إسرائيل: وداعاً “ميرتس”

حجم الخط
1

بعد ثلاثة عقود من الدمج بين راتس ومبام وشينوي، تحت سقف ميرتس، ها هو الحزب الذي حمل علم اليسار بفخار يدحر إلى خارج أسوار الكنيست. مواصلو درب كل من شولميت الوني ويئير تسبان وامنون روبنشتاين، سينظرون إلى الـ 14 من تلاميذ العنصري مئير كهانا يؤدون اليمين القانونية في قصر الديمقراطية. إن فشل المجموعة الصغيرة، التي سبحت في مياه عكرة ضد تيار متعاظم من العسكرة والاستعمار والشوفينية هو مؤشر يُنذر بالشرور للمجتمع الإسرائيلي.

دولة إسرائيل مدينة بالشكر لـ”ميرتس” الذي كان شريكاً لحكومة رابين وشجعه للتوقيع على اتفاق أوسلو. عمل نشطاؤه بلا كلل ضد سياسة الاحتلال والاستيطان. في توليهما كوزيري التعليم أدخل كل من شولميت الوني ويوسي سريد قيم الإنسانية والكونية إلى المنهاج التعليمي. قانون السكن الجماهيري مسجل على اسم النائب السابق ران كوهن، أما زهافا غلئون فوقفت بشجاعة ضد الحروب في لبنان. وموسيه راز وغابي لسكي وقفا إلى جانب منظمات السلام وحقوق الإنسان التي تحذر في البوابة ضد مظالم الاحتلال وعنف المستوطنين. حرص ميرتس طوال سنين على تمثيل مناصب للنساء وشكل الحزب الأول والوحيد الذي يضع على رأسه مثلياً معلناً.

رغم الفجوات الأيديولوجية بين “ميرتس” وأحزاب اليمين والوسط، قررت قيادته ابتلاع وجبات دسمة من الضفادع كي تسمح بإقامة حكومة التغيير. وكان الضفدع الأكبر هو قانون المواطنة الوحشي الذي يتعارض وقيم المساواة والإنسانية. ومع ذلك، حظي رئيس الحزب، وزير الصحة نيتسان هوروفيتس، على الثناء لقاء مساهمته في الجهد لكبح كورونا. رجل “ميرتس”، النائب عيسوي فريج كان الممثل العربي الوحيد في الحكومة المنصرفة. كتلة “ميرتس” في الكنيست الـ 24 بادرت إلى مشروع “قانون المتهم” الذي استهدف منع الرئيس من أن يكلف مرشحاً بتشكيل الحكومة، مثل بنيامين نتنياهو، الذي فتح ضده تحقيقاً جنائياً أو أدين بالجنائي. لشدة الأسف، منعت الوزيرة آييلت شكيد المشروع في اللجنة الوزارية لشؤون التشريع، واللجنة إياها أسقطت أيضاً مشروع القانون المهم “ميرتس” لإلغاء قانون القومية والدفع بالقانون الأساس: المساواة.

إن اختفاء “ميرتس” خسارة لكابح آخر أمام تدهور المجتمع الإسرائيلي منزلق الكهانية، التدين والانعزالية. لكن ليس في ذلك ما يصفي الحاجة إلى جسم يقاتل ضد الميول الظلامية التي تهدد الديمقراطية الإسرائيلية: هذا هو الزمن لإقامة حزب يسار جديد يضم “ميرتس” و”العمل” وجهات أخرى، يهوداً وعرباً، من بلدات المحيط ومن المركز.

ينبغي أن نشكر “ميرتس” على عمله المهم طويل السنين، على أن نوضح بأن القيم التي يمثلها لم تنه طريقها بعد، والسعي إلى دفعها قدماً أهم من أي وقت مضى.

بقلم: أسرة التحرير

هآرتس 6/11/2022

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول قلم حر في زمن مر:

    اللهم انصر المقاومة في فلسطين كل فلسطين من كتيبة جنين وعرين الأسود و الذئاب الفلسطينية الباسلة الشجاعة واكسر شوكة المحتل اللعين إسرائيل كسرا لا جبر بعده أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا قولوا آمين يارب العالمين ??????????????????????????

إشترك في قائمتنا البريدية