إسرائيل وانتخابات 2021… بين “النينجا” السياسي والأمل في استرجاع الثقة

حجم الخط
0

وصلنا إلى المرحلة الحاسمة في منافسة نينجا السياسيين في سنة 2021. سلسلة من النجوم الجدد يلمعون، مزيتون ومتحمسون، يستعرضون العضلات قبيل صعودهم إلى مسار اجتياز الحواجز. مثلما في برنامج “الصراع على البقاء”، يتجمعون الآن في مجموعات وقبائل، ويتصلون مع من يغنون الشعارات المألوفة للتودد للقضاة ومشاهدي “نجم يولد”، الذين ليس عليهم سوى الضغط على الرقم الصحيح في الهاتف المحمول.

ومن خلال النظر عن قرب، يتبين أن معظمهم ليسوا جدداً. يدور الحديث عن خريجي مسلسلات واقعية سابقة، مثل عوفر شيلح “القادم من يوجد مستقبل”، وجدعون ساعر “المنشق عن الليكود” ومعه أبناء القبيلة: يفعات شاشا بيتون، وزئيف الكين، وتسفي هاوزر، ويوعز هندل. الكشاف موجه جانباً للحظة، وهناك تتوهج الاكتشافات الجديدة التي مرت بسلسلة عروض مبكرة مثل رون خولدائي وغادي آيزنكوت. ومن الساحر تظهر شخصية تسيبي لفني وكأنها من قصص الأساطير.

الذين يجرون الاستطلاعات بدأوا طريقهم يعرضون صفحات الرسومات البيانية وكعكة التقسيم بين كتل اليمين وكتل الوسط (أما اليسار فلم يعد -منذ زمن- كتلة، هو بصعوبة أنقاض). ومنتخب الأحلام هذا يأمل أن نقوم نحن، جمهور المضطهدين الذين نحمل الندب والعاطلين عن العمل والمفلسين، بتصديقهم مرة أخرى، وكأن الأمر الآن لا يتعلق بمحتالين يمارسون علينا لدغة بعد أخرى ولم يدفعوا الثمن حتى الآن.

لو تعلق الأمر بمحتالين عاديين للاحقهم حاييم اتكر وصرخ عليهم: “كيف يمكنكم فعل ذلك بأشخاص مساكين، وذوي احتياجات خاصة، وشيوخ ومعاقين؟”. ولكن لا يمكن ملاحقة وزراء وأعضاء كنيست بهذه الطريقة في الشارع. هؤلاء محتالون “في.آي.بي”. لا يوجد بند يمنع بالقانون سرقة أصوات، وإعطاء وعود فارغة للجمهور، وغش في التشريعات، وخيانة للبرنامج السياسي أو بغاء سياسي.

القانون لا يمنع أي سياسي من أن يكون غبياً، كاذباً، طماعاً، داهية، أو يفتقر لأي مهارات – وليس لأي منهم إلا ومشوب بواحدة منها، أو بكل هذه العيوب. ولا يوجد منهم من لم يرتكب هذه المخالفات الخطيرة، التي لا يعاقب عليها بسبب الإيجاز القانوني. إلى جانب المرشحين الذين لم يعلن عنهم بعد، فإن كل من يحاول طرح نفسه الآن كشيء جديد، أو على الأقل معاد تأهيله، كان عضواً في حزب أو في حكومة دهورت الدولة إلى الهاوية، والآن ينظر من فوق الجرف ويعرض خدمات الجر التي لديه على الناجين المصابين الذين يصرخون من أسفل الوادي.

في مركز حملة الانتخابات القادمة ستكون هناك مشاعر غضب ثائر ومشاعر انتقام. ليس مع، بل ضد. تعتمد هذه الانتخابات على عدم ثقة مطلق بالطريقة وبالمرشحين. الخيار الذي سيعرض على الجمهور سيكون بين السيئين والأقل سوءاً، بين من يجب معاقبتهم بشدة أكثر، ومن يجب معاقبتهم بشدة أقل. السؤال الرئيسي الذي سيوجهها هو: هل يجب التصويت لمن خدعنا قليلاً وإبعاد من هو مشوب بجرائم خطيرة؟ هل يجب أن نعطي فترة اختبار أخرى لمن يعد بالتصرف بطريقة مختلفة هذه المرة، وأنه لم يزرع زلاً ذات مرة ثم يعد بعدم سرقة أصوات الناخبين، أم ربما من الأفضل أن نعطي النصر لأزعر معروف، لا يفاجئنا؟

من الأفضل ألا نوهم أنفسنا، ففي حملة الانتخابات هذه لا يعرضون أملاً أو قيماً أو أفقاً اقتصادياً أو سياسياً أو صراعاً بين اليسار واليمين، بل ترجمة الاحتجاج والمعاناة إلى قوة سياسية، تستطيع أن تعيد الثقة بالديمقراطية وبإدارة رشيدة وبقوة الجمهور على تغيير الواقع بوسائل قانونية. هذه الانتخابات هي انتخابات شخصية، ليس فيها أيديولوجيا، وهي خالية من الأحاديث الفارغة عن أفكار سامية. هدفها المركزي هو إزاحة قمة الجريمة التي سيطرت على الدولة، وإعطاء الأصوات لمن يتوقع أن يكون صاحب الاحتمالات الأفضل للقيام بهذه الرسالة. انتخابات أيديولوجية باتت ترفاً تسمح به الدول الديمقراطية لنفسها – وليس تلك الدول التي ترتدي قناع الديمقراطية، التي أصبحت فيها الأيديولوجيا الحاكمة هي عبادة الشخصية وبقاء الديكتاتور والحزب الحاكم.

بقلمتسفي برئيل

 هآرتس 30/12/2020

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية