إنقاذ ترامب لبن سلمان من قضيّة خاشقجي سيكون صعبا

حجم الخط
19

شنّ أحد الصحافيين السعوديين هجوماً على السيناتور بوب كروكر، عضو لجنة الخارجية في مجلس النواب الأمريكي، معتبرا أن موقفه الحازم من قضية اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي سببه مصالح موعوداً بها في قطر، وهو اتهام، على ركاكته، يعتبر ضرباً في الغيب وإهانة مجانية للمؤسسات الديمقراطية الأمريكية.
سبب انزعاج الصحافي الموالي لوليّ العهد السعودي محمد بن سلمان، على ما يظهر، هو أن كروكر، وزميلاً آخر له في لجنة الخارجية في الكونغرس، قاما بتفعيل قانون ماغنيتسكي الشهير بطلبهما من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رداً رسميّاً على سؤال إن كان وليّ العهد السعودي متورّطا في مقتل خاشقجي أم لا، وباستخدامهما هذا السؤال في إطار قانون ماغنيتسكي (الذي يجيز للولايات المتحدة الأمريكية محاسبة دول على جرائم ضد حقوق الإنسان) فإن لدى إدارة ترامب 120 يوماً للإجابة بشكل رسميّ ودقيق وموثّق على السؤال.
يضاف لذلك أن لجنة الأمن في الكونغرس قرّرت بدورها البدء بتحقيق في المعلومات التي تمتلكها وكالة الاستخبارات الأمريكية CIA بعد تناقل أنباء عن كونها تملك تسجيلا لمحمد بن سلمان يأمر فيه بإسكات خاشقجي (وهو ما قد يعتبر دليلا على صدور أمر القتل من وليّ العهد مباشرة)، وكذلك بالتحقيق في ردود أفعال ترامب حول القضية وهل تعتبر شكلا من أشكال التغطية على علاقة بن سلمان بالجريمة.
والواقع أن العالم فوجئ بتصريحات ترامب الأخيرة التي حاول فيها إضعاف استنتاج وكالة الاستخبارات الأمريكية أن MBS (كما يسمى وليّ العهد السعودي في وسائل الإعلام العالمية) متورّط في جريمة الاغتيال ثم تأكيده بعدها أن الولايات المتحدة الأمريكية ستبقي على علاقاتها الوطيدة مع السعودية بغضّ النظر عن القضية، وأن ما يهمّه هو مصالح أمريكا وإسرائيل فحسب، والذي أتبعه، بسرعة، بتصريح آخر يشكر فيه الرياض على خفضها أسعار النفط!
التقييم العامّ لهذه التصريحات لخّصه ناشر صحيفة «واشنطن بوست» باعتبارها رسالة لطغاة العالم أن «ادفعوا مبلغا كافيا من المال للرئيس الأمريكي وانجوا بأنفسكم من الجريمة»، ولخّصه أيضاً أحد المغرّدين على «تويتر» بالقول: «لا أهتم بمقتل أي صحافي طالما تعطونني مالا. إذا أعطيتموني مالا فاقتلوا من تشاؤون»، فيما علّق النائب الجمهوري توم ماليناوسكي على موقف ترامب قائلا «إن الرئيس لديه تعاطف غريزيّ مع القادة الأقوياء الذين يعادون الأخلاق ولا أعتقد أن من الصعب فهم السبب».
يشبه عمل السعودية على خفض سعر النفط ما قامت به سلطاتها من زيادات في الرواتب وعطايا ماديّة أخرى للسعوديين بعد شيوع خبر الجريمة فهي رشوة سريعة تتعامل مع المواطنين كمجاميع لا يهمّها سوى التحسين الظرفيّ لأحوالها المادية، وفي حالة النفط فالرشوة موجّهة للأمريكيين مباشرة ولإعطاء تبرير لترامب على موقفه المشين.
يستخدم النفط، بهذا المعنى، لتغطية الدم المنتهك، سواء في جريمة خاشقجي أو في اليمن أو في السجون السعودية التي زجّ فيها الناشطون والأكاديميون والعلماء والدعاة، أما بالنسبة لترامب فهو الحجّة العظمى التي تلغي الحجج الأخرى، وهنا أيضاً يظهر فهم ترامب للمواطن الأمريكي الذي لن يهتمّ لمقتل أيّ كان ما دامت فاتورة بترول سيارته قد نقصت عدة بنسات.
لكن بالعودة إلى ما قرره الكونغرس، والحملات التي ما يزال يشنّها الساسة والناشطون ووسائل الإعلام، فإن الدم سيبقى أثقل وزناً من النفط، ومحاولة ترامب إخراج ولي العهد السعودي من الورطة قد تورّطه هو شخصياً بتهم كثيرة على رأسها الإساءة للمصالح الأمريكية التي يزعم الدفاع عنها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول محمد جبرؤوتي - ألمانيا:

    يجب على الكونغرس الأمريكي أن يعرض ترامب على لجنة طبية للتأكد من سلامة دماغه.

    1. يقول الكروي داود:

      أعتقد جازماً يا عزيزي محمد جبرؤوتي بأن ترامب يعمل لصالح بلاده بالرغم من تصرفاته الغريبة! الدولار في إرتفاع!! ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول محمد الهواري:

    تصريح ترامب الأخير لم يفاجئ المتتبعين ولا العالم، بل هو جاء لإقرار ما سبق التلميح إليه في تصريحات له سابقا، لكن هذه المرة عبر عن موقفه بصريح العبارة. بل الغريب أن يعول البعض على رجل يحكم بلده بعقلية ومنطق رجل أعمال فكيف له أن يقدم المبادئ على المصالح!؟
    مالم يصدر عن أجهزة الإستخبارات حجج دامغة وقطعية فترامب لن يقدم على التفريط في حليف يجود عليه بصفقات بمئات المليارات لم يسبق لها مثيل في تاريخ الصفقات الدولية والأهم سيرعى مشروعه الحلم بالتطبيع مع الكيان الغاصب وتصفية القضية الفلسطينية في بضع سنين.

  3. يقول أحمد السنوسي:

    الرهان على أعضاء من الكونغرس أو على أقلام صحافيين من مؤسسات إعلامية كبرى لدفع ترامب على التزام الصرامة في التعامل مع قضية اغتيال الصحفي خاشقجي هو تقدير يجانب المنطق والموضوعية.
    لجنة تحقيق دولية لها مصداقية تسندها غالبية الدول الغربية قد تكشف خيوط جريمة الإغتيال وتحدد مسؤولية كل الأطراف بشرط أن تتمكن من مقابلة المتهمين التسعة عشر في ظروف تسمح لهم بالتصريح عن أقوالهم دون ضغوط، كلها شروط صعبة التحقيق بل مستحيلة التحقيق.
    أعتقد أن قضية تصفية المرحوم خاشقجي ستنتهي بإعدام الشهود وبعدها ستسقط بالتقادم للأسف الشديد.

  4. يقول .Dinars:

    الأموال التي تلاقاها ترامب من عند المجرم ولد سلمان لم تمر عبر المراقبة المالية الأمريكية وهو بذلك يكون قد تحيل على الخزينة الأمريكية وهو يعمل في الظلام.
    ترامب تجاوز جميع المؤسسات الأمريكية ما يؤكد أنه قد قام بخيانة عُظمى لم يُحاسب عليها.
    ترامب يُعتبر قد قام بجريمة ضد خاشقجي عبر تستره على المجرم ولد سلمان.
    ترامب لا يُعوّل عليه بعد أن فقد شرعية الحكم.

  5. يقول خالد الزناتي:

    الإشكالية لا تنحصر في سمعة المملكة السعودية أو قبول الشعب السعودي أن يحكمه مستبد وطاغية، *فالمصيبة ليست في ظلم الأشرار بل في صمت الأخيار* كما تقول الحكمة المأثورة، لكن مصدر الخطر يكمن في تعهد محمد بن سلمان بتمرير “صفقة القرن” وجر كل الحكومات العربية المتخادلة إلى التطبيع الرسمي مع الكيان الصهيوني من الخليج إلى المحيط، لو كان شر هذا الأمير المتعطش للسلطة ينحصر في بلده لكان أهون.

  6. يقول سوري:

    موقف دونالد ترامب دادا من الجريمة النكراء التي ارتكبها المنشار محمد أسيد بن أبيه يؤكد على الثوابت التالية
    – ان الغرب بشكل عام وعلى رأسه الولايات المتحدة وروسيا في عهد ابو علي بوطين تفضل دعم طغاة العرب والتغطية على جرائمهم ضد ابناء وطنهم فهم يدعمون اليوم المجرم ابن المجرم بشار الكيماوي وأبو الرز السيسي والمنشار محمد أسيد بكل الوسائل
    – أن الأنظمة العربية العفنة والخائنة كلها تعمل لإرضاء اسرائيل كي تبقى في الحكم
    – أن النفط العربي هو نقمة وليس نعمة وقد كان وبالا على الشعوب العربية التي لم تستفد منه بشيء
    – على الشعوب العربية ان تستمر في تأجيج الربيع العربي لأنه وحده سيوصلنا للتخلص من المجرمين

  7. يقول ع.خ.ا.حسن:

    بسم الله الرحمن الرحيم .رأي القدس اليوم عنوانه (إنقاذ ترامب لبن سلمان من قضيّة خاشقجي سيكون صعبا)
    مهما بلغت درجة حرص ترامب على تبرئة ابن سلمان من جريمة تصفية خاشقجي ،فان وحشية الطريقة وردة الفعل العنيفة ضده في الصحافة ووسائل الاعلام الامريكة الاخرى قد تحول دون افلات ابن سلمان من المسؤولية المباشرة عن ذلك.
    صحيح ان ترامب يدوس على المثل والأخلاق الإنسانية في علاقته( الوطيدة مع السعودية بغضّ النظر عن القضية، وأنه ما يهمّه هو مصالح أمريكا وإسرائيل فحسب)
    ولا ننسى الالحاح الاسرائيلي المافيوي على ترامب( كي يخفف الضغط على بن سلمان.) وترامب ( لديه تعاطف غريزيّ مع القادة الأقوياء الذين يعادون الأخلاق ) فكيف إذا كان هؤلاء القادة يتربعون فوق بحيرة من النفط ، ومع ذلك و(بالعودة إلى ما قرره الكونغرس، والحملات التي ما يزال يشنّها الساسة والناشطون ووسائل الإعلام، فإن الدم سيبقى أثقل وزناً من النفط، ومحاولة ترامب إخراج ولي العهد السعودي من الورطة قد تورّطه هو شخصياً بتهم كثيرة على رأسها الإساءة للمصالح الأمريكية التي يزعم الدفاع عنها.)
    وترامب ينظر إلى المصالح الأمريكية من المنظار الاسرائيلي الذي لا تهمه الا المصالح الاسرائيلة مهما تعارضت مع تلك الأمريكية.

  8. يقول د. اثير الشيخلي - العراق:

    اتهام هذا الصحفي السعودي لقطر ، فضلاً عن ركاكته و كونه مرسلاً بلا دليل ، يدل على الفجاجة و السقوط المريع للإعلام السعودي حاله حال طريقة تنفيذ الجريمة المروعة
    ولكن الم يكن على هذا الصحفي سؤال نفسه ، لماذا تفعل قطر ذلك ( إن صح من وجهة نظره انها فعلت ) ؟!
    أليس السبب هي السعودية نفسها ، كونها من فتحت النار على قطر باطلاً و أعطتها الحق الى ان ترد و تدافع عن نفسها ، ولكن قطر أظهرت ترفع و نبل في المواجهة قل نظيره
    ثم أن السعودية هي من ارتكبت الجريمة وليس قطر ولم يجبرها أحد ، و بدل أن تحاسب المسؤولين الحقيقيين ، باتت توزع الاتهامات على كل من قطر و تركيا قبل الاعتراف و من ثم بعده
    .
    ما انا متيقين منه وتدل عليه كل الشواهد و القرائن ،ان هدف الجريمة أصلاً هو توريط تركيا و معها قطر و الاخوان، وهو ما ركز عليه الإعلام المطبل في دول الحصار.

  9. يقول رشيد الصنهاجي:

    لا شك أن مقايضات تمت في جنح الظلام في سرية تامة بين كوشنر ومحمد بن سلمان تعهد الأول ببذل أقصى الجهد لتجاوز فضيحة قتل صحافي أعزل في قنصلية بلده مقابل ضمانات من ولي عهد السعودية الظاهر لها شقين: الشق الأول اقتصادي يتم بمقتضاه تسريع وتيرة استنزاف البقرة الحلوب، أما الشق الثاني وهو الأكثر ضررا لأنه يورط جل الحكومات العربية في الإنخراط في عملية التطبيع مع الكيان المحتل وإقبار حق عودة اللاجئين واسترجاع الأراضي المغتصبة سنة 67. الحل الوحيد المطروح اليوم هو تعبير الشعوب العربية بالصوت العالي أن لا تنسيق مع الأمير محمد بن سلمان في قضية فلسطين المحتلة خارج الإطار المتفق عليه سلفا: حل الدولتين، استرجاع حدود 67 وعودة اللاجئين، إن كان محمد بن سلمان قد قدم أموال شعبه قربانا لفك رقبته فذاك شأن شعب السعودية، أما أن يقايض بأراضي أهل فلسطين ومقدسات الأمة فلا ينبغي أن نشاركه كشعوب عربية في خيانة الأمانة.

  10. يقول محمد السوري:

    لقد انتصر النفط على دماء ملايين العراقيين اللذين قتلهم الأمريكان بدون سبب والكذبة السلاح المحرم دولياً وبدعم من آل سلول الخونة وباقي العصابة الخليجية والهدف هو أضعاف العراق من اجل ان يبقى الخونة من آل سلول والكيان الصهيوني اليوم أيضا سينتصر النفط على وعلى المغفلين والسذج اللذين صدقوا اكذوبة ان لأمريكا مبادئ اخلاقية وانسانية ان يتوجهوا الى اقرب مصحة نفسية للعلاج قبل ان يستفحل غباؤهم ويتجاوز غباء وسذاجة ساكن البيت الأسود فهناك فرحة وسرور تعم العالم الغربي بعد ان خفض سفلة الخليج أسعار النفط من اجل بقاء ابو منشار على رأس السلطة

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية