تحت هذا العنوان يأتي الكتاب النقدي للشاعر فتحي عبد السميع، الصادر مؤخراً ضمن سلسلة كتاب اليوم لشهر ديسمبر/كانون الأول 2022. وفي المقدمة يناقش عبد السميع عدة مفاهيم على المستوى البلاغي، خاصة في ما يتعلق بشخصيتي (شهريار) و(شهرزاد) في عملية السرد أو (الحكي) كما يفضل هو تسميتها. فشهريار هنا هو (المتلقي) الذي في يده أن يُحيي النص إذا ما قرأ، أو يُميته إذا تجاهله. ومن هنا تكون (شهرزاد) هي المتمثلة في الراوي وحكايته. نقطة أخرى يثيرها الكاتب، وهي إطلاق صفة (الحكاء) على كل من الشاعر والقاص والروائي، بل يمتد الأمر إلى المتلقي نفسه، ففكرة الحكاية وتحولاتها لا تبتعد عن هؤلاء. ينقسم الكتاب إلى أربعة فصول، أولها حكاية (المسيح) وصياغتها الجديدة من خلال (اللص والكلاب) لنجيب محفوظ. وفي الفصل الثاني يتحول محفوظ نفسه وحياته وشخوصه إلى حكاية أخرى كما جاءت في رواية (الليلة الأخيرة في حياة نجيب محفوظ) للكاتب أحمد فضل شبلول، وكذلك العرض المسرحي (في شقة عم نجيب) حيث تم استعراض شخصيات رواياته الشهيرة. ويأتي الفصل الثالث تأكيداً على دور المروي له/المتلقي، من خلال رواية (مواعيد الذهاب إلى آخر الزمان) للروائي عبد جبير. وفي الفصل الأخير يقارن الكاتب بين الراوي الشعبي وأمل دنقل من خلال قصيدة (لا تصالح).
(5×5.. أشباح الحقيقة في السرد القصصي المعاصر) عنوان أحدث مؤلفات الناقد والباحث مدحت صفوت، والصادر عن دار المثقف في القاهرة. يحاول صفوت من خلال مفهوم ثقافي أوسع من مدارس ونظريات نقدية صارمة أن ينفتح بدوره على قراءة 5 مجموعات قصصية فرضت بعض التشابهات والتقاطعات عليها أن تنضم تحت رؤية نقدية واحدة حسب مؤلف الكتاب، هذه التقاطعات تتجلى في انتقال التفاصيل الصحافية إلى الكتابة الإبداعية، الموروث الثقافي لأصحاب المجموعات الخمس، تقنية الحلم وتشابكه مع الواقع، الأرقام كمجردات، سواء في العناوين أو داخل متن النصوص، التهكمية التي يراها الباحث من وجهة نظر التفكيك، وهو ما يتيح إمكانات متعددة لقراءة وتأويل النصوص محل البحث. والمجموعات هي.. (البشر والسحالي) حسن عبد الموجود، (خمس ورقات) محمد العريان، (ست زوايا للصلاة) أميرة بدوي، (كلنا عبده العبيط) محمود فطين، و(النوالة) لهبة الله أحمد، وكلها مجموعات صدرت في الفترة ما بين 2017 و2022.
عن دار ميتافورا للنشر والترجمة، صدرت المجموعة الشعرية الرابعة للشاعر المصري كمال عبد الحميد، بعنوان (ندم المشيئة) وعنوان لاحق (ما دبّرته لنفسي من نهايات). ينقسم الديوان إلى أربعة أقسام.. (أمشي مأهولاً بعويل) (ليس للألم بيت) (الشجرة الواقفة بي) (الحزن هبة الآلهة) يقول:
ليست لديّ مقاومة
لمصير الفرائس فوق رقابنا
أنا بشري بائس
آدمي ماتت أمه
فقرر أن يكون رجلاً سباباً
ليلعن أم العالم
طالما لن تأتيه بشارة موسى:
«فرجّعناك إلى أمك كي تقر عينها
ولا تحزن».
من قصيدة (كان يجب ألا تموت الأمهات)