إنَّـاسْ إنَّـاسْ

حجم الخط
0

إنَّاسْ إنَّـاسْ
أنَّ الرَّوضَ زرعْنا أمسِ شتائلَـهُ
في الأرض الطيِّبة المِعطـاءِ
سقاهُ صهيلُ خيول الفَتـحِ
وَرتْ للسارينَ إلى اللهِ على الفِطرةِ قَدحًـا
فاضَ تلاوينَ شـذًا
ومهارجَ جُـوريٍّ
ومغانـيَ آسْ
فتآلفتِ الأشـذاءُ
كقِطعةِ ترتيـلٍ
يعلُو بمواجدها عبدُ الباسـطِ
نحوَ نعيمِ المُطْلـقِ
تتْبعُه الأسمـاعُ
مُغمَّضمة الأعيُـنِ
مُبهَرة الإحسـاسِ
يُناجي الحَضـرةَ:
«ربِّ أدِمْ لوُرود الـرَّوضِ
فُيوضَ العِطـرِ
إلى أن يستنفدَ هذا البلدُ الطَّيـبُ
ما في الكاسِ من الأنفـاسْ»!
إنَّاسْ إنَّـاسْ
أنَّ أغاديرَ وفـاسْ
رعتَا عهدَ الـروضِ
وما بدَّلتـا
لولا أن مسَّ الأرضَ القَـرحُ
فأنبتَ بعضُ الشؤمِ الشوكَ لضوَّعتَـا
ما خلْفَ طُليطلةَ الحسنـاءِ
اغتيلتْ في غَبشِ الفجـرِ
بنصلٍ شَوكيٍّ في أيدي الأنجـاسْ
والآنَ…
الآنَ تسلَّلُ بين صفوف الحُسن المخفـورِ
كتائبُ مافيا الشَّـوكِ
تجوسُ خِلال جنان الـوردِ
وأخشى – إنَّـاسْ إنَّـاسْ – إن لم نُوفِ بعهد جِنان الـوردْ
أن يُصبحَ وشيُ الروضِ الساحرِ ذِكـرَى
أو حُلمَ نُعـاسْ!

شاعر مغربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية