إعلام السيسي ‘ويا بتوع القسام’.. مقلب الراقصة سما المصري.. والميادين إذ تعترض

مقلب الراقصة ‘اللهلوبة’ سما المصري بالاخوان المسلمين لا يثير الضحك في الواقع، بل الشفقة، فالمعنية خلعت الحجاب أمام كاميرا فضائيتها، التي قالت في وقت سابق إنها ستبيعها وإسمها ‘الفلول’.
لاحقا تبين بأن عبقرية الراقصة تفتقت عن مقلب ضد الاخوان المسلمين، حيث تحجبت زورا وبهتانا وخلعت الحجاب نكاية بالاخوان المسلمين، كما قالت فزاد عدد مشاهدي مواقع محطتها الفضائية ربع مليون بني آدم.
لو خلع أي إنسان أي قطعة من ملابسه على الهواء أمام الكاميرات لحصل على كميات دخول عملاقة بما في ذلك أنا شخصيا.. تخيلوا لو أعلنت أني سأخلع جواربي على الهواء مباشرة.. بالتأكيد سأجد موجة من السخفاء والباحثين عن أي متعة او تسلية لمشاهدتي متلبسا بخلع الجوارب.
لاحقا بعد فعلتي، التي لا معنى لها بإمكاني الإدعاء بأن المسألة كانت في باب الإحتجاج على ترشيح السيسي.
طبعا لا أتمتع بكل الأحوال بمواصفات الزميلة الراقصة سما المصري ولا أستطيع منافستها وسعر جواربي لا يزيد عن دولار واحد، لكن إلى أن يتبين القوم ‘لعبتي’ سأكون حديث الأخبار.
الحاجة سما وضعت الحجاب وخلعته أمام الكاميرات وحجتها رسالة سياسية للاخوان المسلمين.. أنا شخصيا لا أعتقد ذلك، وأتصور بان الهدف ‘تسويقي’ تماما وإستعراضي جدا، وبكل الأحوال العملية لا معنى لها، لكن الأخت الراقصة كسبت ما تريد وحظيت بأخبار بارزة في صحف العرب في الحالتين عندما لبست ثم خلعت الحجاب.
معركة الاخوان المسلمين مصيرية أكثر بقليل من الإهتمام بحجاب سما المصري أو ‘فلولها’.

‘يا بتوع القسام’!

على ذكر فضائيات الفلول يمكن الإستمتاع بمشهد لذيذ زرعه لنا كنكتة مراسل ‘الجزيرة’ في عمان الزميل محمد نجار على صفحته الـ’فيسبوكية’، حيث تظهر مذيعة مصرية من جماعة الفلول وهي تحاول التعليق في برنامجها على خطاب أدلى به احد قادة كتائب عز الدين القسام.
القائد الحمساوي كان يتوعد ‘الكيان المسخ’ في إسرائيل.. بقدرة قادر سمعت المذيعة كلمة الـ’مسخ’ على أساس أنها ‘كيان مصر’ .. تدفقت المذيعة في القاموس إياه المعهود في بعض فضائيات مصر، وأخرجت ما في بطنها من احقاد على حماس وفلسطين وتوعدت كتائب القسام مصرة على أن ‘مصر ليست كيانا يا بتوع القسام’ وأن مصر دولة قوية في جيش وأمن ومخابرات.
بقي أن تشهق زميلتنا تلك الشهقة الشهيرة التي يتبعها تعبير طوال عمري لم أفهمه وهو’يا دلعدي’!
لم ينتبه مخرج أو منتج او معد أو حتى أي من المتصلين حتى يلفت نظر المذيعة إلى المقولة الشعبية الدارجة في الأردن التي تقول ‘العرس مغرب والطخ مشرق’.
شخصيا لا أحسد السيد الرئيس الجنرال المرشح قائد الإنقلاب عبد الفتاح السيسي على هكذا إعلام، فمن يخوض حروبه بمثل هؤلاء في الإعلام لا يحتاج أصلا لأعداء وخصوم، سواء من الاخوان المسلمين أو غيرهم.

أمراء حرب في مخيمات

فضائية ‘فلسطين اليوم’ بدت حائرة تماما وهي تحاول الإلتزام بما تيسر من الموضوعية في تحليل ومتابعة أحداث مخيم ‘المية مية’ المؤسفة، التي نتجت عن معركة بالنار بين مجموعتين كلاهما تحمل للأسف سلاحا فلسطينيا لم يوجه لإسرائيل هذه المر،ة بل لصدور البائسين المشردين في المخيم.
أسماء لا نعرف عنها شيئا ونسمع عنها فقط عندما يستهدفها القتل الميليشياتي أو تتهم بالمسؤولية عن أحداث قتل أو تعتقل وتتهم بالتفجير.. الجنرال فلان واللواء علان والقائد والزعيم والرئيس والتنظيم… فيض من العبث والهبل المجرم والألقاب الكبيرة الفارغة التي يمولها مجهولون في عتمة الليل.
كتائب تحمل إسم العودة ولا تعود بل لا تخطط أصلا للعودة.. تنظيمات تحمل إسم الله دوما والله بريء من أفعالها… ومجموعات تدعي أنها تتصرف بإسم السماء.. سلاح منفلت وسيارات سوداء في مخيمات بائسين فلسطينيين لا يجد معظمهم رشفة دواء او قطعة خبر.
حقيقة شيء مخجل كالعادة أن ينتهي صراع نفوذ بين جنرالين من جنرالات الحرب بتسعة قتلى و20 جريحا في مخيم إشتهر بأوضاعه البائسة جدا وعدد سكانه محدود جدا لإن جهة ما غامضة تريد تصعيد قصة ‘السلاح الفلسطيني’ في لبنان أو تريد جملة إنفعالية مغمسة مجددا بالدم في إطار تصفية حسابات حركية أكثر خجلا.
لا أعرف شخصيا ما هي حاجة لاجىء فلسطيني بأي مكان في العالم في دولة اخرى مستقلة لسلاح لا يعمل لحمايته ولا يستهدف إسرائيل… سلاح موجود فقط بأيدي مراهقين يخدمون جنرالا أو اميرا للحرب يتلقى أوامره من هنا أو هناك.

‘الميادين’ تقاطع

حسنا فعل الزملاء في محطة ‘الميادين’ اللبنانية عندما قرروا مقاطعة تغطية الأحداث في سوريا إحتجاجاعلى مقص الرقيب الرسمي، الذي يريد تغطية ‘نسخة طبق الأصل’ عن التلفزيون السوري، الذي يحجب كل الحقائق ويتعامل مع ما يجري في البلاد وكأن العرس عند الجيران تماما.
لا مكان لكاميرا حرة في دمشق والقلمون حتى لو كانت كاميرا محطة ‘رفيقة’ في النضال القومي وفي ‘الممانعة’ ومغرمة في الدم ايضا مثل محطة ‘المنار’، ولا مكان لحرية الكاميرا في بلاد الشام ما دام النظام الديكتاتور يواصل شرب دم الشعب السوري، حتى لو كانت كاميرا متواطئة ومتعاطفة وإيرانية الهوى مثل محطة ‘الميادين’.
الكاميرا الحرة تعني شهود عيان وإحتمالية تسرب لقطة هنا أو هناك يمكن أن يستغلها من يتربصون بسورية الممانعة والمقاومة… أنا شخصيا أشكر الرقيب السوري على وضوحه الشديد ضد كل الكاميرات التي يمكنها أن تتجول بحرية وبإمكان الزملاء في ‘المنار’ و’الميادين’ إقفال البقالة وإدارة الشارة على تلك الفضائية البائسة التي تبث صورة بشار الأسد مبتسما’ على ماذا.. لا أعرف’، مع خلفية هي عبارة عن أغنية تراثية تمتدح الغزال.

مدير مكتب ‘القدس العربي’ في عمان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول مواطن عربي:

    احسنت كالعادة

  2. يقول محمد عارف:

    مقالك رائع كعادتك…غير انك حشرت فيه جملة اراها نشازا….( لكن الاخت الراقصه )

  3. يقول علي توفيق:

    عادة أتقبل واحترم مقالاتك إلا رايك اليوم في الميادين. ليس هناك من أي اختلاف بين الميادين والنظام على الإطلاق، لا في الظاهر ولا في الباطن

إشترك في قائمتنا البريدية