الناصرة- “القدس العربي”:
قالت مصادر في إسرائيل إن وزير الخارجية غابي أشكنازي قد تحدث منذ الكشف عن اتفاق التطبيع مع الإمارات، مع خمسة وزراء خارجية عرب، بينهم وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد ووزير الخارجية العماني يوسف بن علوي.
وأشار موقع “واينت” الإسرائيلي إلى أن وزارة خارجية الاحتلال تنشط في دول الخليج العربي في السنوات الـ20 الأخيرة، ويوجد لها ممثليات هناك منذ عام 2014، وللوزارة علاقات مع مسؤولين رسميين وغير رسميين وشركات ومسؤولين آخرين خليجيين، لافتا لقفزة في عدد الزيارات لبعثات إسرائيلية إلى دول الخليج في السنوات الأخيرة.
من ناحيتها، أوردت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية، الثلاثاء، أن رئيس الموساد الإسرائيلي، يوسي كوهين، اجتمع في أبو ظبي مع مستشار الأمن القومي الإماراتي، طحنون بن زايد.
ميري ريغيف “نحن سعداء بتغيير العرب لاءاتهم الثلاث بالنعَمات الثلاث”.
وقالت مصادر إسرائيلية إنه من المتوقع أن يقوم كوهين في طريق عودته بزيارة العاصمة البحرينية المنامة لإجراء مباحثات. ووفقا للتقديرات الإسرائيلية فالبحرين هي الدولة التالية المتوقع أن تتوصل إلى اتفاق سلام مع إسرائيل.
وكشف “واينت” أن وزارة الخارجية الإسرائيلية ساعدت حتى الآن نحو 500 شركة إسرائيلية على العمل في الإمارات، كما استضافت وزارة الخارجية رجال أعمال إماراتيين في إسرائيل.
التطبيع مع إسرائيل يشمل صفقة أسلحة بالمليارات
وفي ظل الجدل الداخلي الإسرائيلي حول بنود سرية لم يتضمنها اتفقا التطبيع مع الإمارات، أكد مسؤول إماراتي رفيع لموقع “واينت” أن التطبيع مع إسرائيل يشمل صفقة بيع أسلحة أمريكية بمليارات الدولارات بخلاف تصريحات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الذي نفى ما جاء في تقرير لصحيفة “يديعوت أحرونوت” الثلاثاء، أكدت فيه تحت عنوان “سلاح مقابل سلام” أن الضمّ لم يرد في اتفاق التطبيع وأن جوهر هذه الصفقة مغاير لما يطرح على الإسرائيليين، وأن إسرائيل وافقت على بيع الولايات المتحدة طائرات متطورة من طراز “إف 35” للإمارات مقابل التطبيع.
وقال المصدر الإماراتي الذي فضل عدم الكشف عن اسمه إن “الصفقة ستشمل طائرات بدون طيار ومقاتلات وأسلحة أخرى.
وبحسب المصدر الإماراتي، فإن نتنياهو كان على علم بالاتفاق ووافق عليه خلال مفاوضات لم تجر حصريا عبر واشنطن. وأضاف المسؤول الإماراتي أن إسرائيل والولايات المتحدة والإمارات وافقت على تعزيز القدرات العسكرية للإمارات كجزء لا يتجزأ من اتفاق السلام.
مسؤول إماراتي رفيع: “التطبيع مع إسرائيل يشمل صفقة بيع أسلحة بمليارات الدولارات تشمل طائرات بدون طيار ومقاتلات وأسلحة أخرى
يشار إلى أن السفير الأمريكي الأسبق في إسرائيل مارتين اينديك، قد قال في تغريدة عبر حسابه في تويتر، إن طائرات “إف 35” جزء من الاتفاق بين الإمارات وإسرائيل.
وتابع: “لا أفهم لماذا لم يتشاور نتنياهو مع غانتس ولم يوضح للإسرائيليين أن مبيعات الأسلحة هي دائما جزء من الصفقة عندما تصنع دولة عربية السلام مع إسرائيل”.
وفي غضون ذلك، كرر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مساء الثلاثاء، رفضه اتفاق تطبيع العلاقات الإسرائيلي الإماراتي، واصفا إياه بأنه “خدعة” و”طعنة في الظهر”. وقال عباس: “حاولوا أن يوهموا العالم بأن الإمارات حققت إنجازا عظيما بوقف الضم، وكأن القضية الفلسطينية هي الضم فقط”.
اتصالات إسرائيلية سودانية
وفي سياق الحديث عن انضمام السودان لدائرة التطبيع مع الاحتلال، نقلت صحيفة “إسرائيل اليوم” المقربة من نتنياهو، عن مسؤول إسرائيلي مطّلع قوله إن ثمة اتصالات ومباحثات بين إسرائيل والسودان حول إعادة طالبي اللجوء والعمل السودانيين الى بلادهم.
وأفادت الصحيفة أن المسؤول لم يقدم معلومات مفصلة حول مدى تقدم هذه المباحثات، وإن كان تم التوصل إلى اتفاق.
ويقيم في إسرائيل 7000 سوداني طالب لجوء وباحث عن عمل، وقد قامت إسرائيل في الماضي باتصالات سعيا لإعادتهم إلى بلادهم، لكنها حتى الآن لم تنجح بذلك.
في المقابل نفت وزارة الخارجية السودانية تصريحات المتحدث باسم الوزارة حول رغبة السودان تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، وقالت إن العلاقات معها لم يتم مناقشتها بأي شكل من الأشكال، وذكرت الوزارة أنها لم تكلف المتحدث باسم الوزارة بإدلاء أي تصريحات إعلامية حول ذلك.
وكان المتحدث الإعلامي حيدر بدوي قال إن بلاده ترغب بتطبيع العلاقات مع إسرائيل وتوقيع اتفاق سلام معها، وأنه تمت خلال الفترة الماضية اتصالات بين الجانبين للتمهيد لتطبيع العلاقات.
واليوم الأربعاء، أصدر وزير الخارجية السوداني المكلف عمر قمر الدين إسماعيل، قراراً بإعفاء السفير حيدر بدوي صادق من منصبه كناطقٍ رسمي لوزارة الخارجية ومديراً لإدارة الإعلام، عقب تصريحه أن بلاده تتطلع إلى تطبيع علاقاتها مع إسرائيل.
من جانبه رحب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بهذه التصريحات، وقال إن الاتفاق بين السودان وإسرائيل سيكون مفيدا للجميع، وأشار في تغريدة له إلى لقائه مع رئيس المجلس الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان، معتبرا التصريحات أنها “تعكس القرار الشجاع الذي اتخذه البرهان الذي دعا للعمل على تعزيز العلاقات بين البلدين”.
وتعقيبا على الأنباء الجديدة عن رغبة السودان بالتطبيع، قال: “إسرائيل والسودان والمنطقة كلها ستستفيد من اتفاق السلام ويمكنهم معا بناء مستقبل أفضل لجميع شعوب المنطقة”.
وقال نتنياهو مجددا إنه لا يوجد أي بند علني أو سري حول بيع سلاح متطور للإمارات. وتابع: “هذا الاتفاق غني جدا ومفيد جدا لإسرائيل خاصة في الاقتصاد، وصحراء النقب تنتظر استثمارات الإمارات بمليارات. للأسف هناك أخبار كاذبة وليس هناك أي موافقة إسرائيلية على بيع سلاح أمريكي متقدم للإمارات”.
مراقبة طرق تهريب السلاح
يشار إلى أن القناة الإسرائيلية الرسمية سبق ونقلت قبل أيام عن الوزير السوداني القول إنه “يتوقع أن تتم هذه الخطوة التاريخية قريبا، ربما قبل نهاية العام الحالي”.
وأضافت أن الاتصالات بين إسرائيل والسودان مستمرة، كما أن بعثات من الطرفين تواصل الاستعدادات على قدم وساق للتوصل إلى هذا الاتفاق.
كما قال مصدر حكومي سوداني رفيع لوكالة أنباء أسوشييتد برس: “تجري المباحثات منذ عدة أشهر بين جهات إسرائيلية وسودانية بمساعدة مصر والإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة “.
وقال أيضا إن “الاتفاق مسألة وقت، نحن في المراحل النهائية لكل القضايا، وشجعتنا خطوة الإمارات وساهمت في تهدئة بعض الأصوات داخل الحكومة في السودان التي كانت تخشى رد فعل شعبيا في البلاد”.
مصدر سوداني رفيع: “تجري المباحثات منذ عدة أشهر بين جهات إسرائيلية وسودانية بمساعدة مصر والإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة “.
وفي هذا السياق تساءل المحلل الإسرائيلي شالوم يروشالمي في صحيفة “معاريف”: “ما هي خلفية هذا؟” مرجحا أن السودان تريد وبحق من الولايات المتحدة أن ترفعها من قائمة الدول التي تدعم الإرهاب وتزيل العقوبات عنها. موضحا أن التقارب مع إسرائيل يهدف من بين أمور أخرى، إلى الحصول على مساعدة إسرائيلية في البيت الأبيض ولدى وزارة الخارجية والكونغرس في واشنطن بهذا الخصوص.
وحول المنفعة غير المعلنة التي تطمع بها إسرائيل، قال المحلل الإسرائيلي يوني بن مناحم بشأن السودان، إن موقعها استراتيجي لإسرائيل في كل ما يتعلق بمسار تهريب السلاح من إيران.
ورحب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية ليؤر خياط بتصريحات نظيره السوداني لشبكة سكاي نيوز الناطقة بالعربية، بأنه “لا يوجد سبب لمواصلة العداء مع إسرائيل”. وقال خياط إن “إسرائيل ترحب بأي خطوة من شأنها أن تؤدي إلى تطبيع واتفاقات سلام مع دول المنطقة”.
النعَمات الثلاث
من جهتها قالت وزيرة المواصلات الإسرائيلية ميري ريغيف بلهجة ساخرة، إنه في عام 1967، عقد مؤتمر في الخرطوم الذي قرر معارضة إسرائيل، وأعلنت الدول العربية “لاءاتها الثلاث”: لا اعتراف بإسرائيل، لا سلام مع إسرائيل، لا مفاوضات مع إسرائيل.
ولكن التصريحات الوافدة هذه الأيام من السودان تدل على رياح التغيير الهائلة: نعم للاعتراف، نعم للمفاوضات، نعم للسلام مع إسرائيل.
وتابعت ريغيف في تصريحات للقناة 12: “نحن سعداء بتغيير العرب لاءاتهم الثلاث بالنعَمات الثلاث “.
كذلك اعتبر أشكنازي أن إعلان الخارجية السودانية يشير إلى التغيير الجوهري الذي يحدث هذه الأيام في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام وفي السودان بشكل خاص بعد 53 عامًا بالضبط من مؤتمر الخرطوم الذي دعا فيه السودان إلى معارضة الاعتراف باتفاقية السلام مع دولة إسرائيل.
وتابع: “أرحب بأي خطوة تعزز عملية التطبيع والسلام والاتفاقات والاعتراف بين الدول. يُنتج النشاط الدبلوماسي الإسرائيلي بقيادة وزارة الخارجية فرصًا مهمة أخرى مثل العلاقة بين إسرائيل والسودان. سنواصل مناقشة تعزيز العلاقات في المستقبل القريب حتى توقيع اتفاقية سلام تحترم مصالح الطرفين”.
الفصل العنصري والتفوق العرقي اليهودي
وفي النقاش حول مقترح حجب الثقة عن الحكومة، تطرقت النائبة في الكنيست الإسرائيلي عن القائمة المشتركة، عايدة توما-سليمان، إلى اتفاقية التطبيع بين إسرائيل والإمارات. وقالت إن نتنياهو يدعي بأن الاتفاقية مع الإمارات تعتبر تحقيقا لعقيدته التي تستند على “السلام من دافع القوة”، لكن إذا ما نظرنا للاتفاق وإلى صفقة القرن التي تعتبر الخطة الأوسع، يمكن تعريف عقيدة نتنياهو الإقليمية بطريقة مختلفة تماما.
وتابعت توما – سليمان: “عقيدة نتنياهو ترتكز على عشر نقاط أساسية، مبدأها الأساسي الفصل العنصري والتفوق العرقي اليهودي”. موضحة أن هذه العقيدة تسعى دوما إلى سحق النضال الفلسطيني من اجل التحرر من الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية، عسكريا، استخباراتيا ودبلوماسيا، وإظهار الفلسطيني كإرهابي، وتعميق الفصل بين شرائح الشعب الفلسطيني، بالإضافة الى اتفاقيات تطبيع مع أكثر الأنظمة رجعية وثراء في الخليج.
وخلصت للتأكيد على أن إبرام اتفاقيات مع أي دولة لا يوجد معها أي حالة حرب لن يغير الوضع طالما لم ينته الاحتلال ولم تقم الدولة الفلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس.
وشددت توما- سليمان، أن الضجة المفتعلة حول الاتفاق هي محاولة لتحسين صورة نتنياهو وللتغطية على فشله في معالجة الأزمة الصحية والاقتصادية ولتنفيس الغضب الشعبي المشروع عليه وعلى حكومته.
الأنظمة وعساكرها يزولون..وتبقى الشعوب….مصيركم الفناء والزوال..فلا تتعجلوا..فارادة الشعب من ارادة الله….وما ضاع حق وراؤه طالب…
الأنظمة العروبية وعساكرها يزولون..وتبقى الشعوب….مصيركم الفناء والزوال..فلا تتعجلوا..فارادة الشعب من ارادة الله….وما ضاع حق وراؤه طالب…
عندما يكون الانفصال والانفصام بين النظم وشعوبها، عندما تغيب الشرعية ويحل محلها التسلطية والوصائية، عندما تهيمن العاطفة على العقل والحماسة على التعقل، وعندما تتصدر العنتريا المشهد تتخذ قرارارت ارتجالية و غير قابلة للتجسيد أو ربما خاطئة من حيث التوقيت. نعم عشنا اللآت الثلاثة التي خرج بها مؤتمر الخرطوم على اثر نكسة بل الخسارة الفادحة للحرب مع الدويلة الصهيونية ، تقع المراجعات والتراجعات وتقع التنازلات تلو التنازلات. هذا هو حال العرب منذ أن فتحنا أعيننا . كل عام يمر يكون أقل سوءا من العام الذي يليه وهنا نكون عكسالأمم. هل هذا قدرنا؟ ربما كان ذلك جزءا من الجواب .