إلى أي مدى كان اغتيال إسرائيل لطالب عبد الله مبرراً؟

حجم الخط
0

مثل كثيرين من مواطني إسرائيل الذين استيقظوا مدركين أن احتمالية ارتفاع إطلاق حزب الله وتيرة الصواريخ. كان لدي سؤال واحد يتعلق باغتيال طالب عبد الله، أكبر قائد يصفي منذ 7 تشرين الأول: لماذا؟ أي فائدة استراتيجية ستأتي من ذلك؟ كيف سيضعف هذا الأمر حزب الله؟ كيف يساوي هذا الأمر المخاطرة بالجبهة الداخلية في إسرائيل؟ يبدو أن المحللين والمراسلين ومقدمي البرامج التلفزيونية قدمت لهم جهات رفيعة في جهاز الأمن إحاطات؛ وكان لدى جميعهم نفس الإجابة المعدة مسبقاً: تبين أن القتيل كان “مركز معلومات”. هذه الجهات الرفيعة، من أجل إزالة الشك وإثبات موثوقية التبرير، أضافت كلمة “التجربة”، أي أنه “مركز معلومات وتجربة”، باللقب الكامل.

نشطاء ومقاتلو حزب الله والشيعة في لبنان الذين يكرهون إسرائيل، سألوا عبد الله مرات: “أخبرنا، يا أبا طالب، كيف تستخدم السحر؟ ما سرك؟ كيف تلحق كل هذه المعاناة بالشيطان الصهيوني؟ كيف تلحق به كل هذه الإهانة؟”. كان عبد الله دائم الابتسامة ويجيب: “لا! لن أشرككم في سري!”. أبعدهم عنه بغطرسة. طرد كل الموجودين في الغرفة أكثر من مرة عندما كان يريد تنفيذ عملية مؤلمة بشكل خاص ضد الصهاينة. لم يسجل يوماً أي كلمة تخص عقيدته على الورق. لم يفتح أي مجموعة في الحاسوب. لم يترك خلفه أي بيانات. رفض التدريس في قواعد التدريب وفي دورات الضباط. نفذ أفعاله وحده تحت جنح الظلام، كان وحده دائماً. من اطلعوا على أساليب عمله بالخطأ اختفوا بطريقة غامضة أو ماتوا بوعكة في المعدة. عن وصفته السرية للتنكيل باليهود حافظ بشدة، مثل بؤبؤ عينه، مثلما حافظ كراف شومر على وصفته السرية لكعكة السلطعون في “سبونج بوب”.

الآن بعد موته، فقد “حزب الله” كل المعلومات الخاصة التي كان يحتفظ به في عقله: لم يبق منها أي شيء. لا يعرفون فعل شيء. هم مثل العميان. ولماذا الصليات الثقيلة على الجليل بعد التصفية؟ ليست عملية انتقام منظمة. لم يعد لحزب الله هذه المعرفة. هذا نتيجة خسارة مقاتليه الذين لا يعرفون ماذا يفعلون وهم ينحنون على روحات التحكم التي تحتوي على أزرار كثيرة والضغط عليها كلها مرة واحدة. هذا على مستوى الشمبانزي، وضعهم خطير من نقص المعرفة إلى هذه الدرجة. طالب عبد الله كان رجل أسرار، وأسراره ذهبت معه إلى القبر. أصدقاؤه سلموه للإسرائيليين بسبب المرارة التي شعروا بها لرفضه الشديد إشراكهم في معرفته. والآن بموته فقد حكم عليهم البدء من البداية: أين إسرائيل؟ في أي اتجاه؟ كيف يمكن خلط السكر في القهوة؟ اختفاؤه يشبه إحراق مكتبة الإسكندرية في العالم القديم. معارف كثيرة لا يمكن استعادتها، يتم التخلص منها ببساطة. صحيح، هذه إحدى التصفيات المبررة.

روغل الفر

 

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية