إيران: رسائل الرئيس رئيسي المبكرة!

حجم الخط
9

تطوّرت أزمة جديدة بين إيران والمنظومة الغربية بعد هجوم بطائرة مسيّرة استهدف ناقلة تديرها شركة إسرائيلية قبالة سواحل عُمان وأسفر عن مقتل شخصين، بريطاني وروماني، وكان ذلك قبيل استلام الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم منصبه، وهو الهجوم الذي اتهمت فيه الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وإسرائيل ورومانيا وغيرها الجمهورية الإسلامية بتنفيذه.
تراوح الموقف الإيراني، كالعادة، بين الإنكار والنفي الرسميين، والتصريح، عبر قنوات محسوبة على طهران، مثل قناة «العالم» أن الضربة شمال بحر عُمان كانت للرد على هجمة إسرائيلية على مطار الضبعة في منطقة القصير بسوريا التي أدت لمقتل عنصرين من الميليشيات المحسوبة على إيران.
لكنه، وقبل أن تلتقط الدول الغربية – التي وعدت بالرد على الهجوم – أنفاسها، شهد الخليج حدثا آخر تمثل بمحاولة خطف لسفينة قبالة شواطئ الإمارات العربية المتحدة، حيث صعد مسلحون إلى سفينة ترفع علم بنما، وحسب مجلة «لويدز ليست» وصحيفة «التايمز» البريطانيتين، فقد أمر المسلحون طاقم السفينة بالتوجه إلى إيران، ورغم أن أمريكا لم تسارع بتوجيه الاتهام لطهران لكن متحدثا باسم الخارجية قال إن ثمة «نمطا مقلقا للغاية من العدائية من جانب إيران».
تزامن هذان الحدثان مع مواقف مستجدة لنظام بشار الأسد بخصوص الجنوب السوري، حيث أنهى النظام هدنة دامت سنوات، كما خرق اتفاقا مع أهالي مدينة درعا، وبدأ حصارا وهجوما تشارك فيه ميليشيات إيرانية، وتناظر ذلك مع سقوط ثلاثة صواريخ أطلقت من لبنان باتجاه إسرائيل، التي ردّت بقذائف من نيران المدفعية، كما أن مسلسل استهداف أرتال التحالف في العراق مستمر، وكذلك الضغوط التي تقوم بها الفصائل الشيعية على رئيس الوزراء مصطفى كاظمي باتجاه دفع الأمريكيين للانسحاب من البلاد.
لا يمكن فصل ما يحصل في الخليج العربي، أو في الساحات العراقية والسورية واللبنانية واليمنية (وهي الساحات التي تملك فيها إيران نفوذا كبيرا) عن حدث الجمود الذي أصاب المفاوضات بين طهران وأمريكا والمنظومة الدولية.
تبث هذه الوقائع إشارتين رئيسيتين، الأولى هي أن مساحة المناورة التي كانت موجودة بين منصب رئيس الجمهورية الإيرانية والآلة العسكرية ـ الأمنية الإيرانية خلال عهد الرئيس حسن روحاني لم تعد مطلوبة، والثانية، هي أن الرئيس الجديد، إبراهيم رئيسي، الخارج من مصنع تلك الآلة العسكرية ـ الأمنية، لم يكن مضطرا لبدء حكمه رسميّا، لمباشرة إرسال رسائله إلى خصوم إيران أو حلفائها.
ما عاد لازما، والحال هذه، أن تخرج الدولة الإيرانية على العالم بوجهين وأن تنطق بلسانين، وما عاد ممكنا، والحال هذه أن يوجّه أعضاء في البرلمان، أو صحف محسوبة على «الحرس الثوري» الاتهامات الحادة، والخطيرة أحيانا، لرئيس الجمهورية، أو لوزير خارجيته، وما عاد ضروريا فرض الجنرالات استراتيجيتهم للسياسة الخارجية، كما أشار محمد جواد ظريف مرة، حين يصبح شخص مثل رئيسي، الذي يتهمه حقوقيون إيرانيون، ومنظمات دولية، بالإشراف لسنوات على الإعدامات الجماعية ضد المعارضين خلال ثمانينيات القرن الماضي.
بهذا المعنى فإن رسائل رئيسي عن نفوذه سبقت تنصيبه، وأن الرسائل ستستمر ضمن هذا الاتجاه الذي يُعلي شأن الهجمات الاستباقية، ولا يحتفل كثيرا بالشكليات الدبلوماسية.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    أمريكا سبب التمدد الإيراني في المنطقة العربية, لأن أمريكا لا تريد خيراً للمنطقة!
    كان البعبع على العرب صهيوني, والآن أصبح صفوي!! ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول إبسا الشيخ:

    تحياتي لقدسنا العزيزة علينا
    فلننتظر رئيسي حتى تبدأ إدارته العمل، ولكن نحن نعلم علم اليقين، أن المرشد هو من يدير العمل

  3. يقول سامح //الأردن:

    *على إيران إرسال رسائل (إيجابية) لدول
    الخليج العربي وأن تثبت ذلك في كل من
    (العراق وسوريا ولبنان واليمن).
    حسبنا الله ونعم الوكيل.

  4. يقول كل إناء بالذي فيه ينضح:

    كيف يُسمح لصاحب المسالخ البشريه ان يكون على رأس الحكم
    في جمهورية الاسلام.أعدم الآلاف وترك عوائلهم بلا معيل. كان
    المتصور ان المعمم يخاف الله ولديه اخلاق فاضله!

    1. يقول Hassan Taleb:

      هو كان عمره ٢٨ سنه في ذلك الوقت وهل تتصور ان هكذا شاب يقدر ان يفرض ويعدم الالاف بقرار منه دون من هو اكبر منه عمرا ومسؤؤليه. لا تصدق أكاذيب اليهود وامريكا ومنافق خلق والله يقول ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا. والعقل زينه

  5. يقول بلحرمة محمد:

    البعبع يا سيد داود عربي نفسه قبل ان يكون امريكي او – صفوي – كما يحلو لك وصف الايرانيين فالعرب كما يعلم الجميع هم اعداء انفسهم وهم من كانوا السبب المباشر في هدا الانحطاط والانحدار غير المسبوقين.

    1. يقول الكروي داود النرويج:

      صدقت

  6. يقول منير:

    النظام الايراني ، نظام يتعلم منه ساسة العالم ،
    الحركه اللتي عملها الامريكان وبريطانيا واسرائيل حول السفينه ومقتل اثنين من بحارتها ، والضجه الاعلاميه والعنتريات ، الهدف منها تقليم اظافر رئيسي وقبل ان يبدا ، ونسى هؤلاء انه نظام ومؤسسات وقياده ، يتعلم منها ساسة العالم ، وليس شخص واحد ..
    ايران ترعبهم بشكل اشفق عليهم ..

  7. يقول Thomas Johansen:

    Deception is a medieval sectarian tradition called Al Takieh

    Iran mullahs fanatics they speak language of cult : it is spelled Al Takieh : it is you say one thing and you mean the opposite you lie and lie and lie
    Deception

إشترك في قائمتنا البريدية