إندبندنت: تغريدات ترامب وتسريبات البنتاغون صورة عن فوضى سياسة واشنطن الشرق أوسطية

حجم الخط
1

لندن- “القدس العربي “:
من تغريدات ترامب لتسريبات البنتاغون، الاقتتال يترك سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط مهلهلة “عنوان تقرير كتبه مراسل صحيفة “إندبندنت” بورزو دراغاهي من إسطنبول.
وبدأ بالحديث عن الفوضى الجديدة التي هبطت إليها السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط عندما هدد الرئيس دونالد ترامب في تغريدة بتدمير تركيا اقتصاديا بالإضافة لسلسلة من التسريبات التي تستهدف مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون وموقفه من إيران.
وفي تغريدتين لترامب يوم الأحد هاجم تركيا وتوعدها إن قامت بالهجوم على الأكراد ، وبدا وكأنه يدعم إنشاء منطقة عازلة طولها 20 ميلا على الحدود التركية- السورية، وألمح إلى إمكانية تولي روسيا وإيران والنظام السوري مهمة مواجهة تنظيم “الدولة” بعد خروج الأمريكيين من سوريا. وكعادته في استخدام علامات التعجب كتب مؤكدا بحروف عالية “حان الوقت لجلب القوات إلى البيت” و “لنوقف كل الحروب التي لا داعي لها”. وفي نفس الوقت نشرت صحف مثل “وول ستريت جورنال” و “واشنطن بوست” و “نيويورك تايمز” قصصا تستهدف البيت الأبيض والسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط. ونسبت التصريحات إلى دبلوماسيين ومسؤولين دفاعيين لم تكشف عن هويتهم وتستهدف بولتون الذي يدفع باتجاه الحرب مع إيران والحفاظ على القوات الأمريكية في سوريا لمواجهة التهديد الإيراني. وتراقب القوى الدولية مثل بريطانيا وفرنسا مندهشة لمعرفة نوايا الإدارة الأمريكية.

 إندبندنت تنقل عن مسؤول غربي قوله “إنها فوضى شاملة، فنحن نتعامل مع شركاء لا يمكن الثقة بهم”.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول غربي قوله “إنها فوضى شاملة، فنحن نتعامل مع شركاء لا يمكن الثقة بهم”. وتساءل مذيع في القناة التركية الرسمية “تي أر تي” “ماذا يحاول ترامب عمله؟”. وقال زيا ميرال، المتخصص في شؤون الشرق الأوسط بمركز التحليلات التاريخية وفض النزاعات بلندن إن الفوضى “تمثل تهديدا وتحد كبير لحلفاء الولايات المتحدة الذين لهم مصلحة في سوريا والمنطقة” و “ليس من الواضح ما تريد الولايات المتحدة عمله ومن تريد الاستماع إليه وإن كانت لديها مصلحة أو التزام للدفع بأي هدف واضح أو مضمن”.
ويعلق دراغاهي إن الوضع الغامض والإقتتال الذي برز على السطح في مرحلة حرجة يؤكد المخاطر التي تواجه منطقة الشرق الأوسط. وشنت إسرائيل يوم الجمعة غارات جوية على مواقع موالية لإيران قرب العاصمة السورية دمشق يوم الجمعة. وفي الوقت نفسه تلمح إيران لاستئناف عمليات تخصيب اليورانيوم أعلى من المستوى المسموح به في الاتفاقية النووية التي وقعتها إدارة باراك أوباما مع طهران عام 2015 والتي خرج منها ترامب العام الماضي. وتواصل تركيا حشد قواتها على الحدود الجنوبية مع سوريا تحضيرا للهجوم على ميليشيات كردية في سوريا التي تتعامل معها أنقرة بالجماعة الإرهابية. ويعتقد أن هناك 80.000 جندي تركي تمت تعبئتهم فيما ينظر إليه كتوغل دموي. ويعلق الكاتب أن واشنطن وكأنها في حرب مع نفسها. وفي الوقت الذي تسحب فيه الولايات المتحدة قواتها من سوريا تقوم بتنظيم مؤتمر معاد لإيران في بولندا بهدف التعبئة ضد طهران وكسر الإجماع الأوروبي الداعم للاتفاقية النووية مع إيران. ولا تخطط بريطانيا أو فرنسا ولا ألمانيا المشاركة في المؤتمر حسب دبلوماسي غربي. وقال دبلوماسي غربي “يدفعون إيران لارتكاب خطأ” و “يريدون تكسير الإجماع الأوروبي”.

وزير الخارجية التركي أن التحالفات الاستراتيجية لا تناقش عبر التغريدات.

وتعاملت تركيا مع تهديدات ترامب تدمير الاقتصاد التركي بأنه أمر غير جيد حيث وصف مسؤول تركي التصريحات الأمريكية بأنها “خطأ فادح”. وقام المسؤولون الاتراك بإعادة إرسال تغريدات للرئيس أردوغان عام 2015 والتي تعهد فيها بمنع نشوء كيان كردي في شمال سوريا. وقال مولود تشاوش أوغلو، وزير الخارجية التركي أن التحالفات الاستراتيجية لا تناقش عبر التغريدات. ويعلق الكاتب أن شيطنة البيت الأبيض لتركيا قد يدفعها أكثر نحو إيران، التي تعد شريكا تجاريا مهما. ويعتقد درغاهي أن مشاكل فوضى ترامب الشرق الأوسطية نابعة من المشاكل المحلية التي تواجهه. ووجد نفسه بين قاعدته الدينية التي لا تريد المشاركة في مغامرات خارجية وتفضل العزلة وبين مجموعة من المتشددين في واشنطن الذين يريدون الانخراط بالمنطقة وإعادة تشكيل المنطقة حسبما يريدون. ويرى البعض أن ترامب يحاول الموازنة بين مطالب قاعدته والمتشددين داخل الإدارة. ويقول الكاتب إن الفوضى التي ورثها كانت ستتعمق أكثر حتى قبل وصوله، خاصة أن سوريا كانت مثارا للخلاف بين المعسكرات المختلفة في واشنطن. وأضاف ترامب للمعضلة من خلال تعيين مسؤولين مثيرين للجدل واتخاذ قرارات متعجلة.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول BOUMEDIENNE:

    تركيا لا يخيفها كيان كردي في شمال سوريا، لان هؤلاء الاكراد السورييين عاشوا دائما داخل الدولة السورية، المعترف بها دوليا، لاكن تركيا اردوغان ترئ ان الكعكة السورية، لا بد ان تاخذ منها ما هي طامعة فيه، الاراضي الزاعية التي تمتد علئ كل الحدود مع يا الئ كل الشمال الشرقي السوري، هذه اطماع اردوغان، ولهذا هي تريد الاستدلال بالميثاق الوطني الذي انشاه كمال اتا ترك في عهده ويعتبر هذا الشريط تابع لتركا. اللعبة الاستعمارية واضحة وخطر الاكراد ليس الا الشجرة التي تخفي غابة من اطماع تركية في سوريا والعراق.

إشترك في قائمتنا البريدية