياهو لخارج الحلبة السياسية لأن ذلك يعني منعه من تشكيل حكومة، وأضاف: “مع فوزنا بـ15- 16 مقعدا سنفرض أنفسنا على الحلبة السياسية الإسرائيلية شاؤوا أم أبوا وهذا ما سيعزز مكانة وهيبة ودور المواطنين العرب بعيون أنفسهم وبعيون العالم وشعبنا أصلا ينتظر نصرا معنويا كهذا في هذه الجولة الراهنة”.
وحذر عودة من مخاطر بقاء نتنياهو في الحكم على كل الشعب الفلسطيني وعلى الفلسطينيين في الداخل. وأضاف: “علينا واجب في استبدال حكومة حرض رئيسها ليلا نهارا ضدنا أكثر من أي رئيس وزراء سابق فقد سن قانون القومية العنصري وحدد أن العبرية هي اللغة الرسمية في إسرائيل وأعلن مع ترامب عن صفقة القرن وعملية التي تشمل نقل المثلث إلى نفوذ السلطة الفلسطينية”.
وتابع عودة: “نتنياهو يقول إن غانتس لن يشكل حكومة بدون القائمة المشتركة ونحن نقول له لن تشكل أنت الحكومة، بسبب القائمة المشتركة”.
وخلال لقاء عابر مع ليبرمان داخل استوديو القناة 13 خاطب عودة ليبرمان بالقول: “أنت مهاجر جديد من كيشنيف بينما أهالي المثلث ورثوا الديار أباً عن جد منذ قرون كثيرة وهم اليوم سيعرفون كيف يزيدون المشتركة قوة لتصبح ثلاثة أضعاف قوة حزبك”.
وهذا ما أكده زميله النائب أحمد الطيبي، الذي قال لـ”القدس العربي” إنه يأمل أن ينتهز المواطنون العرب الفلسطينيون في إسرائيل الفرصة من أجل معاقبة المحرض الأكبر والكاذب الأخطر بنيامين نتنياهو ودفعه إما لبيته أو لـ” بيت خالته” وذلك في إشارة إلى أن خسارة نتنياهو ستجعله ماثلا في اليوم التالي أمام المحكمة في قضايا فساد واحتيال خطيرة.
وزير الثقافة “بهيمة لكنها تقوم بعمل دعائي ممتاز”
وفي سياق المعركة الانتخابية كشف عن تسجيل صوتي لأكثر المساعدين قربا لنتنياهو، المدعو نتان إيشل، الرئيس السابق لطاقم مكتب رئيس الحكومة الوزراء يقول فيه إن “الكراهية هي ما يوحد معسكر اليمين”.
وجاءت تصريحات إيشل في تسجيلات صوتية خلال محادثة هاتفية مع شخص اعتزم إيشل تعيينه مستشارا سياسيا وقانونيا لرئيس الحكومة، عشية انتخابات الكنيست الـ22 التي أجريت في أيلول/ سبتمبر الماضي، وتم تسريبها للقناة 12 الإسرائيلية. ويوضح إيشيل في التسجيل الصوتي أن “الجمهور الذي أتوجه إليه من غير اليهود الغربيين، يكره كل شيء. لقد استطعنا أن نستثير شراسته إذ أن هذه الكراهية هي ما يوحد معسكرنا ونحن بحاجة للمواصلة بهذه المواجهة العنيفة”.
وشبه فساد نتنياهو بالقضايا التي لاحقت رئيس حزب “إسرائيل بيتينو” أفيغدور ليبرمان وزملاءه في الحزب، بالقول إن قضايا نتنياهو مثلها مثل قضايا ليبرمان: “إذا لم تكن لصاً، فمن أنت؟ من أجل ماذا جئت إلى الساحة السياسية؟”.
وردا على سؤال حول رأي الجمهور الإسرائيلي بالسياسي الفاسد، قال إيشل: “إنهم لا يفهمون أنك تعمل في السياسة لفعل الخير للشعب. لقد اخترت العمل بالسياسة لأنك اخترت أن تكون سارقاً؛ عليك أن تكون رجلاً”.
وردا على سؤال آخر حول وزيرة الثقافة الإسرائيلية ميري ريغف (الليكود) قال إيشل إنها “بهيمة لكنها تؤدي مهامها الدعائية على ما يرام، وإنها تثير حماسة الجمهور وتنجح في ذلك، إنها مثل مشجعات كرة القدم، تقف وتحرك بأيديها للحشود الذين يتفاعلون معها”.
وسارع نتنياهو للتنصل من هذه الأقوال الفاضحة، واعتبرها “غير موفقة” ولا تمثّل “الليكود” ومرفوضة، وقال إنه يعتذر عنها.