إمبراطور علي بابا يتنازل عن عرشه ويعود للتدريس

حجم الخط
0

بكين: أعلن الملياردير الصيني جاك ما، مؤسس شركة “علي بابا” الاثنين، أنه سيغادر خلال عام منصبه على رأس المجموعة العملاقة للتجارة الالكترونية التي أسسها في 1999.

وبعد 48 ساعة من الأنباء المتضاربة، أعلن جاك ما، الذي يحتفل اليوم بعيد ميلاده الرابع والخمسين، أنه سيغادر منصبه كرئيس مجلس إدارة المجموعة بعد عام تماماً، أي في 10 أيلول/سبتمبر 2019.

وسيتزامن ذلك مع الذكرى العشرين لتأسيس المجموعة

 وكشف الملياردير الصيني، عن اسم خليفته في الشركة، وهو دانيال تشانغ. وقال إن تشانغ سيخلفه كمدير تنفيذي خلال 12 شهراً، بالتزامن مع الذكرى العشرين لتأسيس علي بابا .

وأضاف “ما” أنه سيظل عضواً في مجلس الإدارة حتى موعد اجتماع المساهمين في 2020.

وقال في رسالة وجهها إلى زبائن مجموعته وموظفيها والمساهمين فيها، إنه “لا يمكن لأي شركة أن تعتمد بالكامل على مؤسسيها. إنني في موقع يسمح لي بمعرفة ذلك”، مؤكدا أن “لا أحد يستطيع ممارسة مسؤوليات الرئيس والمدير العام إلى الأبد”.

وأضاف: “بفضل تدريبي كمعلم، أشعر بفخر شديد بما حققته. المعلمون يريدون دائماً أن يتفوق تلاميذهم عليهم، لذلك الشيء المعقول بالنسبة لي وبالنسبة للشركة هو ترك أشخاص أصغر سناً وأكثر مهارة يتولون الأدوار القيادية”.

وكان ما ـ أحد أغنى أغنياء الصين، وتقدر ثروته بـ40 مليار دولار ـ قد قلص دوره بالفعل في علي بابا، من خلال التنحي عن منصبه كرئيس تنفيذي عام 2013 ليشغل منصب رئيس الشركة.

 وسبق أن قال في مقابلة مع تلفزيون “بلومبرغ”، يوم الجمعة الماضي، إنه يخصص المزيد من وقته وثروته للأعمال الخيرية، وإنشاء مؤسسة تحمل اسمه تركز على مجالات التعليم، وذلك سيراً على خطى الملياردير الأمريكي بيل غيتس، مؤسس إمبراطورية البرمجيات العملاقة “مايكروسوفت”.

وذكرت وكالة” بلومبرغ” للأنباء أنه في حين يرى “ما” نفسه مسؤولاً دخل بالصدفة الى عالم الأعمال مع تأسيس “علي بابا” قبل نحو 20 عاماً، فإنه أصبح من أكثر قادة الأعمال تقديراً في الصين. وحتى بعد تقاعده من منصب الرئيس التنفيذي لمجموعة “علي بابا”في عام 2013، ظل معلم اللغة الإنجليزية السابق وجهاً عاماً لشركة تزيد قيمتها السوقية عن 400 مليار دولار، ولديها استثمارات في مجالات عديدة من التجارة الإلكترونية والإنتاج السينمائي إلى خدمات الحوسبة السحابية وأنظمة الدفع عبر الإنترنت.

وقال “ما” في المقابلة التلفزيونية: “هناك الكثير من الأشياء التي تعلمتها من بيل غيتس. قد لا أستطيع أن أصبح أكثر ثراء ولكن الشيء الوحيد الذي يمكن أن أفعله بشكل أفضل هو التقاعد المبكر. أعتقد أنه في يوم ما، وقريباً، سأعود إلى التدريس. هذا هو الشيء الذي أعتقد أنني أستطيع أن أقوم به بصورة أفضل من عملي كرئيس تنفيذي لعلي بابا”.

أعتقد أنه في يوم ما، وقريباً، سأعود إلى التدريس. هذا هو الشيء الذي أعتقد أنني أستطيع أن أقوم به بصورة أفضل من عملي كرئيس تنفيذي لعلي بابا

يذكر أن “ما” ولد في أيلول/سبتمبر عام 1964، لأبٍ كان راوياً للقصص على أنغام الموسيقى في مدينة هانغتشو الصينية، التي كانت عاصمة قديمة لأحد الأقاليم، ثم أصبحت الآن أحد أهم مراكز صناعة التكنولوجيا المتقدمة في العالم ومعقل للشركات الرائدة، نتيجة لوجود علي بابا فيها جزئياً.

وفي عام 1999 أسس الملياردير الصيني موقع “علي بابا دوت كوم” للتجارة الإلكتروني بين الشركات برأسمال قدره 60 ألف دولار، دفعها 18 شخصاً شاركوا في تأسيس الموقع. ومن خلال سلسلة من الصفقات الكبيرة، وأيضاً عبر ضخ استثمارات من جانب “سوفت بنك غروب كورب” اليابانية أصبحت مؤسسة “علي بابا” كياناً اقتصادياً عملاقاً.

ويعمل في مجموعة علي بابا حوالي 85 ألف موظف، ويبلغ حجم أعمالها السنوي 40 مليار دولار. وتهيمن منصاتها للتجارة الالكترونية “تاوباو” و”تي مول” على 60 في المئة من سوق الصين.

ولهذه المجموعة وجود أيضاً في قطاع المعلوماتية والسينما والمال. (وكالات)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية