اجتمع الكابينت السياسي – الأمني أمس في قاعدة “الكريا” في تل أبيب في ظل استعداد لردود محتملة من حزب الله وإيران على تصفية فؤاد شكر وإسماعيل هنية.
في وقت أسبق، أجرى وزير الدفاع غالانت تقويماً خاصاً للوضع لموضوع جاهزية الجبهة الداخلية، في غرفة عمليات قيادة الجبهة الداخلية. وقال: “نجري تقويمات جارية للوضع، ونحن في جاهزية عالية للدفاع، في كل المجالات التي لدينا، بعضها خفية وبعضها معلنة للجمهور. مناعة وصمود الجيش الإسرائيلي موضوع مركزي يسمح لنا باتخاذ قرارات عملياتية صحيحة. نعمل لأجل الوصول إلى وضع نكون قادرين فيه على أن نقدم للجمهور إخطاراً كافياً عند الحاجة، ثم السماح بمواصلة سير الحياة الاعتيادي قدر الإمكان. هنا محاولة نفسية من العدو لزرع الخوف، ورواية القصص، وفرض الرعب”.
صحيفة “الأخبار” اللبنانية المتماثلة مع حزب الله، نشرت بأن حكومة لبنان بدأت هذا الأسبوع بجلسات جدية استعدادا لإمكانية “توسيع الجبهة مع إسرائيل”. وجاء في التقرير أنه “عقد أول أمس لقاءان: الأول بحضور وزير جودة البيئة ناصر ياسين ومنظمات دولية تعمل في لبنان للبحث في المساعدة التي يمكن تقديمها للدولة في حالة الحرب”. وحسب بضعة مصادر، كانت أجواء اللقاء سلبية ولم تبد المحافل الدولية استعداداً للمساعدة. أما اللقاء الثاني، حسب التقرير، الذي حضره ياسين أيضاً، فقد عني بـ “الآليات العملية لمواجهة التطورات في المجالات المختلفة” وركز على تسريع إخلاء البضائع من ميناء بيروت وتوزيع الغذاء.
الرسالة التي خرجت من “الكريا” هي أن إسرائيل سترد بقوة على ضربة ذات مغزى، لكنه سيكون رداً غير متطرف فيؤدي إلى تقدم في الاتصالات مع حماس للصفقة ووقف الحرب.
أمور بهذه الروح نشرت أمس في صحيفة قطرية بلغت بأن محافل في الغرب تحاول إقناع محافل في الشرق الأوسط بقبول اقتراح جديد لتسوية شاملة في الحرب، تمنع رد إيران وحزب الله على تصفية شكر وهنية، وتؤدي إلى وقف الحرب في غزة. وجاء في التقرير بوجود مقترح في أوساط محافل غربية وعربية نشر هذا الأسبوع ويتضمن “اتفاقاً متداخلاً لوقف نار، وانسحاباً إسرائيلياً من القطاع، وتحقيق هدوء مستقر، وإنهاء صفقة المخطوفين، وتوسيع المساعدة الإنسانية لغزة، وتطوير صورة شاملة من ترميم القطاع”.
لكن رغم ذلك، تستعد إسرائيل الولايات المتحدة لهجوم محتمل. قائد المنطقة الوسطى الأمريكي الجنرال مايكل كوريلا زار أمس إسرائيل مرة أخرى والتقى في الكريا رئيس الأركان هليفي ومسؤولين آخرين، بهدف توثيق التعاون بين الجيشين وبناء التحالف ضد التهديد الإيراني ويحتمل ضد حزب الله أيضاً في حالة خروج الحدث عن السيطرة.
كوريلا، قائد القوات الأمريكية في المنطقة، على اتصال مباشر وجارٍ مع رئيس الأركان هليفي منذ بداية الحرب، وجاء لزيارة للحفرة في الكريا مؤخراً قبل أربعة أيام فقط. زيارته الإضافية أمس تشكل رسالة مهمة لإيران ولحزب الله، بعد أن كثف الأمريكيون قواتهم في الشرق الأوسط بل وبعثوا إلى المنطقة الشبح إف 22.
التقديرات المعقولة هي أن الولايات المتحدة لن تعمل حيال حزب الله في حال شن هجوماً، وستبقي الساحة لإسرائيل. مع ذلك، التقدير أن الولايات المتحدة ستتدخل بالفعل وتهاجم هي أيضاً إذا ما جر الرد حرباً إقليمية واسعة.
وأفادت “وول ستريت جورنال” أمس بأن الولايات المتحدة أطلقت – بشكل مباشر ومن خلال وسطاء لم تفصل هوياتهم أيضاً – تحذيراً حاداً لإيران بموجبه إذا ما نفذت هجوماً واسعاً على إسرائيل فإنها ستتلقى ضربة هدامة.
بالتوازي، تواصل إسرائيل إطلاق رسائل تهديد لحزب الله. ففي مقابلة نشرت أمس في مجلة “تايم” الأمريكية، قال نتنياهو إن “على حزب الله أن يفكر جيداً بتداعيات هجوم على إسرائيل وفتح حرب واسعة معنا. أعتقد أنهم إذا بحثوا في ذلك، فعليهم أن يفكروا مرتين”.
يوسي يهوشع وآخرون
يديعوت أحرونوت 9/8/2024