القاهرة ـ «القدس العربي» : يبشرنا محمد سعد عبد الحفيظ في «المشهد» بأن الباب أمام كتاب الصحف بات «مواربا» كي يمارسوا حق النقد، بعد سنوات عجاف، غير أن الخوف مازال حبيساً داخل الصدور.
وليس ببعيد عما كتبه محمد سعد ما ذهب إليه عمرو الشوبكي الكاتب في «المصري اليوم»، الذي رأى أن الاتهامات التي أطلقها المقاول المصري الثري محمد علي لم يقدم دليلا على صحتها، ومع ذلك شاهدها ملايين الناس. ويبقى الأهم هو في تأمل دلالات تلك الواقعة من شخص آمن ومستفيد لمدة 15 عاما، وفجأه وبدون أي مقدمات يتحول إلى مهاجم شرس بالترويج لكلام قاس لا يجرؤ معارض سياسي واحد على ترديد ربعه. ويرى الشوبكي أن التفاعلات التي تجري في مصر باتت في معظمها مخفية وفي دائرة غير المرئي وغير المتوقع، وأن هذه الصراعات المكتومة يمكن أن تقفز في وجوهنا في أي لحظة بصور مختلفة: احتجاجات عشوائية، عنف غير متوقع، شخص أو أشخاص تتصور أنهم معك ويستفيدون منك وفجأة تجدهم يحرضون عليك،. فطالما نكره النقد المعلن ونحاصر المعارضة المدنية السلمية، ونفرض قيودا على الإعلام وكل ما هو في النور والعلن فعلينا أن نتوقع بكل أسف غير المتوقع وغير المرئي، ويطالب الشوبكي السلطة بالثقة في معارضيها، لكي نهزم من هم في الظلام.
الرقيب فتح الباب جزئياً أمام المعارضين لكن الخوف ما زال يسكن وجدان الصحافيين
فيما تناولت الصحف المصرية أمس الجمعة 6 سبتمبر/أيلول العديد من الموضوعات أبرزها : السيسي: مصر حريصة على سلامة وأمن واستقرار لبنان. الرئيس يستقبل جنبلاط ويشدد على ثوابت الموقف المصري الداعم للشعب الفلسطيني.. وزعيم الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني: القاهرة ضامن أساسي لحفظ الاستقرار في المنطقة. مقتل 6 إرهابيين في تبادل إطلاق نار مع الشرطة في الواحات البحرية.. المتطرفون اتخذوا من العمق الصحراوي مأوى لهم تمهيداً لتنفيذ أعمال تخريبية. ومن التقارير الاقتصادية: 28.3 مليار دولار زيادة في أرصدة الاحتياطي الأجنبي لمصر خلال 5 سنوات، انخفاض العجز في الميزان التجاري 21.9٪، تراجع أسعار اللحوم:
«البلدي» بـ80 جنيهاً و«السوداني» بـ70 جنيها. الحكومة تبدأ خطة القضاء على «التوك توك». في «المصري اليوم»» اهتم عباس الطرابيلي بأمر الجهات التي تعمل على جمع الصدقات: أسباب عديدة وراء انتشار الجمعيات التي تجري وراء أموال أهل الخير.. وإذا كان بعضها قد نشأ على استحياء.. فإن أكثرها الآن قام بعد أن عرف حجم الأموال والتبرعات التي تحصل عليها هذه الجمعية، وتلك.. فهل يا ترى سبب انتشار هذه الجمعيات أن الدولة لم تعد تمد يدها كما يجب لمساعدة غير القادرين؟ وفي الصحيفة نفسها أعرب سليمان جودة عن قلقه لأن هناك أيادي غير مرئية تنشط في المنطقة العربية، تتنقل بين جبهات المنطقة، موضحاً «كانت المنطقة تسخن وتبرد على امتداد أسابيع»، ما بين الخليج في الشرق، والمضيق في الشمال، ولبنان في الوسط، متسائلاً: « لماذا يجري هذا في منطقتنا دون باقي مناطق العالم؟ هل لأن إرادتها ليست في يدها؟ ربما يكون هذا هو الأقرب إلى الصواب، فالمُخرج يحرك كاميراته فيها بالسهولة التي يحرك بها أصابعه». فيما أكد علاء ثابت في «الأهرام» على أن الأكاديمية الوطنية للتدريب والتأهيل هي مستقبل مصر في شتى المجالات من خلال الشباب الواعد، الذي يسعى من خلال تدريباته لرفع كفاءة موظفي الدولة من شاغلي وظائف الإدارة الوسطى والإشرافية وتطوير الفكر الاستراتيجي والمهارات القيادية والشخصية لهم، وإعداد مسؤول حكومي على قدر عال من الكفاءة والفاعلية. واهتم محمود خليل في «الوطن» بالجانب الأكثر تأثيراً في حياة المفكر سيد قطب خلال مرحلة الطفولة، متمثلاً في القرآن الكريم، وهي العلاقة التي صاحبته آثارها عندما شب ونضج، مؤكداً أن تلك العلاقة تمنحنا نموذجاً فريداً على علاقة النص الكريم بخيال الأديب، وأثنى حمدي رزق في «المصري اليوم» على بروتوكول التعاون الذي وقّعته وزارة التربية والتعليم مع إحدى المجموعات الكبيرة للمشغولات الذهبية والمجوهرات، لافتتاح مدرسة للتكنولوجيا التطبيقية، تعمل في مجال تعليم صناعة الحلي والمجوهرات، موضحا أن هناك فارقا كبيرا أن تفتح مدرسة لتخريج عاطلين بشهادة، أو تفتح مدرسة لتخريج عمالة فنية ماهرة مطلوبة في السوق».
هواء محدود
البداية مع «المشهد» إذ أكتشف محمد سعد عبد الحفيظ أنه: «خلال الأسابيع القليلة الماضية، تراجعت الرقابة نسبيًا، ولم يعد الرقيب يمارس مهمته اليومية في إرسال تعليمات للسادة مسؤولي التحرير في غرف الأخبار، مع ذلك لم يفكر أحد منهم في إنتاج ونشر محتوى صحافي يقنع المتلقي الذي هجر المنصات المصرية، بالعودة، واستمرأ هؤلاء الحالة التي فرضت عليهم منذ سنوات، واعتادوا الانحناء تحت السقف الذي فرضه عليهم السيد الرقيب. بعد سنوات من حصار «صاحبة الجلالة» وإرهاب أبنائها، بات الأمر أشبه بإغلاق زنزانة على مجموعة من الأفراد لفترة طويلة، وعندما وارب السجان بوابة السجن ووقف يرقب عن بعد ماذا سيفعل هؤلاء؟ فوجئ بأنهم أكملوا حياتهم في الداخل، لم يفكر أحدهم في الاقتراب من بوابة الزنزانة لمعرفة ما يدور خارجها.. فابتسم السجان ورحل راضيًا عن عمله. في عام 1997 نشر مدير تحرير «لوموند دبلوماتيك» سيرج حليمي كتابه «كلاب الحراسة الجدد» أشار فيه إلى أن الإعلاميين والصحافيين والمحللين والخبراء، الذين يدّعون المصداقية والموضوعية والاستقلالية والحياد، تحولوا إلى حراس للأنظمة الاجتماعية والسياسية القائمة، يبررون خطاياها، ويهيئون الرأي العام لتقبل الأزمات والقرارات اللاديمقراطية، وخلص حليمي إلى أن «من يدّعون امتلاك مفاتيح حرية التعبير مدجّنون». ويعبر عبد الحفيظ عن ألمه لأن صحافة مصر ضربت في مقتل، ولا ينتظر عودتها في ظل إشاعة الخوف الذي هيمن على المشهد خلال السنوات الثلاث الماضية، فعندما تفرض مشاعر الخوف من الانتقام نفسها على غرف الأخبار، لا تنتظر محتوى ينجز على عجل أو على نار هادئة، لقد تحولنا جميعا إلى حراس للبوابة التي واربها السجان، نمارس الرقابة على أنفسنا وعلى من يعمل معنا».
خير أم شر؟
لاحظ عماد الدين حسين كما يطلعنا في «الشروق»، أن الكثير من معارفه بدأ يهجر مواقع التواصل الاجتماعي: «قبل أيام قليلة قابلت رئيس أهم جامعة غير حكومية في مصر سألته: هل ما زلت مصرا على مقاطعة وسائل التواصل الاجتماعي؟ أجاب: نعم. وجهة نظره أنه لا يملك وقتا من الأساس لكي يهدره في متابعة وسائل التواصل الاجتماعي، ولو كان لديه هذا الوقت بعد نهاية عمله المضني، فسيخصصه لأسرته التي تدفع ثمنا كبيرا لانشغاله عنها. هو يتابع الأخبار التي تهمه عبر الصحف. الشخصية الثانية هي لواحد من أهم رجال الأعمال. حينما يسألني عن بعض الأخبار. أقول له ببراءة هي منتشرة جدا على الفيسبوك أو تويتر. فيقول لي ولكن لا صلة لى إطلاقا بهذا العالم. لأنه ليس لديه وقت يهدره في متابعة السوشيال ميديا، لأنه منشغل بمتابعة شركاته وتطورات الاقتصاد العالمي. ويقرأ الصحف ويتابع وسائل الإعلام الدولية الكبرى، ورأيه أنه لن يخسر شيئا إذا لم يكن ملما بقصة طلاق هذه الفنانة أو خناقة هذه المغنية مع طليقة زوجها السابقة. يضيف عماد: فى المقابل هناك شخصيات عامة تضم رجال أعمال وأساتذة جامعات وسياسيين، شبه مقيمين في وسائل التواصل الاجتماعي، لدرجة أن البعض يسأل: ومتى يمارس هؤلاء أعمالهم؟ عدد كبير من أصدقائى على صفحتي على الفيسبوك بدأ يهجر هذا العالم، سواء بصورة شاملة أو جزئية، والسبب أنهم بدأوا يشعرون بتوتر شديد. بعضهم كان دائم نشر صوره وأخباره اليومية، بل اللحظية على صفحته، لكنهم قرروا التوقف. وكتابة عبارة تتكرر من آن لآخر: «قررت التوقف لفترة عن التعامل مع فيسبوك». والبعض الآخر قرر تطليق هذا العالم بالثلاثة، لأنه يرى أن ضرره أكبر كثيرا من نفعه وأنه خسر راحته وهدوءه، وقبل أيام حذفت المغنية الأمريكية الشهيرة سيلينا غوميز تطبيق أنستغرام من على هاتفها رغم وجود 152 مليون شخص يتابعونها، بسبب كثرة التعليقات السلبية من الجمهور التي تؤثر على صحتها العقلية».
حيوان رغم أنفه
لفتت هانية صبحي في «الشروق» انتباهنا للعلاقة السيئة بين المعلم والطالب في العديد من مدارسنا: «الحيوان أحمد»، هكذا بدأ المعلم حديثه بالنداء على أحد الطلاب. واصل النداء على الطلاب: الحيوان فادي، الحيوان عمر، الحيوان أيمن إلى آخر قائمة الطلاب. قد نظن أن الفصل بأكمله مشاغب ولكن المعلم كان فقط ينادي على الطلاب ليتسلموا بطاقات التأمين الصحي الخاصة بكل منهم، بينما يسجل الحضور والغياب. قد يعلم من أمضى أكثر من سويعات في مدرسة حكومية للبنين، أن لفظ الحيوان من أخف الألفاظ التي يتم استخدامها، مثله مثل لفظى الحمار والمتخلف المتداولين بكثافة. وقد يعلم من أمضى سويعات في مدرسة للتعليم الفني أن الألفاظ كثيرا ما تتجاوز هذا المتداول لتحاكي مسبات الشوارع. أما الضرب فكثير منه بالعصي (تلك البرتقالية البلاستيكية التي تأتي من بقايا توصيلات الصرف الصحي أو الأكثر أناقة الخشبية) وعلى الوجه وبالركلات، وبقليل من الحياء وبعض الغل وكثير من اللامبالاة، ولأسباب واهية تدل على قلة الحيلة كثيرا، وأحيانا بلا سبب على الإطلاق وأحيانا ضرب في المربوط لكي يخاف السايب، وضرب في من هو قريب من اليد «فشا للغل» وضرب في الأضعف خوفا من الأقوى. وقد يكون السائد في مدارس البنات هو لفظة زفتة أو حمارة، بدون اللجوء للكثير من الألفاظ البذيئة أو العنف الشديد، ولكن النتيجة واحدة: بلد يتم تلقين شبابها كل يوم أنهم متخلفون وأنهم حيوانات وأنهم فاشلون وأنهم في الأول والآخر لا يستحقون الاحترام. تسأل الكاتبة: ماذا يمكن أن ننتظر ممن يُطلق عليهم متخلفون وحيوانات ويتم ضربهم بسبب وبدون سبب في معظم أيام عمرهم من سن السادسة لسن الثامنة عشر؟».
الإنسان قبل الحجر
تساءلت نادين عبد الله في «المصري اليوم»: «هل يخلق العمران أو البناء الجديد بنية مجتمعية وتفاعلات إنسانية تعطى لوجوده معنى؟، أم تخلق الأخيرة البنية العمرانية المناسبة لها؟ وهل يخلق القانون ثقافة عامة تحترم الاختلاف بتجلياته الاجتماعية والثقافية، إلخ؟ أم أن الثقافة القائمة هي التي تُنشئ القانون المعبر عنها؟ وتؤمن الكاتبة بأن القوانين تنشأ تعبيرًا عن اتفاق مجتمعي وثقافة عامة سائدة، ولكنني أعتقد أيضًا أن إعمال القانون يمكن أن يغير الثقافة القائمة ويخلق اتفاقًا مجتمعيًا جديدًا. أما في ما يتعلق بالعمران، فأعتقد أن الأمر يختلف، فلو تحدثنا مثلًا عن التفاعلات الثقافية والانفتاح على الآخر باعتبارها جزءًا لا يتجزأ من مواصفات ما يُطلق عليه «المدن العالمية»، فلا يمكن أن نتصور أن تخلقها المباني الجديدة، بل التفاعلات الإنسانية التي تأتي نتاجًا لها. تضيف نادين: وفي هذا الصدد، وصلني تعليق ملهم من الدكتور علي، الحاصل على ماجستير التنمية العمرانية، على مقالي بعنوان: «هنا العلمين وليس نيويورك»، الذي ناقشت فيه بعض ردود الأفعال الغاضبة تجاه حفلة لوبيز في مدينة العلمين، رغم سعي المسؤولين لجعل المدينة، مدينة عالمية على غرار نيويورك. هل نسعى في مصر إلى بناء (مدينة عالمية) أم مدينة (دبي العالمية)؟». هناك مصطلح ظهر في علوم العمران اسمه «مانهاتنيزيشن»، وهو يصف ظهور وانتشار أحياء البزنس العالمية، التي كوّنت ناطحات السحاب في المدن العالمية، تلك التي تطورت خلال آخر خمسة قرون نتيجة تفاعلات حضارية واقتصادية واجتماعية ضخمة، مثل مدن لندن وشنغهاي وباريس ونيويورك، فـ«مانهاتن» في نيويورك هى أول مكان اشتهر بذلك، وكسب مثل هذا الصيت العالمي، وهو ما دفع أحد المسؤولين في الهيئة العامة للتخطيط العمراني من القائمين على مشروع القاهرة 2050 إلى استخدام مصطلح «مانهاتن على النيل» للتعبير عن الأبراج المزمع إنشاؤها على الكورنيش من التحرير حتى رملة بولاق».
دفعنا الثمن
متى يجني الشعب ثمار برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي تحمل فاتورة إجراءاته القاسية؟ المؤشرات، كما يبشرنا مجدي سرحان في «الوفد»، بدأت في الظهور، هذا ما يؤكده الدكتور محمد معيط وزير المالية.. في كلمته أمام مؤتمر مجلس الأعمال الكندي المصري.. مؤكدا أنه لم يتبق سوى عامين فقط ويبدأ المصريون في حصاد ثمار نتائج برنامج الإصلاح الاقتصادي، الذي بدأت الحكومة تنفيذه في نوفمبر/تشرين الثاني 2016.. مضيفا أن الإصلاحات تسير في الطريق السليم.. بدليل تحسن مؤشرات الاقتصاد الكلي والأداء المالي الذي جاء أفضل من المتوقع خلال العام المالي 2018 /2019.. ليبدأ المواطن في الشعور بتحسن مستوى الخدمات، من صحة وتعليم وأجور.. مشيراً إلى أن مخصصات الصحة والتعليم ستزيد خلال عامين بمقدار ثلاثة أضعاف، مع تقلص حجم فوائد الدين. ويرى سرحان أنه علينا أن نتفاءل بهذه التصريحات.. لأن كل شيء لابد أن تكون له نهاية.. ونحن ـ الشعب والدولة ـ نريدها نهاية سعيدة.. لكي يشعر الشعب بأنه يجني ثمار ما تحمله من ألم وقسوة «خيارات الإصلاح».. وأيضا لأن الدولة تدرك تماما أنها لا يمكن أن تراهن على أن يظل المواطن يتحمل فاتورة هذه الإصلاحات إلى ما لا نهاية.. فالمؤكد أن أي إجراءات تُقْدم عليها الدولة.. أي دولة.. لا معنى ولا جدوى لها إن لم تنعكس على أحوال المواطن وتوفر له حياة أفضل وأكرم وأكثر أمانا، بكل ما تحمله كلمة الأمان من أبعاد اجتماعية واقتصادية وسياسية، فهذه هي مهمة الدولة الأولى ومن أجلها تختار الشعوب حكامها».
شباب مدلل
أزمة البطالة تعاني منها البلاد منذ عقود غير أن إسلام سعيد في «اليوم السابع» له رأي مختلف: «كثيرا منا يسمع شكاوى هنا وشكاوى هناك من الشباب، بشأن عدم توافر فرص عمل لهم عقب التخرج من الجامعات والمعاهد والمدارس الفنية، بدون أن يسأل الخريج نفسه، هل أنا مؤهل لسوق العمل حتى أحصل على الوظيف أو الفرصة المناسبة؟ اعتقد أن الإجابة لأ. يضيف إسلام: بمجرد تخرج الشاب من الجامعة يبحث ويفتش أولا عن الوظيفة الحكومية، رغم أن التوجه العام حاليا هو الاعتماد على وظائف القطاع الخاص والمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، فالبحث عن وظيفة مناسبة يحتاج عملا على مستوى آخر، وهو تأهيل الشباب لسوق العمل، وهنا دور الشاب نفسه، عليه أن يحدد ماذا يريد أن يعمل، ثم يبدأ في صقل مهاراته عبر التدريب. الحقيقة كما يذكرها إسلام أن العدد الأكبر من الشباب، لا يعرف الجهة التي يمكن أن يعتمد عليها في تدريبه، خاصة للوظائف المتاحة لدى القطاع الصناعي، وهنا لابد أن أشير إلى أن الحكومة ممثلة في وزارة الصناعة والتجارة، تتيح فرصا تدريبية بأسعار قليلة جدا للشباب، عبر مصلحة الكفاية الإنتاجية. الكفاية الإنتاجية تتيح عددا غير قليل من الدورات التدريبية لتأهيل الخريجين للعمل في المصانع، وهنا مربط الفرس، نجد عشرات الشكاوى من أصحاب المصانع، من عدم وجود عمالة فنية مدربة، وكذلك حدوث تسرب من المصانع، رغم أن الراتب قد يكون مجزيا، إضافة إلى تأمين صحي واجتماعي، تقابله شكاوى أخرى من الشباب بعدم توافر فرصة عمل. إذن أين الإشكالية؟ الأزمة هنا هي بإقناع الشباب ببدء رحلة البحث عن وظيفة وفرصة مناسبة بدون الاعتماد على مؤهله الدراسي».
ما الحل؟
تفشي ظاهرة الطلاق باتت تمثل كارثة مجتمعية يحذر من آثارها أحمد نور الدين في «الأهرام»: «هذه المشكلة الاجتماعية الكارثية، نذير خطر على قواعد وأساس مجتمعنا المصري وعموده الفقري؛ لأنه ببساطة شديدة هذا ما يرجوه لنا أعداؤنا، سواء أكانوا شياطين إنس أم جن، فالشيطان الرجيم – لعنه الله – أقسم لله سبحانه – تبجحًا وغرورًا- «لأقعدن لهم صراطك المستقيم»، وشياطين الإنس لا هم لهم إلا الفساد والإفساد في الأرض، ورسالتهم العظمى مع أقرانهم من شياطين الجن، هدم كل مستقر، وفساد كل صالح، وتدمير وخراب كل بناء مستقيم، ونشر الرذائل في المجتمعات، وهدم الأسر السوية عماد المجتمع، وعمود فسطاطه. آراء كثيرة مفجعة في بعض شبابنا ممن يتصفون بهذا، ذكرتها فتيات شابات في ذلك التحقيق، منها: «الشباب الآن تافه وسطحي، وإنهم مبيعرفوش يتحملوا مسؤولية»، و«هو فين الرجالة أصلا»، و«أن الفتيات اختلفن عن الماضي، حيث أصبحن أكثر وعيًا ولا يمكن خداعهن بسهولة، لذلك أصبح الرجل العادي لا يرضي طموحاتها»، وحتى أكون منصفًا، لا أتفق ـ كلية – مع ما قيل سابقًا، إذ هناك الكثير جدًا والأغلبية العظمى من شبابنا من يقدر المسؤولية، ويعرف ربه ويتقيه، ولكنها أسباب كثيرة جدًا ومتداعيات وافدة علينا، ليست من ديننا ولا من أعرافنا وتقاليدنا، جعلت الكثير من الشباب يعزف عن الزواج، كالمغالاة في المهور وتجهــــيز الفتـــيات، والشبكة الباهظة الثمن، وكم رأيت من هذا الكثير أمامي، ولكنها عقول أبت إلا أن تظل في مستنقع جهلها، ومشاركة منهم في زيادة نسبة العنوسة، ونشر الفتنة والفساد في الأرض كما أخبر نبينا، صلى الله عليه وسلم: «إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير».
مقاعد المتفرجين
نتوجه نحو نيوتن في «المصري اليوم» الذي يهتم بنعمة الديمقراطية، التي باتت عملة لا مكان لها على خريطة العرب: بعد أن ألغينا حضور الجمهور مباريات كرة القدم، وبعد تدهور مستوى الكرة، اختطف نادي ليفربول أبصار المصريين. بدأ المصريون يتابعونه، فهناك توجد حركة.. يوجد صعود وهبوط لمحمد صلاح. أصبحت متابعة ليفربول بمثابة السلوى للمصدومين في نواديهم. الآن موضوع البريكست وتعليق البرلمان لمدة أسبوعين، وخروج تريزا ماي واستبدالها ببوريس جونسون، ثم ترقب ما سوف يتم في الأيام المقبلة، وتوقع لمن ستكون له الغلبة رئيس الوزراء، بحزبه من المحافظين وهم أغلبية، لتنتهي بخروج 21 نائبا من حزب المحافظين عن التصويت مع بوريس جونسون. حتى لو كان الثمن شطبهم من الحزب وهو ما حدث. كل هذا في الشارع البريطانى، بدأ يخطف أبصار العالم كله، يتابع فيها سيمفونية الديمقراطية، بكل ما فيها من شد وجذب، بكل ما فيها من مفاجآت. بوريس جونسون محارب مغامر، مع ذلك خسر بـ328 صوتا مقابل 301 كانوا يؤيدونه. يضيف نيوتن: العالم يتابع هذا الموضوع الآن.. أصبح ما يحدث في بريطانيا هو بؤرة اهتمامه، وكأنهم يتابعون ظاهرة رياضية أو ظاهرة فنية، لكنها هذه المرة كانت ظاهرة ديمقراطية من طراز فريد. هى سيمفونية تولى العزف فيها حزب المحافظين وحزب العمال ورئيس الوزراء وملكة بريطانيا. والمحكمة العليا التي رفضت التماسا بإيقاف إعطاء إجازة للبرلمان».
خفة دم
من بين الساخرين في «الأخبار» طاهر قابيل: «المصريون يعشقون «الدلع». فيسمون حسين «سحس» وحسن «أبو علي» ومحمد «ميدو» ودعاء «دودو» وفاطمة «طمطم» وفهيمة «فيفي» ونوال «ننه».. ولذلك يدلعون «الرشوة» فيطلقون عليها «بقشيش» و«إكرامية» و«هبة»، وإذا كان المرتشي أكثر بجاحة فيسألك: «فين الدخان أو القهوة بتعتنا» وأخيراً شاي بالياسمين.. ولو كان متحايلا ومدعيا للشرف يخبرك «إنه معندوش فكة». يضيف الكاتب: «البقشيش» كلمة فارسية انتقلت إلى اللغة التركية وتعني «أن من يدخل السوق يدفع».. وتداولها المصريون على سبيل التقليد أيام الحكم العثماني، وأدخل عليها العرب بعض المترادفات والأنواع مثل «العطية» و«الإكرامية» والمنحة التي تعطي لمعطيها نوعاً من الوجاهة.. وتعبر عن سخائه وثرائه وطلاقة يده.. ويقال إن كلمة «بقشيش» مأخوذة في لغتنا العربية من كلمة «القشيش» التي تعني صوت احتكاك جلد الثعبان بثعبان آخر.. أو من «قش الدار» أي كنسها.. ونقلت إلى الفولكلور الشعبي المصري بمعنىٍ آخر للتهوين من حجم المصيبة أو الكارثة فيقولون «اللي يجي في الريش «بقشيش». يضيف الكاتب: منذ أعوام قرأت تقريرا عن «البقشيش» في دول العالم، يؤكد أن العاملين بأجر منخفض في الخدمات في أمريكا يعتمدون عليه لتحقيق التوازن في دخلهم.. وأنك على سبيل المثال إذا نسيت أن تقدمه لموظفي الفندق ربما تواجه رد فعل محرجا لعدم الدفع.. وسوف تتعرض للرفض، إذا قمت بتقديمه للعاملين في فرنسا واليابان.. وقد تجد نفسك في ورطة مع الشرطة في الأرجنتين.. وأضاف التقرير أن دفع «البقشيش» أمر متوقع بعد تناول الطعام في النمسا والبرازيل وهولندا وروسيا وتشيلي وجنوب افريقيا وأيرلندا وتركيا إذا لم تتضمن الفاتورة رسوم الخدمة».
غواية السلطة
«قليلون هم الذين لا يخونون أنفسهم، ولا تُفْسَدْ طبائعم ولا تختل موازينهم، ويحافظون على بساطتهم وصلاتهم التلقائية بالحياة والناس، مهما تبوأوا من مناصب أو تمتعوا بسلطة، حتى لو كانت سلطة شبه مطلقة، الدكتور جودة عبد الخالق، الذي يثني عليه نبيل عمر في «المشهد» من هذه القلة المتصالحة مع نفسها، المنحازة إلى أهلها الغلابة، قد تكون يساريته لعبت دورا مهما في هذه الخصال، لكن ما أكثر اليساريين الذين انقلبوا عليها، وساروا في الطريق العكسي رافعين عشرات الحجج والأعذار.. ويبدو أن خصال الدكتور جودة خلقة وبيئة وتعليما وتجاربا، فأصبحت نسيجا من خلاياه العقلية والنفسية. يضيف الكاتب: تأملت عبارات شديدة الخطورة وردت في كتابه الجديد «مع الغلابة ـ تجربتي في الوزارة»، وهو لم يظهر بعد، لكن الزميلة «المصري اليوم» نشرت منه فصلين فقط.. والدكتور جودة نفسه من الغلابة، الذين صعدوا السلم بكفاح وحب وإصرار ونزاهة، ولم يتخل في أي وقت عن هؤلاء «الغلابة»، وما أكثرهم في بلادنا، ومازال يدافع عنهم، ويفسر لهم أن أحوالهم مرتبطة بإصلاح اقتصادي يزيد من السلع والخدمات باطراد، حتى ترتفع مستويات معيشتهم، وليس مجرد إصلاح مالي يعالج خللا ما في الموازنة العامة. يقول في عبارة من عباراته الخطيرة: «وأشد ما كنت أخشاه عند دخولي الوزارة هو إغراء السلطة أو غواية السلطة.. فالوزير في وزارته مَلِكٌ غير متوج. فهو الآمر الناهي، آراؤه خلاصة الحكمة، وتوجيهاته أوامر لا ترد.. الحراس في كل مكان، والحجاب عند كل باب». وإغراء السلطة وغوايتها أشد تأثيرا وجاذبية من غواية أجمل نساء الأرض، السلطة هي مثلث برمودا من يسقط في دوامتها لا يهرب من قوتها».
الحل عند مدبولي
«ربما كان قرار رئيس الوزراء بتعيين ألف وخمسمئة موثق وكاتب وموظف لسد العجز في مكاتب الشهر العقاري له صلة بما كتبه عادل نعمان في «الوطن» عن معاناة الناس في مكاتبه المنتشرة في أنحاء المعمورة، إلا القليل منها، عند قضاء مصالحهم أو توثيق عقودهم، يضيف الكاتب، هذه بادرة طيبة نسعد بها، وبشرى خير نتمنى دوامها، فإذا وصلت شكاوى الناس إلى المسؤول وجب عليه دراستها فوراً، وتلبية احتياجات الناس ورفع الظلم والأذى عنهم، وفي نظري أن هذا الإنجاز الملموس من دعائم الانتماء للبلد والحب لها، وهي قاعدة بسيطة ومنطقية، فلا يشغل المسؤول نفسه بخطط الدولة المستقبلية والمشروعات العملاقة، وسد العجز في الموازنة العامة، وزيادة الاحتياطي النقدي، والفائض والبطالة وميزان المدفوعات والميزان التجاري، عن المشاكل اليومية والحياتية التي يتنفسها ويهضمها المواطن يومياً، فربما تسبب له اختناقاً أو عسر هضم، وتغلق عينيه وقلبه فلا يرى منهم إنجازاً أو نجاحاً مما يعدون، فإذا كانت المعاناة والفوضى تنغص عليه يومه فلا حافز عنده أن يرى غده، وإذا ضاق صدره بما أثقل عليه من أزمات وفساد، أدار ظهره وانصرف، فإذا جاء موعد مشاركته وتحمله المسؤولية بحثنا عنه فلن نجده، فهو إما يائس أو بائس أو تائه أو متطرف أو منصرف بلا عودة. خطوات الحكم يا سادة تسير خطوطها بالتوازي، بين بناء المستقبل واستعدال اليوم الذي نعيشه، نرفع طموح الغد ونزيح بلاوي اليوم، نهتم بصحة أبناء المستقبل والمشرفين على المغادرة، الوطن هو وطن اليوم والغد، وليس وطن الغد فقط، أمان الناس وأمنهم، راحة الناس في الشوارع وفي بيوتهم».
الإسكندرية في خطر
الإسكندرية عروس البحر المتوسط يبدو انها ستواجه مستقبلاً مخاطر وجودية يلقي عليها الضوء أحمد رزق في «الوفد»: «تجددت مرة أخرى التحذيرات من خطر غرق الإسكندرية وجانب من الدلتا خلال سنوات، بفعل الاحتباس الحراري الناتج عن التلوث البيئي، الذي بدوره يرفع منسوب مياه البحار ويتسبب في غرق بعض المدن، التي منها الإسكندرية. تلك التحذيرات ليست جديدة، فقد ترددت من قبل في تسعينيات القرن الماضي، ونوقشت في مؤتمر عُقد منذ عشر سنوات تحت اسم «التغيرات المناخية وآثارها على مصر» حذر خلاله الأب الروحي للبيئة في مصر الدكتور الراحل مصطفى كمال طلبة خبير البيئة والأراضي، أن أكثر من 2 مليون فدان من أراضي الدلتا ستتأثر من ارتفاع منسوب سطح البحر عام 2060، ودعا إلى ضرورة تضامن الجهود الحكومية والشعبية والمحلية لمواجهة ظاهرة ارتفاع مستوى سطح البحر عن الدلتا والوادي. ومنذ أيام خرجت علينا وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية بتقرير مطول عن غرق مدينة الإسكندرية بالكامل، بسبب التغيرات المناخية وارتفاع مستوى سطح البحر. رغم أنها نجت من الغزوات والحرائق والزلازل منذ تأسيسها من قبل الإسكندر الأكبر منذ أكثر من ألفي عام تواجه الآن تهديدًا جديدًا في صورة تغير المناخ. وأن ارتفاع منسوب مياه البحر يهدد بإغراق الأحياء الفقيرة والمواقع الأثرية، رغم قيام الدولة بإقامة حواجز خرسانية في البحر لكسر المد. الإسكندرية ثانى أكبر مدينة مصرية، ومحاطة بالبحر الأبيض المتوسط من ثلاث جهات وهو ما يجعلها عرضة بشكل كبير لمخاطر ارتفاع مستويات سطح البحر، الذي حدث بفعل الاحتباس الحراري وذوبان القمم الجليدية القطبية».