ـ «وما الكراهية الأشدّ صلابة سوى تلك التي تجد جذورها في الخوف، والتي تتكثّف عبر الصمت، وتحوِّل شعور العنف إلى نوع من شعور الرغبة في الانتقام، إلى إلغاء متخيل للشيء المكروه، إلى شيء يشبه طقوس الثأر الخفية التي تؤجِّج غضب الإنسان المضطهد».
مقتطف لجورج إليوت صدّر به جيمس سكوت كتابه المهم (المقاومة بالحيلة).
ـ «أهم هبة يجب أن يتمتع بها الكاتب الجيد هي «كاشف هراء» منيع ضد الصدمات، هذا هو الرادار الذي امتلكه كل الكُتّاب العظام»
أرنست هيمنغواي
ـ «الناس أسوأ من كل هذا، أسوأ من الذكريات والأشياء والكتب كلها، إنهم أنواع متنوعة، يدخلون من حيث لا تعلم في أوقات غير مناسبة، ولا يُرغب بهم فيها، ويحملون شائعات مقرفة لا تساوي شيئا، حين يرغبون بعمل جيد، يُفقدون الإنسان طمأنينته، محبتهم خانقة أكثر من كونها مريحة، يتحدثون لإثبات أن لديهم أفكارا، يقصون عليكم القصص لإقناعكم أنهم ذو خصوصيات غريبة، يقلقونكم من أجل أن يظهروا لكم محبتهم، يمكن أن يكون هؤلاء أشخاصا ثرثارين عاديين مخبولين تافهين غير مهمين، ولكنهم بعد كل زيارة للشيخ زادة الذي يبذل ما بوسعه من أجل ان يكون نفسه يريد أن يبقى وحده مع أفكاره فقط، ويشعر منذ مدة طويلة أنه ليس نفسه، كتب الكاتب في إحدى المرات «يعتقد الشيخ زادة عثمان جلال الدين أفندي أن الناس الذين يحيطون بالإنسان يشكلون أكبر عائق أمامه يحول دون جعله نفسه»، كما كتب الكاتب في مرة أخرى «أكبر متعة للناس جعل الآخرين يشبهونهم».
أورهان باموق من روايته (الكتاب الأسود) ترجمة عبد القادر عبداللي
ـ «هناك تعتيم إعلامي مفروض عليك؟.. حسنا يفعلون فأنا لا أشع إلا في الظلام»
محمد الماغوط
ـ «الموت ليس مخيفاً إطلاقاً فطالما أن الخطر لم يداهمك بعد وطالما أن الموت لم يتجسد بعد، فإنك تبقى غير مبالٍ، ولا تفكر بالموت أبداً، ولكن عندما تقف أمام الموت وجهاً لوجه، هنا يبدأ شعورك بالحزن. إن الأجيال القادمة لن تشعر ولن تدرك الآلام التي قاسيتها علما بأنك تدرك أن كل ماتقاسيه من ضيق ومن آلام كان من أجل هذه الأجيال، وفجأة تنظر من زاويتك الفردية، تفكر بأنك فرد، أي تفكر بفرديتك، وبأنك دخلت هذا الصراع من أجل نفسك فقط، وإذا مت فإنك تموت كأي شخص يقاتل من أجل مصلحته الشخصية، وتفكر بأن الصراع والكفاح العظيمين اللذين تجسدهما سيصبحان أمرا عاديا وغير مهم… لقد مات العديد من الثوريين ولكن كل فرد فيهم مات ميتة شخص واحد. وستقول الأجيال القادمة لقد مات خمسمئة شخص، وتضيع أنت في هذا الرقم، على الرغم من أنك تتمنى شئت أم أبيت، أن تعرف الأجيال القادمة ما قاسيته وما عشته من ألم ومن عذاب»
إردوال أوز من رواية (مساء ذبول الوردة) ترجمة أحمد سليمان الإبراهيم
ـ «الواقع هو الوهم الذي نسي الناس أنه وهم»
جاك دريدا
ـ «وقال وهو على الخازوق باسماً: جرت مشيئته بأن نلقاه هكذا»
نجيب محفوظ من رواية (اللص والكلاب)
ـ «مازلت أُحلِّق في عالم الفكر والخيال، ولم أنزل إلى الأرض بعد، مع أنني كنت قد توصلت إلى أن رأسي هو مصدر إنزعاجي ومعاناتي، وكنت قد صممت على أن أتركه خلفي وأن أعيش دون التفكير بشيئ، وأن أودع تماما التفكير بما وراء الطبيعة، وأن أعيش كما يعيش أي فلاح، وأن أختلط بالفلاحين تماما، لكنني أرى أنني مثل نقطة زيت في صحن ماء، فلا أستطيع الامتزاج ولا الغوص إلى الأعماق، ويبدو أن هذا هو السبب في أنهم يسموننا نحن المثقفين زبدة المجتمع».
من رواية (غريب) للكاتب التركي يعقوب قدري قره عثمان أوغلو ـ ترجمة فاروق مصطفى
ـ «والنهاراتُ ليست مليئةً بما يكفي، والليالي ليست مليئةً بما يكفي، والحياةُ تهربُ كفأرةِ حقلٍ، من دون أن تهُزّ العشب».
عزرا باوند، ترجمة بشير السباعي
ـ «حين ترسم العالم مقلوباً. تراه في جميع أخطائه. يهرب الكلب مذعوراً من الثعلب. يطارد اللص القاضي مرتدياً عباءته. تتكبّر القدمان على الرأس. يتجرجر الفم في الوحل. وتطفئ النار الماء… ويجر السائق العربة التي يركبها الثوران. يجلس نهر على ضفة إنسان. يشحذ حصانه في الظل ويسقي سيفه المثلّم».
من أغاني أمريكا اللاتينية التي نشرها إدواردو جاليانو في كتابه (ذاكرة النار) ـ ترجمة أسامة إسبر
ـ «أكبر شعور بالرضا بالنسبة للكاتب وقد تعلمت ذلك مع مرور السنين لا يأتي من حصد الجوائز وتلك المظاهر الخارجية التي قد تصيب أحياناً بالغرور، ولكنه يتولد بشكل حميمي جداً عندما يضحي هذا المجهود الذي انخرط فيه لفترة طويلة وحيداً مع أشباحه في لحظة معينة عملاً مستقلاً. إن أكبر شعور بالرضا يأتي عندما يظل المرء ممتطياً صهوة فرسه أي يظل ممسكاً بقلمه».
ماريو بورغاس يوسا
ـ «بعض الناس يسمعون أصوات ضمائرهم بوضوح ويتصرفون حسب ما يمليه عليهم.. بعضهم يصبحون مجانين وبعضهم يتحولون إلى أساطير».
من مقدمة فيلم أساطير الخريف المأخوذ عن رواية للكاتب جيم هاريسون
« الأشخاص المملون هم مملون عمداً. هذا قرار يتعلق بالشخصية. ولا يمكن أن نعفيهم من مسؤوليتهم الشخصية بالقول إنهم مثل اللفت. المملون يريدون أن يخدروا حواسك بحيث لا تعود حساساً تجاههم».
حنيف قريشي من رواية (بوذا الضواحي) ترجمة سامر أبو هواش
ـ «الحب، أجل، حب؟ يقولون حب؟ ما الذي يعرفه عنه كل أولئك الكتاب الغراميين، غير المحبين الذين يتحدثون عنه ويريدون استثارته فيمن يقرؤونهم؟ ما الذي يعرفه عنه أبطال الكلام؟ حب؟ ليس حبا، بل حنان، فهذا الكلام عن الحب له مذاق الكتب، ففي المسارح والروايات وحدها تسمع عبارة أحبك، أما في الحياة التي من لحم ودم وعظم فالعبارة الحميمة أحبك، أو الصمت الذي هو أشد حميمية منها، الحب؟ لا حتى ولا الحنان، بل شيء بلا اسم، شيء لا يقال لأنه مختلط بالحياة نفسها، معظم من يتغنون بالحب يعرفون عنه ما يعرفه عن الصلوات ماضغو الأدعية وملتهمو صلوات السبحة، لا فالصلاة ليست مجرد شيئ يتوجب أداؤه في هذه الساعة أوتلك، وفي مكان منعزل ومنزو وفي أسلوب متأنق، بينما هي أسلوب في عمل كل شيئ وكأنه منذور من أعماق الروح وبالعيش في الرب، صلاةً يجب أن يكون الأكل والشرب والتنزه واللعب والقراءة والكتابة والتحدث، وحتى النوم أيضا، كل شيء صلاة، وحياتنا يجب أن تكون «لتكن مشيئتك»، متواصلة وصامتة دون توقف ليس بالنطق بها، ولا حتى بالتفكير فيها، وإنما بعيشها، هذا ماسمعه عن الصلاة ذات يوم من قديس متدين فطبّق ذلك على الحب فيما بعد».
ميغيل دي أونامونو من روايته (الخالة تولا) ترجمة صالح علماني
٭ كاتب مصري
بلال فضل