لندن ـ “القدس العربي”:
في تقرير أعده كيم سينغوبتا محرر الشؤون الدفاعية في صحيفة “إندبندنت” قال فيه إن مسؤولين غربيين حذروا من جرأة تنظيم الدولة بعد إعلان الرئيس عن سحب القوات الأمريكية من سوريا. وجاء فيه إن تنظيم الدولة الذي يدافع عن آخر معاقله في سوريا يشعر بالجرأة للقيام بعمليات مضادة كتلك التي جرح فيها عنصرين من القوات البريطانية الخاصة “أس إي أس” نهاية الأسبوع خاصة بعد إعلان الرئيس دونالد ترامب عن سحب القوات الأمريكية من سوريا في الشهر الماضي. وكان القرار الذي أعلن فيه عن هزيمة تنظيم الدولة وتخفيض عدد القوات في أفغانستان رئيسيا في استقالة وزير الدفاع جيمس ماتيس ورئيس طاقم البنتاغون كيفن سويني وكذلك بريت ماكغيرك، المبعوث الأمريكي الخاص لدول التحالف ضد تنظيم الدولة. وأدى قرار ترامب إلى قلق حلفاء الولايات المتحدة بمن فيها بريطانيا التي تحتفظ بقوات في سوريا.
وأشار سينغوبتا إلى تصريحات مستشار الأمن القومي جون بولتون في إسرائيل والتي قال فيها إن الإنسحاب لن يتم قبل هزيمة تنظيم الدولة وأنه لن يعرض شركاء أمريكا للخطر. إلا أن تنظيم الدولة يستفيد من عدم الوضح والغموض لرفع معنويات مقاتليه والقيام بهجمات، حسب مصادر عسكرية غربية عدة. وقارن مسؤول بريطاني بارز بإعلانات سابقة لسحب القوات الدولية من أفغانستان والتي تم انتقادها لأنها منحت حركة طالبان محفزا على مواصلة القتال. وأكد المسؤول البريطاني “يظهر جرح الجنديين أن القتال ضد داعش لم ينته بعد، وما حدث يظهر أن داعش لا تزال سلاح قوي” وقال إن “السؤال فيما إن كان تنظيم الدولة يقوم بزيادة عملياته قبل انسحاب القوات الامريكية لإثبات انه أجبر الأمريكيين على الخروج. وسيكون الوضع شبيها بما حاولت حركة طالبان عمله في هيلمند في أفغانستان”. وبحسب رأي مسؤول أمريكي “قمنا بهزيمة معنويات داعش وطردناه إلا أن المهمة لم تنته بعد والرسالة هي أنه يجب الإستمرار بضربهم” و “بدلا من ذلك حصلنا على أمور (مثل بيان الرئيس) وأننا سننسحب، وهو ما يشجع داعش على البقاء وهزيمة معنويات حلفائنا”.
وأشار سينغوبتا إن قرار ترامب أدهش الحلفاء، وهم يقومون بدراسة الخطوات المقبلة، فيما قال وزير الدفاع البريطاني غافين ويليامسون إن المهمة البريطانية مستمرة. وقال ” يجب أن لا نكون متواطئين بشأن تهديد داعش وعلينا مواكبة التهديد الذي يمثله داعش” و”يجب علينا مواصلة الحملة لتدمير داعش وحرمانه من مناطقه. وهم تهديد على بريطانيا وهم آمنون للضرب في مناطق مثل العراق وسوريا”. وأعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن بقاء القوات الفرنسية. وعبر عن “اسفه للقرار الذي اتخذ بشأن سوريا”. وفي الوقت الذي حذر فيه المسؤولون الغربيون من التهديد الإجمالي للإسلاميين قالوا إن في صفوفهم مقاتلين أجانب يمكنهم العودة وتنفيذ هجمات في بلدانهم الأصلية.
وتشير الصحيفة إلى أن قوات خاصة أجنبية تعمل مع وحدات حماية الشعب الكردية في شمال- شرق سوريا حيث يتم ملاحقة بقايا التنظيم في وادي الفرات قرب محافظة دير الزور. وجرح جنديان بريطانيان عندما كانا برفقة قوات كردية في دير الزور حيث تم نقلهما للعلاج في بلد مجاور. وتحدث سينغوبتا عن الموقف التركي من قوات حماية الشعب التي ترى فيها أنقرة تهديدا وأنها تحاول بناء كيان على الحدود الجنوبية. وبدأت تركيا بحشد قواتها قرب الحدود فيما بدأ الأكراد بالتفاوض مع النظام السوري لتسليمه مناطق مقابل ضمانات باستقلالية مناطقهم.