إلى اين تتجه الجزائر؟

حجم الخط
49

‘انهيار’ الدولة الجزائرية وبروز ‘العنف الاجتماعي والارهاب’ نتيجتان حذر منهما احمد بن بيتور رئيس الحكومة الجزائرية الاسبق في تعليق منه على التعديلات التي يقوم بها الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة والتي تمهّد لتمديد جديد لحكمه المستمر منذ اكثر من 14 سنة.
شملت قرارات بوتفليقة تعديلات في الحكومة والجيش والأمن وقيادة جبهة التحرير الجزائرية كما تضمنت مسودة دستور جديد يسمح بتمديد سنوات الولاية الرئاسية.
عودة الرئيس بوتفليقة (76 عاما) الذي أصيب بجلطة دماغية قبل خمسة أشهر ودخل فيما يشبه غيبوبة بهذه الطريقة القوّية فاجأت معارضي حكمه والآملين بتغيير سلميّ للنظام تخفّ فيه قبضة السلطات التنفيذية والأجهزة العسكرية والأمنية على البلاد.
كان من المفترض ان تنتهي ولاية بوتفليقة الرئاسية الثالثة العام المقبل لكنه بهذه الاجراءات الجديدة سيضمن استمراره في الحكم حتى عام 2016، وهو أمر صار اعتيادياً في كل الأنظمة العربية المحصّنة ضد التغيير والتي تسير عكس اتجاه التاريخ والعصر، بمنعها تداول السلطة ومراكمتها احقاداً وتأسيسها لاستقطابات مفزعة تضع الشعوب والدول أمام هوّة مظلمة لا منجى منها.
تعتبر الجزائر دولة غنيّة جداً بمواردها فلديها احتياطي نفطي يقدر بـ3200 مليار متر مكعب، كما ان لديها طاقة غير مستثمرة بحجم 60 مليار متر مكعب من الغاز الصخري وهو احتياطي من أكبر الاحتياطيات في العالم ويعادل ما هو موجود في الولايات المتحدة الامريكية، لكن هذا الغنى الكبير في الثروات لم ينعكس تنمية وعدالة اجتماعية على الجزائريين، وزراعتها التي كانت تصدر القمح والشعير لأوروبا تراجعت، كما تراجعت سياحتها التي كانت الأكثر نشاطاً في افريقيا لمراتب متدنية لأسباب كثيرة بينها سوء الادارة والفساد.
من المؤكد ان اجراءات التمديد للرئيس بوتفليقة لن تلقى معارضة داخل أروقة البرلمان الذي يسيطر عليه تحالف تقوده جبهة التحرير الجزائرية التي ثبتت تعديلات الرئيس الجزائري الاخيرة سطوته عليها.
هذا الميل المستمر لتأبيد سلطة الرئيس والموالين له على الحكم، يواجه معارضة متزايدة، وقد كشفت ازاحة رئيس المخابرات الجزائرية السابق محمد مدين الضوء على معارضة جهاز الأمن لتكريس جهاز الرئاسة لهذا الاتجاه.
من جهتهم، يتداول الجزائريون قصص فساد كبيرة ويحكون عن تحويل ثروات البلاد الى المصارف الخارجية ويعتبرون ما يجري في الغرف المغلقة صراعات بين حيتان المتنفّذين في البلاد أكثر مما هو صراعات سياسية ذات معنى، وهو أمر يعكس يأساً وإحباطاً من امكانيات التغيير بالطرق السياسية، فالأحزاب المعارضة، اسلامية كانت ام يسارية، لم تعد تقنع الناخبين الجزائريين، أما الأحزاب الموالية فلم تعد مهمتها غير البصم على قرارات الرئاسة.
في عام 1988 حصل غليان في الشارع الجزائري قمعته الدولة بقوة وخلّف مئات القتلى وآلاف المفقودين قسراً وكان ذلك انعطافة شعبية أدت الى تغييرات سياسية وانتخابات فاز فيها التيار الاسلامي ثم دخلت الجزائر بعدها سنوات مظلمة من القتل والذبح وانتهاك الكرامات والحقوق وفي محنة أهلية طويلة لا تزال تعيش آثارها حتى اليوم.
تعلّم الجزائريون دروساً كبيرة مما حصل من سنوات العنف الدامية لكن الأكيد أن النظام لم يتعلّم شيئاً.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول محلل مغاربي:

    بعيدا عن التعليقات التي لا اشك ان بعضها صادر عن عملاء المخابرات الجزائرية المجندة في الإعلام لتحسين الصورة القاتمة للنظام الجزائري و هيهات هيهات… فقد كان للنظام الجزائر شرف الانقلاب على اول حكومة منتخبة عند العرب كما كان له الشرف في تجاوز عقبة 200 الف قتيل جزائري الذي يسير الى تحقيقها الان نظام بشار، و لا يختلف عن ذلك الجيش المصري ، هولاء الجيوش القمعية لم نراها تصوب الرصاص الا في صدور شعوبها تحت يافطات متنوعة مثل نظرية الموامرة و العدو الاجنبي و محاربة الإرهاب و لا يوجد إرهاب مثل إرهاب هذه الأنظمة و ان وجد فسببه هذه الأنظمة التي تقتل شعوبها، النظام الجزائري لا يكتفي بمصادرة ثروات البلاد و تصدير شعبه للخارج حتى لا ينتفع بخيرات البلاد بل يكيد و يصرف الأموال الطائلة حتى لزعزعة استقرار البلدان المجاورة و قد رأينا كيف كان يساند القذافي بالسلاح و الأموال و المرتزقة و هو مسؤول عن الكثير من المشاكل التي تعاني منها الان ليبيا و تونس و يدعم بالمال و السلاح أيضاً الانفصاليين في الصحراء و كل هذا هدفه تصدير المشاكل الداخلية و جعل المنطقة في حالة توتر توجب ذريعة التسلح للاستفادة من صفقاتها الخيالية للأسف الشعب مضكوك عليه ب

  2. يقول said algeria:

    الجزائر تتجه الى الامام انا هاجرت الجزائر لمدة 16 سنة وكنت اسمع انها تتجه الى الهاوية ولكن عندما زرتها هدا الصيف وجدت عكس ما كنت اسمع عنها الجزائر تغيرت كثيرا الى الا يجابي و الشيئ الدي ادهشني هو جيل التسعينات و عقليته وطريقة تفكيره وكل ما يقال عن الجزائر انه بها نظام وجيش اعداء للشعب فهدا مجرد كدب و نحن نعلم اننا هدف الصهيونية العالمية التي تقوم بالتشويش علينا و تسرب اخبار و اشاعات خاطئة عن انقسام الجيش والفساد الوهمي الدي ليس له ادلة
    اضن ان الجزائر ستخرج من النفق عن قريب وبالمناسبة اوجه تحياتي وشكري الى سامح من الامارات الدي هو بعيدا عنا مسافة وقريبا جدا منا تعاطفا و السلام عليكم

    1. يقول meriem:

      وانا عندي نفس الراي زرت بلادي هذا الصيف وشفت انها بقدرة ربي راهي ف نمو بارز والحمد لله واحنا واعيين جدا لذلك محاولاتكم لزرع الفتنة في البلاد فااااااااااااااااااااااشلة

  3. يقول said.kermali:

    في كل مرة ينصبون منجانيقاتهم يريدون اصابة قلعة الجزائر ألا وهو الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني ولكنهم بفضل الله يفشلون لأن الاشاعة لاتصيب الا ضعفاء التفوس , يستغلون عدم دراية التاس بالتنظيمات الحقيقية للجيوش فيشيعون أن هناك تناقضان وصراعات في هرم سلطة الجيش الوطني الشعبي مما جعل الرئيس يتدخل ليضع حدا لبعض القادة ويوسع صلاحيات قادة أخرين ، وكل ما هنالك أن ضم مديرية التوجيه والاعلام للاركان لان هذا هو موقعها الحقيقي لتكون في الميدان وليست مع الادارة ونفس الشئ بالنسبة لمديرية الأمن العسكرلان وضعها الحقيقي مع العسكر ولا صراغ ولاهم يحزنون ومحمد لمين مدين معززا مكرما في مكانه والأمر ليس فيه أي شائبة ، واللهم اجعل كيد الأعداء في نحرهم

  4. يقول مصطفي التونسي:

    أستشيط غيظا حين أري أشخاصا ينضرون عن قصد أو عن جهل بأن إستمرار الحال في الجزائر هي نعمة وسلام وطمأنينة ثم مايلبث أن يلوح بسنوات التسعينات الدموية وكلهم ثقة بأن المتسبب الوحيد هم الإسلاميون..ودون الدخول في من هو المتسبب في ما حدث أتسأل: هل من الممكن أن يرضخ شعب بأكمله والسكوت علي هدر أمواله من فئة متنفذة في البلاد دون حساب لا لشيئ وهو الخوف من السنوات ال 90؟ ،أيعقل أن يستكين الشعب الجزائر المجاهد لمصير سطره له بعض القادة العسكريين الذين ساهموا في الدماء التي سفكت في تلك السنوات؟ برأيي لا تعطي حرية إلا بثمن، وخير مثال ما قام به بورقيبة من تنازلات ليأخذ من فرنسا سوي الفتات سماه إستقلال، بل “ستة قلال” وقدمه للتونسين كإستقلال.علمنا التاريخ بأن الحرية تفتك مهما كانت التضحيات وأن الشعوب كريمة و سخية لتقديم الشهداء لتنالها،والعزف علي وتر النظام و الإستقرار هي محاولة بائسة من أناس لهم مصلحة لبقاء الحكم.

  5. يقول المشكاة:

    الاجابة سهلة يسيرة (..اما شاكرا واما كفورا ….) السلطة .الشعب و الارض مكونات الجزائر و الله تعالى يقول : ( لا يغير الله مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم ….)

  6. يقول سمير:

    إلى samy مشاكل ثانوية بالنسبة لك أما الذين لم يجدو سقفا يأويهم أو لقمة عيش يسدون بها رمقهم في بلد غني مثل الجزائر ، فهذه أم المشاكل سيموتون من أجلها إذا تتطلب الأمر

  7. يقول عبدو:

    المتمعن في قراءة تاريخ الثورات و منها الثورة الفرنسية يعي ان هناك مراحل عديدة تمر بها حتى تنضج فالثورة الفرنسية خلفت الاف القتلى حتى نضجت و لكن المطلوب هو قراءة التاريخ كي لا نقع في نفس الاخطاء, وما يجري في تونس او ليبسا هو امر عادي وو مرحلة انتقالية و انتقائية لكي تنجح هده الثورات و لكن اناس كثيرين من داخل هده البلدان و من خارجها همهم الوحيد ان لا تنجح و يعملون كل ما في وسعهم من تقديم كافة انواع الدعم خوفا من تصدير هدا النجاح الى بلدانهم.
    بوتفليقة همه الوحيد و هو على كرسي متحرك لا يقدر حتى على الوقوف على رجليه و المشي هو حماية عشيرته التي نهبت اموال الشعب الجزائري المغبون و اكثر من هدا ان يموت وهو في الحكم و ان يلاقي ربه مرفوعا على عربة عسكرية كما شيع بومدين و لتدهب الجزائر الى الجحيم

  8. يقول اسماعيل الحر:

    شكرا للذين هم على خط اليقظة من المشروع الصهيوني الذي يزحف لزرع
    الفوضى والدمار لبلداننا يجب ذكر محاسن الرئيس بوتفليقة ويكفي انه حارب
    من اجل الجزائر في الثورة واطفأ نار الفتنة وحرر الجزائر الغالية من ديونها
    وزرع الله به الامن والامان فلا تنسوا ايها الجزائريون ايام الدم والنار ولم
    يستقبلنا احد في العالم ولا نريد ثورة مثل بيبيا وسورية .
    ولماذا الثورات الا في الدول ذات النظام الجمهوري.
    صاحب هذا المقال لم يكشف حتى عن اسمه احذروا ايها الجزائريون لا
    نريد ثورة يقودها- برنا ر ليقي- ولكن نريد لجزائرنا ان يقودها بوتفليفة وأمثاله وجهنم بوتفليقة ارحم واطيب من جنة الدول الغربية….انتبهوا
    سورية بي اعماق قلبي….. من جوائري غيور على بلده

  9. يقول اغلان:

    ناموا ولا تستيقظوا ما فاز الا النوم
    تدكروا سنوات التسعينيات وادخلوا في سبات عميق
    تحملوا وناموا وتدكروا سنوات التسعينيات وادخلوا في سبات عميق هو افضل لكم من الربيع . وان بلادكم جنة الفردوس ناموا ولا تستيقظوا .

  10. يقول أحمد:

    في الجزائر رجل كان في الحكم و لم يتكلم أبدا هو الوحيد الأحق بالإصغاء إليه إذا تكلم.
    هذا الرجل معروف ببرنامجه الإصلاحي في بداية التسعينيات عندما كان في منصب رئيس حكومة و لم يطبق منه إلا القليل.
    هذا الرجل أحق بحكم الجزائر بعد بوتفليقه لأنه عمل معه في مرحلة ما من تاريخ الجزائر.
    هذا الرجل لم يطرد من منصبه الوزاري،و لا يمكن لأي جزائري أن يتهمه إذا حكم يوما ما بالإنتقام.
    هذا الرجل من رجال الدولة الأكفاء المتميزون بالهدوء و الحكمة و معرفة أسرار النظام.
    أما بن بيتور و غزالي فقد كانا في منصب رئيس حكومة،و استغنى عنهما رئيسي البلاد زروال و بوتفليقة و خرجا من الباب الضيق،هما الآن ينتقمان، الأول من العسكر الذي شاركهم الإنقلاب و حضر مقتل بوضياف ثم استغنوا عنه و طردوه من الحكم،و الثاني لم يقل أبدا كلمة طيبة في بوتفليقة،لأنه لا يختلف مع الرجل سياسيا كما قد يبدو بل الرجل ينتقم لطرده من رئاسة الوزراء و يسعى إلى رئاسة الجزائر لينفذ انتقامه.
    الجزائريون يعرفون أن الفساد استشرى في جسد الدولة مما يصعب العلاج لأي رئيس قادم،لكن هذا لا يبرر أن يحكم الجزائر المطرودون الذين يحلمون بالحكم لينتقموا من أقصاهم من الحكم .

1 2 3 4 5

إشترك في قائمتنا البريدية