(1) إذا أحسنا الظن بالداعشيين من جماعة البغدادي فإننا نتهمهم بغباء مفرط. فحتى من منظورهم فإن قتل الأسرى والرهائن الأبرياء، وبث فظائعهم على الملأ، يستعدي العالم كله ضدهم. وإذا كانوا يعتقدون أن فظائعهم ترهب الناس وتجبرهم على الخضوع لسلطانهم فهذا غباء مزدوج. أولاً، لأنه لو كان الإرهاب ذا نفع وفعالية لكان بشار الأسد وأمثاله ينعمون بحكمهم غير منازعين. وثانياً لأن مثل هذه الفظائع لا تكشف فقط عن إفلاس ديني وأخلاقي فحسب، بل كذلك عن عجز. فالجماعة تنكل بالأبرياء تحديداً لأنها عاجزة عن أن تنكأ جنود العدو أو تصل إليهم.
(2)
كنت قد نشرت تعليقاً على ممارسات بعض فئات مسلمي بريطانيا ممن لم يفتح الله عليه بفقه ولا علم ما سميته «فتوى ضد الغباء». فكل ما زاد غباء المرء، كلما نقص دينه. والمؤمن كيس فطن، كما جاء في الحديث، وليس بغبي أحمق. وإنما يخشى الله من عباده العلماء، وإنما يتذكر أولو الألباب. فالممارسات الغبية حين تطبع باستمرار تصرفات جماعة، فإنها علامة واضحة على قلة حظها من الإيمان.
(3)
ليس الغباء وحده ما يقدح في مؤهلات الداعشيين الإيمانية. فالمؤمن ليس بطعان ولا لعان، وليس مؤمناً من لم يأمن جاره بوائقه. وليس الفجور في الخصومة من سمات المؤمنين، أو الغدر والعدوان على الأبرياء من سجاياهم. ولو أردنا أن نعدد علامات افتقار هذه الجماعة إلى الإيمان لاحتجنا إلى مقالات عدة.
(4)
سمعت كذلك من بعض أشياع هذه الفئة من «يفتي» بأن من حق «رئيس الدولة قتل الأسرى»، ولكن.. وهذا دليل آخر على ما يميز هذه الفئة وحاضنتها الأوسع ممن يسمون أنفسهم بالسلفيين الجهاديين من فقر في الفقه. ويذكرنا هذا بتلك الفئات من جماعات «التكفير والهجرة» التي كان يجتمع فيها بضعة أفراد ثم يعلنون أنفسهم «جماعة المسلمين»، ويبنون على ذلك أحكاماً ما أنزل الله بها من سلطان. فليست هناك دولة إسلامية أو غير إسلامية تقوم على رأسها هذه الميليشيا حتى تسري فيها أحكام الشرع، وليس هناك «رئيس دولة»، بل طائفة ممتنعة خارجة هاربة في الفلوات، وجماعة من المفسدين في الأرض. وليست المسألة فقط خلاف مع القوم في حكم، بل في وجود السلطة الشرعية المكلفة تطبيق الأحكام. فهل يحل لقطاع الطرق الفتوى وتطبيق الأحكام؟
(5)
هذه الفئات وأمثالها تدخل في حكم من يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض، لأنها فوق جهلها بأحكام الدين تنتهج الانتقائية، وتتبع الهوى، وتجيز لنفسها مخالفة الشرع كما يحلو لها متعللة بالضرورات. وكنت قد علقت هنا قبل سنوات على كبيرة من كبائر الجماعة الإسلامية الجزائرية حين نشرت شريط فيديو صدرته بأن التصوير حرام وكل مصور في النار، ولكنها احتجت بضرورة الدفاع عن سمعة جماعتها ضد المرجفين. وقلت حينها إن هذه الجماعة تستحق دخول النار مرتين حتى بمنطقها. مرة لارتكاب كبيرة التصوير ومرة لأن رسالتها كشفت من مساوئ الجماعة وضلالها أكثر من دعايات الخصوم. فلو كانت الجماعة صالحة كما يزعمون فقد شوهوا سمعتها، وإن كانت ضالة فمن باب أولى.
(6)
تهمة الغباء تصح، كما أسلفنا، إذا أحسنا الظن بهذه الفئة، وما أصعب ذلك! فلو عددنا إنجازاتهم لوجدنا من بينها تشويه صورة الإسلام على نطاق العالم، وتصوير المسلمين على أنهم برابرة وحوش لا يرقبون في بريء ذمة. وكفى بهذا صداً عن سبيل الله، وإثارة للكراهية ضد المسلمين في كل أرجاء الأرض. وقبل ذلك وبعده، حققت هذه الفئة لنظام الأسد وبقية أنظمة الاستبداد أغلى أمانيها، وعضدت دعايتها بأنها وأشياعها من المجرمين آخر الحصون ضد مثل هذه البربرية.
(7)
هل مصادفة أن حققت هذه الجماعة لأعداء الإسلام من كل فئة وطائفة هذه المكاسب الضخمة؟ هل الغباء وحده يفسر هذه الخدمات التي تسدى لأعداء الدين؟ هل الغباء عذر عند فئة أثبتت في مواقع أخرى قدرات لا يستهان بها في أسلوب الدعاية والتكتيكات القتالية وجمع الأموال واستغلالها في الفساد والإفساد؟ هل القوم أغبياء لا يفقهون حديثاً، أم أنهم قوم مجرمون، يتعمدون تشويه الإسلام وصد الناس عنه، ويجتهدون في دعم نظام الأسد عبر سرقة ثورة الشعب السوري وتشويهها وحشد العالم ضدها؟ أفتونا جازاكم الله بما تستحقون!
(8)
الأرجح أنهما الأمران معاً: فغالبية أنصار هذه الفئة وجنودها من الأغبياء المغرر بهم، أما قياداتهم فهي عدو مبين للإسلام والمسلمين، أو هي مخترقة من قبل أجهزة تعرف تماماً ماذا تفعل. إذ لو أنفق أعداء الإسلام ما في الأرض جميعاً ومثله معه لما حققوا في قرون ما نجحت فيه هذه الفئة في أشهر معدودات. وليس الغباء بعذر لجرائم بهذا الحجم، لا في هذا الدار ولا في دار القرار. فليتب التائبون قبل فوات الأوان.
٭ كاتب وباحث سوداني مقيم في لندن
د. عبدالوهاب الأفندي
أنا معك يا دكتور عبدالوهاب بهذا المقال 100%
فعلا انه الغباء والصلف والجمود الفكري وضحالة بالفهم وخواء بالرشد
فلا يوجد عندهم رجل رشيد مثلهم كمثل فرعون وقومه
بسم الله الرحمن الرحيم
قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَىٰ وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ (29)غافر
ولا حول ولا قوة الا بالله
أولا أقدم احر التعازي لأسرة الطيار، رغما عن اعتقادي وتمنياتي أن يكون لايزال علي قيد الحياة. أوافق الافندي أن الدواعش الملعونين مخترقين من قبل أجهزة تعتقد انها ﴿تعرف تماماً ماذا تفعل﴾. واجهزة من يحركهم مبدأهم السمج المستمد من قولهم: ﴿ليس علينا في الأميين سبيل﴾ ارتكبت خطاً فاحشا باخراج هذا الفيديو المزيف. اليكم بعض الملاحظات التي توضح ان هذا الفيديو مختلق للإسائة للمسلمين:-
* الدخان (أبيض وأسود) الذي يظهر في أجزاء من الفيديو يدل علي عدم إلمام من يقف ورائه بأبسط قوانيين الكيمياء. فالنار لا يظهر منها دخان الا في حالة حرمانها من الأوكسجين مما يؤدي الي ال Incomplete combustion أي الإحتراق غير الكامل. الظروف والجو الذي صور فيه الفيديو لا توحي بحرمان النار من الأوكسجين. والدخانان الأبيض والأسود لا يمكن أن ينجما من عدم الإحتراق غير الكامل لمادة واحدة.
* الفيديو مصور بواسطة كاميرات متعددة ولكن لا تبدو ايا منها فيه بالرغم من ان بعضها ثابت. هذا يدل علي انه تجميع لعدة جلسات من التصوير، ولربما يكون هناك اكثر من شخص يتعاقبون علي التمثيل داخل القفص.
* القفص غير مثبت علي الارض والشخص داخله لا يقوم بأية محاولة لقلبه للخروج منه. هذا فضلا عن انه لا يبدي اية محاولة لتفادي النار باللجؤ لركن القفص او حتي تسلق حائطه الي السقف مما يدل علي تعاون الشخص مع مصوري الفيديو ولربما تحت التهديد.
* كل الدلائل تدل علي أن داعش مجموعة من الهمج تحت قصف علي مدار الساعة منذ أكثر من ثلاثة أشهر. فهل يستقيم عقلا أن يكون لأفرادها أمكانيات لحياكة لبس السجن البرتقالي الذي يظهر به ضحاياها المزعومين؟!
* الفيديو يظهر النار داخل القفص فقط. يبدو أن المادة المحترقة مادة بترولية تم صبها فكيف لم يتسرب جزء منها الي خارج القفص؟
* تم وضع الفيديو علي الأنترنت في وقد كان فيه العاهل الأردني في زيارة الي واشنطون، وهذا يدل علي أن من يقف ورائه يريد احراجه.
* نهاية الفيديو توضح أنف الضحية ذائبة وهذا غير ممكن. هذا بالاضافة الي أن قضبان القفص الفولاذية تتكسر مثل البسكويت وتتساقط مثل العصي، فهل يعقل هذا؟
وكما يقول المثل (حبل الكذب قصير). وأدعو الله تبارك وتعالي أن يمن علينا باليوم الذي يواجه فيه رجال المخابرات الذين يقفون وراء هذا الفيديو القضاء العادل وينالوا جزائهم المستحق عذابا في الدنيا قبل الآخرة (ويمكرون ويمكر الله والله خي الماكرين).
كل إناء ينضح بما فيه يا عبد الوهاب. الغباء في الحكام قبل المحكومين فلا عزاء. تمنيتك لو لم تخض في هذا الموضوع ( موضوع داعش) الذي سوف يصبح قريبا بضاعة كاسدة بعد أن يكون الأمريكان ضمنوا تصويت مجلس نوابهم على التدخل العسكري المباشر والأردن قمع كل من تسول له نفسه بالأعتراض والسناريو التالي للمنطقة جاهز للتنفيذ.
حياك الله اخي، نفخر كامة ان يكون بينناكتاب مثلك اصبت في تحلياك قراءة محيط الضاحية
العبثية ولم تنقب في عفونة الراس ، عين القول ما دونه الزائر رقم 3انه باختصارتكملةلسيناريو
11/سبتمبر.
حسبنا الله ونعم الوكيل