عمان – “القدس العربي”:
نفذت القوات المسلحة الأردنية ولليوم الثاني على التوالي إنزالا جويا جديدا يتضمن هبوطا مظليا بمساعدات غذائية لأهالي قطاع غزة فيما أقامت هيئة الإغاثة الهاشمية الأردنية مركزا لوجستيا لتعبئة صناديق وطرود مساعدات غذائية مباشرة لتوزيعها على أهالي القطاع .
ولم تعلن عصر اليوم الثلاثاء تفاصيل الإنزال الجوي الجديد .لكن صمت الجانب الإسرائيلي وامتناعه عن التعليق يوحي بان الإنزالات الجوية الأردنية للمساعدات بدأت تتموقع سياسيا ولوجستيا ضمن برنامج عمل متوافق عليه وهدفه المعلن في الواقع أعلنه عصر الإثنين الملك عبد الله الثاني عندما صرح بان بلاده ستمضي قدما في خطة كسر الحصار الاقتصادي الإسرائيلي .
والمرجح دبلوماسيا أن الأردن حصل على ضوء أخضر أوروبي وأمريكي للتوسع في جهود الإغاثة وتحديدا بالمواد الغذائية في ظل تحذيره من أزمة جوع معيشية حادة في قطاع غزة عشية شهر رمضان المبارك يمكنها ان تخلط كل الأوراق في المنطقة عموما وبين شعوبها .
ويقدم الأردن عبر طائرات سلاح الجو عبوات غذاء جاهزة ومطهية وبأعلى المواصفات الصحية لكن دون خطة محددة على الأرض لتوزيعها وتضم العبوات بعض الحلويات وعدة طبخات مع أرز وعبوات صغيرة من الشاي والسكر مغلفة بطريقة تقاوم المياه .
وأنزلت الطائرات في سماء غزة لكن في مياهها وبمحاذاة الشاطئ عشرات الأطنان من هذه العبوات وهي مغلفة، وسحب منها الهواء وتشمل بعض المستلزمات الدوائية البسيطة مثل الحبوب المسكنة ومضادات الالتهاب الجلدي اضافة إلى كمية من البسكويت المحلى .
ويبدو ان الوجبة الأردنية المشار اليها والتي تهبط بالمظلات بكثافة على مدار يومين تم تفحصها بعناية .
وهدف الحكومة الأردنية على الأرجح هو مواجهة والحد من مخاطر المجاعة في قطاع غزة حيث تعتبر المؤسسات الأردنية حصول مجاعة في القطاع تطورا دراماتيكيا وسياسيا لمسار الأحداث خصوصا قبل أقل من أسبوعين على شهر رمضان المبارك.
وتنتقل الإغاثة الأردنية لوجستيا إلى مساحة من الترتيبات المتفق عليها وبصيغة تخفف الاعتماد على النقل البري عبر معبر رفح تحديدا وما تردده أوساط رسمية أردنية خلال الساعات القليلة الماضية هو إشارات مباشرة إلى توجيه المزيد من الإنزالات الجوية أولا والاندفاع نحو تنشيط نقل المساعدات برا وخصوصا عبر معبر إيرز شمالي قطاع غزة .
ولاحظ المراقبون عموما بان الإنزال المظلي الأردني الأول يوم الاثنين شمل جزئيا بعض مناطق شمال غزة حيث سياسة التجويع والتعطيش مؤلمة ومتراكمة فيما إنزال الثلاثاء كان أكثر كثافة من حيث الكميات وشمل مدن خان يونس ودير البلح ورفح، الأمر الذي يوحي بأن سيناريو وقف الاعتماد على معبر رفح بدأ ينفذ وأن الأردن بين يديه تفويض لوجستي وسياسي كبير في السياق .
لم تنضج بعد الظروف المواتية لان تشمل خطة الإنزال الأردنية أهالي شمال قطاع غزة .
وأبلغ مصدر مطلع في الحكومة الأردنية بان مساعدات الغذاء في طريقها إلى الشمال وخلال يومين وبعد مناقشة بعض الاشتراطات الاسرائيلية.