إلهان عمر للإندبندنت: ترامب ديكتاتور عنصري والديمقراطية الأمريكية أقوى منه وستتجاوز انتهاكه لثقة الناس

إبراهيم درويش
حجم الخط
2

لندن – “القدس العربي”: قالت النائبة الديمقراطية المسلمة في الكونغرس الأمريكي إلهان عمر إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ديكتاتور عنصري ولكن أمريكا قوية وستنجو من رئاسته.
وفي مقابلة أجراها معها ريتشارد هول من صحيفة “إندبندنت” قالت فيها إن عمر كانت ستتحدث في الأوقات العادية بطريقة مختلفة، ففي سن الـ 37 هي نجمة تقدمية وقصة ملهمة ونائبة جذابة في الكونغرس ورمز وطني باستحقاق. ولكن الأمور اليوم غير عادية وهي كما هي ولا يمكن الحديث عنها بدون التطرق لرئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب رجل لا تشترك معه بأي صفة مع أن قصتها مرتبطة بقصته.
وذلك لأن كل منهما يمثل نسخة مختلفة عن الحلم الأمريكي، واحد يتباهى بالثروة الباذخة والتبجح والحمامات المموهة بالذهب. أما النسخة الأخرى فهي قصة نجاح مهاجرة ورحلة مستحيلة من مخيم للاجئين إلى الكونغرس الأمريكي. وأكثر من هذا فهما يمثلان أمريكا مختلفة سيختار الناخبون في تشرين الثاني/نوفمبر واحدة منهما.
ويقول هول إن عدم استعداد الكثيرين لقبول عمر كجزء من القصة الأمريكية هي الدافع القوي وراء وصول ترامب إلى الرئاسة عام 2016 ولو فاز مرة ثانية فستتعمق هذه المشاعر الرافضة. وأثار ترامب خلال سنواته الـ 4 العداوة والعنصرية وحول عمر إلى مانعة صواعق داخل قاعدته الانتخابية. وفي مقابلة مع راديو محافظ وفوكس نيوز وفي تجمعاته الانتخابية أصبح اسمها لازمة لدقيقتين من الكراهية. وعلقت عمر “حدث أنني أجسد عدة هويات مهمشة، أنا امرأة، أنا ملونة، أنا لاجئة، أنا مسلمة، أرتدي الحجاب وكلها هويات قام اليمين بتشويهها واستخدمها ترامب كسلاح”. وأضافت “بالنسبة لي، فقد سمح لي هذا الفهم بأن أبحث عن طريق أظهر فيها بدون اعتذار وأدافع عن سياسات تجعل البلد مجتمعا متساو”.

رغم الأزمة التي تمر بها الأمة وعدم قدرة أحد على النظر أبعد من اللحظة إلا أن إلهان عمر تحمل أملا بالمستقبل.

ومن الجدير هنا النظر في واحد من الهجمات المستمرة عليها منذ انتخابها عن الدائرة الخامسة في مينيسوتا عام 2019، فقد حاول تاكر كارلسون من فوكس نيوز والمقرب من ترامب تأطير رحلتها من مخيم اللاجئين إلى الكونغرس كهدية تحتم عليها الالتزام بالصمت. وقال : “بعد كل ما قدمته أمريكا لعمر وعائلتها فإنها تكره البلد أكثر من أي شيء آخر”.
ورغم الأزمة التي تمر بها الأمة وعدم قدرة أحد على النظر أبعد من اللحظة إلا أن عمر تحمل أملا بالمستقبل “بالطبع نحن قلقون مما نشاهده الآن ولكن علينا التمييز بين من عاشوا في النزاع والاضطراب ولديهم مؤسسات قوية بشكل تتحمل ومن ينزلقون إلى حرب أهلية وتحولوا إلى دولة فاشلة” و “أعتقد أن لدينا هنا في الولايات المتحدة مؤسسات جيدة تحملت أربعة أعوام من ترامب وقادرة على تحمل الكثير، وهو من أعظم الدساتير في العالم”.
ويشير هول إلى أن قدرة عمر على تحديد المشاكل البنيوية التي تواجه أمريكا وتعترف بإمكانية التغيير بذات الوقت متجذر في قصتها.

في الوقت الذي أصبحت أول أمريكية من أصل صومالي تنتخب في مركز سياسي بارز، بدأ ترامب جهوده لكي يمنع المهاجرين مثلها دخول أمريكا.

فهي مولودة في مقديشو عام 1972 وكانت أصغر أخوتها السبعة. وماتت والدتها وهي صغيرة وتركتها في عهدة والدها الذي كان يعمل في تدريب المعلمين وجدتها. وأجبرت عائلتها على الفرار بسبب الحرب الأهلية عام 1991. وكتبت عنها حياتها الأولى بشكل حي في مذكراتها التي صدرت قبل فترة “هكذا تبدو أمريكا: رحلتي من مخيم اللاجئين إلى نائبة في الكونغرس”. وتكتب عن هروبها المصيري ذاك “سمعنا فجأة، إطلاق نار كثيف ورجال يصرخون وانتهت رحلتنا وحدثت الفوضى في ظهر الشاحنة” و “تجمع الناس فوق بعضهم بدون أي اعتبار وهم يحاولون الفرار بدون الإصابة بالنار. وقفزنا من الشاحنة ونسينا أخذ بعض الأشياء التي أحضرناها من البيت. وكنت حافية القدمين وركضت بسرعة قدر ما أستطيع نحو الحدود وبصوت الرصاص يلعلع وراء ظهورنا. وكانت الشمس ساطعة ولم يكن معنا ماء وظللنا نسير”. واستطاعت عمر الفرار وعائلتها من الصومال إلى كينيا حيث عاشوا مدة أربعة أعوام في مخيم للاجئين. وهاجروا عام 1995 إلى الولايات المتحدة ووصلوا أولا إلى فيرجينيا ثم إلى مينيابوليس. وكانت سنواتها الأولى في أمريكا صعبة كما تكتب في كتابها، ووصفت التنمر والعنصرية ولكنها تعلمت الرد والقتال. وتقول إنها “كانت صغيرة ولكن مقاتلة جيدة”. وتتذكر كيف اكتشفت أن أمريكا التي كانت في ذهنها مختلفة عن تلك التي وصلتها. وكان انطباعها الأول هو الخيبة “هذه لا تشبه أمريكا التي وعدنا بها” قالت لوالدها، فرد “لم نصل إلى أمريكا الخاصة بنا بعد وعليك الصبر”. وأصبحت عمر مواطنة أمريكية في سن 17 عاما، عام 2000 وهو العام الذي قرر فيه ترامب ترشيح نفسه كرئيس وفشل. وبعد 16 عاما فازت بأول سباق سياسي عندما انتخبت كنائبة في مجلس نواب ولاية مينيسوتا، وفي نفس اليوم فاز ترامب بالرئاسة.
في الوقت الذي أصبحت أول أمريكية من أصل صومالي تنتخب في مركز سياسي بارز، بدأ ترامب جهوده لكي يمنع المهاجرين مثلها دخول أمريكا. وبعد أربعة أعوام بدا الحلم الأمريكي الذي تمثله مشوها برئاسة ترامب “بالتأكيد” مضيفة “أمريكا… للكثير من الناس الذين يعيشون في الخارج، بمن فيهم أنا عندما عشت في مخيم للاجئين تمثل المكان الذي يحصل فيه الناس على فرصة تحقق حلمهم. وفكرة أن الولايات المتحدة ينظر إليها المكان الذي وصفه جدي بأن كل شخص يصبح فيه مواطنا أمريكيا، أصبح يقوده شخص معاد للأجانب وديكتاتور عنصري، وهو ما صدم الكثير من الناس”. وبعد عام من انتخابها في مجلس نواب الولاية لخصت وضعها في مقابلة مع تريفور نوح “ديلي شو” “أنا الأمل الأمريكي وكابوس الرئيس”. وفي العام التالي رشحت نفسها لمجلس النواب وصنعت التاريخ مع رشيدة طليب لتكونا أول مسلمتين تنتخبان للكونغرس ودخلته بالحجاب الذي ألغى حظر 181 عاما على ارتدائه في أروقته. وعرفت طليب وعمر إلى جانب الكسندرا أوكاسيو- كوريتز وأيانا بيرسلي “الفرقة” وأصبحن هدفا لترامب. وفي أقل من وقت قصير أصبحت “الفرقة” قائدة للجناح المتقدم في الحزب الديمقراطي. ولعبت الفرقة دورا في حملة الحزب الديمقراطي لاختيار المرشح الرئاسي حيث دعمت ثلاثة منهن بيرني ساندرز أما بيرسلي، فدعمت إليزابيث وارن. وفي النهاية اختار ناخبو الحزب الجمهوري جوزيف بايدن ورفضت عمر الاعتراف بأن فوز بايدن هو هزيمة للتيار التقدمي و “أعرف من النتائج الأولية للانتخابات أن الناس دعموا السياسات التي ندافع عنها: التأمين الصحي للجميع وحصل على 60، 70، 80 بالمئة من الأصوات في كل ولاية. وأمور مثل إلغاء دين الطلاب والصفقة الخضراء ومعالجة مشكلة السكن ونظام للهجرة إنساني حظيت بدعم عال” و”بالنسبة لي ليست رفضا للسياسات التي ندعمها. ونعرف أنه منحت لنا فرصة للحوار مع الناس وهم معنا”. وفي الوقت الحالي تركز عمر والفرقة على أمر واحد وهو هزيمة دونالد ترامب. وتبدو المهمة صعبة بسبب محاولات البيت الأبيض تقويض نزاهة الديمقراطية.
وهاجم ترامب عملية الانتخابات عبر البريد وقال إنه باب للغش بدون تقديم دليل وأنه سيتم تزويرها لهزيمته. وهناك الكثير من المراقبين يحضرون لسيناريو يرفض فيه ترامب قبول نتائج الانتخابات لكن إيمان عمر بالنظام قوي “الرئيس جيد في عمل كل شيء يحرف النظر عن أزمته التي يعيشها: عدم قدرة على الحكم وفساده ويؤمن الكثير منا أن وجوده تهديد على ديمقراطيتنا ولهذا السبب هو رئيس حاكمه الكونغرس” و “مرة أخرى ولقوة مؤسساتنا فنحن نرى ولايات لا تزال تتخذ قرارات تسمح للناس المشاركة في الانتخابات”. وتؤمن عمر رغم الصخب أن الناخب الأمريكي سيعطي ترامب الهزيمة في تشرين الثاني/نوفمبر “استفاق الناس في هذه اللحظة على الواقع وتساءلوا عن الرئيس، وهم ليسوا متحمسين لانتخاب شخص من الخارج لكي يأتي ويحل مشاكل واشنطن” و “انتهك ثقة الرأي العام. وفي مينيسوتا حتى في أماكن أخرى يوجد فيها أنصار له اكتشفوا أنهم انتخبوا مهرجا ويتطلعون لتصحيح الخطأ”. وهي تحضر أيضا لما بعد ترامب، ففي اليوم التالي بعد انتخاب بايدن ستعمل على إقناع حزبها لتطبيق سياساتها التقدمية “تركيزنا الآن هو على هزيمة ترامب، وبالنسبة لنا ليست الوجهة النهائية، بل خطوة تقربنا من الهدف النهائي” و “الهدف هو الذي يدفع إدارة بايدن إلى التأمين الصحي للجميع وتحرير 45 مليون أمريكي من قيود ديون الطلاب وإنهاء كارثة التغير المناخي والتركيز على سياسة هجرة إنسانية” و “الأهم لي كمحبة للديمقراطية هو عمل ما نستطيع لتقوية الديمقراطية بطريقة تمنع شخصا مثل ترامب لو انتخب من تهديدها كما فعل”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول سامى عبد القادر:

    أنا على يقين تام أن الصهاينة العرب وعلى رأسهم السيسى وابن زايد وابن سلمان وعبيدهم يكرهون النائبة الأمريكية إلهان عمر, أشد بكثير من كراهية العنصرى البغيض ترامب واليمين الأمريكى المتطرف لها … وكلهم, سواء الصهاينة العرب أو نظراءهم فى الولايات المتحدة يتمنون الخلاص منها اليوم قبل الغد
    .
    الفارق الوحيد بين عِزب الصهاينة الأعراب, وبين أمريكا, هو “مكان تواجد” السيدة المحترمة إلهان عمر … فلو كانت تعيش فى الأولى لكان مصيرها القتل, أو على أقل تقدير السجن مدى الحياة!! … أما فى الثانية فهى نائبة فى أقوى مجلس نيابى فى العالم, وتستطيع أن تقف أمام الرئيس الأمريكى وتقول له فى وجهه الكئيب; أنت عنصرى وجاهل ولا نجاة لأمريكا إلا بالخلاص منك!!!
    .
    وهذا هو السبب, أن بلادنا العربية المنكوبة المُحتلة, مُلتصقة بنعال أحذية الأمريكان وأسيادهم الصهاينة

  2. يقول احمد الشمري:

    كلام فارغ لا اعلم لماذا تجمل هذه المرأة صورة دولة بنيت على القتل والدم وسرقة ما يملك العزل 100 مليون هندي احمر تم قتلهم بأوامر من الكنيسة بأمريكا وبعدها حتى قتل الامريكان بعظهم البعض لانهم مجتمع دموي ملعون والان يمنعون حتى الكلام عن مجازرهم التي. عملوها بعظهم او بصور السود مشنوقين وابتسامات البيض احباب الله كما يسمون انفسهم فلا تجملي صورة أمريكا التي يعلمها الجميع فهي مزبلة اليهود ومملكتهم التي الانسان ارخص شي بها والانتخابات لمن يدفع أكثر

إشترك في قائمتنا البريدية