“إعلان إسلام أباد”.. خطوة لتعزيز التعاون بين تركيا وأذربيجان وباكستان

حجم الخط
2

إسلام آباد: وقعت تركيا وأذربيجان وباكستان “إعلان إسلام أباد” الذي سيساهم في تعميق التعاون في العديد من المجالات على رأسها السياسية والاقتصادية والسلام والأمن بين الدول المعنية.
الإعلان المذكور وقعه وزراء خارجية تركيا مولود تشاووش أوغلو، وباكستان شاه محمود قريشي، وأذربيجان جيهون بيرموف، الأربعاء، في العاصمة الباكستانية، إسلام آباد.
وأكد الإعلان الروابط الأخوية والتاريخية والثقافية بين الدول الثلاث والأواصر القائمة على الاحترام والثقة المتبادلة بينها.

أعرب أطراف الإعلان عن قلقهم البالغ حيال الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان ضد المجتمعات الإسلامية والجرائم المرتكبة ضد الإنسانية في جميع أنحاء العالم

كما شدد على الرغبة في تعميق التعاون بشكل أكبر في جميع المجالات ذات المصالح المتبادلة، بما في ذلك مجالات السياسية والاستراتيجية والتجارية والاقتصادية والثقافية والسلام والأمن والعلوم والتكنولوجيا التي تستند إلى نتائج الاجتماع الثلاثي الأول المنعقد في باكو يوم 30 نوفمبر/ تشرين ثان 2017.
ولفت إلى أهمية المساهمات التي تقدمها الدول الثلاث من أجل تشجيع السلام والاستقرار والتنمية في مناطقها، والرغبة في تعزيز الأمن والاستقرار المشتركين.
وأشار إلى إدراك الأطراف التحديات العديدة والتهديدات التي تواجهها المجتمعات المسلمة في العديد من البلدان، بما في ذلك التهديدات الإرهابية التي ترعاها جهات أجنبية، والهجمات الإلكترونية، وأشكال الحرب الهجينة، وحملات التضليل المستهدفة، والميول المتزايدة للإسلاموفوبيا التي تؤثر على التعايش السلمي للمسلمين.
وأعرب أطراف الإعلان عن قلقهم البالغ حيال الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان ضد المجتمعات الإسلامية والجرائم المرتكبة ضد الإنسانية في جميع أنحاء العالم.
وأكدت الأطراف أنها تدرك تمامًا الآثار واسعة النطاق لفيروس كورونا المستجد(كوفيد-19)، وتعرض المناطق ذات الصلة للآثار السلبية لتغير المناخ.

وأعرب الإعلان عن التضامن مع أذربيجان حكومة وشعبا، في الجهود المبذولة لإعادة بناء وتحسين المناطق المحررة من الاحتلال الأرميني.
الإعلان الذي أعاد تأكيد التزامه بتطوير توافق إقليمي من أجل السلام والتنمية، جددت الأطراف فيه دعمهما القوي والواضح لحماية سيادة الدول وسلامتها الإقليمية وحرمة الحدود الدولية والدفاع عنها.

 الإسلاموفوبيا والاستقرار والأمن الإقليمي
اتفقت الأطراف كذلك على بذل جهود مشتركة لمواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا، والتمييز، والعنصرية والقمع الذي يمارس ضد المسلمين على الساحتين الدولية والإقليمية، مشيرين إلى إشادتهم بمساهمة عملية السلام في أفغانستان في الإزدهار والسلام والاستقرار في المنطقة، وذلك في إطار مجموعة “قلب آسيا – عملية إسطنبول”.

كما أعربوا عن ترحيبهم بطلب باكستان المتعلق بإيجاد حل سياسي لكافة المشاكل بالمنطقة.

الإعلان أشار كذلك إلى النضال المشترك الذي تخوضه الدول الثلاث لدى المنظمات الدولية لمواجهة الإرهاب والمنظمات الإجرامية الدولية، وتهريب المخدرات، والإتجار بالبشر، وغسيل الأموال، والجرائم ضد التراث الثقافي والتاريخي، والجرائم الإلكترونية؛ وذلك من أجل السلام والأمن والاستقرار في المنطقة.

 دعم قضايا “جامو وكشمير” و”قره باغ” وقبرص وشرق المتوسط
وعبر الإعلان “عن المخاوف العميقة بشأن الإجراء الأحادي المتخذ في 5 أغسطس/آب 2019 من قبل الهند بإلغاء الحكم الذاتي لجامو وكشمير والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان المستمرة فيه”.
وأضاف: “تماشيا مع قرارات مجلس الأمن الدولي بشأن الانتهاكات والجهود المبذولة لتغيير التركيبة الديمغرافية للإقليم نكرر الموقف المبدئي تجاه التسوية السلمية للنزاع في جامو كشمير ”
وفي 5 أغسطس/آب 2019، ألغت الحكومة الهندية المادة 370 من الدستور، التي تكفل الحكم الذاتي في “جامو وكشمير” ذي الأغلبية المسلمة الوحيدة في البلاد، ومن ثم تقسيمه إلى منطقتين تديرهما الحكومة الفيدرالية.
ويطلق اسم “جامو وكشمير” على الجزء الخاضع لسيطرة نيودلهي من كشمير، ويضم جماعات تكافح منذ 1989، ضد ما تعتبره “احتلالا هنديا” لمناطقها.
ويطالب سكان الإقليم بالاستقلال عن الهند والانضمام إلى باكستان، منذ استقلال البلدين عن بريطانيا عام 1947، واقتسام إسلام أباد ونيودلهي الإقليم ذا الأغلبية المسلمة
كما قرر أطراف الإعلان “دعم حل المشاكل في بحر إيجة وشرق البحر المتوسط،  وكذلك قضية قبرص، بطريقة عادلة ومستدامة وواقعية ومتفق عليها بشكل متبادل على أساس القانون الدولي”.
وفيما يتعلق بإقليم “قره باغ” بأذربيجان ، كرر الإعلان “دعم إنهاء النزاع الأرميني الأذربيجاني وإعادة العلاقات على أساس السيادة وسلامة الأراضي والحدود المعترف بها دوليًا، وفقًا لقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة”.
 تعاون ثلاثي في مجالات عديدة
وتضمن الإعلان التعاون في مجال الدفاع والأمن، والتدريبات المشتركة وبناء القدرات وتبادل التقنيات الجديدة، ودعا إلى زيادة التعاون والتضامن الدوليين مالياً لمواجهة التحديات بطريقة فعالة.
وتوصلت أطراف الإعلان إلى توافق في الآراء بشأن تعزيز التعاون لزيادة التجارة والاستثمار الثلاثي.
واتفق الأطراف على إعداد الوزارات المعنية في البلدان الثلاثة خطة عمل قوية من أجل إزالة الحواجز الجمركية، وخفض تكاليف النقل، وخلق ظروف أفضل في النظام المصرفي وحماية الاستثمارات المشتركة.
كما أكدت الأطراف عزمها على التعاون في مجال النقل والتجارة والطاقة والتواصل بين الشعوب والتعليم والسياحة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
وشدد الإعلان على أهمية الاستجابة الدولية لقضايا مثل سلامة الأغذية وحماية البيئة والتنمية المستدامة ومكافحة تغير المناخ.
كما اتخذت الدول قرارا بشأن عقد قمة ثلاثية سنويا على أن تستضيف تركيا أولها في 2022.

الأناضول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول صقر قريش:

    بارك الله فيكم جميعآ. ومن يتوكل على الله فهو حسبه.

إشترك في قائمتنا البريدية