باريس -جون أيرش: قالت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) أودري أزولاي الاثنين، إن المنظمة تريد أن تتخذ من إعادة إعمار مدينة الموصل العراقية سبيلا لاستعادة مصداقيتها وإظهار كيف يمكن إنعاش كيان تعددي منهك مثل اليونسكو.
واشتهرت المنظمة التي تتخذ من باريس مقرا لها، بتحديد وحماية مواقع التراث العالمي من جزر جالاباجوس إلى أضرحة تمبكتو.
وسقطت اليونسكو في أتون الاضطرابات قبل قرابة عام، بعد انسحاب الولايات المتحدة منها، مما وجه ضربة للتعددية وأثار تساؤلات حول تمويل المنظمة التي تأسست بعد الحرب العالمية الثانية.
ومعظم أنشطة اليونسكو مثيرة للجدل، لكن المنظمة شهدت سجالات سياسية داخلية بين بعض الأعضاء البالغ عددهم 195 دولة في السنوات القليلة الماضية، مما تسبب في غل يدها عن العمل خاصة في القضايا المتعلقة بالأراضي الفلسطينية.
وبلغ السجال ذروته بانسحاب الولايات المتحدة وإسرائيل من المنظمة، واتهمتا اليونسكو بالانحياز ضد إسرائيل، وذلك قبل أيام فحسب من تعيين أزولاي في منصب المدير العام في أكتوبر/ تشرين الأول 2017.
وبعد ذلك بعام تقريبا، تسعى أزولاي إلى إعادة تركيز جهود اليونسكو على الأهداف الأساسية. وتمثل عملية إعادة إعمار الموصل ثاني أكبر مدينة عراقية أساس هذا المسعى.
وقالت أزولاي قبل مؤتمر في باريس بشأن الموصل “في وقت تحيط فيه الشكوك بالتعددية أحيانا، فإن هدف وحجم هذه المبادرة يظهر تماما أهمية منظمة كاليونسكو”.
وتريد المنظمة من خلال شراكتها مع الحكومة العراقية أن تصبح الجهة المنوط بها تنسيق عملية إعادة بناء بعض المعالم الرئيسية للموصل التي تحولت إلى حطام بفعل القتال بين متشددي تنظيم الدولة الإسلامية والتحالف المدعوم من الولايات المتحدة.
وتحتاج الموصل إلى ما لا يقل عن ملياري دولار في شكل مساعدات لإعادة الإعمار، وفقا لتقديرات الحكومة. وقالت أزولاي إنها ترغب في استعادة نبض المدينة وتنوعها وتاريخها مع استخدام برامج اليونسكو التعليمية في مكافحة التطرف.
وتقود المنظمة جهود ترميم وإصلاح سوق الموصل والمكتبة المركزية التابعة لجامعة المدينة وكنيستين ومعبد لليزيديين.
وأكبر مشروعات اليونسكو في الموصل، هو ترميم جامع النوري الكبير بتمويل قدره 50 مليون دولار من الإمارات. واشتهر الجامع بمنارته الحدباء التي يرجع تاريخها إلى ثمانية قرون وفجرها مقاتلو الدولة الإسلامية.
ويثير التوتر السياسي في بغداد بعد الانتخابات والاضطرابات في مدينة البصرة الجنوبية الأسبوع الماضي، والتهديدات الأمنية المتمثلة في تنظيم الدولة الإسلامية أسئلة حتما بشأن حجم ما يمكن إنجازه بالفعل.
وقالت أزولاي “ندرك تماما خصوصية الموصل والصعوبات على الأرض… لكن استمرار هشاشة الوضع هو تحديدا السبب الذي يوجب علينا العمل”. (رويترز)