القاهرة ـ «القدس العربي»: بين كابوسٍ تحول لواقع وأمل غدا وهماً، يعيش المصريون منذ يوم أمس الثلاثاء حالة من الصدمة، إثر إعلان إثيوبيا رسمياً بدء الملء الثاني لسد النكبة، بينما ذهبت أصوات الأغلبية تحيط بها أمنيات عدد كبير من كتاب الصحف، بتوجيه ضربة للسد سدى.
وقد اهتمت صحف الثلاثاء 6 يوليو/تموز على نحو خاص بتصريح الدكتور محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والري، الذي أكد أنه تلقى خطاباً رسمياً من نظيره الإثيوبي يفيد ببدء إثيوبيا عملية الملء الثاني لخزان سد النهضة. وقد وجه وزير الموارد المائية والري خطابا رسمياً إلى الوزير الاثيوبي لإخطاره برفض مصر القاطع لهذا الإجراء الأحادي، الذي يعد خرقاً صريحاً وخطيراً لاتفاق إعلان المبادئ، كما يعد انتهاكاً للقوانين والأعراف الدولية، التي تحكم المشروعات المقامة على الأحواض المشتركه للأنهار الدولية، بما فيها نهر النيل، الذي تنظم استغلال موارده اتفاقيات ومواثيق، تلزم إثيوبيا باحترام حقوق مصر ومصالحها المائية وتمنع الإضرار بها. من جانبه قال الإعلامي أحمد موسى المقرب من السلطة، إن خطاب إثيوبيا المرسل إلى وزارة الري، الذي يؤكد الملء الثاني لسد النهضة من جانبها فقط، هو بمثابة إعلان حرب صريح ضد دولتي المصب مصر والسودان، وأكد أن الموقف المصري والسوداني ثابت من أزمة سد النهضة. ويعقد وزير الخارجية سامح شكري، سلسلة من اللقاءات خلال زيارته الحالية إلى نيويورك مع كل من سفراء اللجنة العربية المعنية بمتابعة تطورات ملف سد النهضة، والتنسيق بشأنه مع مجلس الأمن، والمندوبين الدائمين لمجموعة الدول الافريقية في مجلس الأمن، وكذا مع المندوبين الدائمين وممثلي كل من أستونيا وأيرلندا والمكسيك والنرويج، وهي دول ذات عضوية حالية غير دائمة في مجلس الأمن.
ومن التصريحات اللافتة: قال وزير التموين والتجارة الداخلية الدكتور علي المصيلحي، إن الوزارة تلقت طلبا من إحدى الجهات بتوفير لحوم الأضاحي بالتقسيط على المرتب، وتمت الموافقة عليه. وأكد أن الشركة القابضة للصناعات الغذائية ستقوم بطرح كوبونات مماثلة للتي يتم طرحها في شهر رمضان، لشراء اللحوم بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك. ومن التقارير المعنية بالسياحة والآثار: قام الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، بتفقد أعمال مشروع ترميم طريق الكباش في الأقصر، وكذا الأعمال الجارية في معبدي الكرنك والأقصر، استعدادا لاحتفالية الافتتاح. وأكد مدبولي حرص الدولة على تحويل الأقصر إلى أكبر متحف مفتوح في العالم.. وشهدت الأقصر أمس حفل زفاف على الطريقة الفرعونية لسائحين من البرازيل. ومن الأخبار الطبية أعلنت وزارة الصحة والسكان عن توفير فرص للاستعانة بالأطباء البشريين في مختلف التخصصات الطبية في جميع محافظات الجمهورية؛ لسد العجز في المستشفيات. وأشارت الوزارة في إعلان عممته على مديريات الشؤون الصحية، إلى أن هذه الفرص ستكون بمقابل مادي مُجزٍ، لتقديم الخدمات الطبية التشغيلية وخدمات التعليم الطبي المهني في مستشفيات وزارة الصحة والسكان على مستوى الجمهورية، بنظام الشفت. ومن اخبار الراحلين: أعلن الفنان محمد علي رزق وفاة الفنانة سحر كامل صاحبة أشهر إيفيهات في السينما المصرية. وقال رزق “توفيت إلي رحمة الله صديقتي وأختي الكبيرة وأول واحدة ساعدتني في العمل الفني.
حاكموه
لا يتخيل فاروق جويدة كما أخبرنا في “الأهرام”، أن يكون من حق حاكم مهما علا قدره أن يتحكم في حياة ملايين البشر، يسلبهم الحياة ويمنع عنهم المياه، ويقف العالم أمام هذا المشهد الوحشي بدون أن يتخذ قرارا.. إن ما يفعله أبي أحمد ليس غريبا على حاكم يقتل شعبه كل يوم، ومثل هذه النماذج المريضة يجب أن تحال إلى محاكم الجرائم الدولية، أو تدخل مصحات الأمراض النفسية والعصبية.. إن الحروب الكبرى في العالم قامت على هذه النوعية من الحكام، لقد أشعل هتلر الحرب العالمية الثانية في أوروبا، وسقط فيها أكثر من 60 مليون قتيل، ودمرت العواصم الأوروبية الكبرى. إن الحرب الأهلية التي أشعلها أبي أحمد بين أبناء شعبه جريمة ضد الإنسانية، وكان ينبغي أن يتصدى العالم لها ويعيد للرجل رشده.. موقف أبي أحمد من نهر النيل، يحمل عقدا قديمة، ولا احد يعرف لماذا يكره هذا الرجل الشعب المصري والسوداني، حتى ينتقم بهذه الصورة البشعة.. مثل هذه الشخصيات الشاذة، لا بد أن تلقى مصيرا مظلما ينتهي بها إلى الفشل والجنون.. لقد وضع أبي أحمد شعبه أمام كارثة كبرى، ووضع نفسه أمام قرار مجنون، وهو الآن ينتظر نهايته، ألم يقرأ التاريخ؟ ألم يعرف علاقة مصر بالنيل؟ ألم يشاهد حشود الحضارة على هذا النهر الخالد؟ ألم يشاهد الخرائط التي سطرها التاريخ وحفظها العالم كله؟ إن أول قصص الحضارات التي قرأها العالم كانت حضارة مصر على ضفاف النيل. أخطاء الحكام ليست في الظلم وغياب العدل، ولكن أسوأ الأخطاء هي الجهل بالتاريخ، وجنون العظمة الذي يجعل الحاكم نصف إله.. وهذا ما وصل إليه جنون أبي أحمد، وتحول إلى قاتل لشعبه ومن قتل شعبه يمكن أن يمارس القتل في أي زمان.. ومثل هذه الحالات المرضية، لا بد أن تجد من يعيد لها الحسابات حتى تفيق من جنون العظمة.. مسؤولية الأمم المتحدة والمنظمات الدولية أن تحاسب مثل هؤلاء، ولا تتركهم يمارسون القتل والإرهاب على شعوبها.. إن العدل يقتضي من مجلس الأمن أن يحاكم أبي أحمد بتهمة القتل والإرهاب.
لحظة الحقيقة
فى قضية السد قال سليمان جودة في “المصري اليوم”، إن منطق ذلك العربي القديم القائل “إن البعرة تدل على البعير، وإن القدم تدل على المسير، وإن السماء بأبراجها تدل على وجود الحكيم الخبير”، يمكن أن يسعفنا وأن ينبهنا بالتالي، لأن المقدمات تؤدي إلى نتائجها، ولأن ما تقوله إثيوبيا وما تفعله في القضية، يدلان على نيتها الآن وفي المستقبل، ويدلان على أنها تحمل من سوء النية ما يكفي، كما أنها لا تُخفي ذلك، وإنما تعلنه!
كل مصري يقف خلف بلاده في معركة مجلس الأمن، التي ستنعقد جلستها، يوم الخميس، وكل عربي مخلص لعروبته يساند القاهرة، ويصطف إلى جوارها، وكل الدعوات بالتوفيق للوزير سامح شكري، وللفريق الذي يقاتل معه في هذه المهمة المقدسة! ولكن العبارات التي صدرت عن المندوب الفرنسي في المجلس تعيدنا إلى منطق العربي البسيط، لأن ما قال به المندوب الفرنسي، يشير إلى أن الاسم الأنسب لهذا المجلس هو مجلس اللاأمن، لا مجلس الأمن.. وإلا ما معنى أن يُقال على لسانه أن المجلس لا يملك الخبرات الفنية الكافية للفصل في الموضوع؟ من خلال عبارة كهذه تستطيع أن تتوقع طبيعة ما سوف يقدمه المجلس عندما ينعقد، وتستطيع أن ترى أنه يعقد جلسته تحت الضغط المصري – السوداني، وأنه يعقدها ذراً للرماد في العيون، لا عن رغبة صادقة في حل قضية تهدد الأمن في هذه المنطقة المهمة من العالم. إن وزير الري الإثيوبي لا يتحدث في أي مناسبة إلا ليقول، إن عملية ملء السد تمضي وفق الجدول المقرر لها.. وحديثه بهذه النبرة ليس سوى مقدمة تؤدي إلى نتيجتها.
طويت الصحف
السؤال الذي أصر عليه سليمان جودة هو: ماذا لو صدر قرار عن مجلس الأمن في صالح القاهرة والخرطوم، ثم لم تلتزم به أديس أبابا وقت الجد وعند التنفيذ؟ كم من قرارات صدرت عن المجلس، ولم تلتزم بها إسرائيل في قضية فلسطين، ولا حتى أعطتها أي اهتمام؟ إثيوبيا تتصرف في قضية السد كما تتصرف تل أبيب في القضية الفلسطينية، وكما تتصرف إيران في قضية برنامجها النووي.. هكذا بالضبط.. ولا يوجد أي فارق بين الدول الثلاث.. فالمنهج واحد، والأسلوب واحد، والطريقة واحدة.. والدول الثلاث تتصرف على أساس شراء الوقت لا أكثر، وهذا ما يجب علينا أن نوقفه على المستوى الإثيوبي بحزم وعلى الفور.. راجعوا أداء طهران وتل أبيب وأديس أبابا، وسوف يتبين لكم أنه صورة طبق الأصل، وليس أمام مصر الآن، إلا أن تتصرف في موضوع السد بالطريقة التي تراها مُنجزة، وألا تثق كثيرا ولا قليلا في مكلمة الأمم المتحدة ومجلسها، وأن تصل رسالة منها إلى الحكومة الإثيوبية تقول: جفّت الأقلام وطُويت الصحف.
يستخفون بعقولنا
نبقى مع المحنة التي تواجهنا بصحبة الدكتور محمود خليل في “الوطن”: تدعو العديد من المؤسسات الدولية والأممية، كلاً من مصر والسودان وإثيوبيا إلى الجلوس من جديد على مائدة المفاوضات، والبحث عن حلول سلمية ودبلوماسية لخلافهم حول السد الإثيوبي، يحدث ذلك بعد 10 سنوات متصلة قضاها السودان ومصر في التفاوض مع أديس أبابا، بدون أن يصلا إلى شيء. تجربة الولايات المتحدة وأوروبا مع العالم وأسلوبهما في حل مشكلاتهما لا تتسق إلى حد كبير مع دعواتهما المستمرة لحل المشكلات عبر الطرق السلمية والدبلوماسية. ماذا فعلت بريطانيا حين دخلت في صراع مع الأرجنتين حول جزر فوكلاند عام 1982؟ عندما غزت الأرجنتين هذه الجزر وضمتها إليها وأعلنت سيادتها عليها، بادرت رئيسة الوزراء البريطانية مارغريت ثاتشر إلى إعلان الحرب، وتحركت القوات البريطانية لتحرير الجزر، ارتكاناً إلى أن هذه الأرض مستعمرة تخضع للتاج البريطانث منذ عام 1841. ماذا فعلت الولايات المتحدة مع أفغانستان عشية تدمير برجي التجارة العالميين عام 2001؟ خرج الرئيس الأمريكي جورج بوش معلناً أنه قسم العالم إلى محورين: محور الخير ومحور الشر، وبدأ غزواً موسعاً لأفغانستان، كان هدفه القضاء على تنظيم “القاعدة”، وصنَّف الدول المؤيدة لغزوه في فئة «محور الخير»، بعدها أعلن بوش أن العراق واحد من الدول التي تصنفه الإدارة الأمريكية في «محور الشر» وبناء عليه حرك قواته المدعومة بقوات بريطانية لغزو العراق عام 2003.
الأمثلة لا تحصى
واصل الدكتور محمود خليل: ماذا فعلت روسيا في القرم عقب الإطاحة بالرئيس الموالي للروس فيكتور يانوكوفيتش عام 2014؟ لقد بادر الروس، بدون تلكؤ، إلى غزو القرم وأجروا استفتاء صورياً بين أهالي القرم تحت إشرافهم، أعلنوا بعده أن أهل القرم يريدون الانضمام إلى روسيا، وبناء عليه تم ضم شبه جزيرة القرم إلى الحكم الروسي. فرنسا هي الأخرى تتحرك عسكرياً في إقليم الساحل والصحراء في افريقيا كما يحلو لها، فمنذ عام 2013 وهي تنظر إلى ضرورة الوجود في هذا المنطقة كجزء من أمنها القومي. النماذج عديدة وكلها تؤكد أن من يعظون على مستوى المؤسسات الدولية والأممية بالحلول الدبلوماسية، لا يمتثلون للعظة نفسها حين تواجه دولهم أي تهديدات عظمت أو صغرت، إنهم لا يوجهون جهداً كبيراً إلى التفاهمات الدبلوماسية، ولا يجلسون كثيراً على موائد المفاوضات، بل يبادرون إلى فرض الإرادة، وتعديل المواقف على الأرض أولاً، وبعدها يأتي التفاوض. لقد استنفدت مصر كل سبل التفاوض والتعاطي الدبلوماسي مع مشكلة سد النهضة، على مدار عقد كامل من الزمان، بدون أن تصل إلى شيء، فماذا يُنتظر من المصريين غير التفكير في البديل الآخر لحل المشكلة ومخاطبة إثيوبيا باللغة الوحيدة التي تفهمها، لغة القوة. يعظ البعض بالمزيد من التمسك بأهداب الصبر الاستراتيجي، في وقت شرعت فيه إثيوبيا في الملء الثاني، بل أعلنت ذلك صراحة. يعظ البعض أيضاً بالكلفة التي يمكن أن تترتب على الحل العسكري للمشكلة، في وقت يعلم فيه الجميع الآثار الداهمة التي ستترتب على استمرار إثيوبيا في نهجها القائم على تحويل النيل الأزرق إلى بحيرة داخلية تابعة لها، وأحاديث بعض مسؤوليها عن بيع المياه. المواعظ أحياناً تصبح مجرد ثرثرة فارغة.
إثيوبي خالص
أحيانا تأتي الرياح بما تشتهى السفن، لكن على هذه السفن ألا تأمن من غضبة الرياح، ورياح جيش مصر لا تثور ولا تنتفض، إلا إذا تهدد الأمن القومي لمصر أو للأمة العربية. وإذا حدث ذلك فإن هذا الغضب، يتحول إلى أعاصير لا تبقي ولا تذر. العبارة السابقة قالها العميد ياسر وهبة وهو يقدم حفل افتتاح وتدشين قاعدة «3 يوليو» البحرية، ظهر يوم السبت الماضي في منطقة جرجوب في محافظة مطروح. وبدوره أكد عماد الدين حسين في “الشروق”، أن أديس أبابا تريد النهر كاملا لها، وكأنه بحيرة إثيوبية داخلية، وكأنها تمن على مصر بما تحصل عليه من مياه النيل، وهو لا يزيد على 55 مليار متر مكعب في حين أن المياه المتساقطة على الهضبة الإثيوبية، تصل إلى حوالي 936 مليار متر مكعب سنويا. ما قاله ياسر وهبة سمعه الجميع في الاحتفال، الذي كان مذاعا تلفزيونيا، وأظن أن رسالة إنشاء القاعدة البحرية 3 يوليو ثم المناورة البحرية «قادر 21»، وصلت إلى كل من يهمه الأمر، سواء كان جارا قريبا أو بعيدا، في منطقة شرق المتوسط، أم في القرن الافريقي. قرار الحرب شديد الصعوبة، وينبغي أن لا يخضع للعواطف والمشاعر فقط مع كل التقدير لأهميتها، بل يخضع لحسابات ودراسات شاملة، وبعقل بارد جدا، حتى يتحقق الهدف منها كاملا. إن الدلالة الرمزية لإطلاق اسم 3 يوليو على القاعدة كانت رمزا للقضاء على محاولات طمس الهوية الوطنية في فترة صعبة جدا، من تاريخ مصر وللأسف فقد استغلتها إثيوبيا بمهارة، لكي تنفذ ما عجزت عنه لسنوات وعقود طويلة. القاعدة البحرية التي تحمل الاسم نفسه تقول إن مصر لن تفرط في حقوقها، سواء كانت في شرق المتوسط أو في منابع النيل.
وداعاً للمساء
أعرب يحيى قلاش في “المشهد” عن حزنه بسبب إغلاق أشهر جريدة مسائية يومية أبوابها: أعتز أن شهادة ميلادي الصحافي تلقيتها من جريدة “المساء” صاحبة التاريخ والمعارك التي لا تنسى على المستوى الوطني والمهني، فقد أسسها خالد محيي الدين وكوكبة كبيرة من الكتاب والمثقفين، ومنها انطلق أول ملحق أدبي في تاريخ الصحافة المصرية والعربية، قدمه عبدالفتاح الجمل كشاف المبدعين والأدباء والمثقفين، من كل محافظات مصر، وصار منهم عبدالرحمن الأبنودي وصلاح عيسي وبهاء طاهر وجمال الغيطاني ويوسف القعيد ويحيى الطاهر عبدالله، وإبراهيم أصلان وسعيد الكفراوي وغيرهم الكثير. “المساء” هي الجريدة التي مرّ عليها العديد من الصحافيين الكبار من الأجيال كافة، وتعرف من خلالها القارئ المصري العادي على فنون الفن التشكيلي ومدارسه، وصار صبحي الشاروني أهم ناقد في هذا المجال من خلال هذه الصحيفة.. ومنها انطلق الفنان المبدع مصطفى حسين، الذي ذاعت شهرته واختطفته مؤسسة الأخبار. ومن يذكر “المساء” لا ينسى الناقد الرياضي الكبير حمدي النحاس الذي جعل – شعبية النقد الرياضي وفنونه في اختيار العناوين ومانشيتات الصفحات الأولى – تبلغ ذروتها، حتى أن الجماهير كانت تتوجه في مظاهرات حاشدة عقب المباريات أمام مبنى الجريدة رافعة صفحات الرياضة الخاصة بالصحيفة ومرددة عناوينها. كما أسس النحاس بناءً على هذا النجاح الصحافة الرياضية المتخصصة التي انتشرت.
ابحثوا عن السبب
في جريدة “المساء” والكلام ما زال ليحيى قلاش التي كانت تنافس بأعداد توزيعها صحفًا يومية كبرى وكانت دائما تبحث عن جمهورها الخاص كتب محمد عودة ويوسف إدريس وعشرات في قدرهما ومقامهما مقالات الرأي، وخاضوا كثيرا من المعارك، وخص الأديب الكبير يحيى حقي “المساء” بكثير من إبداعاته، وتعرضت الصحيفة خلال العقود الأخيرة شأنها شأن بقية الصحف لعوامل أثرت في مسيرتها، لكن يظل اختفاء “المساء” المطبوعة حدثا مهما يجب أن يأتي في سياق يحكمه منطق يوضح المعايير التي حكمت قرار اختفاء بعض الصحف المطبوعة – دون غيرها – وتحويلها إلى مواقع إلكترونية ودوافع هذا القرار.. هل حسمنا بالحوار أو من خلال أي دراسة علمية، إنه لا مستقبل للصحافة الورقية وإنها في سبيلها إلى أن تتحول لمجرد تاريخ؟ وهل وفرنا لصحفنا مناخ المنافسة القائم على قواعد المهنية وهامش من الحرية، يسمح باجتذاب جمهور واسع متعدد ومتنوع، يحدد لنا في النهاية نجاح أو فشل اي صحيفة؟ وهل معايير حجم التوزيع والأسس الاقتصادية أصبحت هي الأساس؟ وهل كان حاضرا تاريخ كل مطبوعة وحجم تأثيرها وارتباط جمهور من القراء بها في مراحل زمنية مختلفة؟ وما هو مصير هذا الجزء المدون على الورق من تاريخ مصر، وهو يخص بالأساس الذاكرة الوطنية؟ وهل من خطة واضحة ومحددة تقول ما هي الخطوات المقبلة؟ وهل من تصور أو رؤية عن مستقبل الصحافة القومية ودورها؟ وطالب الكاتب بفتح حوار بشأن هذا الملف، مؤكداً أن شهادة ميلاد أي صحيفة لا يحتاج أكثر من كتابة بيانات حالة، أما شهادة الوفاة فتحتاج بالضرورة إيداع أسباب الوفاة.
حالها لا يسر
نبقى مع إغلاق عدد من الصحف بصحبة علاء عريبي في “الوفد”: تحويل الطبعات الورقية للصحف المسائية إلى مواقع إلكترونية، وهي “الأهرام المسائي” و”الأخبار” المسائية وصحيفة “المساء” التي كانت تصدر عن دار التحرير، وكنا نترقبها بعد العصر أو بعد صلاة المغرب لمتابعة آخر الأخبار، ولقراءة تغطية مباريات كرة القدم المهمة، جاء صادماً ومفاجئاً، صحيح كنا نتوقع قراراً مثل هذا، لكننا فوجئنا به. هذا القرار بحاجة إلى توضيح وتفسير، لماذا اليوم؟ وما مبررات صدوره؟ هل لتوفير النفقات أم محدودية التوزيع، أم فاتحة لإلغاء جميع الإصدارات الورقية التي تتبع الصحف الأم؟ لا شك في أن هذا القرار يعد أول ضربة في مقتل للصحف الورقية، وأنه قد يشجع القلة القليلة التي تقرأ الإصدار الورقي على الانصراف عنه والاكتفاء بالنسخة الإلكترونية، ناهيك من انصراف المعلن عنه، وقد يكون خطوة لإلغاء جميع الطبعات الورقية والاكتفاء بصحيفة واحدة إلكترونياً. تعالوا نتفق على أن هناك خسائر مالية فادحة في المؤسسات الصحافية الحكومية، وأنها مثقلة بديون باهظة للتأمينات والضرائب، وأن توزيع إصداراتها لا يزيد في بعضها على مئة نسخة، وأن الحكومة تمدها بما يقرب من ملياري جنيه سنوياً لتسديد المرتبات والأرباح ونهاية الخدمة، وفواتير المرافق والخدمات، لكن في النهاية هي بكل عيوبها وسلبياتها وخسائرها، تعد وثيقة تاريخية سوف يرجع إليها الباحثون لمعرفة طبيعة وملامح فترة زمنية بعينها اجتماعياً وثقافياً وسياسياً، فهي أرشيف لحياة الشعوب، ودار الكتب تحفظ لنا العشرات من الصحف التي صدرت في القرنين التاسع عشر وبداية العشرين، وقد صدرت عن أحزاب وطوائف وجمعيات أو شخصيات عامة، مثل الصحف التي كان يصدرها المصريون اليهود والمسيحيون وحزب الوفد والحزب الوطنى وغيرها، الإصدار الورقي يمكن الاحتفاظ به والرجوع إليه، أما الإلكتروني فهو غير مضمون وقد يضيع في لحظة، كما أنه لا يعد وثيقة يعمل بها.
جن وآثار
المصيبة التي انتبهت لها عبلة الرويني في “الأخبار”، أن نائب الجن والعفاريت علاء حسانين المقبوض عليه الأسبوع الماضي، في قضية تهريب الآثار… ليس هو اللص الوحيد، ولا هو الدجال الوحيد الذي يقوم بالتنقيب عن الآثار، عن طريق الجن والعفاريت والسحر والخرافة، عفاريت الآثار ظاهرة خطيرة ومرعبة، موجودة ومتزايدة، إلى حد الهوس بالتنقيب عن الآثار، في محافظات مختلفة، خاصة في الصعيد.. مستعينين في الأغلب بأعمال السحر والجن والخرافة، وفتاوى شيوخ النصب والدجل، هناك اعتقاد ثابت لدى كثير من الأهالي.. أن الجن هو حارس الخبيئة، وحارس الآثار والكنوز الفرعونية، وهو من يمنع الوصول إليها.. هناك ظاهرة تسمى «طلاسم الآثار» والمقصود أن هناك إشارات وعلامات ورموز لا يراها العامة من الناس، ممكن أن يستدل منها على مكان الكنز، أو الخبيئة، عن طريق السحر وفك رصد الجن، باستخدام البخور وتقديم الدماء البشرية! ويعتقد الكثيرون أيضاً من ساكني البيوت القديمة القريبة من المعابد الأثرية «استناداً إلى فتاوى شيوخ الدجل، من الجماعات المتطرفة» إلى أحقيتهم الشرعية في التنقيب، وحيازة الآثار والذهب، داخل بيوتهم. ظاهرة خطيرة ومرعبة، لا تحل فقط بالأمن الذي (بلغ عدد قضايا التنقيب وحيازة الآثار التي تم الإمساك بها في شهر أغسطس/آب الماضي 3364 قضية) وأيضاً لا تحل الظاهرة فقط بالقانون، رغم ضرورة تغليظ العقوبة على التنقيب عن الآثار، بما يناسب خطورة الجريمة.. لا بد من حملات إعلامية مكثفة، واستراتيجية ثقافية تعليمية لرفع الوعي، ومجابهة الجهل والخرافة.
سموم فنية
هل حال معظم شبابنا على ما يرام؟ ولنرصد سلبيات عديدة يعاني معظمنا أن لم يكن كلنا منها مثلا، وفق ما أشار إليه محمد البهنساوي في “الأخبار” السطحية التي تحاصر هؤلاء الشباب.. طريقة تفكيرهم واهتماماتهم.. كيف يفكر الشباب وكم منهم يسعى للتميز الحقيقي الذي يفيدهم ويبني مستقبلهم وبالتالي مستقبل وطنهم.. القراءة التي تكاد تكون فريضة غائبة إلا من رحم ربي.. وسائل التواصل الاجتماعي، وكل صور التقدم التكنولوجي كيف نستخدمها؟ بكل أسف معظم استخداماتها تقود للسطحية أيضا، رغم أن جوانبها العظيمة لو أحسنا استخدامها، ولنا في مجتمعات متقدمة المثل بما تحققه من تقدم وبناء بتلك الطفرة التكنولوجية وبجهود شبابها.. فبأي نسبة يتحقق هذا في مجتمعنا؟ ولكم نشعر بالصدمة الكبيرة ونحن نرى شبابا في 15 و25 سنة ولا يدري الكثير عن تاريخنا الحديث وليس القديم.. بطولاتنا وأمجادنا في العقود القليلة الماضية هل يدركها شبابنا جيدا؟ ويا للحزن وأنت ترى شباب يتساءل عن حرب أكتوبر/تشرين الأول وما تم فيها، أو يجهل نجيب محفوظ وأحمد زويل والسادات وعبد الناصر ومحمد نجيب وطلعت حرب وأحمد شوقي وحافظ إبراهيم.. ولنرصد اهتماماتهم الفنية لنرى أن نجوما بحجم أم كلثوم وعبدالوهاب وحليم ونجاة وفريد وفيروز خارج اهتماماتهم. هل هي حملة ممنهجة من عقود لطمس هويتنا المصرية وتغييب إنجازاتنا وانتصاراتنا.. لقد تبدلت اهتمامات الشباب ونرى مجال فخرهم ماركة اللبس ونوع السيارة ومكان السكن والإقبال على مستنقع أغاني المهرجانات وأشباهها.. لذا نقول إن محمد رمضان ضحية وليس سببا فهو يتمتع بموهبة فنية فذة.. لكن بسبب عوامل التسطيح والتعرية الثقافية والفنية والاجتماعية لا يدرك كيف يوجه موهبته التوجيه السليم.
أهم من القواعد
القواعد العسكرية الجديدة التي اقامتها مصر تمثل كما أشار مرسي عطا الله في “الأهرام”، إنجازات علمية رفيعة المستوى سوف تدخل التاريخ العسكري كنموذج من نماذج الدقة المتناهية في التخطيط والتنفيذ، بما يلبي الغايات الإستراتيجية الآنية والمتجددة لسنوات طويلة مقبلة، خصوصا أنها تمت في زمن قياسي وفق توقيتات وجداول زمنية لكي تواكب أي احتمالات مفاجئة. هذه القواعد العسكرية الجديدة تحمل في طياتها إشارات تثبت قدرة الإنسان المصري على الابتكار والتحسب الضروري والمبكر للمواقف الصعبة المحتمل حدوثها على كل الاتجاهات والمحاور الاستراتيجية، من أجل تعزيز درجة الإحساس بالأمان لمصر وشعبها وتلبية نداءات الواجب نحو أمتها وسط منطقة مضطربة ومشتعلة بالأزمات منذ عدة سنوات، بناء وتشييد هذه القواعد هي بمثابة خطوات استباقية هدفها أن تضمن لمصر قدرة الأخذ بزمام المبادرة في أيديها، وفق حسابات سياسية وهندسية وعسكرية بالغة الدقة، وتحت الرعاية المباشرة للقائد الأعلى للقوات المسلحة الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث أخذت هذه المهمة جزءا كبيرا من اهتمامه، رغم ما لديه من شواغل كثيرة. هذه القواعد العسكرية تشكل ركيزة أساسية من ركائز القوة التي تحتاجها مصر، على ضوء الرؤية الاستراتيجية المحددة لمواطن الخطر والتهديد المحتمل وعدم ترك أي شيء للمصادفة، وفي إطار الفهم الصحيح للتعامل مع الصراعات المحتملة، بما يبتعد كثيرا عن نهج المغامرة، ويتطلب استمرار الاستعداد والجهوزية، وتحمل تبعات الحياة مع الخطر، حتى نضمن أن لا تضطرنا الظروف لا قدر الله أن نحيا مع الألم! وأتطلع ببصرى وأطوف بالمشهد الإقليمي المضطرب وتأخذني الذاكرة بعيدا إلى مقولة شهيرة للزعيم التاريخي للصين ماوتسي تونغ، وهو يخاطب شعبه وجيشه قائلا: «احملوا السلاح دفاعا عن حدودكم، وتأملوا في الوقت ذاته أحوال العالم وراء هذه الحدود.. وافهموا».
برعاية أمريكية
من المعارك ضد الأخوان هجوم قاده رئيس تحرير “البوابة”، حذَّر عبد الرحيم علي رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط في باريس ولندن، من قيام التنظيم الدولي للإخوان بالتنسيق مع الإدارة الأمريكية الديمقراطية بمحاولة إنشاء مجموعة إخوانية جديدة، تتبنى علنًا النهج الديمقراطي وتبتعد تنظيميا عن التنظيم الأم؛ بهدف إعادة الروح للتنظيم. واعتبر علي أن حل مجلس شورى الإخوان في تركيا ما هو إلا ضربة للحرس القديم، ونهاية مرحلة سيطرت فيها أفكار سيد قطب على التنظيم الدولي وجماعة الإخوان التقليدية، مشيرا إلى أنهم يمهدون الطريق لبداية مرحلة جديدة، مرحلة الإخوان الجُدد أو (الإخوان الديمقراطيون) برعاية أمريكية، في محاولة لاستعادة تجربة الربيع العربي، الذي خرَّب بلادنا من جديد. وأكد رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط في باريس ولندن، أنه وبعد مرور 8 سنوات من الثورة الشعبية المصرية في 30 يونيو/حزيران 2013، التي خلعت الإخوان وأطاحت بمشروعهم للسيطرة على الدول العربية، يحاول التنظيم من جديد إحياء هذا “الوهم الكبير” الذي يدعى الربيع العربي، برعاية أمريكية، من أجل تخريب المنطقة وإدخالها في حروب وصراعات من أجل السيطرة عليها وسرقة كنوزها وثرواتها. وقال إنه على الدول العربية والجامعة العربية، أن تدرك المخاطر التي تواجه الأمة في تلك اللحظة، وأن تنتبه للمخططات التي تعدها تلك الجماعة الإرهابية برعاية أمريكية، إذ مرور قرن من الزمان على اتفاقية سايكس بيكو يحاول البعض رسم خريطة جديدة للمنطقة، بيد بعض أبنائها للأسف، بدون تحريك قطعة عسكرية واحدة من الدول الاستعمارية، مطالبا بالحذر والانتباه، فهؤلاء الذين يشرفون على ذلك المخطط يهدفون لكسر الجيوش العربية من أجل استعمار بلادنا من جديد. وكان القائم بأعمال مرشد جماعة الإخوان إبراهيم منير، قد أعلن قبل أيام قرار حل المكتب الإداري لشؤون التنظيم ومجلس شورى الجماعة في تركيا، وتأجيل الانتخابات الداخلية التي كان من المزمع إجراؤها خلال أسابيع، لاختيار أعضاء مجلس الشورى العام، لمدة 6 أشهر.
من حق الكلاب
أهتم حمدي رزق في “المصري اليوم” بقانون الكلاب والحيوانات الخطرة الذي تناقشه لجنة الزراعة في البرلمان إذ يفترض القانون أن كل الكلاب في الشوارع لها أصحاب مسؤولون عنها، ويستوجب ترخيص حيازتها، ويوقع عقوبات على اقتناء الكلاب بدون ترخيص، لاسيما لو ترتب على حيازتها خطر على حياة الناس، وأشاد الكاتب بمشروع القانون، لكنه لم يتطرق إلى الكلاب غير المرخصة، مع أنها تنبح عاليا، الكلاب غير المرخصة كالأسلحة غير المرخصة، في منتهى الخطورة، لذا يستوجب إضافة فصل إلى القانون، يعالج قضية انتشار كلاب الشوارع، لأنها باتت ظاهرة مخيفة.. جيد وحسن ومحترم أن تنظم الإدارة حيازة واقتناء الكلاب، وتحمل مسؤولية الكلب لصاحبه، وتكبح استخدام الكلاب المُشرسة في التخويف وإثارة الرعب بين الناس، الكلاب صارت كالأسلحة في أيادي البعض، يطلقها على المارة في الطرقات، بقصد جنائي أو بقصد إثاري، اشتراطات الترخيص مستوجبة، وتحديد المسؤولية واجبة، والعقوبات المترتبة على الإضرار بالناس جراء اقتناء الكلاب من ضرورات الحالة، ولكن تبقى قطعان الكلاب الضالة مطلقة السراح، تسيطر على الشوارع الخلفية،، كثير من الأحياء باتت تعج بالكلاب، وأرقام حوادث عقر الكلاب تتحدث عن الظاهرة المخيفة، تتعثر في الكلاب الضالة مع كل خطوة، وفي الليل يخرق النباح صمت الظلام، ويصبح المرور من الشوارع مخاطرة غير مأمونة العواقب. جيد ترخيص الكلاب، وكفالتها وتوفير العناية البيطرية لها، ولكن من يكفل الكلاب الضالة أو يجمعها من الشوارع، ويوفر العناية الغذائية والبيطرية لها، الكلاب المرخصة لها صاحب يسأل عنها، ولا يزال البحث جاريا عن صاحب الكلاب الضالة، المسؤول عنها. يستوجب قانونا اضطلاع الهيئات والمديريات البيطرية بمسؤوليتها في العناية بالكلاب الضالة، وتوفير المأوى والعناية البيطرية لها، ابتلينا بتكاثر الكلاب الضالة حتى سدت علينا المنافذ، وقطعت الطرقات، مع تنامي الشعور المجتمعي الرحيم بالكلاب، ووقف حملات مطاردة الكلاب الضالة التي كانت تتسم بالقسوة، تكاثرت الكلاب بدون علاج، فتركت الكلاب لحال سبيلها، تأكل من خُشاش الأرض، وما يوفره العطوفون، والرحماء.
الحل العملي للسد هو ان يزحف الجيشان المصري والسوداني ويستوليان على موقع السد ويجبران اثيوبيا على ادارة ثلاثية للسد.