التلفزيون الرسمي السوري بث فجر أمس أن إسرائيل هاجمت مواقع لجيش الأسد في جنوب سوريا. في وسائل إعلام محلية ورد أن أهدافاً لمليشيات خاضعة لحزب الله وإيران ووسائل قتالية ومستودعات لتخزين السلاح أصيبت في الهجوم. وحسب التقارير، فإن نظام الدفاع الجوي السوري رد على الهجمات في بلدة تل الحارة الواقع في محافظة درعا وفي هضبة الجولان السورية وقرب دمشق. حسب المركز السوري لحقوق الإنسان، أصيب في الهجمات أربعة جنود سوريين واثنان من رجال المليشيات العاملة إلى جانبه. التلفزيون الرسمي اتهم إسرائيل بالاعتداء على تل الحارة. وورد من الجيش الإسرائيلي في أعقاب التقارير: “نحن لا نرد على تقارير في وسائل الإعلام الأجنبية”.
قبل سنة تقريباً، أعاد بشار الأسد سيطرته في الجولان، وإسرائيل سلمت بهذا الوضع، ولكن في جهاز الأمن لاحظوا مؤخراً تمركزا لحزب الله ومليشيات شيعية في المنطقة استهدف -حسب التقدير- فتح جبهة أخرى. قوات حزب الله في المنطقة تشرف على خمس مليشيات شيعية، كل واحدة منها تضم حوالي 10 آلاف مقاتل. في المليشيات، التي حسب التقارير هوجمت أمس، يخدم أيضاً سكان هضبة الجولان السورية الذين يحصلون على رواتب من طهران.
مصادر متماهية مع نظام الأسد قالت، في أعقاب الهجوم، إنه في الليلة بين الثلاثاء والأربعاء، في الساعة 12:40 ليلاً، سمعت أصوات انفجارات وشوهد وميض في منطقة جبل الشيخ. وسائل الإعلام السورية قالت إن إسرائيل هاجمت أهدافاً أيضاً في منطقة قرية سعسع في منطقة دمشق، وأهدافاً أخرى في منطقة القنيطرة في الجولان السورية. وجاء أيضاً أنه في الساعة 1:35 فجراً حدث هجوم آخر ضد مواقع للجيش السوري في تل الحارة.
بلدة تل الحارة تعتبر منطقة استراتيجية لأنها تشرف على مدينة درعا وعلى القنيطرة وعلى الشارع الرئيسي بين درعا ودمشق. مصادر في المخابرات الغربية قالت في السابق إن هناك مليشيات تدعمها إيران تعمل في البلدة. وحسب تقديرات جهاز الأمن، فإن حزب الله نقل إلى الجولان السورية صواريخ بقدرة محدودة. إضافة إلى ذلك، رجال المليشيات في المنطقة تم تزويدهم بصواريخ مضادة للدبابات، ومؤخراً ثارت مخاوف من أن الشاحنات المستخدمة في إطلاق الصواريخ تم إدخالها إلى هضبة الجولان.
في بداية الشهر الحالي، أعلن التلفزيون الرسمي السوري بأن طائرات سلاح الجو الإسرائيلي أطلقت من سماء لبنان صواريخ نحو أهداف عسكرية في مدخل حمص ودمشق. المركز السوري لحقوق الإنسان نشر أيضاً أن سفناً لسلاح البحرية الإسرائيلية شاركت في الهجوم، وبالإجمال هوجمت 10 قواعد لإيران وحزب الله، بما في ذلك منشآت استخدمها حرس الثورة الإيراني. وحسب المركزي السوري لحقوق الإنسان قتل في الهجوم 16 شخصاً، 6 مدنيين بينهم 3 أطفال و10 من مقاتلي حزب الله والمليشيات الإيرانية.
في الشهر الماضي، أوردت وكالة الأنباء السورية بأن أنظمة الدفاع الجوي في سوريا اعترضت عدداً من صواريخ الجيش الإسرائيلي التي أطلقت نحو تل الحارة، وورد أيضاً أن الهجوم تسبب بأضرار، لكنه لم يتسبب بإصابات في الأرواح.
قبل بضعة أيام من ذلك، أُطلق صاروخان من الأراضي السورية نحو جبل الشيخ. ورداً على ذلك، هاجمت طائرات سلاح الجو أهدافاً في هضبة الجولان السورية. في الجيش قالوا إنه من بين الأهداف المهاجمة هناك بطاريات مدفعية ومواقع مراقبة واستخبارات ودفاع جوي للجيش السوري. حسب مصدر عسكري سوري، ثلاثة جنود سوريون قتلوا وسبعة أصيبوا.
في الشهر الماضي، قدرت جهات في جهاز الأمن أن طهران يمكن أن تثير استفزازاً في أحد حدود إسرائيل لزيادة حدة الأزمة بينها وبين أمريكا وبريطانيا، وإجبار رئيس أمريكا ترامب على المجيء إلى طاولة المفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق جديد، أو تجديد الاتفاق القديم. أشارت التقديرات إلى محاولة إيران وحزب الله إلى المبادرة لاستفزاز إسرائيل بواسطة قوات محلية في هضبة الجولان. وفي إسرائيل استعدوا لاحتمالية إصابة مواقع للجيش الإسرائيلي أو القوات التي قرب الجدار.
في خطاب الاحتفال بالذكرى السنوية لشهداء حرب لبنان الأولى الذي أقيم مؤخراً في جبل هرتسل، تطرق رئيس الدولة رؤوبين ريفلين إلى الوضع في المنطقة، وقال: “نحذر حزب الله من أن يخضع لبنان لأجندة إيران، ونحن نحذر لبنان من استخدامها كقاعدة لمهاجمة إسرائيل”.
إشارة أخرى على الوضع في سوريا قدمها رئيس الموساد يوسي كوهين في مؤتمر هرتسليا، حيث قال: “ليست لنا مصلحة في مواجهة مع سوريا، لكننا لن نوافق على تمركز إيران ضدنا في سوريا أو أن تكون سوريا قاعدة لوجستية لنقل الوسائل القتالية إلى لبنان”.
بقلم: ينيف كوفوفيتش
هآرتس 25/7/2019