لندن ـ “القدس العربي”:
نشرت صحيفة “إندبندنت” تقريرا حصريا حول المحادثات السرية التي كادت أن تنقذ الزعيم الليبي السابق معمر القذافي. وفي تقرير أعده جوي دايك وإيموجين بابير بمناسبة الذكرى العاشرة على الحملة التي قادها حلف الناتو للإطاحة بنظام القذافي كشف وزير الخارجية النرويجي السابق عن مفاوضات خلف الأضواء اقتربت من حل الأمة الليبية وإقناع الزعيم الليبي بترك السياسة والبقاء في ليبيا.
وجاء في التقرير انه وبعد مرور شهرين على خروج الليبيين إلى الشوارع ومقتل المئات من قوات الحكومة التي قاتلت المعارضة التي كانت تغطيها غارات حلف الناتو، اجتمعت الأطراف المتحاربة على بعد ألفي ميل في النرويج وتوافقت على وقف الحرب. وقام النرويجيون بالتوسط في اللقاء السري وكشف عنه لأول مرة للصحيفة في الذكرى العاشرة للحملة التي قادها حلف الناتو واقترب المجتمعون لوضع نهاية للحرب الأهلية في 2011. ووافق الطرفان على كتابة بيان يؤكد على أن القذافي الذي حكم ليبيا لمدة 42 عاما سينتحى عن السلطة ويترك السياسة ويبقى على مؤسسات الدولة في مكانها.
وانهارت المحادثات لاحقا واستطاعت المعارضة بدعم من الناتو القبض على القذافي وقتله. وسقط في الحرب هذه أكثر من ألفي مدني حسب أرقام جديدة لموقع مراقبة ضحايا الحرب “إيروورز”.
وفي العقد الماضي تحولت ليبيا إلى ثاني أكبر ساحة لتنظيم الدولة وسط حرب أهلية وفوضى، وفي هذا الأسبوع تولت حكومة وحدة وطنية جديدة الحكم وبمهمة تحضير البلاد للإنتخابات.
واتهم وزير الخارجية النرويجي في حينه جوناس ستور الذي توسط في المبادرة كلا من فرنسا وبريطانيا لمعارضتهما الحل. وفي أول مقابلة مع إعلام دولي قال “شعرت أن العقلية في لندن وباريس لم تكن مفتوحة على تفكير حقيقي بالحل الدبلوماسي”. و “هل استعدت (بريطانيا وفرنسا) للنظر أبعد من الحل العسكري أمر لم يحكم عليه بعد”.
ويتهم كل من رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي بتبني تغيير النظام في ليبيا وبأي ثمن، وهي تهمة يرفضانها. وتساءل ستور قائلا “لو كان هناك استعداد من المجتمع الدولي لمواصلة هذا المسار بسلطة وتكريس، لكانت هناك فرصة، كما أعتقد لتحقيق نتيجة درامية وتجنب انهيار الدولة الليبية”.
وبدأت الانتفاضة الليبية في شباط/فبراير 2011 ورد نظام القذافي بالقمع ووعد بقتل “الجرذان في الشوارع”. وفي 17 آذار/مارس 2011 صوتت الأمم المتحدة على قرار لمنع النظام في طرابلس من قتل شعبه وشن حلف الناتو بعد ذلك، وعلى مدى الأشهر اللاحقة بأكثر من 7.000 غارة جوية ضد قوات القذافي.
وفي الوقت الذي وعد فيه بسحق المعارضة إلا أن النجل المفضل لدى القذافي سيف الإسلام كان يفضل التفاوض ودعا المسؤولين النرويجيين إلى طرابلس للتفاوض. وقال ستور إن مسؤولين نرويجيين كانا في القصر مع سيف الإسلام عندما صدر قرار مجلس الأمن الدولي. وتم نقلهما بسرعة إلى الحدود التونسية لضمان سلامتهما خاصة أن غارات الناتو كانت محتومة. وأصبحت النرويج عضوا فاعلا في حملة الناتو وأسقطت في النهاية 6.000 قنبلة. وفي نفس الوقت طلب رئيس الوزراء يان ستولبنبرغ، وهو الأمين العام للناتو حاليا، من وزير الخارجية مواصلة المحادثات السرية وعقدها في النرويج.
ولدى البلاد سمعة في الدبلوماسية الهادئة في الشرق الأوسط، حيث رعت قنوات أوسلو التي قادت لاتفاقية بين منظمة التحرير وإسرائيل في 1993. ولم يكن النرويجيون وحدهم من حاولوا التوسط لحل الأزمة بل وكان هناك الإتحاد الأفريقي، لكن النرويج هي التي حققت تقدما. وبعد أسابيع من المحاولات بين الطرفين، دعا ستور إلى لقاء بين النظام ومسؤولين بارزين في المعارضة بفندق بمدينة أوسلو في 27 نيسان/إبريل. وحضر ممثلا لجانب النظام محمد إسماعيل، الذراع الأيمن لسيف الإسلام، وعن المعارضة علي زيدان، المسؤول البارز في المجلس الوطني الانتقالي الذي أصبح رئيس وزراء لاحقا. ولم يرد زيدان على عدة محاولات للتعليق أما إسماعيل فقد عبر بداية عن استعداده للتعليق لكنه لم يرد على عدة مطالب من الصحيفة. وقال ستور إن الجو كان مشحونا خاصة أن الطرفين يواجهان بعضهما البعض في ساحة المعركة. وقام الدبلوماسيون النرويجيون بالتوسط بينهما من أجل “خطة شاملة” لوقف الأزمة. وأول سطر فيها كان “وافق العقيد القذافي على مغادرة السلطة والتنحي جانبا لإنهاء المرحلة الأولى من الثورة”. واتصل ستور بالهاتف مع سيف الإسلام للتأكد من دعم الهيئات العليا في النظام للخطة. لكن النقطة الشائكة هي ماذا سيحدث للقذافي بعد ذلك. فقد رفض مغادرة البلاد، وتركزت المفاوضات على بقائه في البلاد ولكن مغادرته السياسة. وقال مؤلف سيرة ستور، ستال ويغ “دعم من كانوا حول القذافي والجهاز القانون المعروض على الطاولة”، ولكن “الميل الأخير كان للقذافي ويقول: أوافق على الى الخروج للمنفى أو يقرر مكان عيشه”. ويعترف ستور أنه لم يكن يعرف ماذا كان سيقرر القذافي “لم نكن نعرف” إن كان مستعدا للاستقالة أو قبول فصائل المعارضة المتشددة للصفقة. وأضاف ان القوى الغربية الكبرى لم تكن مهتمة بالحوار. وقال إنهم حملوا الصفقة لفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة في وقت دخلت فيه الحرب حالة انسداد. وعبرت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية عن اهتمام لكن فرنسا وبريطانيا رفضتا الاتفاق. وقال ستور “لو كانت هناك إرادة لعمل هذا، لتخيل الواحد وضعا يتم فيه وقف إطلاق النار يسمح للدبلوماسيين بالتحرك”. و “لكن العملية العسكرية كانت مستمرة منذ 8 أسابيع وتغيرت الدينامية على الأرض، وبصراحة لم تكن هناك قدرة لدعم العملية” الدبلوماسية.
ولم يعلق وزير الخارجية البريطانية في حينه ويليام هيغ، أما مكتب كاميرون فرفض اتهامات تغيير النظام وقال إنه دفع من أجل التفاوض بدون رد من القذافي.
وبعد الحرب دخلت ليبيا في حالة من الحرب الأهلية، وهو ما دعا باراك أوباما للحديث عن سوء التخطيط لما بعد الحرب وأنه كان أسوأ خطأ ارتكبه. ويقول ستور الذي يقود اليوم حزب العمال المعارض إن الفشل في التعامل مع المفاوضات بجدية عام 2011 كان مأساويا بسبب العقد الضائع والذي أصبحت فيه البلد “مسرحا لمعارك بعيدة تحاربها دول أخرى في داخل وخارج ليبيا”.
عندما تجمع ما بين سياق وتوقيت، في أقل من أسبوع، ما نشرته عدة وسائل من الإعلام، البريطانية، وترجمته، جريدة القدس العربي،
تحت عنوان (صاندي تايمز: الادعاء الاسكتلندي يحقق في اختلاسات مالية من ليبيا بقيمة 5 مليارات دولار)
أو تحت عنوان (إندبندنت: وساطة نرويجية سرية كادت أن تنقذ القذافي ورفضتها فرنسا وبريطانيا)
لا مجال، إلا الدعاء، الله يعين، عبدالحميد دبيبة، رئيس وزراء ليبيا الجديد، مع مشاكل الشفافية، واللا مركزية، والحوكمة الرشيدة، في أجواء العولمة عام 2021،
مع مشاكل 3000 عقد وقعها ابن عمه في زمن معمر القذافي قيمتها 25 مليار، هناك حق الخُمس، أو حجم الفساد فيها 5 مليار، هل هو صدفة، أم له علاقة بفكر حصة آل البيت، من كرسي السلطة والإدارة والحوكمة وحتى العلم؟!
هو أول ما خطر لي عند قراءة تفاصيل ترجمة القدس العربي تحت عنوان (صاندي تايمز: الادعاء الاسكتلندي يحقق في اختلاسات مالية من ليبيا بقيمة 5 مليارات دولار)،
السؤال بالنسبة لي، هل توقيت سياق النشر، في الإعلام البريطاني،
نزيه، أم هو ابتزاز، مخابراتي، من أجل حصول، بريطانيا، على عقود من الحكومة الجديدة، الله أعلم؟!
تعد التجربة الليبية دراسة لحالة اخرى في الوساطة ومفاوضات القنوات السرية والموازية ، بوصفها ناعمة ومن خلال قتوات دبلوماسية لدولة ذات سمعة ديمقراطية وبعيدة عن المصالح السياسية والاقتصادية في الوطن العربي!!!! ربما سبب اختيار هذه القنوات هو متعمد من قبل القوى الخارجية المنخرطة في الصراع في الوطن العربي مثل الولايات المتحدة وفرنسا… الهدف هو الاستدراج ومعرفة تفاصيل اوراق الاطراف الليبية مثلا,,, وكشف تحركات قيادتها ومواقعها ليتم السيطرة عليه وابتزازها وحتى تصفيتها,,, حدث نفس الشيء مع منظمة التحرير,,, وحدث في كل مناطق الصراع,,,,, موارد الشعوب العربية وليمة وغنيمة سهلة تتسابق عليها الشركات الخارجية وعملائها المدفوعين وقابضي الثمن مقدما من الساسة والدبلوماسيين في الشرق والغرب……..
كادت ان تنقد ليبيا وليس القدافي فلا يعقل ان تتوسط دولة النرويج لي انقاد القدافي وعائلته فالرجل رفض الدهاب لي إيران وفنزويلا والصين وروسيا .. لكن المجرم المرتشي سركوزي كان يريد ليبيا كلها حتي ان كانت مدمرة وشوارعها ممتلئة بي مئات الالاف من الموتي و لا يعرف حتي اليوم متي تنتهي الفتنة من ليبيا ومتي يخرج المرتزقة والدواعش من هناك ومتي يعود مئات الالاف من المهجرين لا احد يعلم الي متي تبقي ليبيا تحت الوصاية الدولية
…..طبعا في هذه الحالة النرويج تصرفت بحسن النية مبدئيا…..ولم تدري ما كان المُخطط له- بغض النظر عن التصريحات من لندن وباريس, المتنافستان على الكعكة الليبية حينها….
ووافق الطرفان على كتابة بيان يؤكد على أن القذافي الذي حكم ليبيا لمدة 42 عاما سينتحى عن السلطة ويترك السياسة ويبقى على مؤسسات الدولة في مكانها…. لقد قالها القذافي منذ اليوم الأول لظهوره بعد فبراير … ( أنا سأقاتل ببندقيتي … هنا في وطني … وفي النهاية سأموت شهيداً ) القذافي لم يكن يدافع عن كرسي أو سلطة … وإلا لرماها على وجوهكم …!!!! كان يقاتل من أجل بلاده ….كان قد دفع ثمن بقائه …. وأول من زج بهم في أتون الحرب هم أولاده …. ماتوا قبله !!!!…. !!!!
طبعا طبعا ……الغرب لا يريد لبلداننا إلا امثال القذافي و صدام و بشار و السيسي و البشير و عون و غيرهم و هم كثر ……هههه……