لقد أصبحت إمكانية الاشتعال العسكري بين تركيا ومصر على الأراضي الليبية ملموسة. وقد حصل هذا في أعقاب نجاح قوات السلطة المدعومة من تركيا في الوصول إلى مداخل المدينتين الاستراتيجيتين سرت والجفرة، وإلحاق الهزيمة بقوات الجنرال حفتر المدعوم من مصر ومن مرتزقة روس من منظمة فاغنر. لقد هدد السيسي بالتدخل العسكري إذا ما اجتازت تركيا خط هاتين المدينتين. ومن شأن الضغينة الشخصية بين السيسي وأردوغان أن تسرع المواجهة. فالسيسي يعارض كل نفوذ تركي في الشرق الأوسط. فقرب أردوغان من حماس، وتأييده لإسقاط الرئيس السوري والتدخل العسكري في ليبيا، جسدت للسيسي كم هو أردوغان قريب من التفوق في المنطقة.
لقد شكلت ليبيا منذ البداية مصلحة مصرية مهمة لأمنها القومي ينبغي الحفاظ عليه بعناية. والاتفاق الذي وقعته تركيا في تشرين الثاني الأخير مع الحكم المركزي في طرابلس يوسع مياهها الإقليمية على حساب مصر واليونان وقبرص. وهذا بالنسبة للسيسي تجاوز للخطوط. ومن أجل الحفاظ على مصالحه، يساعد السيسي حفتر بهدف تحرير طرابلس العاصمة وتوحيد ليبيا. ولكن تركيا الداعمة للسراج، رئيس حكومة الوفاق الوطني في ليبيا، تقف أمامه.
ومع أن مصر صنفت في المنشورات المهنية كدولة رقم سبعة في قوتها العسكرية، إلا أنها لم تخرج إلى معركة عسكرية كبرى منذ حرب يوم الغفران. كل هزيمة عسكرية، حتى وإن كانت صغيرة، ستشكل أمام تركيا صدمة قاسية لجيشها. فضلاً عن ليبيا، فإن مصر تتصدى لإثيوبيا التي بنت سد النهضة الذي سيؤثر على تدفق المياه في النيل المصري، إضافة إلى ذلك التوتر مع السودان حول مثلث حلايب، والصعوبة في القضاء على الإرهاب في سيناء، وكورونا، والوضع الاقتصادي. لا تبحث مصر عن “وجع رأس” آخر في ليبيا، ولكن السلطان من إسطنبول يتحداه. الولايات المتحدة، المنشغلة هي نفسها بمشاكلها وتقيم علاقات قريبة مع البلدين، تضغط على الطرفين لعمل كل شيء للامتناع عن المواجهة.
السيسي الواعي يعرف ذلك الثمن الاقتصادي والسياسي الذي سيدفعه إذا ما حقق تهديداته واصطدم بتركيا. أما أردوغان فتزيغ نجاحاته بصره. ونحن في بداية توتر كبير مع إمكانية كامنة للتدهور. ومن شأن تطورين أن يغيرا الوضع الحالي ويضعا السيسي أمام معضلة قاسية. الأول، إذا ما تقدمت تركيا لتتجاوز سرت والجفرة وتتجاهل السيسي الذي سيضطر إلى العمل. والثاني، التعزز الحقيقي للإسلام المتطرف في شرق ليبيا، قرب الحدود المصرية، الذي يهدد أمنها القومي. من جهة واحدة حماس ،ومن الجهة الأخرى ليبيا، هذا أكثر مما ينبغي بالنسبة للمخابرات المصرية. إذا ما تحقق الأمران سنقف أمام لعبة جديدة. يبدو أن يد أردوغان في الجولة الحالية هي العليا في هذه الأثناء.
بقلم: اسحق ليفانون
معاريف 1/7/2020
جيش مصر ضعيف وغير مدرب وسلاحه كله مستود وقديم وقد وينتحر في رمال ليبيا.ومصر للتاريخ،خسرت كل حروبها وتسطير الخطوط الحمراء في بلاد الغير وعلى مسافة 1000كم ضرب من الجنون.الإنقلات وتوابعه أعمى السيسي وجماعته.
الحرب اليمنية.
معركة الريحانية.
هذان تكفيان لجعل عسكر مصر يحسبون ألف حساب قبل المقامرة.
اضحكتني عبارة “السيسي الواعي” الذي لا يعرف مدلولات الألوان، فعنده مثلاً الخط الأحمر هو دعوة للسلام