إسرائيل لبايدن: “توسيع الإبراهيميات”.. خير سلاح للرد على اتفاق الرياض – طهران

حجم الخط
0

 التوافقات بين السعودية وإيران مصدر لقلق إسرائيلي ولمحافل أخرى تشاركها فكرها، فهي تكشف عن مدى ضعف مكانة الولايات المتحدة الإقليمية، الحليف الأساس والشريك الاستراتيجي لإسرائيل، وتتيح لإيران مواصلة استنفاد قدرتها على جمع اليورانيوم المخصب إلى مستوى عال دون خوف من عقوبات تتخذ ضدها، وتوسيع نفوذها في الشرق الأوسط وتعزز نظام آية الله من الداخل، إذ قد تؤدي إلى تقليص الدعم السعودي لمحافل المعارضة اليوم.

تعبر التوافقات عن فهم سعودي بأن التهديد الإيراني يصبح ملموساً أكثر كلما واصلت التقدم نحو تحقيق قدرة على إنتاج سلاح نووي، في وجه التردد الأمريكي والإسرائيلي والشلل الأوروبي، وبالتالي عليها أن تتوافق مع الواقع الإشكالي. هذا ليس عنصراً جديداً في السياسة السعودية في السنوات الأخيرة، وليس في ذلك ما يفيد بأن السعودية غيرت فكرها وتوقفت عن أن ترى نفسها عموداً فقرياً للمعسكر السني البراغماتي الذي يعارض الفكر الإسلامي المتطرف لإيران أو أنها هجرت الاستراتيجيات الأخرى التي تسعى بواسطتها للدفع قدماً بمصالحها في سياق الأمن القومي – الحفاظ على خيار التزود بسلاح نووي بنفسها ومن خلال مساعدة باكستانية، وتحسين العلاقات مع إسرائيل، واستمرار العلاقات الأمنية مع الولايات المتحدة، وتقدم الإصلاحات الداخلية، والاستثمارات في البنى التحتية الحديثة. ومع ذلك، يؤخذ الانطباع بأن السعوديين استجابوا للمبادرة الصينية بعد اتصالات طويلة مع الإيرانيين، لأنهم رأوا في ذلك فرصة لبث رسالة إلى الولايات المتحدة بأنها إذا ما تمسكت بسياستها النقدية والباردة تجان السعودية، فستدفع ثمناً ذا مغزى في المنافسة بين القوى العظمى. رسائل مشابهة سبق أن بثها السعوديون في السنة الأخيرة في شكل استقبال فاتر للرئيس بايدن مقابل الحميمية التي استقبل فيها رئيس الصين شي لدى زيارته السعودية، ورد الطلب الأمريكي لرفع إنتاج النفط لشركة “أوبك”.

السعوديون خائبو الأمل من انعدام تصميم الغرب وإسرائيل تجاه إيران، بل ولعلهم استخلصوا الدروس من عدم استعداد إسرائيل للصدام مع “حزب الله” في سياق اتفاق الغاز مع لبنان ومن غرق إسرائيل بسبب الأزمة الداخلية، فاستنتجوا بأن عليهم أن يهتموا بأنفسهم. رغم ذلك، فإن المزايا الاقتصادية، والتكنولوجية والأمنية التي يستخلصوها من التقدم التدريجي للعلاقات مع إسرائيل لا تزال ذات مغزى في نظر السعودية، مع اعتبار إسرائيل الدولة الوحيدة التي تتجرأ على التصدي لإيران.

لذا، فإن توافقات السعودية مع إيران لا تغلق الباب في وجه إمكانية تحقيق خطوات أخرى في هذا الاتجاه. على أي حال. إن احتمالات التطبيع الكاملة مع السعودية، لدرجة انضمامها إلى اتفاقات إبراهيم باتت متدنية على أي حال. بالمقابل، القلق المركزي من التطورات الأخيرة يجب أن يكون الإخطار الكامن فيه لما هو متوقع أن يحصل في منطقتنا في الفترة القريبة القادمة إذا لم يتم إيقاف التقدم الإيراني نحو تحقيق سلاح نووي. دول أخرى من شأنها أن تسير في طريق السعودية وتحسن علاقاتها مع إيران (والصين). نأمل أن يؤدي هذا الإخطار بالإدارة الأمريكية بإدراك حاجة عاجلة لتغيير السياسة تجاه إيران وتجاه مسألة التطبيع. 

بقلم: العميد احتياط يوسي كوبرفاسر

معاريف 16/3/2023



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية