إعلام الدولة يخسر المعركة ضد المعارضة… ومحنة التعليم قديمة… والحل مكلف… وورطة المعلمين لا دخل لهم فيها

حسام عبد البصير
حجم الخط
0

القاهرة ـ «القدس العربي»: كـأنهم خارجون لتوهم من حرب طويلة، يقضي المصريون أيامهم بمنطق المقاتلين الذين خسروا كل شيء، ولم يعودوا يمتلكون حتى الأسباب التي تعينهم على البقاء أحياء، فها هي أبسط السلع الغذائية التي لا حياة بدونها أصبحت عزيزة المنال. وأمس الجمعة 14 أكتوبر/تشرين الأول عجز المعنيون في تجميل أداء الحكومة والدولة في استئناف المهام الموكلة إليهم فقد اتسع “الرتق على الراتق” وعم الصراخ في الأسواق، بينما شبح المجاعة يوشك أن يلقي ظلاله على الجميع.. وبدورها سعت الحكومة عبر آلتها الإعلامية على مواجهة حالة اليأس وعدم الثقة التي تعتري الأغلبية بسبب الأداء الحكومي الذي لا يتناسب مع عظم التهديد الذي تواجهه البلاد. ومن أخبار القوات الجوية في عيد ميلادها التسعين قال الفريق محمود فؤاد عبدالجواد إن “القوات” تمارس مهامها بكل عزيمة وإصرار، ووفقا لأحدث النظم القتالية العالمية لتكون دائما على استعداد تام للدفاع عن سماء مصر. وأكد قائد القوات الجوية، أنها تمتلك قدرات قتالية متنوعة، وتضم أحدث الطائرات مختلفة الطرازات والمزودة بأحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا الطائرات، بما يضمن لها التفوق الكمي والنوعي، ويمكنها من تنفيذ الأنشطة والمهام كافة التي تسند إليها.
ومن الشائعات التي سعت الحكومة لكشف زيفها: نفى المركز الإعلامي لمجلس الوزراء، ما تداولته بعض صفحات التواصل الاجتماعي من منشورات تزعم إضافة مادة التربية الدينية للمواد الأساسية المضافة للمجموع من الصف الرابع الابتدائي وحتى الصف الثالث الثانوي، خلال العام الدراسي الحالي. وأكدت وزارة التربية والتعليم أن المنشورات المتداولة في هذا الشأن لا أساس لها من الصحة، وغير صادرة عن الوزارة. ومن الأخبار الاقتصادية: قال رضا عبد القادر مساعد وزير المالية لشؤون مصلحة الضرائب، إنه اعتبارا من اليوم السبت سيتم تطبيق المرحلة الفرعية الثانية للمرحلة الثامنة والأخيرة لمنظومة الفاتورة الإلكترونية، لإلزام الشركات المسجلة بالمأموريات في محافظات الشرقية والغربية وكفر الشيخ والمنوفية ودمياط، بإصدار فواتير ضريبية إلكترونية عما تبيعه من سلع أو تؤديه من خدمات.. ومن الأنشطة المعنية بالاهتمام بالصغار: أعلنت الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة، عن بدء التقدم لجائزة الدولة للمبدع الصغير في دورتها الثالثة، التي تنظمها وزارة الثقافة، ممثلة في المجلس الأعلى للثقافة، تحت رعاية انتصار السيسي حرم رئيس الجمهورية. ومن معارك الرياضيين: قرر مجلس إدارة النادي الأهلي التقدم ببلاغ للنائب العام، ضد هناء حمزة نائبة رئيس اتحاد الكرة الطائرة؛ لتجاوزها في حق الأهلي عبر وسائل الإعلام، وقيامها بتوجيه اتهامات باطلة للنادي بالتزوير في عقد ابنتها مريم مصطفى لاعبة الفريق الأول للكرة الطائرة «سيدات». وهو العقد الذي وقعت عليه بحضور والدتها قبل أسابيع، ولمدة أربع سنوات مقبلة. ومن أخبار الفنانين: شارك الفنان محمد رمضان، متابعيه بصورة جديدة له من كواليس مسلسل “العمدة”، وذلك من خلال حسابه الرسمي عبر موقع التواصل الاجتماعي للصور والفيديوهات “إنستغرام” وعلق قائلا: توكلنا على الله، العمدة رمضان المقبل، تأليف محمد سامي ومهاب طارق، وإخراج محمد سامي، وإنتاج محمد سعيد وجوهر. ومن أخبار الراحلين: شيعت جنازة الدكتورة سهير عبد الفتاح، زوجة الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي، بعد صلاة الجمعة من مسجد الخلفاء الراشدين في مصر الجديدة، التي وافتها المنية قبل أيام.
فصول من العذاب

كوارث لا تنتهي مع بداية العام الدراسي الجديد أحصت نادين عبد الله جانبا منها في “المصري اليوم”: سور مدرسة يقع على طفلة بريئة فتفقد حياتها وتُكلِم قلب أهلها وأحبائها.. طلاب يفرشون الأرض في الفصل لأن الكراسى غير كافية والفصول لم تعد تتحمل تكدس الطلبة.. حافلة تنقل المعلمين إلى مدارسهم فيصابون وتلقى المنية أحدهم. تُذكرنى هذه المشاهد المؤلمة بشعار «ليس لدينا ما نخسره»، الذي رفعه المسؤولون في وزارة التعليم السابقة.. فرداً على الانتقادات التي تعرضت لها المحاولات «الإصلاحية» السابقة كان الرد برفع هذا الشعار؛ لأن رؤيتهم التي اهتمت بتأمل أسبابها الكاتبة، هي أن نظام التعليم الحالي منهار (وهو أمر مفهوم)، ومن ثم فلن نخسر أي شيء من تجربة نظام جديد. ولكننا خسرنا كثيرا.. لم نفقد فقط أموالا وموارد أهدرت على أولويات واهية، بل فقدنا أيضا وقتا كان يمكن أن نحسّن فيه أحوال التعليم وحياة الطلاب والمعلمين. فعليا، موارد طائلة تم إنفاقها على أمور لن تغير في أحوال التعليم كثيرا (التابلت مثالا)، في حين أن المشاكل الهيكلية للتعليم لم تمس أبداً. يشير تقرير البنك الدولي الصادر بتاريخ 31 أغسطس/آب 2022 إلى أن نحو 70% من الطلاب في مصر لا يستطيعون في سن العاشرة قراءة نص مناسب لأعمارهم. كما تشير تقديرات وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني إلى وجود نقص في عدد المعلمين يتجاوز 320 ألف معلم. وفقا للكتاب الإحصائي السنوي الأخير التابع لوزارة التعليم، فإن متوسط نسبة كثافة الطلاب في فصول المرحلة الابتدائية هو 55 طالبا.. وهي بذلك أعلى بكثير من دول عدد سكانها كبير مثل الهند والبرازيل (24 طالبا) والصين (37 طالبا) رغم أن عدد الطلاب المنخرطين في العملية التعليمية في المرحلة الابتدائية في مصر أقل من هذه الدول. فعليا، هذه الإحصائيات وهذه المشاهد الحزينة تؤكد أن أزمات التعليم الحقيقية لم تمس بعد. وهي تلك التي تتمثل – مثلا- في قلة عدد المدارس، خاصة في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية مثل القاهرة، وتهالكها في أحيان غير قليلة.. هذا بالإضافة إلى ضعف أعداد المعلمين وضعف تدريبهم. وهي أمور تؤثر في جودة العملية التعليمية. فهل ستفكر الوزارة الجديدة في إيجاد حلول ملموسة لهذه المشكلات، أم سنشهد دورانا سريعا في المكان كما حدث سابقا؟

أرض النضال

نتحول نحو أرض النضال مع جيهان فوزي في “الوطن”: سلسة العمليات الميدانية الفردية التي يشنها الشبان الفلسطينيون في الضفة الغربية على جنود الاحتلال الإسرائيلي تؤرق مضجعها، وباتت تهدد أمنها، منذ شهور عدة لم تتوقف الهجمات الفلسطينية والعمليات المسلحة في الضفة الغربية ضد الجنود والمواقع الإسرائيلية العسكرية، ما بين عمليات طعن أو إطلاق نار أو دهس، الأمر الذي ينذر بانفجار قريب، ومخاوف لدى القيادات العسكرية والأمنية في إسرائيل، بأن الأمر لم يعد مجرد عمليات فردية هنا أو هناك، سرعان ما تخبو، ومن ثم تنتهي مثلما كان يحدث في السنوات الماضية. هناك مخاوف من أن شن عملية عسكرية في الضفة الغربية على غرار عملية السور الواقي، التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة في عام 2002، من شأنها أن تحقق نتائج عكسية، في ظل مؤشرات تؤكد أن انتفاضة جديدة تلوح في الأفق، في ظل الاحتجاجات المستمرة التي طالت معظم مدن الضفة الغربية، وبالذات الشمالية منها مثل جنين ونابلس. ورغم أن المسؤولين في جهاز الأمن الإسرائيلي يواسون أنفسهم حاليا بأن ظهور عناصر المقاومة لا يشمل كل مدن الضفة الغربية، ويتركز فقط في شمالها، خاصة جنين التي فقدت فيها السلطة الفلسطينية سيطرتها تماما، إلا أن المخاوف من اندلاع انتفاضة شاملة في الضفة الغربية بدأت تؤرق أجهزة الأمن الإسرائيلية وتحذر منها منذ فترة ليست بالقصيرة، خاصة بعد سقوط شهداء فلسطينيين، وصل إلى 100 شهيد منذ بداية العام، وهو العدد الأكبر منذ عام 2015، ما يزيد من رغبة الانتقام لدى الفلسطينيين، فكل عملية ناجحة ستجر وراءها عمليات إضافية بإلهامها، ولهذا لا يمكن الجزم بإمكانية نجاح كسر الدائرة الناشئة حاليا.

جاهزون دوما

أكدت جيهان فوزي أن القيادة العسكرية والأمنية في إسرائيل اعتبرت موجة العنف الحالية، والعمليات التي حصدت أرواح إسرائيليين خلال الشهور الأخيرة، أضف إليها إطلاق الرصاص على المجندة في الجيش الإسرائيلي كلها عمليات تتسم بطابع جديد يجب التعاطي معها بشكل مختلف، وربما تفكر في شن عملية عسكرية واسعة النطاق في الضفة الغربية على غرار عملية «السور الواقي» لكنها مجازفة غير مسؤولة، لأنه بالضرورة أن تنضم الفصائل الفلسطينية المقاومة إلى ساحة الاشتباك. وتتحول الأمور إلى انتفاضة ثالثة لا يمكن توقع نتائجها، في ضوء تفاعل السوشيال ميديا مع كل عملية مسلحة فلسطينية، حتى إن صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، وصفت ما يحدث من تصاعد وتيرة العمليات الانتقامية الفلسطينية المسلحة بتحريض أساسه تطبيق «تيك توك»، ومن ثم وصفت الوضع الحالي بـ«انتفاضة تيك توك»، إذ تنفذ العمليات الأخيرة من قبل شبان أعمارهم لا تتجاوز العشرين عاما، مستهدفين قوات الأمن والجيش وحرس الحدود، بالدرجة الأولى، وقد بدأ التصعيد أو انتفاضة التيك توك كما سمته الصحيفة في الضفة الغربية، ولاسيما القدس الشرقية قبل عملية «حارس الأسوار» في مايو/أيار 2021. لقد اعتاد الشبان الفلسطينيون، توثيق مهاجمتهم للمستوطنين اليهود، بغرض نشر مقاطع الفيديو عبر التطبيق المُشار إليه. ويدفع انتشار مقاطع الفيديو عبر التطبيق المخصص لمشاركة مثل هذه المقاطع القصيرة، المزيد من الشبان إلى محاكاة نظرائهم، على اعتبار أن ما يحدث إنما يندرج تحت ظاهرة عالمية، حين يقوم الشبان بنشر مقاطع فيديو أثناء احتجاجاتهم، حتى على قيود جائحة كورونا. إن الدعوة لتنفيذ عملية «السور الواقي 2» رغم تعالي المطالبات بها في إسرائيل، إلا أنها غير مطروحة كأولوية، لأنها تعني الاحتكاك المتزايد والكثير من الضحايا بين الفلسطينيين، الأمر الذي سيفاقم الأوضاع، فعملية عسكرية واسعة في الضفة الغربية لن تردع الشبان الفلسطينيين ولن توقف انتفاضة «التيك توك»، لكنها ستعني خطر انضمام غالبية الفلسطينيين إليها لتتحول إلى انتفاضة حقيقية. فقد أثبت الحصار والعزلة التي فرضت على قطاع غزة منذ أكثر من 15 عاما، فشلها في تحجيم المقاومة والصمود أمام عدوان الاحتلال.

سبق الجميع

في ذكراه العطرة ألقى الدكتور ناجح إبراهيم في “المصري اليوم” الضوء على بعض ميراث نبي الإسلام الذي أنار البشرية: بعد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة كتب وثيقة المدينة، وهي من أهم وأوائل الدساتير في العالم، والبعض يسميها «دستور المدينة»، أو «العهد النبوي» أو «الدستور المدني» أو «صحيفة المدينة»، ويعد هذا الدستور إحدى مفاخر الحضارة الإسلامية، وأحد معالم مجدها الإنساني والسياسي معا. وهي أول وثيقة حقوقية في تاريخ العرب على الأقل، وعقد مواطنة متقدم على عصره، وعلامة مضيئة في تاريخ الحضارة الإسلامية والإنسانية معا. وكان في المدينة وقتها المسلمون واليهود، وينقسم المسلمون إلى مهاجرين وأنصار، واليهود لديهم ثلاث قبائل: بنو النضير، وبنو قريظة، وبنو قينقاع، وكل هذه الأطياف شملتها الوثيقة، وهي التي اعتبرت اليهود وقبائلهم جزءا من مواطنى الدولة، وذلك واضح من نصّ الوثيقة «وإنه من تبعنا من يهود فإن له النصرة غير مظلومين ولا متناصر عليهم»، وفي هذه الوثيقة تحددت معالم الدولة الوليدة، فأرضها المدينة، ورئيسها الرسول ﷺ، والمسلمون فيها أمة واحدة، انتقلوا من إطار القبيلة إلى إطار الأمة والدولة، والإطار القانوني لها هو الشريعة الإسلامية، وينبغي على مواطنيها جميعا من المسلمين واليهود الدفاع عنها مجتمعين ضد أي عدوان خارجي. وهذا الدستور حوّل الدولة الوليدة إلى دولة توافقية رضائية، بعد أن كانت قبائل ممزقة. وقد حوت الوثيقة 52 بندا، 25 منها تختص بأمور المسلمين، و27 بندا تنظم العلاقة بين المسلمين واليهود. وقد قال المستشرق الروماني جيورجيو مادحا الوثيقة: «دُوّن هذا الدستور بشكل يسمح لأصحاب الأديان الأخرى بالعيش مع المسلمين بحرية، وحرية إقامة شعائرهم».

حماية نبوية للأقليات

من أهم ملامح دستور المدينة الذي أرساه نبي الإسلام وفق ما أوضح الدكتور ناجح ابراهيم ما يلي: أولا: إنهاء مرحلة القبلية وبداية مرحلة الأمة والدولة: وجاء هذا المعنى في هذا النص: «إنهم – أي الشعب المسلم – أمة واحدة من دون الناس»، وهذا نقل العرب لأول مرة من مستوى القبيلة والدوران حولها والانتصار لها إلى مستوى الأمة. ثانيا: التكافل الاجتماعي بين فصائل الدولة فذكر المهاجرين، وبني عوف، وبني ساعدة، وبني جشم، والأوس، وهم يتعاقلون بينهم «يدفعون الدية»، وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف، «أي تفك أسراها وتدفع فديتهم»، والقسط بين المؤمنين «أي العدل بينهم». ثالثا: حماية الأقليات غير المسلمة، حيث نصّت الوثيقة على: «وإنه من تبعنا من يهود فإن له النصر والأسوة، غير مظلومين، ولا متناصر عليهم»، بمعنى يجب على الدولة نصرتهم والدفاع عنهم ضد من يعتدي عليهم بغير حق من داخل الدولة أو خارجها. رابعا: الكفالة الاجتماعية وضمان الدية تفقد ضمن دستور الدولة الديات لأهل القتيل، مما أبطل عادة الثأر بين قبائل العرب التي مزقتهم وشردتهم قبل الإسلام، وألزم الدستور الجديد المسلمين جميعا بأن يكونوا ضد المعتدي الظالم حتى يحكم عليه القاضي بحكم الشريعة. وهذا كله أدى إلى استتباب الأمن واستقرار المجتمع أمنيا واقتصاديا. جاء في دستور المدينة: «وإنه من اعتبط مؤمنا قَتلا عن بينة فإنه قود به، إلا أن يرضى ولي المقتول بالعقل – أي الدية – وإن المؤمنين عليه كافة». اعتبط أي أهدر دما أو قتل. خامسا: المرجعية القانونية للدولة هي الشريعة الإسلامية، حيث جاء في نص الوثيقة أن المرجعية في أي نزاع أو خلاف بينهم تكون للشريعة الإسلامية، «وإنكم مهما اختلفتم فيه من شيء فإن مرده إلى الله وإلى محمد»، وهي شريعة حية مرنة ومتكاملة لا تعرف المحاباة لأحد، لأنها من عند الله وحده. سادسا: دعم الدولة في حالة الاعتداء الخارجي: جاء في دستور المدينة: «وإن اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين»، ويعني ذلك أن المدينة وطن للجميع وعليهم جميعا تحمل الأعباء المالية للدفاع عنها، بمن فيهم اليهود، إذا وقع عليها عدوان خارجى. سابعا: الاستقلال المالي لكل طائفة: جاء في دستور المدينة: «وإن على اليهود نفقتهم وعلى المسلمين نفقتهم».

حبة كرز

كان فيرمينيو الذي تابعه حسن المستكاوي باهتمام في “الشروق” يقف على المسرح وحده، وهو يتلقى تحية الجمهور على المشهد الذي يقدمه أمام رينجرز، فقد سجل هدفين، وصنع هدفا آخر لداروين نونيز في لعبة كعب، خفية، وناعمة، ليضع ليفربول في وضع السيطرة على المباراة، وفي الدقيقة 68 دخل صلاح المسرح من خلف الكواليس، بديلا لنونيز، دخل هادئا، بدا غير متحمس، يحمل هما فوق كتفيه، وفي تلك اللحظات كانت أضواء المسرح تحيط بفيرمينيو، بطل المباراة، وبعد 7 دقائق سجل صلاح هدفه الأول، فبدا الأمر كأن صلاح مجرد حبة كريز توضع أعلى قطعة تورتة تزين الاحتفال بالبرازيلي، ثم سجل الثاني وسجل الثالث، محققا رقما قياسيا في تاريخ دوري الأبطال، وهو إحراز هاتريك في 6 دقائق و12 ثانية، ليخرج هو بطلا ورجلا للقاء، ويفوز بكامل قطعة التورتة، التي كانت في يد فيرمينيو.عندما سجل صلاح هدفه الثاني بدأ بعض جمهور رينجرز يغادر الملعب، وهؤلاء فاتهم الرقم القياسي الذي سجله الملك المصري. وقد كان الهدف الثالث، والثالث فقط هو ما رسم البسمة والفرحة العريضة على وجه صلاح، فقد أسكت المنتقدين، ورد عمليا على الجميع. هكذا شعرت بأن ذاك هو شعوره والله أعلم. وكان الثالث عبارة عن «علامة تجارية» لمحمد صلاح، يلعب بيسراه ويعزف، ويسدد في الزاوية البعيدة ولا يخطئ. لقد سجل صلاح 38 هدفا في دورى أبطال أوروبا مع ليفربول، وهو الآن صاحب أكبر عدد من الأهداف لأي نادٍ إنكليزى في المسابقة، متجاوزا ديدييه دروغبا مع تشيلسي وسيرجيو أجويرو لمانشستر سيتي (كلاهما سجل 36 هدفا).

الملك هو الملك

كان سكوت آرفيلد، كما أوضح حسن المستكاوي، قد منح رينجرز تقدما مبكرا بهدف، لكن ثنائية روبرتو فيرمينيو وهدف داروين نونيز أعادت ليفربول للمباراة. بعد أن ظهر الفريق مفككا في الشوط الأول، يعاني من ثغرات دفاعية مكررة، وهو الأمر الذي ارتبط بأداء ليفربول في أسوأ بداية لموسم محلي منذ 2012 ـ 2013 وفي الشوط الثاني كان الأداء ساحرا، أمام فريق ضعيف بالطبع، يعد جسر المجموعة إلى تصدرها نابولي. بينما بات ليفربول قريبا من حجز تذكرة اللعب في الدور التالي بمجرد التعادل مع أياكس، حيث يتوجه إلى أمستردام يوم الأربعاء بينما يسافر رينجرز إلى إيطاليا لمواجهة نابولي في الوقت نفسه. إلا أن الفوز بسبعة أهداف منح الفريق روحا معنوية عالية قبل مواجهة مانشستر سيتي، أفضل فريق في العالم، كما يقول يورجين كلوب يوم الأحد المقبل في البريميرليغ. الأهداف السبعة التي مشى بها ليفربول على جسر رينجرز غيرت المزاج العام الميحط بالفريق، لكن الحقيقة أن رينجرز لا يملك عقلية البطولة أو المنافسة، وفي هذا المستوى من الكرة الأوروبية، لا بد من امتلاك هذه العقلية. كذلك يلاحظ أن الضغط العالي المنهك الذي يمارسه يورجين كلوب دائما لم يقدمه في هذه المباراة، ولعب بطريقته الجديدة 4/2/3/1 أو 4/4/2.. فيما يسمى فيرمينيو حول نونيز. يبقى أن صلاح عندما يركض، فإنه يصبح لاعبا استثنائيا، وهو يتألق حين يتخلص من الضغوط، وبما يملكه من مهارات يستطيع أن يقدم دائما الكثير لفريقه ولجماهيره، كما فعل دائما.

حرب ستطول

من الداعمين للسلطة محمد الهواري في “الأخبار”: تواجه مصر حربا من الأكاذيب والشائعات تبثها أقلام وإعلام مأجور من أجل هز ثقة المواطنين في بلدهم والعمل على نشر حالة من عدم الاستقرار والضغط على الحكومة والدولة للرد على هذه الأكاذيب والشائعات بشكل مستمر حفاظا على مسيرة التنمية والاستقرار ومواجهة تحديات الأزمة الاقتصادية العالمية التي عصفت بكل الاقتصادات العالمية، بما فيها الدول المتقدمة. وعلى الرغم من التأثيرات السلبية للأزمة الاقتصادية العالمية، وما تشهده من ارتفاع كبير في الأسعار في كل المستلزمات الغذائية والاستهلاكية وارتفاع تكاليف النقل بسبب ارتفاع أسعار الطاقة، الذي يهدد أوروبا بشتاء قارس وظلام. رغم هذا كله فإن استقرار الاقتصاد المصري وقيام الدولة بتوفير مخزون استراتيجي من كل السلع، ودعم النشاط الإنتاجي وزيادة الصادرات بما في ذلك الصادرات الزراعية، التي تجاوزت 5 ملايين طن إضافة لتصدير الغاز المصري والعديد من المنتجات الصناعية، واهتمام الدولة بالتوسع في الصناعة من أجل زيادة الإنتاج وتخفيض الواردات، رغم هذا لم يشعر المواطن بأعباء هذه الأزمة العالمية، إلا في ارتفاع أسعار بعض السلع وهو ارتفاع طفيف بالقياس لارتفاع الأسعار العالمية، إضافة لارتفاع معدل النمو في ظل تلك الأزمة العالمية وإغلاق العديد من الشركات العالمية في الدول الكبرى. إن نجاح مصر في تنفيذ سلسلة من المشروعات الكبرى على أرضنا الحبيبة قبل الأزمة العالمية وخلالها يعكس قدرة الاقتصاد المصري على استيعاب مثل هذه الأزمات والتحديات مثلما حدث اثناء جائحة كورونا التي حققت من خلالها مصر طفرة في صناعة الدواء والمستلزمات الطبية وإنتاج اللقاحات وتوفيرها للاحتياجات المحلية والتصدير للخارج. إن مصر دائما تحول مشاكلها إلى صناعة وإنتاج يوفر لها كل ما تحتاجه البلاد ويساهم في توفير فرص العمالة، وأيضا زيادة الصادرات وجذب الاستثمارات الأجنبية للعمل في مصر وارتفاع معدلات الاستثمار الأجنبي خير دليل على ذلك. مصر قادرة على مواجهة حرب الشائعات والأكاذيب من خلال نشر الحقائق كاملة في كل الاتجاهات وعدم تجاهل الرد على هذه الأكاذيب والشائعات، وهو ما تعمل عليه الحكومة إضافة لمواصلة مسيرة التنمية المستدامة ومواصلة المشروعات الكبرى مثل حياة كريمة التي تستهدف رفع مستوى الحياة لأكثر من 60 مليون مواطن وأيضا زيادة معدلات الدعم للأسر الفقيرة ومحدودة الدخل.

كانت أيام

عاد فاروق جويدة في “الأهرام” بالتاريخ للوراء متذكرا زمن الوحدة العربية في حرب أكتوبر/تشرين الأول بهدف حض الجماهير على أهمية استلهام روح العبور في مقاومة التهديد الاقتصادي الذي يواجهنا: كانت لحظة تجسدت فيها الروح العربية الأصيلة بشموخها حين شاركت 12 دولة عربية إلى جانب مصر هي: السعودية والإمارات وسوريا والعراق والمغرب والجزائر وليبيا وفلسطين واليمن وتونس والسودان والكويت.. من ينسى قرار الملك فيصل التاريخي بقطع البترول في قرار شجاع اهتزت له أركان العالم وغيّر الكثير في حسابات المعارك بعد أن قطعت دول الخليج البترول؟ وكان الشيخ زايد من أول الداعمين لجيش مصر.. حكى لي أحد المسؤولين العرب أن اجتماع الخرطوم الذي حضره القادة العرب لدعم مصر كان الحديث عن التزامات كل دولة، وحين جاءت الكلمة للرئيس عبدالناصر ليحدد مطالب مصر، تدخل الملك فيصل وقال، إن مصر لا تطلب ولكنها تأمر.. كانت هذه هي روح العروبة إلى جانب مصر وهي تخوض معركة الكرامة، وكانت وقفة عربية مشرفة أعادت للشعوب العربية وحدتها في لحظة فارقة.. لن ننسى موقف الجزائر والرئيس هواري بومدين حين سافر إلى موسكو لإتمام صفقة طيران لمصر.. ولن ننسى الجيش السورى العظيم وهو يخوض المعارك ببسالة بقيادة حافظ الأسد.. ولن ننسى كتائب الجيوش العربية وهي تندفع مع جيش مصر في سيناء من السودان والسعودية ودول الخليج وليبيا.

فلنكرر الإنجاز

كانت هذه على حد رأي فاروق جويدة، روح الشعوب العربية وهي تشارك جيش مصر في معركته لتحرير أرضه.. أن ذكرى أكتوبر/تشرين الأول التي نحتفل بها كل عام يجب أن نستعيد معها موقف هذه الأمة قادة وشعوبا، وأن نعيش دائما في ذكرى هذا النصر، حين توحدت إرادتنا وكان نصر الله.. إن من يشاهد أحوالنا الآن وما حلّ علينا من المحن والأزمات لا يتصور أن هذه الأمة هي التي خاضت المعركة ببسالة وأعطت العالم درسا، حين قطعت البترول وتوحدت كلمتها وهي تطوف في المحافل الدولية تتباهى بانتصار إرادتها وتحرير أراضيها.. إن ملحمة أكتوبر/ تشرين الأول تحمل عدة دروس يجب أن تبقى أمامنا، ولا تغيب عن ذاكرة شعوبنا، أولا: إن مصر لم تشهد طوال أيام المعارك جريمة واحدة في كل المدن والقرى ولم يشعر مواطن بأي أزمات في أمنه وعيشه وحياته. ثانيا: إن قرار الحرب الذي اتخذه أنور السادات كان قرارا تاريخيا في خططه وحساباته وقدراته، وإن هناك جيلا من القادة الذين صنعوا هذا النصر وخلفهم حشود من الأبطال الذين قدموا دروسا في التضحية والوفاء.. إن هذه الرموز يجب أن تبقى في ضمير الناس ولا نترك أجيالنا القادمة لتلك النماذج المشوهة التي تحاصرنا في كل شيء.. ثالثا: كان موقف القادة العرب مع مصر حدثا تاريخيا يليق بهذه الأمة وكانت الشعوب العربية على مستوى المسؤولية، وليتنا نأخذ من هذا التاريخ دروسا تعيننا في أزمنة التخبط والعشوائية، إن درس أكتوبر/تشرين الأول ووحدة الشعوب العربية يجب أن يبقى طريقا ملهما لكل صاحب قرار.. رابعا: نحن في مصر الآن نحتاج إلى عودة روح أكتوبر حربا وتخطيطا وحسما وإرادة. لأنها كانت درسا في الوطنية والصدق والأمانة..

العبرة في النتائج

من بين المتفائلين بشدة عبدالمحسن سلامة في “الأهرام”: كان الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس، واثقا، كعادته، في قدرة مصر على تخطي الأزمات، والصعاب الحالية، كما تخطت من قبل أزمات كثيرة، ربما كانت أكثر شدة، وضراوة. الرئيس طمأن المواطنين على أن مصر بخير، وتقف على أرض صلبة، وأنها قادرة على تخطى الأزمة الاقتصادية الحالية، وليس كما يروج أهل الشر، ودعاة اليأس، والإحباط. قارن رئيس الجمهورية بين أوضاع كورونا الآن، وأوضاعها قبل عامين، وكيف خفت حِدة الأزمة، وأصبح التعامل معها متاحا، كما ضرب نموذجا آخر بالإرهاب، وكيف كان في قمة ضراوته، وعنفوانه في سنوات 2012 و2013 و2014 ثم تلاشى رويدا رويدا. أهمية كلام الرئيس تنبع من كونها معلومات حقيقية، وليس مجرد كلام إنشائي يهدف إلى بث الطمأنينة، والتهدئة فقط. الإرهاب مثلا كان يضرب بعنف في سيناء، والدلتا، وقلب القاهرة.. وكل المحافظات، وتوهم الإرهابيون، ومن يساندونهم من أهل الشر بقدرتهم على النصر، ووزعوا أنفسهم بين أمراء، وزعماء، ورعية. بالصمود، والصبر، والجهد، والعمل، وبفضل الله أولا، ثم التحام الجيش والشرطة والشعب، تم استئصال الإرهاب، وتجفيف منابعه، ولم يعد هناك سوى بعض الذئاب المنفردة التي لا تخلو منها دولة مهما تكن. صحيح كان هناك ثمن، وهناك من ضحى من أجل الوطن، ونال الشهادة من رجال الجيش والشرطة والشعب، لكن في النهاية انتصر الوطن، والشعب، وعاش 104 ملايين في أمان وسلام. احتفال أمس بـ«يوم الخريجين» من طلاب الكليات العسكرية كان احتفالا بطعم «النصر» على كل التحديات، والأزمات، خاصة أنه تزامن مع احتفالات نصر أكتوبر/تشرين الأول المجيد. أجيال جديدة من شباب الخريجين من الكليات العسكرية انضموا أمس إلى جيش مصر الذي يضم «خير أجناد الأرض» على مر التاريخ. من اللقطات المعبرة، والذكية التي تحرص قواتنا المسلحة على ترسيخها انضمام خريجي كلية الشرطة، والأوائل من الجامعات المصرية إلى المشهد في ذلك اليوم الرائع؛ ليقفوا صفا واحدا خلف قيادتهم.

لا تضربوهن

هل كانت تملك التفريط في سمعة والدها وترك «شرفه» مضغة في أفواه النميمة والتجريس؟ هل كانت تستطيع أن تترك الزفة وعشاء العرسان وصورتها مع الحمام الذي أعدته شقيقة العريس التي اعتدت عليها أيضاً بالضرب؟ تتساءل سحر الجعارة في “الوطن”، لم يكن خيار الفرار من مصيرها المحتوم متاحاً، هذه اللحظة ليست ملكها، حفل الزفاف والمدعوون هم شهود على أن والدها «سلم الأمانة» لزوجها. كانت في هذه اللحظة مثل دمية تنتقل ملكيتها من الأب إلى الزوج (بقوة العادات والتقاليد).. وكان واجباً عليها أن تنحني وتقبّل قدمي العريس «لو تطلّب الأمر» حتى لا تسجّل في تاريخ العائلة “فضيحة”. مثل عرائس الماريونيت سجلت أمام الكاميرات كلمات مبهجة عن قصة الحب وصلة القرابة، ووثقت صورتها مع «حمام العرسان» وقدرتها على تجاوز “علقة الزفة”. وخلال ثمانية أشهر، تحطمت العروس وتمزقت الأحبال التي تشدها لزوج اعتقلها 15 يوما وضربها حتى ترك علامات «الحب الزائف» على وجهها. ثم فرّت مفزوعة إلى الشارع تستغيث وتصرخ وتستنجد بالصحافة: الآن أصبح من حقها أن تعرِّي الحقيقة حتى لو كلفها الأمر أن تُسقط حجابها ليتعرى شعرها. الآن تسقط حواجز الخجل والخوف من الشماتة والفضيحة لتسقط معها أسوار سجنها وتفر من رجل أقل ما يقال عنه أنه سادي. الآن انتقلت عروس الأمس إلى خانة زوجة معنَّفة. كانت كلمات مها، عروس الإسماعيلية، كفيلة بأن تُخرس عبارات الجهل والرجعية والذل والخضوع (يدوس على السجادة برجله ما هي من فلوسه).. نحن نرى زوجاً داس على آدمية شابة وجرّدها من إنسانيته وكرامتها.. لكن «لعنة الشهرة» هي ما جعلت فى الوطن آلافاً مثل مها. كل ما قالته مها عن ابتزاز زوجها لأبيها مادياً، كان لا بد أن يُخرس منى أبوشنب، عدوة المرأة التي سخرت من مسلسل «فاتن أمل حربي» وكأنه خيال.. لأنها تريد المجتمع كله جواري في محراب التعدد والعلاقات الشاذة. لكن قضايا المرأة للأسف «تجارة رابحة» مثل تجارة المخدرات وتجارة الجسد. وحتى الآن لم تصبح تجارة محرمة! ماذا فعل الغرب (الذي تكفرونه) والذي سبقنا كثيراً في محاربة «العنف الأسري»، إلى جانب القوانين المحكمة وأرقام الطوارئ.. دخلت السينما الأمريكية لتواجه هذه الظاهرة ، يكفي ( Enough) فيلم من إخراج مايكل أبتيد سنة 2002 بطولة جنيفر لوبيز والممثل بيلى كامبل. جينفر لوبيز أسطورة الغناء والتمثيل قدمت دور «الزوجة المعنَّفة» لتحفيز النساء على عدم الخضوع للعنف.. بعد خيانات متكررة وعنف زوجها وإيذائه لها، وتكرار ذهابها إلى الشرطة، واستشارة أكبر المحامين، وإبلاغ أمه بأفعاله إلا أن نفوذه وأمواله، تجعله يخرج من كل المشاكل لتجد «سليم- جى لو» نفسها مضطرة للفرار مع ابنتها إلى وجهة غير معلومة دون مال أو عمل. تتفرغ البطلة للتدريب الجسدي والرياضي على أعنف الرياضات، وتقرر أن تواجهه وأن تثأر لنفسها في مباراة متكافئة بعد أن تأهلت بدنياً لمواجهته بالعنف والقسوة نفسهما.. وتنجح في التغلب عليه وقهره ليذوق مرة واحدة مهانة وألم الضرب والإيذاء. سوف يُصدم البعض لذكر الفيلم في هذا السياق، لأنه لا يتناسب مع المنظومة الدينية والأخلاقية للمصريين: (اضربوهن.. اضربها لكسر كبريائها.. اكسر للبنت ضلع يطلع لها 24.. لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها.. إلخ منظومة القهر)! ألغام من الفكر الديني الشاذ المزيف مع عادات وتقاليد رجعية سلفية متخلفة تُحكم الأغلال حول أعناق النساء، وهن لا حول لهن ولا قوة. عروسة الإسماعيلية لن تعمل أو تستقل مادياً عن أهلها.. سوف يسلمها والدها لزوج آخر «يلم لحمه» ويداري عار كلمة «مطلقة».. في هذه المرة سوف تُضرب وتصمت ولن نسمع أنينها أو صرخاتها مرة ثانية.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية