إيطاليا تلبس ثوب البطل!

مباريات الدور الأول من بطولة كأس أمم أوروبا السادسة عشرة كشفت عن بطل محتمل ترشحه كل التوقعات للتتويج، أو على الأقل بلوغ النهائي، وهو المنتخب الايطالي الفائز بمبارياته الثلاث مسجلا سبعة أهداف للمرة الرابعة في في بطولة كبرى بعد مونديال 1978 و1990، وبطولة كأس أمم أوروبا 2000 التي بلغ فيها النهائي، ومحافظا على شباكه نظيفة للمرة الأولى في تاريخ البطولة، امتدادا لنتائجه وأرقامه الباهرة التي حققها منذ مجيء المدرب روبرتو مانشيني الذي عادل أطول سلسلة مباريات من دون خسارة، المسجلة بين عامي 1935 و1938، والمقدرة بثلاثين مباراة، ما يعادل 1055 دقيقة في جميع المسابقات، من دون أن ننسى تسجيله لاثنين وثلاثين هدفا من دون أن يتلقى أي هدف لحد الآن، وهي أرقام جعلته المرشح الأول بعد مباريات الدور الأول، من دون الحديث عن الأداء المتميز الذي قدمه، حتى بالتشكيلة الاحتياطية التي لعبت المباراة الثالثة ضد سويسرا.
أداء المنتخب الايطالي الفردي والجماعي، والمردود البدني والروح العالية التي ظهرت بها التشكيلة، كلها عوامل اضافية كشفت عن وجه جديد للكرة الايطالية بجيلها الجديد الذي يريد تعويض إقصائه من المشاركة في مونديال روسيا قبل ثلاث سنوات، والاستثمار في قدرات حارسه جانلويجي دوناروما ومتوسطي الميدان مانويل لوكاتيلي و نيكولو باريلا، ومهاجم ساسولو دومينيكو بيراردي، وخبرة بونوتشي وكيليني وهداف الدوري الايطالي تشيرو ايموبيلي، الذين يريدون تكرار ما فعلته المنتخبات المتوجة قاريا مؤخرا بعد اخفاقها في التأهل إلى المونديال، على غرار قطر في آسيا، والجزائر في افريقيا والولايات المتحدة التي توجت بدورها بكأس الكونكاكاف بعد فشلها في التأهل الى مونديال روسيا، رغم صعوبة المهمة أمام منتخبات أخرى مرشحة على غرار هولندا وبلجيكا وألمانيا وفرنسا والبرتغال، وحتى إنكلترا التي ضمنت مواصلة مشوارها على ملعبها في “ويمبلي”.
ايطاليا ستواجه النمسا في ثمن النهائي، وفي حالة فوزها قد تواجه بلجيكا في ربع النهائي، وفي طريق مفتوح نحو النهائي لأنها ستتجنب فرنسا أو ألمانيا أو البرتغال إلى غاية النهائي، ما يزيد من حظوظها في التتويج بلقب يغيب عن خزائنها منذ سنة 1968 وخسرته في دورتي 2000 و2012 أمام فرنسا واسبانيا في النهائي من أصل تسع مشاركات سابقة كانت تصنع فيها الحدث دوماً وتجد تعاطفا كبيرا من عشاق الكرة العالمية بفضل روح لاعبيها العالية وإصرارهم الكبير، اضافة الى براعة لاعبيها الحاليين وحنكة مدربهم روبرتو مانشيني الذي لم يخسر في ثلاثين مباراة، من بينها عشر مباريات متتالية من دون أن يتلقى أي هدف، بفضل هوية لعب حديثة، ممتعة ومثيرة، بعيدة تماما عن ذلك الأسلوب الدفاعي البحت الذي كانت تستند عليه إيطاليا عبر الزمن مع مختلف المدربين الذين لم يتمكنوا من التخلص من طريقة الكاتيناتشيو.
منتخب ايطاليا اليوم لا يعتمد على نجوم كبار مثل مبابي في فرنسا، ورونالدو في البرتغال، وليفاندوسكي في بولندا، وهاري كاين في انكلترا، لكنه يملك لاعبين مميزين في كل المراكز، وكرسيا احتياطيا ثريا، ومجموعة متجانسة ومنسجمة، جائعة وعطشانة انتصارات وتتويجات، تدافع وتهاجم كلها بروح عالية، تصنع الفارق فرديا وجماعيا، فنيا وبدنيا، و تبشر بعهد جديد للكرة الايطالية سيبدأ بالتتويج ببطولة كأس أمم أوروبا الأولى بعد أكثر من نصف قرن عن آخر تتويج، في وجود منتخبات أخرى قوية مرشحة بدورها للتتويج على غرار فرنسا وألمانيا والبرتغال وهولندا وبلجيكا وانكلترا، ما سيزيد من حجم الاستحقاق اذا كان إيطالياً.
تتويج إيطاليا باليورو سيكون منطقيا ومستحقا، واخفاقها سيكون مفاجأة البطولة بالنظر لكل المعطيات والخصوصيات التي تميز منتخب روبرتو مانشيني الممتع، الذي سيكون أقوى في مباريات خروج المغلوب بدءا من الدور ثمن النهائي أمام النمسا وربع النهائي المتوقع أن يكون أمام بلجيكا في انتظار مواجهة أحد أكبر المرشحين في نصف النهائي من بين منتخبات فرنسا أو ألمانيا أو البرتغال إذا سارت الأمور بحسب التوقعات من دون مفاجآت.

إعلامي جزائري

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول نورالدين:

    إيطاليا المرشح الأول بدون منازع لكن ستكون المهمة صعبة جدا أمام كبار قارة العجوز

  2. يقول ابوعبدالله الجزائري:

    صحح الخطأ
    فرنسا تقابلت مع البرتغال في النهائي سنة 2000 وليست ايطاليا وفازت بالهدف القاتل في الوقت الاضافي من ضربة جزاء سجلها زيدان.

إشترك في قائمتنا البريدية