تواصل الضغوط على الحكومة لفك أسرار محرقة الجنود المصريين على أيدي إسرائيليين… وتزايد المطالب بإعادة رفاتهم

حسام عبد البصير
حجم الخط
0

“سأعتزل الإعلام خلال عام” جملة قالها بغير اكتراث الإعلامي المقرب للسلطة عمرو أديب قبل أن ينهي حلقته ليثير صخبا واسعا ويطرح سؤالا مفاده من أغضب الإعلامي الأغلى سعرا في القاهرة.. في توقيت متزامن أعلن تركي آل شيخ عن بيع بيته وتصفية أعماله في مصر.. سبق الإعلامي والأمير الإعلان عن حفل ضخم للمطربة الغائبة عن الأنظار منذ زمن آمال ماهر، طليقة آل شيخ، الذي يحمله جمهور المطربة وكثير من الفنانين والنقاد مسؤولية وقف نشاطها الفني طيلة الفترة الماضية، ما ألحق بمستقبلها الفني أشد الأضرار. على مدار يومي الاثنين والثلاثاء 25 و26 يوليو/تموز كان السؤال الذي شغل الكثيرين، هل ثمة علاقة بين قرار آل الشيخ الانسحاب من السوق المصري وعزم عمرو أديب الاعتزال، باسترداد المطربة التي كان يعتزم نظام الرئيس الراحل مبارك إعدادها لتكون خليفة كوكب الشرق أم كلثوم، بعض أحلامها القديمة بالسير في مشروعها الفني، الذي تعثر طيلة الأعوام الماضية. المطلب الأهم أمس الثلاثاء تلخص في أهمية أن يكون الإصلاح السياسي في مقدمة القضايا التي يناقشها الحوار الوطني، فيما بادرت سكينة فؤاد للتعبير عن مطلب شعبي يلقى إجماعا واسعا: من المهم معرفة نتائج التحقيقات حول ما ارتكبه الكيان الصهيوني بحياة مجموعة من أبنائنا من أبطال الصاعقة، وحقيقة وقائع ما نشرته الصحافة الإسرائيلية عما ارتكب بحقهم من جرائم حرب ما كان يمكن للعدو اقتناصهم، لولا ما ارتكب بحق قواتنا ومقاتلينا العظام في 1967، ما يعنينا الآن معرفة حقيقة ما حدث لهذه المجموعة من أبطالنا واستعادة رفاتهم، لتحتضنهم أرضهم، ولا مجال لمقارنة بين ما فعله العدو بأسرانا من جرائم، والشرف الذي تعاملنا به مع أسراهم. ومن أخبار نشرة الغلاء: قال عادل غباشي رئيس شعبة الألبان في غرفة الإسكندرية التجارية، إن أسعار الألبان في مصر ارتفعت بنسبة 20% في الأسواق…ومن أخبار مؤسسة الرئاسة: أبرزت صحيفة «الأهرام» تأكيد الرئيس السيسي، أن المحادثات مع الرئيس الصومالي، حسن شيخ محمود، عكست تقارب وجهات النظر بين الجانبين، حول العديد من الملفات والموضوعات الثنائية والإقليمية. وأشار الرئيس السيسي إلى أهمية العمل المشترك، لتعزيز جهود التنمية الاقتصادية في الصومال، وجهود افتتاح فرع «بنك مصر»، التي تكللت بالنجاح، وكشف عن أنه تطرق إلى تطورات ملف «سد النهضة الإثيوبي»، حيث تم التوافق حول خطورة السياسات الأحادية، عند القيام بمشروعات على الأنهار الدولية، وحتمية الالتزام بمبدأ التعاون والتشاور المسبق بين الدول، لضمان عدم التسبب في ضرر لأي منها، اتساقا مع قواعد القانون الدولي. ومن معارك الرياضيين: شهدت الساعات الماضية تصريحات نارية أدلى بها نجم الأهلي السابق مجدي عبدالغني، ردا على مدير الكرة في النادي سيد عبدالحفيظ. قال عبدالغني: «الكتائب الإلكترونية تحصل على المال ومعروف من يصرف عليهم وتذهب للمدرج من أجل سبي، رغم أني رمز من رموز الأهلي». وأضاف: «أنا ابن السيد محمد عبدالغني يا سيد عبدالحفيظ السيد عبدالغني اللي لما الناس بتعدي من قدام مكتبه بتقف انتباه.. أنا قولتلك أنا ابن مين يا سيد أنت بقي ابن مين؟».

