القاهرة ــ «القدس العربي»:
عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت، ضمن سلسلة إبداعات عالمية، صدرت مختارات قصصية للكاتب الروسي ميخائيل زوشينكو (1894 ــ 1958)، ترجمة يوسف بساليوس ومراجعة أشرف الصباغ. وحسب مقدمة الكتاب، فزوشينكو تميز بالكتابة الساخرة بعد ثورة أكتوبر/تشرين الأول 1917، وكانت قصته «فيكتوريا كازيميروفا» أول عمل أدبي سوفييتي يترجم ويُنشر في الغرب عام 1923 بعد الثورة البلشفية. حاول زوشينكو التأقلم مع ما عرف باليوتوبيا الشيوعية، التي تم فرضها بالقوة، وتم اضطهاد أصحاب أي فكر مختلف. حاول الكتابة في لغة بسيطة حتى تصل إلى أكبر قطاع من الشعب في ذاك الوقت، لكنه أيضاً عانى من اضطهاد النظام، كالشطب من اتحاد الكتّاب السوفييت، وحظر نشر مؤلفاته، حتى الحرمان من معاش التقاعد. ورغم المعاناة الدائمة من الاكتئاب، إلا ان الرجل كتب نصوصاً غاية في السخرية من الأوضاع والحالة الاجتماعية الجديدة التي تحوّل إليها المجتمع الروسي، كالعيش في شقق مشتركة على سبيل المثال تجمع العديد من الفئات المختلفة، وهي حالة بطبعها مفارقة تولد الضحك والسخرية المريرة. جاء الكتاب في 279 صفحة.
لم يزل مصطلح (الواقعية السحرية) يشوبه الغموض، كما أن تعريفه يختلف باختلاف النصوص محل البحث، والتي انتهجته كأسلوب في السرد الأدبي والسينمائي، حتى الفن التشكيلي. ويأتي كتاب «الواقعية السحرية» لمؤلفته ماجي آن بورز، ليبحث في جذور المصطلح، محاولاً تبيان خصائصه ومدى اختلافه عن المسميات والمصطلحات الأخرى. ترى المؤلفة أنه رغم ارتباط المصطلح بأدب أمريكا اللاتينية، إلا أنه ظهر منذ عشرينيات القرن الفائت في ألمانيا، حتى الخمسينيات في أمريكا اللاتينية، وصولاً إلى العقود الثلاثة الأخيرة من القرن العشرين في الدول التي تتحدث الإنكليزية. فتطبيق المصطلح يأتي من خلال سياقات مختلفة لمجتمعات وظروف اجتماعية وسياسية مختلفة، ما أدى إلى تطور أشكال الواقعية السحرية، فهي لم تعد شكلاً مرتبطاُ بأدب أمريكا اللاتينية، رغم أنه حتى الآن الأكثر ارتباطاً بها، لكن الأمر أصبح أنماطاً مختلفة، تعبر عنه كل حضارة من خلال مفرداتها ومرجعياتها وأساطيرها. كما تستند المؤلفة إلى تحليل عدة روايات تنتمي إلى هذا الشكل الروائي، كأعمال كل من .. غارثيا ماركيز، إيزابيل الليندي، سلمان رشدي، أنجيلا كارتر، جونتر جراس، وتوني موريسون. وتلفت المؤلفة إلى مدى شعبية أدب الواقعية السحرية، فمعظم القراء ليسوا من ثقافة الكاتب نفسه الذي كتب هذه الروايات، بل يأتون من أصول وثقافات مختلفة، ولديهم تأويلهم الخاص والمختلف للأشياء التي تحدد وتشكل الواقع والخيال والسحر. كذلك يمتد البحث إلى أعمال فريدا كالو، وبعض الأفلام السينمائية، من قبيل.. «إنها حياة رائعة»، «أجنحة الرغبة» و«أن تكون جون مالكوفيتش». يأتي الكتاب في سبعة فصول، ويقع في 187 صفحة، ترجمة سليمان العطار وأماني توما، إصدار المركز القومي للترجمة، القاهرة 2018.
من خلال تتبّع تاريخي للموسيقى منذ عصر ما قبل الإسلام، وصولاً إلى حلقات الذِكر الصوفية وتواشيح وأذكار الموالد الشعبية، يأتي كتاب «الموسيقى في الإسلام» لمؤلفته سهير عبد العظيم ــ أستاذة الموسيقى في كلية التربية الموسيقية ــ التي تحاول من خلاله توضيح العلاقة بين القيم الجمالية والأخلاقية في الإسلام والموسيقى. كذلك كيف تطورت الموسيقى العربية على يد ملحنين ومطربين كانت بدايتهم التأسيسية من خلال تجويد وترتيل القرآن. فكيف يمكن أن يُحرّم الإسلام الموسيقى؟ هذا التساؤل الذي تستغربه المؤلفة، وقد استقبل أهل يثرب رسول الإسلام بكلمات مغناة، ننشدها حتى يومنا هذا. وتلفت المؤلفة النظر إلى وجود مجالس الغناء في عصر ما قبل الإسلام، وأن انتشارها كان في فتررات الترف، كما في العصر الأموي، وقد تطورت نتيجة الغزو الإسلامي للبلاد ذات الحضارات الراسخة. صدر الكتاب عن الهيئة العامة لقصور الثقافة في القاهرة ــ سلسلة عالم الموسيقى ــ وجاء في 206 صفحة.
«تعدد أصوات الراوي في سيناريو الفيلم السينمائي» عنوان الكتاب الصادر مؤخراً عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، لمؤلفته فدوى ياقوت ــ أستاذة السيناريو المساعد في المعهد العالي للسينما ــ تبحث من خلاله عن طبيعة وشكل الراوي في الفيلم، ومن تعدد أصواته إلى تعدد وجهات النظر السردية، وبالتالي تباين الرؤية ومحاولة عدم فرض صوت وحيد يمتلك سلطة مطلقة ــ مشكوك بها من الأساس ــ في عملية الحكي. وبما أن التنظير الأدبي أسبق وأشمل من التنظير السينمائي، تحاول المؤلفة عقد مقارنة ما بين الأدب والسينما، من حيث مفهوم وأشكال الراوي وموقعه داخل العملية السردية، ثم تناقش فكرتها تطبيقاً على السينما المصرية، من خلال.. السرد الخارجي كالعناوين داخل الفيلم، والصوت الخارجي، كذلك السارد الضمني والعرض البصري. أما السرد الداخلي فإما مباشر، أو مكتوب كالرسائل واليوميات. جاء الكتاب في 253 صفحة، في مقدمة وخاتمة وأربعة فصول.
تطبيق المصطلح يأتي من خلال سياقات مختلفة لمجتمعات وظروف اجتماعية وسياسية مختلفة، ما أدى إلى تطور أشكال الواقعية السحرية، فهي لم تعد شكلاً مرتبطاُ بأدب أمريكا اللاتينية، رغم أنه حتى الآن الأكثر ارتباطاً بها، لكن الأمر أصبح أنماطاً مختلفة، تعبر عنه كل حضارة من خلال مفرداتها ومرجعياتها وأساطيرها. كما تستند المؤلفة إلى تحليل عدة روايات تنتمي إلى هذا الشكل الروائي وثمة سؤالٌ عن كتابنا العرب والتراث : – هل اعتمد الكاتب على الاتصال بالماضي عن طريق إحياء شخصيات صوفية لها مكانتها ؟ أم أنه اعتمد علي محاولة توظيفها بجانب البعد الاجتماعي للزمكان عندما برزت هذه الشخصيات بمحفز فكري ينهض برؤى الكاتب كإسقاطات لها دلالتها وسلسلة من الأحداث تطرحها بيئة وتقدمها ظروف مكانية وزمانية بتأريخ دقيق وخيوط سردية تضفر الأحداث والشخصيات وتوظيف كرامات الشيوخ العجائبية التي يتفرد بها المكان والأديب ..
اذكر أن كتابات الروائي المصري محمد جبريلالمستوحاة من الاسكندرية التاريخ والمكان تحمل على إيديولوجيتها الرموز والإشارات من خلال تناصه الصوفي مع عناصر شخصية الشيوخ ياقوت العرش… الشيخ الفراتي ، لتشكيل معادلة لها أبعادها على مستوى الأمة … الأرض … الوطن … الأسرة ويمكن ان نسميها العجائبية الروحانية