إندبندنت: تنظيم “الدولة” يواجه معركته الأخيرة شرق سوريا ولا أثر للبغدادي

إبراهيم درويش
حجم الخط
2

لندن ـ “القدس العربي”:

لم يبق أمام قادة تنظيم الدولة الإسلامية مناطق للهروب إليها، ولهذا تبدو المعركة على بلدة هجين في شرق سوريا مهمة في وقت يتساقط فيه قادته تحت ضغط الغارات الجوية ويعتقلون بأعداد كبيرة على يد قوات سوريا الديمقراطية والقوات العراقية. وتقول صحيفة “إندبندنت” إن التنظيم الذي حكم يوما منطقة بحجم بريطانيا وسيطر على 10 ملايين نسمة لم يبق له إلا عدة جيوب في ريف دير الزور، شرقي نهر الفرات ولهذا تكتسب المعركة على بلدة هجين أهميتها.

وترى الصحيفة البريطانية في تقرير كتبه مراسلها في بيروت ريتشارد هول أن المنطقة المحيطة ببلدة هجين قرب الحدود مع العراق كانت ملجا لقادة تنظيم الدولة البارزين الذين انسحبوا من المعارك بانتظار القتال ليوم آخر. واليوم أجبرتهم عملية تدعمها الولايات المتحدة للخروج من مخابئهم والوقوف في مرمى النيران الأمريكية. وأعلنت قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة هذا الأسبوع أنها قتلت في صحراء البادية السورية رمزا بارزا في تنظيم الدولة. وبحسب التحالف فقد قتل أبو العمرين في الثاني من كانون الأول (ديسمبر) مع عدد من مقاتلي التنظيم في غارة جوية. وتتهمه الولايات المتحدة بقتل عامل الإغاثة بيتر كاسيغ الأمريكي بعدما اختطفه التنظيم في سوريا. وينظر لمقتل أبو العمرين واعتقال عدد آخر من قادة التنظيم للضغط الذي يعانيه التنظيم بسبب العملية العسكرية التي يقوم بها التحالف المدعوم من الولايات المتحدة في بلدة هجين التي تعد آخر المعاقل السكانية التي يسيطر عليها التنظيم. وقال العقيد شون رايان، المتحدث باسم التحالف إن “كثافة القتال في وادي الفرات تخرج القادة الذين لا يجدون أماكن للإختباء مع قرب انتهاء المعركة”. وأضاف أن الغارات الجوية هي جزء من استراتيجية  واسعة تقوم من خلالها القوات العراقية بحراسة الحدود العراقية لمنع أي من قادة التنظيم الهروب إلى الجانب العراقي. وبحسب تقييم التحالف الدولي فإن عددا من قادة التنظيم يختبئون في هجين.

ويتوقع العسكريون قتل رموز أخرى من التنظيم. وجاءت وفاة أبو العمرين بعد اعتقال اثنين من قادة تنظيم الدولة في العراق وسوريا. واعتقلت قوات سوريا الديمقراطية أسامة عويد صالح الذي وصف بأنه “أخطر إرهابي في تنظيم داعش” بمنطقة دير الزور. وفي نفس الوقت بثت السلطات العراقية شريط اعترافات لأحد قادة تنظيم الدولة جمال المشهداني الذي كان مسؤولا عن استعراض مقاتلي البيشمركة في بلدة الحويجة. وألقي القبض عليه في منزل ابنه في بغداد. وفي أيار (مايو) حيث كانت هجين محاصرة القي في عملية أمريكية- عراقية مشتركة القبض على خمسة مسؤولين في تنظيم الدولة منهم مساعد كبير لأبو بكر البغدادي. منهم أربعة عراقيين وسوري واحد وقيل إنهم قادة منطقة دير الزور المسؤولين عن إدارتها.  ونقلت الصحيفة عن حسن حسن المؤلف المشارك لكتاب “داعش: في داخل جيش الإرهاب” قوله إن عددا من قادة التنظيم نجوا من المعارك السابقة ولكنهم لا يجدون الآن ملجأ للفرار إليه. ولم يعودوا قادرين على التحرك مضيفا إلى أن الإعتقالات الكثيرة بين قادة التنظيم جاءت بسبب التعاون العراقي- التركي- السوري  مع أنه يعتقد أن عدد آخر من قادة التنظيم الكبار لا يزالون  مختبئين. و “لم نر  قادة  من مركز التنظيم، فرغم أهمية الإعتقالات إلا أننا أيا منهم لا يعرف مثلا مكان أبو بكر البغدادي. وبهذا المعنى فهذه الإعتقالات لن تكون قاتلة على التنظيم. بل وتعرقل عمله فب وقت يحتاج فيه كل شخص ومصدر للحفاظ على التمرد في العراق وسوريا”. ويمكن النظر إلى أن الإعتقالات والإغتيالات على أنها  جزء من التحول في استراتيجية  التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة باتجاه عمليات مكافحة التمرد التي تعكس التغير في طبيعة تنظيم الدولة. ففي تقرير نشرته الأمم المتحدة في آب (أغسطس) قدر أعداد المقاتلين التابعين للتنظيم والمنتشرين في العراق وسوريا بين 20.000-  30.000 مقاتلا ولا يشتركون في القتال حاليا لكن يمكن استدعائهم في أوقات أخرى.

تقرير: تنظيم “الدولة” يخطط للتحول من “شبه دولة إلى شبكة عمليات سرية”.

وحذر التقرير من أن التنظيم يخطط للتحول من “شبه دولة إلى شبكة عمليات سرية”. وتعتبر معركة الهجين من أشد المعارك التي تخوضها قوات سوريا الديمقراطية، لأنها آخر معقل للتنظيم. ففي الماضي كان المقاتلين يعقدون صفقات للإنسحاب من المناطق والخروج إلى مناطق آخرى. ولم يعد هذا الخيار متاحا لديهم فهم محاصرون في جيب صغير. وقد استفاد التنظيم من الأجواء الجوية واستعاد المناطق التي خسرها حول البلدة. ونتيجة لهذا فقد سقط قتلى كثر من الجانبين، وسقط من جانب تنظيم الدولة 793 مقاتلا و 464 من قوات سوريا الديمقراطية، وذلك حسب تقدير المرصد السوري لحقوق الإنسان. وهناك اعداد كبيرة من المدنيين قتلوا في العمليات. فكما في المعارك السابقة اعتمد التحالف على القوة الجوية لضرب أماكن التنظيم. ولا يزال هناك 10.000 من أبناء البلدة عالقون وسط المعارك إلى جانب 5.000 مقاتل من  داعش وعائلاتهم وذلك حسب مكتب الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة. ففي تشرين الأول (أكتوبر) قالت الأمم المتحدة أن “اعدادا من المدنيين قتلوا وجرحوا بسبب الغارات او علقوا وسط المعارك” و”ليس من الواضح قدرة المدنيين على التحرك بسبب كثافة الأعمال العدائية وكذا التقارير المتواصلة عن  القيود التي  فرضها المتحاربون على المدنيين ومنعهم من الوصول إلى أماكنهم بشكل آمن”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول واحد من الناس:

    البغدادي عميل صهيوني قد ساعد الصهاينة في بناء جيش من المتحمسين والمفتقدين للخلافة الإسلامية
    جيش من الجهلة المسلمين اللذين يريدون احياء الخلافة ، لا يعلموا انهم قد خدعوا من عصبة صهيونية واوربية وامريكية للقضاء علي كل من يفكر بالجهاد في سبيل دينة ووطنة ، قد تولي صهيوني عربي كالبغدادي لتجنيدهم لهذا الغرض بتمويل من الصهاينة ،
    البغدادي ستجدوة في داخل الكيان الصهيوني ( ( ( هاربا ) ، لاكتشاف المجاهدين بانهم قد خدعوا وكان هو الوسيط الصهيوني ،
    فمن يريد الجهاد حقا وهو مسلم حق فليذهب الي عمق الكيان الصهيوني ليحرر فلسطين ،
    فما مات الكثير منهم الا سداء وخسارة علي الامة الاسلامية ، ولكن ولأنالاعمال بالنيات لمن استشهد منهم في سبيل غرض نبيل وهو تحرير الاراضي العربية من المستبدين والخونة المنافقين ،
    قد ادخلهم الله فسيح جناتة ، لان نيتهم كانت الدفاع عن الحق ، وللبغدادي وعملاءة الصهاينة من اينما قد كانوا فإننار جهنم في انتظارهم .

  2. يقول RAFEEK KAMEL:

    لم تات هذه الحركة باى خير لاى من الشعوب العربية والاسلامية…مجرد قتل ودمار وسوء السمعة للاسلام…لقد دمروا الاسلام والمسلمين باعمالهم المخربة وجعلوا من الاسلام مكرهة العالم..فلتكن معركتهم الاخيرة ولنسمع بان هذه الحركة قد تحللت وتفتت الى جزيئات ولا امل فى عودتها مرة اخرى الى حياتنا

إشترك في قائمتنا البريدية