متفائلون دون داعٍ

استعان مدحت نافع في “الشروق” بتقرير صدر عن بنك أوف أمريكا للأوراق المالية استقر التقرير على أن الجنيه المصري مقوم بأكثر من قيمته الحقيقية، وأنه في حاجة إلى تخفيض ما يتراوح بين 10% و 20% من قيمته مقابل الدولار، بعد الأخذ في الاعتبار التخفيض الأخير الذي حدث في مارس/آذار الماضي، الذي لولاه لكان الجنيه (وفقا لتنبؤات التقرير) في حاجة إلى تخفيض ما يتراوح بين 30% و45% من قيمته لتحقيق المواءمة المطلوبة بين سعر الصرف الإسمى وسعر الصرف الحقيقي الفعال (الذي يأخذ في الاعتبار فروق التضخم واتجاهات ميزان المعاملات الجارية بين دولتي التحليل). للتبسيط، فإن التقرير يذهب إلى أن الدولار الأمريكي الذي تناهز قيمته في السوق اليوم عند كتابة هذا المقال ما يقرب من 19 جنيها مصريا، يجب أن تتم مبادلته بما يتراوح بين 20.5
و23 جنيها، وفقا لتقديرات متحفظة، ترى أن العجز في ميزان المعاملات الجارية في مصر مرشح للزيادة عن التوقعات لعام 2022. يبلغ العجز في ميزان المعاملات الجارية في أحدث بيان متاح لعام 2021 ما يقدر بنحو 18.6 مليار دولار، ما تقدر نسبته بنحو 4.6% من الناتج المحلي الإجمالي، علما أن تقديرات تخفيض الجنيه سالفة الذكر، أسسها اقتصاديو التقرير على ضرورة تخفيض هذا العجز إلى نحو 2.5%، لأن تخفيض قيمة العملة المحلية يحفز التجارة، ومن شأنه زيادة الصادرات وتخفيض الواردات بنسب يمكن أن تحقق هذا الخفض في حجم ونسبة العجز. قدر التقرير المشار إليه حجم احتياجات التمويل الأجنبي للعام المالى 2022/2023 بما قيمته 59.8 مليار دولار أمريكي. وقد فصل تلك الاحتياجات لتشمل ما قيمته 20.5 مليار دولار عجزا في حساب المعاملات الجارية، و15.5 مليار دولار إطفاء (أي سداد) لأقساط ديون متوسطة وطويلة الأجل مستحقة خلال هذا العام المالي، و23.8 مليار دولار إطفاء لديون قصيرة الأجل.

توقعات كارثية

على الرغم من المساعدات الخليجية والاتفاق المرتقب مع صندوق النقد الدولي، يتوقع تقرير بنك أوف أمريكا الذي استند إليه مدحت نافع لاستمرار فجوة التمويل الخارجية بشكل كبير، إذ يقدر الوارد من المساعدات الخليجية (في صورة ودائع واستثمارات) بما قيمته 28 مليار دولار، لا ينتظر أن يدخل منها خلال العام المالي 2022/2023 سوى 11 مليارا فقط، من الممكن أن تستهلك بالكامل في سداد التزامات الأجل القصير خلال العام. كما أن التسهيل المرتقب الحصول عليه من صندوق النقد الدولي الذي يمكن أن يتم الاتفاق عليه في نهاية أغسطس/آب المقبل، مضافا إليه تسهيل (مستقل عن برنامج الصندوق) بقيمة مليار من وحدات حقوق السحب الخاصة (نحو 1.3 مليار دولار)، تأتي من وعاء آخر يتبع صندوق النقد يسمى وعاء التعافي والاستدامة IMF Resilience and Sustainability Trust… كل ذلك بعد دخوله إلى مصر وسداده لجانب من الالتزامات المستحقة خلال العام، ما زال يتركنا مع عجز في الالتزامات يصل إلى 6 مليارات دولار، تضاف إلى عجز ميزان المعاملات الجارية (بين 18 و20 مليار دولار) لا يتوقع أبدا أن تغطيها الحكومة المصرية من حصيلة بيع أي أصول ضمن سياسة التخارج من الأصول المملوكة للدولة. يرى اقتصاديو بنك أوف أمريكا أن التقديرات الحكومية شديدة التفاؤل بخصوص حصيلة أي برنامج جديد لتوسيع الملكية الخاصة، أو الخصخصة. تذهب التقديرات الحكومية إلى أن 10 مليارات دولار يمكن حصدها سنويا من برنامج التخارج من الأصول المملوكة للدولة ولمدة 4 سنوات، بما يصل إجماليه إلى 40 مليار دولار. يرى التقرير أن تلك التوقعات شديدة الطموح، وأن الممكن حصده بالبحث عن مستثمرين استراتيجيين لشراء حصة الدولة في بعض الأصول (طبعا لأن ظروف البورصة المصرية لا تسمح ببدائل كثيرة للتخارج مع الأسف) لا يتوقع أن تزيد على 3 مليارات دولار سنويا. يستنتج تقرير بنك أوف أمريكا من كل ما تقدم أن الوضع المالي في مصر يمكن أن يتحول من أزمة في ميزان المدفوعات إلى «أزمة ائتمان»، لو لم تتحرك الدولة سريعا للخروج من الوضع الراهن.

أبالسة صغار

لجأ حمدي رزق في “المصري اليوم” إلى العلّامة ابن سيرين، صاحب موسوعة تفسير الأحلام، يلتمس تفسيرا غيبيّا لقذف القطارات بالحجارة على خطوط الضواحي، فقال في الحلم: «رمي الحجارة في المنام عداوة وسوء في الخلق والدين».. وفي الواقع يقول وزير النقل كامل الوزير: موت وخراب قطارات. وكأنه شيطان رجيم يمرق على خطوط من حديد، يرجمونه بالحجارة، ويُهلِّلون. قذف القطارات عند دخول المحطات بالحجارة ظاهرة عجيبة. عجيب أمرهم أهكذا تستقبلون القطارات ترحيبا. وزارة النقل فسرت الحلم برجاء، تترجَّى المواطنين الطيبين منع أطفالهم من رشق القطارات بالحجارة، ما يُعرض الركاب وسائقي القطارات للخطر، فضلا عن إلحاق أضرار بالقطارات التي يتم إصلاحها من ميزانية السكك الحديدية، ما يشكل عبئا إضافيّا خصما من خطة التطوير والمشروعات الضخمة التي يتم تنفيذها لتطوير منظومة السكك الحديد. ظاهرة قديمة، من الأمراض المتوطنة مجتمعيّا، كنت أظنها اختفت مع تحديث القطارات، وتطوير المحطات والمزلقانات. رشق القطارات بالحجارة كان قبلا من قبيل العبث الطفولي. كان الأطفال يرجمون القطار مدفوعين بشيطنة طفولية. الميل إلى التحطيم حالة تستولي على بعض الأشقياء.عيال شقِيّة تعبث على شريط القطر، كانوا يتجهزون وكأنهم على موعد مع القطار، ويتبارون في رشق جرار القطار بالحجارة الطائشة، التي تأخذ سرعة القطار، فتصير مقذوفات تصيب مَن ساقه حظه العاثر جلوسا جوار الشبابيك. دخول القطار المحطات على خطوط الضواحي كان مغامرة غير مأمونة العواقب للسائقين، وكان سائقو القطارات يتحسّبون جيدا عند دخول محطات الضواحي، ويغلقون الشبابيك، ولكنها من زجاج، فتصبح الخطورة مضاعفة مع تطاير الحطام، الذي يصيب الوجوه.

مصابون بالجملة

إحصاء الإصابات من جراء رمي القطارات بالحجارة مؤلم دون ذنب جنوه، كما يقول حمدي رزق، وحجم الخسائر كان مروعا دون مبرر يُذكر، وتحذير الوزارة دليل على ما نقول، وإذا أفلت السائق بجراره من الحجارة، أصابت الحجارة نوافذ عربات الركاب، ما يُحدث إصابات خطيرة تنتهي بعاهات مستديمة، وغالبية الإصابات تكون قاتلة، حيث يتحول الحجر إلى ما يشبه الرصاصة، وتصبح سرعته عند ارتطامه بالنافذة أو الراكب، بما يساوى سرعة القطار، زيادة عن السرعة الناتجة عن قوة رمي الحجر، والإصابات تصبح خطيرة، وقد تؤدي إلى الوفاة في بعض الحالات. تقارير السكك الحديد تشير إلى أن أكثر الإصابات تكون في العين، حيث يكون وجه الراكب في مستوى النافذة التي يتم قذفها، وأحيانا يقوم بعض الصبية في بعض المناطق ذات الكثافات السكانية العالية بممارسة تلك الجريمة بشكل جماعي كنوع من اللعب عند مرور القطار. وزير النقل كامل الوزير، تقريبا حط “صوابعه العشرة” في الشق من عبث الأطفال على خطوط الضواحي، وخرج متسائلا: «ذنب الدولة إيه، والقطر ليه يتكسر الزجاج بتاعه بالشكل ده؟ وده خطر على قائدي القطار والركاب». واستصرخ الأهالي: «يا ريت أهالي الأطفال الذين يلقون الطوب على القطار يسيطرون على أبنائهم، ويعلموا أبناءهم أن هذا القطار مِلْك لهم، وأتمنى من الأهالي منع الأطفال من قذف الحجارة». وفي الأخير، الظاهرة المزعجة مستمرة، لا النداءات نافعة، ولا الرجوات شافعة، ولا شرطة النقل قادرة على لجم الظاهرة. يتبقى الوعي، وعي الناس بخطورة قذف الحجارة على القطارات، وتشديد العقوبة المالية، اللي يكسر شيء عليه إصلاحه، ومَن يتسبب في عاهة فعليه عقوبة رادعة.

مال القاضي

ليست فقط العقوبة، والقبض على مرتكبي الجرائم وسجنهم.. لكن أساسا كما تؤكد عبلة الرويني في “الأخبار” رد الحقوق لأصحابها، ورد الاعتبار أيضا، وصيانة حق الدولة والعدل. فلا يعقل أن يسرق شخص الملايين، والمليارات أيضا، ويلقى القبض عليه ويعاقب بالسجن (سنوات طويلة أو قصيرة، تخفف بعد ذلك أو لا تخفف) دون أن ترد الملايين المسروقة أولا قبل أي شيء.. لا يعقل أن يحصل القاضي قاتل زوجته المذيعة، على عشرات الملايين من الرشاوى طوال أكثر من 20 عاما (كشفت تحقيقات النيابة، أن القاضي تلقى ملايين الرشاوى من المستثمرين وملاك الأراضي المتنازعين مع الدولة، مقابل القيام بإصدار أحكام لصالحهم). لا يعقل أن تسقط جرائم 20 سنة من الفساد (بالتقادم) ولا يتم الحجز على ثروة القاضي الطائلة، وحساباته البنكية المصرية والدولية، وأملاكه وعقاراته، حتى لو تحايل على ملكيتها، بكتابتها باسم أولاده وأسرته. ولا يعقل أن تحصل مصممة الغرافيك، سارقة لوحات محطة كلية البنات من الفنان الروسي، أن تحصل (بمفردها أو مع آخرين) على 120 مليون جنيه…ولا تقوم برد المبلغ كاملا، بعد فضح السرقة، وكل تلك الفضيحة العالمية. وشددت الكاتبة على أن رد المسروقات والرشاوى، ورد الأراضي المنهوبة من الدولة، واسترداد المال العام المسروق، واسترداد الآثار المنهوبة.. هو استعادة للحق، واكتمال لحكم العدل.

هويتنا الغائبة

عندما نستقبل السنة الهجرية الجديدة 1444، فإننا في أمسِّ الحاجة وفق ما يرى محمود زاهر في “الوفد” لترسيخ وعي الأجيال الجديدة، في ما يتعلق بالتاريخ الهجري، نظرا لما يحمله من محطات غنيَّة ومفصلية لهويتنا الإسلامية، التي تأسَّست عمليا عند منعطف الهجرة. لعل ما يثير الأسى في نفوسنا، أن هذا التاريخ غائب عن وجداننا وواقعنا، حيث أن الكثيرين منَّا يجهلون في أيِّ سنة هجرية كنَّا أو سنكون، أو في أيِّ شهر هجريٍّ نحن.. فضلا عن أسماء الأشهر الهجرية، يكفي أن نُجري إحصائية بسيطة، حتى نعي مدى تقصيرنا في هذه الذكرى العطرة.. ولذلك تبدو الحاجة مُلِحَّة إلى التربية على هذا التاريخ.. نُسجِّل به مناسباتنا وتواريخنا، إلى جانب «الميلادي» أو أي تقويم آخر، كما كان يحدث في السابق في مدارسنا. يجب تعليم أبنائنا أن ربط التأريخ بالهجرة، يعود إلى رمزيتها، كبداية لمرحلة الظهور الفعلي للإسلام، ومحطة انطلاقته، لتبلور فكرا وعلما وحضارة وعطاء وتضحيات يجب استلهامها، وأخذ الدروس والعبر منها.. نوظِّفها في واقعنا، ونستنهض بها أمتنا. علينا ـ مع كل بداية عام هجري ـ أن نُذَكِّر بهجرة «الرسول الأعظم»، التي كانت بداية النصر من الله، في محاولة جادة للاستفادة من الدروس المُلْهِمَة التي يتعلمها المسلمون من هذا الحدث التاريخي الفاصل بين مرحلتين من مراحل الدعوة. لذلك يرى الكاتب أنه يجب ترسيخ القيم السَّامية في نفوس أبنائنا، وإبراز تجلِّيات الهجرة النبوية، باعتبارها أهم حدثٍ غيَّر مجرى التاريخ، كيومٍ خالدٍ فرَّق بين الحق والباطل، وفَتَحَ للدنيا عصرا مجيدا تزهو به، وتاريخا حافلا بالبطولات الرائعة والمُثل العليا.

فن الدعوة

واصل محمود زاهر، تأمله لأهم مناسبات العالم الإسلامي التي يتجاهلها العوام إلا ما رحم ربي: لقد استحق «يوم الهجرة الشريفة» تقدير المسلمين له، ما جعلهم يرونه بداية تاريخهم في هذه الحياة.. فلم يؤرِّخوا بميلاد نبيهم الخاتَم، ولا بمبعثه الشريف، وإنما أرّخوا بهجرته المباركة. الهجرة ليست مجرد سفر «لا يتجاوز بضع مئات الكيلومترات»، فكم في الدنيا من أسفار أطول مدى وأبْعَد شُقَّة.. كما أنها ليست مجرد تحوُّل من مكان إلى آخر، لكنها كانت إيمانا وفداء.. حُبا وإخاء. لقد أراد الرسول الأعظم من هجرته أن يعلمنا الصبر وتحمل الصِّعاب والمشاقّ، وألا نفقد الأمل من نصر الله واستجابته لدعاء المستَضعَفين والمقهورين، وأن نأخذ بالأسباب، وألَّا نتكاسل أو نتقاعس عن العمل، كما أراد أن يُعطينا درسا في قوة الإرادة، وألا نحزن مهما بلغت بنا المصائب.. لعل أبرز ما نستلهمه من الهجرة الشريفة، أن النبي الأكرم أراد أن نتيقن من الثقة بالله سبحانه، وألا نيأس مهما كانت الظروف، من خلال «فن الدعوة إلى الله»، لترسيخ قِيَم الإخاء الجميل والمحبة الصادقة، وغيرهما من المعاني النبيلة.

محنة كونية

اللافت في كتاب «أزمة العالم الحديث» الذي اهتم به الدكتور محمد السعيد إدريس في “الأهرام” أن مؤلفه رينيه جينو، أو الشيخ عبدالواحد يحيى الذي أصبح علما من أبرز علماء التصوف الإسلامي، أنه رغم أنه كان يكتب عن الغرب قبل مئة عام تقريبا من الآن، ركز على فكرة “نهاية العالم” التي أفاض في الحديث عنها والتحذير منها وكأنه يدق «ناقوس الخطر» محذرا الغرب من «السقوط»، لكنه في الوقت ذاته كان حريصا على التمييز بين الغرب وحضارته، وبقية العالم وحضاراته، مشيرا إلى أن «السقوط» إن حدث سيكون مقصورا على الحضارة الغربية دون سواها، لأنها لم تكن ولن تكون حضارة العالم، وهنا يقول: «إذا كان من المقدر أن تكون هذه النهاية هي مصير الحضارة الغربية بشكلها الراهن، فإنه من المفهوم حينئذ أن يعتقد الذين تعودوا ألا يلتفتوا إلى شيء سواها، ويرون أنها هي (الحضارة الوحيدة) أن كل شيء سينتهي معها، وأنها إذا زالت من الوجود فسيكون ذلك إيذانا بـ«نهاية العالم». ويستخلص رينيه جينو من مؤلفه الذي أفاض فيه في تحليل أهم مرتكزات الحضارة الغربية ومعالم أفولها، وتحدث باستفاضة عن «النزعة الفردية المستحكمة بفلسفة هذه الحضارة، إلى جانب ماديتها المفرطة، وما نتج عنها من فوضى اجتماعية أنها أمام خيارين: إما التجديد الذي يأخذ في اعتباره أسباب التداعي المتسارع، وإما الأفول والسقوط وتقبل النهاية». وأكد الكاتب أن هذا الاستنتاج يجب أن يكون داعما لما سبق أن تحدثنا عنه من «مؤشرات سقوط النموذج الأمريكي خاصة والغربي عامة، سقوطا قد يبدأ سياسيا واقتصاديا، لكن الأخطر أن يصبح ثقافيا واجتماعيا وما يتضمنه المشروع أو النموذج الثقافي للحضارة الغربية من قيم ومبادئ وأخلاقيات وأفكار، كما أنه يجب أن يكون داعما للعقل العربي وهو يتابع ما يموج في العالم من تحولات، وبالذات عالم ما بعد أزمة أوكرانيا، التي يمكن أن تكون علامة فارقة بين عالم ينتهي وعالم آخر بدأت تتشكل معالمه».

لمن النهاية

مؤخرا قدم الرئيس بوتين عرضا مهما وفق رأي الدكتور محمد السعيد إدريس حرص خلاله على إظهار أن المواجهة القتالية الحالية مع الغرب ليست مرتبطة فقط بالوضع حول أوكرانيا، «لكنها صراع بين نموذجين لإدارة العالم»، مشيرا إلى أن «تاريخ البشرية ينتقل إلى مرحلة جديدة حيث يمكن للدول ذات السيادة الحقيقية فقط إظهار ديناميكيات نمو عالمية، وأن تصبح مثالا للآخرين في معايير ونوعية الحياة، وحماية القيم والمثل الإنسانية العليا، ونماذج التنمية التي لا يتحول فيها الإنسان إلى وسيلة بل يصبح الهدف الأعلى». محاضرة بوتين مهمة لأنها ربما تقدم للمرة الأولى معالم جديدة لعالم جديد آخذ في فرض نفسه، بديلا للعالم الراهن أحادي القطبية الذي تقوده وتسيطر عليه الولايات المتحدة الأمريكية متحالفة مع أوروبا باسم الحضارة الغربية، عالم جديد يتم تطويره على أسس ومبادئ نظام عالمي متناغم وأكثر إنصافا، وبتوجه اجتماعي وآمن، كبديل للنظام الحالي، أو النظام العالمي أحادي القطبية الذي أضحى، بطبيعته، عائقا لتطور الحضارة». ما فرص تحقيق هذا العالم الجديد؟ بقدر أهمية هذا السؤال، هناك أسئلة أخرى لا تقل أهمية، منها مثلا مآل الحضارة الغربية في حال سقوط النظام أحادي القطبية هل السقوط السياسي – الاستراتيجي يعني حتما سقوطا حضاريا؟ أم أن العكس هو الذي يمكن أن يحدث، بمعنى أن سقوط النظام أحادي القطبية يمكن أن يفرض على الغرب خيار التجدد الحضاري؟ أسئلة مهمة، لأن الصراع السياسي الراهن سيكون مصحوبا حتما بصراع ثقافي حضاري بين الثقافات والحضارات. إذا كان الأمر كذلك أين نحن (الأمة العربية ـ الإسلامية) من كل هذه التفاعلات والتحولات؟ هل سنبقى ننتظر من ينتصر من المتصارعين كي نتبعه؟ هل سنبقى مدمنين لخيار «التبعية» أم يجب أن نسلك خيار «التحرر» لإعادة إحياء حضارتنا؟ حتى الآن نحن ما زلنا أمام مشاهد مستقبلية ملتبسة، لكن علينا الاختيار بين مشهد النهوض والتجديد والتحرر، أو أن نبقى أسرى لمشهد وخيار التبعية.

صداع كل عام

مع إعلان وزارة التربية والتعليم خريطة العام الدراسي الجديد، في 24 سبتمبر/أيلول المقبل، أصابت اضطرابات المعدة، محمد أحمد طنطاوي في “اليوم السابع”: بدأ القولون العصبي يمارس أدواره الدرامية المعهودة، خاصة بعدما تذكرت “المصروفات”، وما تمارسه معنا المدارس الخاصة من زيادات غير مبررة في أسعار خدماتها، مستغلة فكرة ارتفاع معدلات التضخم محليا وعالميا، لتبدأ تحميلنا الفاتورة كاملة، في ظل غياب رقابة واضح على النشاط المالي والإداري لهذه المدارس، التي تجني أرباح ضخمة في مقابل الخدمة التعليمية التي تقدمها. على المستوى الشخصي بدأت التعامل مع المدارس الخاصة منذ حوالي 6 سنوات، وخلال هذه الأعوام تضاعف الرقم الإجمالي الذي كنت أدفعه سنويا، بما يعني أن معدل الزيادات السنوية كان في مستوى يقترب من الـ 17%، وهذا رقم كبير لا يمكن أن يتحمله ولي الأمر سنويا، ويجب أن يخضع لضوابط وحسابات من جانب المسؤولين في التعليم، وكذلك أصحاب المدارس الخاصة، والجمعية المسؤولة عنهم، وإذا استمرت الأوضاع على هذا النحو ستكون النتيجة النهائية اتجاه عدد كبير من أولياء الأمور لقرار تحويل أبنائهم من تلك المدارس إلى الأميرية الحكومية، خاصة بعد تزايد أعباء المعيشة وارتفاع تكلفتها. المدارس الخاصة تشكل حوالي 20% من إجمالي أعداد المدارس في مصر، وهناك نحو 10 آلاف مدرسة تقريبا، تتفاوت أسعارها والخدمات التي تقدمها وفقا للعديد من المعايير، أهمها التاريخ التعليمي، وهيئة التدريس الموجودة، ومستوى الانضباط والسمعة التي كونتها على مدار سنوات عملها، بالإضافة إلى مستوى الطلبة الموجودين والخريجين، وموقعها داخل الكتلة السكنية أو في المدن الجديدة، خاصة أن المدارس البعيدة نسبيا عن الحيز العمراني تكلفتها دائما أعلى ارتباطا بخدمة “الباص”، التي تصبح في هذه الحالة إجبارية، ويجب على الجميع الاشتراك فيها.

حرب بديلة

سأل كرم جبر في “الأخبار”: لماذا نُحارب الدول المستهدفة بالجيوش؟ والأسهل هو هزيمة الوعي فيتحارب أبناء البلد الواحد ضد بعضهم بعضا، أو على حد مقولة قائد عسكري أمريكي لا أتذكر اسمه «لماذا نقتلهم طالما يقتلون أنفسهم؟” يستخدمون منهج «ترسانة من الشائعات تحاصر قليلا من الحقائق»، والتشويه والتشكيك وهدم الثقة بين الدول وأبنائها، وكم اشتعلت فتن وصراعات بفعل شائعات كاذبة، لم تجد من يتصدى لها ويوقف الحروب التي أشعلتها. ومن صور تغييب الوعي إهمال التعليم، وضعف المقررات التي تنمي الولاء والانتماء وحب الوطن وتعظيم الانتصارات، فينشأ جيل تائه ويعيش فوق أرض لا يعرف قيمتها ولا التضحيات التي بذلت من أجلها، ويفرح الآباء والأمهات، الذين ألحقوا أولادهم بالمدارس الأجنبية، لأنهم لا يجيدون نطق اللغة العربية، وانفصلوا عن واقع بلادهم التاريخي والثقافي والحضاري. ومن صور هزيمة الوعي بث الأفكار المتطرفة، فتثمر الإرهاب الذي يسلح الشباب بالقنابل والديناميت، بدلا من الأفكار الدينية الصحيحة، فيتحولون من شباب صالحين يبنون أوطانهم إلى مشروع كبير للقتل وتدمير بلدانهم. والحروب الحديثة لم تعد الجيوش فقط، ولكنها تستخدم وسائل تشبه الرصاص المطاطي الذي لا يحيي ولا يميت ولكن يصيب بالشلل، واغتيال العقول الشابة والسيطرة عليها وتمرير المشروعات المشبوهة، دون أن تجد من يوقف مخاطرها. لم تعد الأسلحة الفعالة لهدم المجتمعات هي الصواريخ والطائرات والدبابات، ولكن الإذاعات والفضائيات وسوشيال ميديا والإنترنت، لاختراق المنظومة الحياتية للدولة المستهدفة، والتسلل الناعم إلى مكوناتها الأساسية، وخلق منظومة جديدة من الوعي الزائف. في الحرب العالمية الثانية كانت بعض الدول تسقط دون حروب، بتأثير حالة الرعب التي تخلقها الدعاية النازية، وظلت الأساليب تتطور حتى التوصل إلى نظرية «هزيمة الوعي»، وبدلا من أن تستخدم الدول المعادية القوة الخشنة والجنود والضباط وميادين القتال، يتم استبدالهم بالقوة الناعمة وكتابات وأفكار أشد تأثيرا.

يغنون لمن؟

هل من صالح الفنان أن يقدم عمله الفني لمن يدفع أكثر، أو بحسب تعبير المثل الشعبي الذي استعان به طارق الشناوي “الغاوي ينقط فقط بطاقيته” من طبقة (كريمة الكريمة)؟ أكد الكاتب في “المصري اليوم” أن أسعار التذاكر صارت تُشكل استفزازا لقطاع عريض من الناس. الفنان عندما تزيد سعر التذكرة يعتبرها دليلا عمليا على نجاحه وقدرته على الجذب، معروف أن القسط الأكبر من المطربين والمطربات لا يستطيعون مغادرة حفلات دار الأوبرا محدودة الكراسي وأيضا الثمن، إلا أن هذا لا يعني أن المطربين العابرين لتلك المساحات من حقهم أن يرتفعوا بسقف الأسعار بدون مراعاة لأي قواعد أخرى غير (التذكرة لمن يدفع). لصالح الفنان أن يظل على تواصل مع جمهوره، كلما ارتفع السعر ضاقت أكثر الشريحة، لو قلنا إن تعداد المصريين تجاوز في آخر إحصاء 103 ملايين، بينما القادرون على الذهاب لتلك الحفلات مليون، أين إذن حقوق 102 مليون؟ عندما سألوا المخرج الكبير داود عبد السيد لماذا أعلنت اعتزالك؟ أجابهم: ارتفع متوسط سعر تذكرة السينما ليلامس 100 جنيه، وهي تتجاوز القدرة الاقتصادية للطبقة المتوسطة، فتوقفت عن الإخراج. من الذي يصنع شعبية هؤلاء المطربين؟ إنهم ولا شك الأغلبية التي لا تستطيع أن تشد الرحال إلى العلمين. هناك قيمة تغيب عن البعض، وهي المسؤولية الاجتماعية التي يجب أن تصبح على قائمة أولويات الفنان، عندما تتجاوز التذكرة رقما على يمينه ثلاثة أصفار، فأين إذن تلك المسؤولية؟ لا مانع من أن يزداد سعر فئة محددة وتوفر لها بالمقابل إمكانيات أكبر مثل المكان الذي يقترب من خشبة المسرح وغيره، ولكن في الوقت نفسه يجب أن يجد الآخرون أيضا مكانهم (العلمين) التي انتقلت إليها مؤخرا (الجنية) التي لا تفرق بين غني وفقير، يجب أن تصبح حفلاتها متاحة لكل العاشقين.

ورطة الآباء

مشكلة أولياء الأمور مع وزارة التربية والتعليم في قضية المدارس الخاصة كما يراها محمد أحمد طنطاوي أن الوزارة ترى هذا النوع من التعليم رفاهية، ومن يرغب في تعليم أبنائه بها عليه أن يدفع دون أن يشتكي أو يتململ، لذلك تجد العجب في عمليات التسعير السنوية للمصروفات، دون توجيه، بل أحيانا تصدر وزارة التعليم كتابا دوريا للمصروفات بعد بداية العام الدراسي، في حين أن أغلب أولياء الأمور قد دفعوا كامل المبالغ المستحقة، وهذا بطبيعة الحال أمر يدعو للتساؤل حول رؤية الوزارة لهذه الكيانات، لذلك يجب أن تثبت الوزارة حسن نيتها تجاه أولياء الأمور الذين يرغبون فقط في مستوى تعليمي أفضل لأولادهم، وتعليم بمستوى جودة متوسطة دون تكدس أو زحام، مع ممارسة دورها الرقابي الفعال على المدارس الخاصة، بصورة تضمن مستوى تعليميا أفضل بمصروفات معقولة. تابع الكاتب: لو استمرت المدارس الخاصة في رفع أسعار مصروفاتها بالصورة المعتادة والنسب والمعدلات التي نراها ونسمعها خلال هذه الفترة سوف يؤثر هذا الاتجاه في طبيعة عمل هذه المدارس في الفترة المقبلة، فالموضوع ليس أكثر من عرض وطلب، وولي الأمر الذي كان دخله الشهري 10 آلاف جنيه منذ عدة سنوات، لم يعد قادرا على توفير المبالغ التي كان يدخرها من قبل لمصروفات المدارس ونفقاتها، نظرا لظروف التضخم العالمية، وارتفاع أسعار مختلف السلع والخدمات، فلن يستطع بطبيعة الحال تحمل الزيادات الجامحة التي بدأت المدارس التجهيز لها حاليا، ومخاطبة أولياء الأمور بها، لذلك على وزارة التربية والتعليم، والمدارس الخاصة، الرأفة بأولياء الأمور والأسر المصرية المتوسطة وتجعل هامش الزيادات السنوية في أسعار مصروفاتها مقبولا وممكنا وفي المتناول. التربية والتعليم مصروفات المدارس الخاصة 2022 مصروفات المدارس 2022 المصروفات الدراسية 2022 رسوم المدارس الخاصة.

أستاذ الفلسفة

تساءل الدكتور أسامة الغزالي حرب في “الأهرام”: من هو سيد العراقي؟ معلم مادة الفلسفة وعلم النفس في التعليم الثانوي في المنصورة، الذي ذاعت شهرته عن قدرته على شرح مادته بطريقة مفهومة وجذابة، والذي شهدت صورة له وهو يحاضر لمئات الطلاب الذين حضروا درسا له ليلة المراجعة الخاصة بالمادة في ساحة واسعة مكشوفة في أحد الأندية. وكما قرأت أيضا فإن أحد نواب البرلمان في دائرة الطالبية في الجيزة تواصل معه وطلب منه إعطاء تلك المحاضرة لمراجعة مادة الفلسفة وعلم النفس لطلبة الثانوية العامة في دائرته، وهي المحاضرة التي نشرت صورتها. وقال سيد العراقي إنه رحب بالفكرة، وعرض تقديم الشيتات هدية للطلاب. حسنا.. ما هي المشكلة في ذلك؟ هل هي درس خصوصي؟ بالطبع لا لأن الخصوصية.. تكون لطالب أو اثنين، وحتى عشرة مثلا، وليس لمئات الطلبة. الناقدون ربما يقصدون أنه درس خارج سياق المدرسة ودروسها العادية المفترض أن تلقى فيها. ولكن، هل نحن نضحك على أنفسنا؟ أليس ذلك هو جوهر محنة أو كارثة التعليم في مصر، التي بحت أصواتنا بشأنها بلا أي استجابة؟ ألا نعلم جميعا الحقيقة المريرة والمؤلمة عن آلاف المدارس الأميرية التي يفترض أنها تقدم التعليم المجاني رسميا أو شكليا، ولكنها تسلم التلاميذ ـ منذ اليوم الأول للعام الدراسي – لبعض المدرسين الذين تحولوا للأسف الشديد إلى باعة متجولين للدروس الخصوصية التي تستنزف النسبة الغالبة لميزانية ملايين العائلات المصرية الفقيرة منها أو المتوسطة أو الغنية بلا أي استثناء؟ مثلما تسلمهم لمافيا الكتب الخارجية بأسعارها الباهظة؟ في هذا السياق العام.. ما هو بالضبط ذنب سيد العراقي؟ هل إنه شاطر وماهر في مادته فجذب التلاميذ إليه؟ هل لأنه يمتلك سيارة مرسيدس؟ فهل هي حلال فقط على التجار ورجال الأعمال والفنانين ولاعبي الكرة.. حرام على المدرسين؟ هل نصر على أن يكون نموذج المدرس هو الأستاذ حمام ـ نجيب الريحانى- في (غزل البنات) أو ياقوت أفندي- فؤاد المهندس في (السكرتير الفني).

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية