الدوحة – «القدس العربي»: أشاد نجم منتخب الكاميرون وبرشلونة السابق صامويل إيتو بالجهود التي تبذلها الطواقم الطبية خلال الشهور والأسابيع الماضية لمواجهة انتشار فيروس كورونا وقال إنهم هم “الأبطال الحقيقيون” وليس نجوم الرياضة الذين تراجع دورهم أمام ما يقوم به هؤلاء.
وقال إيتو، سفير مونديال قطر 2022، في كلمة له بالموقع الرسمي للجنة العليا للمشاريع والإرث، الجهة المسؤولة عن تنفيذ مشاريع كأس العالم المقبلة: “لطالما تصدّر نجوم الرياضة واجهة الإعلام باعتبارهم أبطالاً يُشار إليهم بالبنان، لكن الأزمة الحالية كشفت لنا أن دورهم يتضاءل أمام ما يواصل هؤلاء الأفراد بذله من جهود خلال الشهور والأسابيع الماضية، فهم بلا شك الأبطال الحقيقيون الذين يستحقون منا كل الإشادة والدعم على ما يقدمونه من جهود استثنائية في ظل تحديات غير مسبوقة”. وأضاف أن “العاملين في القطاعات الأساسية لرعاية المصابين بالفيروس، خاصة أفراد الطواقم الطبية الذين يتصدرون الخطوط الأمامية في مواجهة الوباء، يخاطرون بحياتهم كل يوم من أجل سلامة جميع أفراد المجتمع”. مشيرا إلى أن “هذه الظروف أدت إلى تراجع أهمية الرياضة، فعلقت الدوريات والبطولات والأحداث الرياضية في أنحاء العالم”، مؤكدا أن هذه “خطوات وقائية ضرورية للحفاظ على صحة الأفراد والمجتمعات”. كما أشاد بأفراد آخرين في مهام أخرى لا تقل أهمية، مثل العاملين في متاجر المواد الغذائية والصيدليات وعمّال النظافة والطيران، وغيرها من القطاعات الحيوية التي يعمل أفرادها بدون كلل لتوفير الحاجات الأساسية للمجتمع في ظل هذه الأوقات العصيبة.
وقال أسطورة الكرة الكاميرونية، والفائز بدوري أبطال أوروبا ثلاث مرات، أن الأجيال الحالية لم تعاصر حدثا كهذا، وعبر عن دعمه ومساندته لكل من تضرر جراء هذه الأزمة. كما دعا بعد انتهاء هذه الأزمة إلى ضرورة التطلع إلى “المتعة والفائدة التي يمكن أن تحملها الرياضة لمجتمعنا العالمي، فبعدما تسبب انتشار الفيروس في تباعد الناس عن بعضهم بعضا، سيأتي دور الرياضة في التقريب بين أفراد المجتمع من جديد، وتعزيز الترابط بينهم”. وقال إنه طالع مؤخرا مقالا لصديقه تيم كاهل، سفير اللجنة العليا للمشاريع والإرث، حول القوة الفاعلة للأحداث العالمية الكبرى، مثل دورة الألعاب الأولمبية وبطولة كأس العالم، في التقريب بين الشعوب، وإنه يتفق تماما مع رأيه ويتطلع إلى أن تعكس كلمته هذه الحقيقة التي تؤكد الدور الرئيسي للرياضة في تعزيز الترابط بين الناس.
وتحدث إيتو عن مشوراه الرياضي وطفولته وقال: “نشأت وأنا ألعب الكرة مع الأطفال في الشارع، وكانت الحياة لي هي الالتقاء بأصدقائي والاستمتاع معاً بممارسة لعبتنا المفضلة. ولكن الوضع الاستثنائي الذي يشهده عالمنا اليوم أجبر الجميع على البقاء في منازلهم، رغم أن كرة القدم للكثير من الناس ملاذهم من الفقر والعُزلة وصعوبات الحياة، فكرة القدم هي عالمهم الذي حُرموا منه بسبب الأزمة الراهنة. لكن بلا شك كان من الضروري اتخاذ إجراءات التباعد الاجتماعي لحماية مجتمعاتنا من خطر الإصابة بالفيروس”. وأضاف: “دائما تخطر ببالي خلال هذه الأزمة ذكرياتي الرائعة مع كرة القدم خلال الطفولة، فقد تمحورت حياتي حول هذه اللعبة”. وأردف: “ينبغي أن ينصبّ تركيزنا في الوقت الحالي على التعاون لتجاوز هذه الأزمة. وتعلّمت عندما كنت طفلاً، كحال الملايين غيري، كيف أتغلّب على صعوبات وتحديات بدت لا نهاية لها، وكأنها أنفاق لا بصيص لضوء في نهايتها. وفي ظل العزلة التي يشهدها عالمنا الآن، أعتقد أن هذا ما يشعر به الكثيرون في مختلف بلدان العالم، بسبب التداعيات التي فرضها وباء كورونا”. وقال إيتو: “هناك الكثير من الأشياء التي تساعدنا في تجاوز هذه الأزمة، مثل الإحسان إلى الآخرين، سواء الجيران أو الأصدقاء أو الأحباء، وهو ما يمثل أهمية كبرى لكثير من الناس يشعرون بالعزلة أو الملل أو الخمول. وعندما تتحسن الأمور لا شك أن الرياضة، خاصة كرة القدم، ستلعب دورا هائلا في التقريب بين الناس من جديد ورفع الروح المعنوية للأفراد في أنحاء العالم”. وختم: “في ضوء الظروف الراهنة، أختم حديثي بدعوة الجميع للمحافظة على سلامتهم وسلامة الآخرين عبر الالتزام بالبقاء في المنزل. استمتعوا بأوقاتكم مع أحبائكم، وعندما تنجلي هذه الأزمة قريباً، سنعود معاً من جديد، لنُري العالم القوة الفعالة لكرة القدم في التقريب بين الناس”.