كل الاختبارات التي تم إجراؤها لقياس مُعدلات التفاعل في شباك التذاكر في دور العرض السينمائية، أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أن نوعيات الأكشن والكوميديا، من الأفلام المصرية هي الأكثر رواجاً في المواسم والأعياد، لذا تم التركيز في دورة الإنتاج الثانية، التي بدأت مع حلول فصل الصيف على النوعين المُفضلين بالنسبة للجمهور، حسب وجهة نظر المُراقبين، حيث شمل الإنتاج الجديد نحو ثمانية أفلام تنتمي كلها للكوميديا والأكشن، في تشابه وتكرار واضحين للأفكار والموضوعات والأبطال. وبالرجوع لخريطة أفلام عيد الفطر، بالأسماء والعناوين والنجوم، سنلاحظ من الوهلة الأولى أن مُعظم ما ورد من صور كوميدية وكاريكاتيرية كمحتوى فني وإبداعي، لم يختلف كثيراً عن الوارد في مضامين ومحاور الأفلام الجديدة التي تستعد دور العرض لاستقبالها، بعد فترة الركود القصيرة الفاصلة بين العيدين الصغير والكبير، فمعظم النجوم الذين تصدروا أفيشات الدعاية وواجهات دور السينما هم أنفسهم الذين يحتلون الصدارة في قوائم الأفلام المُنتجة حديثاً.
«ع الزيرو»
من أهم الأفلام التي كان مُقرراً عرضها خلال موسم عيد الأضحى فيلم «ع الزيرو» بطولة محمد رمضان ونيللي كريم، ومن تأليف مدحت العدل وإخراج محمد العدل، وهو محاولة من الجهة المُنتجة لاستثمار مرحلة الانتشار والنجاح الساحق للبطل، وفي الوقت نفسه تعد التجربة السينمائية ذاتها امتداداً لمسيرة رمضان في مجال الأكشن والتوظيف الاقتصادي لقُدراته ونجوميته بغض النظر عن تشابه الأطر والأفكار الفنية في رحلة الفنان الذي يُعيد إنتاج شخصياته وأدواره بصور مُختلفة.
الفيلم الأقوى إنتاجاً والذي كان مُعولاً علية في السباق السنوي التقليدي أعلنت شركة العدل جروب تأجيل عرضه، لما بعد العيد لعدم تأكدها من انتهاء التصوير وعمل المونتاج والدعاية، والاتفاق على التوزيع الداخلي والخارجي في الوقت المناسب، فإلى الآن لم يتحدد بالضبط الموعد الدقيق للعرض، الأمر الذي يُعطي فرصة أكبر للأفلام الأخرى المنافسة، ويُمكّنها من الانفراد بالساحة وتسجيل مُعدلات أكبر على مستوى الأرباح.
«البعبع»
ويأتي فيلم « البعبع « للنجم أمير كرارة وياسمين صبري وباسم سمرة ومحمد عبد الرحمن والمخرج حسين المنباوي بمثابة ورقة رابحة يتم الرهان عليها في سباق الأفلام الموسمية بشكل كبير، حيث أثبتت التجارب السابقة لكرارة نجاحه في النوعيات التي تتسم بالحركة والمُغامرة، فضلاً عن وجود قاعدة جماهيرية لا بأس بها للأبطال المذكورين تضمن على الأقل النجاح المقبول للفيلم وتحقيق التوازن المعقول في أرقام الإيرادات.
«تاج»
وللمرة الثانية على التوالي يشارك المُطرب تامر حسني بفيلم من تأليفه بعد فيلمه الأول «بحبك» فهو يستعد لاختبار تجربته الجديدة بفيلم «تاج» وهو بطولة مشتركة مع دينا الشربيني وساندي وبيومي فؤاد والمخرجة سارة وفيق، وكما هي العادة يحتوي الفيلم على خلطة مُتجانسة من الرومانسية والكوميديا لجذب الجمهور وتوفير مُعطيات النجاح بحسب مُتطلبات السوق والذوق الخاص لمحبي المطرب ذائع الصيت والمُتمتع بشعبية كبيرة.
«بيت الروبي»
ومن النوعيات الكوميدية الخفيفة المُقرر عرضها خلال موسم عيد الأضحى، فيلم كريم عبد العزيز ومنة شلبي والمخرج بيتر ميمي «بيت الروبي» وهو مغازلة لرغبات جمهور العيد من الصبية والشباب الذين يميلون للضحك والتسلية، ويتوافدون لدور العرض السينمائية في أيام العيد للترفيه والمرح، وقد روعي ذلك بشكل ملحوظ في التنويهات وأشكال الدعاية كنوع من الترغيب والجذب.
«مستر إكس»
وفي محاوله للاستغلال الدعائي لشخصية مستر إكس التي قدمها الفنان الراحل فؤاد المهندس، قبل نحو نصف قرن في فيلمه الشهير «أخطر رجل في العالم» يأتي التكوين الكوميدي والدرامي لفيلم «مستر إكس» للمؤلفين أحمد عبد الوهاب وأمجد الشرقاوي، للفت النظر واللعب على ثيمة المغامرة في جو من الإثارة والكوميديا وبأداء الأبطال الجُدد هنا الزاهد ومحمد أنور وأوس أوس مع ضيوف الشرف رحاب الجمل ومي عمر وعمرو يوسف وهي التوليفة التي اختارها المؤلف والمخرج أحمد عبد الوهاب ليضمن بها الحد الأدنى من النجاح الجماهيري والكسب المادي.
«أبو نسب»
أبو نسب هو عنوان الفيلم الذي يدخل به محمد عادل إمام الماراثون السنوي الكبير مع ياسمين عبد العزيز وياسمين صبري وهالة فاخر وماجد الكدواني ليُحقق التعادل المطلوب في آلية السوق والاحتياج الجماهيري للنوعيات السينمائية المُختلفة بكل صورها وأشكالها ومضامينها.
هناك أيضاً فيلمان يحجزان عدداً من دور العرض على مستوى الجمهورية لضمان التغطية الجماهيرية الشاملة، الأول «شماريخ» بطولة آسر ياسين وأمينة خليل وخالد الصاوي وهو من تأليف وإخراج عمرو سلامة ويختلف في مضمونه الدرامي عن النوعية الكوميدية ويركز على القضايا الاجتماعية. كذلك فيلم «فوي فوي فوي» من تأليف وإخراج عمر هلال ويُمثل توجهاً مُختلفاً للسينما الكوميدية الإنسانية، حيث تنتمي أحداثه لوقائع حقيقية حدثت بالفعل، حسب تصريحات البطل محمد فراج، إذ يتناول الفيلم مسيرة شاب نصاب يهوى كرة القدم، ويدعي أنه فاقد البصر ويشارك بالفعل في دوري للمكفوفين خارج مصر. الفيلم بطولة نيللي كريم وبيومي فؤاد ويعتمد على المفارقات والمواقف في تحقيق البعد الكوميدي المطلوب مع تحري الدقة في صدق الأداء ودرجة الإقناع بالحالة الإنسانية المُزيفة التي تُمثل محور الأحداث ونقطة التميز القوية في الفيلم.
كاتب مصري