صدر بيان شاذ عن وزارة الدفاع الروسية حول نجاح مبهر لمنظومة مضادات الطائرات الروسية في إحباط الهجمات الأخيرة لسلاح الجو في سوريا، فاجأ محافل أمن واستخبارات في إسرائيل وخارجها؛ بل وأدى إلى استنتاج أنها إشارة روسية بأن مجال عمل إسرائيل في سوريا آخذ في الانغلاق. يبدو هذا الاستنتاج سابقاً لأوانه، ولكن البيان بحد ذاته يستدعي استيضاحاً معمقاً. لقد صدر هذا البيان لأول مرة على لسان ضابط كبير في القيادة العسكرية الروسية في سوريا. ورافقته تقارير في الصحف العربية، لم تتأكد بعد، وتفيد بأن روسيا قررت أن تساعد السوريين بشكل نشط لوضع حد للنشاطات الجوية الإسرائيلية ضد أهداف إيرانية في أراضيهم، بل وبلغت الولايات المتحدة بذلك.
في أماكن أخرى، طرح تقدير بأنها ستكون نهاية للعلاقات الخاصة بين إسرائيل وروسيا، التي نشأت من علاقات ود حميمة تكونت بين بوتين ونتنياهو؛ علاقات سمحت بحرية عمل إسرائيل في سوريا، وتبددت مع قيام الحكومة الجديدة في إسرائيل. ولكن محافل مطلعة طرحت أيضاً أسباباً محتملة أخرى للبيان الروسي. مثلاً، إن هذا في واقع الأمر هو جهد روسي إثباتاً للسوريين بأن منظومات مضادات الطائرات الروسية المحسنة من طرازS-PANTSYR و BUK-M2 ليست هي التي فشلت في اعتراض الصواريخ الإسرائيلية، بل عجز مستخدميها السوريين، والدليل النجاح قد تحقق في اللحظة التي بدأ فيها الروس بتشغيلها
مهما يكن من أمر، ودون صلة بالسبب الذي وراء البيان الروسي، واضح أن الحدث يستوجب من الحكومة في إسرائيل العمل دون إبطاء على استئناف التنسيق الاستراتيجي مع روسيا على حدود ومجال العمل الإسرائيلي في سوريا.
والمهم والعاجل بقدر لا يقل هو ضرورة السعي بسرعة للوصول إلى تفاهم مع إدارة بايدن حول الانعطافة المرتقبة في السياسة الخارجية الأمريكية، خصوصاً بعد أن نيتها بعد الانسحاب من أفغانستان- تقليص الوجود الأمريكي في السعودية والعراق، ما سيساعد الإيرانيين على تعميق سيطرتهم في سوريا.
ما هو صحيح بالنسبة للحاجة إلى التفاهم مع إدارة بايدن حول صورة الوضع الإقليمية، هو أيضاً صحيح بأضعاف بالنسبة للمشروع النووي الإيراني. والصحيح حتى هذه اللحظة أن المفاوضات عالقة بين القوى العظمى وإيران على العودة إلى اتفاق 2015 . خامنئي غير مستعد لأن يسمع عن اتفاق جديد “أطول مدى وأكثر تشدداً” مثلما تريد إدارة بايدن. والمعنى: سترفع قيود النووي عن إيران في غضون ثماني سنوات، وكل العقوبات على إنتاج الصواريخ الباليستية في غضون سنتين.
وفي هذه الأثناء، تستغل إيران الزمن للوصول إلى دولة حافة نووية: فقد ضاعفت بثلاثة مرات كمية اليورانيوم المخصب إلى درجة 60 في المئة، وأوقفت تسليم المعلومات لمراقبي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتدخل أجهزة طرد مركزي أكثر تطوراً وسرعة إلى العمل.
إدارة بايدن في حرج. فمن جهة لا تقدم للاتفاق؛ ومن جهة أخرى لا تملك بدائل حقيقة للعقوبات التي فرضتها الإدارة السابقة وتبينت كغير ناجعة بما فيه الكفاية. في هذه الظروف ثمة مكان وحاجة عاجلة إلى الحوار وإلى التنسيق بين الولايات المتحدة وإسرائيل على البدائل العسكرية.
ولردع إيران، يقترح دنيس روس (من كبار رجالات الإدارة الأمريكية السابقين) على بايدن تزويد إسرائيل بالقنبلة العملاقة الخارقة للخنادق GBU-57، القادرة على تدمير المنشأة النووية التحت أرضية في فوردو، وكذا الطائرات الثقيلة التي تحملها. “إيران كفيلة بأن تشكك فيما إذا كانت إدارة بايدن ستعمل عسكرياً، ولكنها ستتعاطى بكل الجدية مع إمكانية أن تفعل إسرائيل ذلك”، يقول روس، ويجب الحديث على عجل مع البيت الأبيض على هذا أيضاً.
بقلم: عوديد غرانوت
إسرائيل اليوم 27/7/2021
ايران كبيرة عليكم ايها الاسرائليون حاولوا ضربها بقنبلة عملاقة واستقبلوا صواريخ عملاقة من ايران