إطلاق الغاز المسيل للدموع على التظاهرات في إيران احتجاجًا على وفاة مهسا أميني- (صور وفيديوهات)

حجم الخط
0

باريس: اطلقت قوات الامن الاربعاء الغاز المسيل للدموع خلال تظاهرة للمحامين احتجاجا على وفاة مهسا اميني بحسب منظمة حقوقية أكدت أن قمع حركة الاحتجاج أسفرت عن سقوط 108 قتلى على الأقل.
وردد المحامون في طهران شعار “المرأة، الحياة، الحرية” في أول تظاهرة لهم تضامنا مع الاحتجاجات التي شهدتها إيران منذ وفاة الشابة الكردية الايرانية البالغة من العمر 22 عاما، وفقا لمنظمة حقوق الإنسان الإيرانية ومقرها أوسلو.
بعدها شوهدوا وهم يركضون وسط سحابة من الغاز المسيل للدموع، في مقطع فيديو نشرته منظمة حقوق الإنسان الإيرانية على الإنترنت رغم الحجب الكبير للإنترنت. وقال أحد المحامين لاحقا إن ثلاثة من المتظاهرين قد اعتقلوا.
توفيت أميني الإيرانية من أصل كردي في 16 أيلول/سبتمبر بعد دخولها في غيبوبة اثر اعتقالها في طهران من قبل شرطة الأخلاق بسبب مزاعم بعدم التزامها بقواعد ارتداء الحجاب في الجمهورية الإسلامية.
خلال الاحتجاجات التي عمت البلاد اثر وفاة أميني، عمدت شابات وطالبات جامعات وتلميذات مدارس إلى خلع حجابهن ومواجهة قوات الأمن في الشارع.
قُتل ما لا يقل عن 28 طفلا في حملة قمع الاحتجاجات ويحتجز كثيرون في سجون للبالغين، وفقا لمدافعين عن حقوق الإنسان في البلاد والخارج.

واندلعت مواجهات عنيفة في سنندج مسقط رأس أميني في كردستان وزاهدان في جنوب شرق البلاد حيث اندلعت احتجاجات في 30 أيلول/سبتمبر بسبب أنباء عن اغتصاب أحد قادة الشرطة لفتاة.
اتهم المرشد الأعلى للجمهورية آية الله علي خامنئي في كلمة متلفزة الأربعاء مرة أخرى “أعداء” إيران بتأجيج “أعمال الشغب”.
وقال إن “أعمال الشغب الأخيرة ليست أمراً عفوياً داخلياً. فالقصف الدعائي، والتأثير الفكري، وإثارة الحماسة، وأعمال مثل تعليم كيف تُصنع زجاجات المولوتوف… أفعال تجري بوضوح على يد العدو”.
“حملة قمع دامية وشيكة”
ودعا ناشطون في طهران المتظاهرين إلى النزول الى الشارع “تضامنا مع أهالي سنندج وسكان زاهدان الابطال”.
ورددت مجموعة ضمت شابات بشكل رئيسي أثناء التصفيق عند طريق دائري في جامعة آزاد بطهران في مقطع آخر نشرته على تويتر منظمة حقوق الإنسان الإيرانية “لا نريد جمهورا. تعالوا وانضموا إلينا”.
وكتب شعار الاحتجاجات بالطلاء على جدار المقر السابق للسفارة الأمريكية – المهجور منذ قيام الثورة الإسلامية عام 1979 وأزمة الرهائن التي أعقبت – وفقا لصورة حصلت عليها وكالة فرانس برس.


أغلقت المتاجر في سنندج واحتشد المحتجون في الشارع وهم يهتفون شعارات ويلوحون بالحجاب في طهران وأصفهان وشيراز ومشهد، في لقطات أخرى نشرت على الإنترنت.
وقالت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية إن حملة القمع أسفرت عن مقتل 108 أشخاص على الأقل وأن 93 شخصًا آخرين على الأقل قضوا في زاهدان.
وذكرت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية أن تحقيقاتها في مدى “القمع” في كردستان اعيقت بسبب القيود المفروضة على الإنترنت وحذرت من “حملة دموية وشيكة” ضد المتظاهرين في المحافظة الغربية.
وقالت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية إن العمال انضموا إلى إضرابات احتجاجية في مصنع عسلويه للبتروكيماويات في جنوب غرب البلاد وآبدان في الغرب وبوشهر في الجنوب.
يقول محللون إن طبيعة الاحتجاجات المتعددة الأوجه عقَّدت محاولات النظام لقمع التحرك، ما قد يشكل تحديًا أكبر للسلطات من احتجاجات تشرين الثاني/نوفمبر 2019.
في حملة القمع الآخذة في الاتساع، منعت إيران الوصول إلى شبكات التواصل الاجتماعي بما في ذلك إنستغرام وواتساب وشنت حملة اعتقالات جماعية.
وكتب موقع نيت بلوكس على تويتر عن “اضطرابات كبيرة في حركة الإنترنت في # إيران” من قرابة الساعة 9,30 (06,00 بتوقيت غرينتش) “ومن المرجح أن يحد ذلك من التدفق الحر للمعلومات وسط الاحتجاجات على وفاة # مهسا أميني”.
ايداع فتية في سجون للبالغين
وأشارت الجمعية الإيرانية لحماية حقوق الطفل إلى مقتل ما لا يقل عن 28 طفلا ودانت استخدام قوات الأمن للعنف ضد الأطفال.
وتحدثت ايضا عن “عدم إبلاغ العائلات بمكان تواجد أطفالها وإدارة ملفاتهم في غياب محامين وعدم وجود شرطة وقضاة متخصصين بملفات الأطفال”.
وأكدت أنه يجب تحميل الحكومة الإيرانية “مسؤولية ذلك”.
وقال نائب القائد العام للحرس الثوري علي فدوي لوسائل إعلام إيرانية في 5 تشرين الأول/أكتوبر إن “متوسط عمر المعتقلين في العديد من الاحتجاجات الأخيرة كان 15 سنة”.
وقال المحامي المتخصص في حقوق الإنسان حسن رئيسي الأربعاء إن “نحو 300 شخص تتراوح أعمارهم بين 12-13 سنة و18-19 سنة محتجزون لدى الشرطة” وقد وُضع بعضهم في مراكز اعتقال خاصة بالبالغين المحكومين في قضايا مخدرات.
بالإضافة إلى ذلك اعلن القضاء الإيراني إن أكثر من 100 شخص وجهت إليهم التهم في إطار الاحتجاجات على وفاة أميني في محافظتي طهران وهرمزغان وحدهما.
وأعلنت إيران أن التحقيق خلص إلى أن أميني توفيت لإصابتها بمرض مزمن وليس نتيجة تعرضها للضرب.
وقدم والداها شكوى ضد الضباط المتورطين وأكد أحد أقاربها المقيم في العراق لوكالة فرانس برس إنها توفيت “نتيجة ضربة عنيفة على الرأس”.
(أ ف ب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية