لندن ـ “القدس العربي”: أين سيتوقف؟ التاريخ سيحكم على فلاديمير بوتين بقسوة، هذا هو جواب مجلة “إيكونوميست” في تحليلها للغزو الروسي في أوكرانيا، مضيفة أن الرئيس الروسي قام بعملية عسكرية غير مبررة على جارته. وقالت “بحلول الوقت الذي بدأ فيه، في صباح رمادي كئيب من 24 شباط/فبراير، اكتسب الهجوم الذي أمر به الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حتمية مثيرة للغثيان. لكن لم يكن هناك أي شيء حتمي بشأن هذه الحرب، فهو نزاع صنعه بنفسه. وفي القتال والبؤس المقبل سيُسفك دم أوكراني وروسي كثير، وكل قطرة منها ستتناثر على يدي بوتين”.
ومنذ عدة أشهر، في الوقت الذي كان فيه بوتين معزولا، وهو يحشد حوالى 190.000 جندي من قواته على حدود أوكرانيا، فقد كان السؤال الحاضر: ما الذي يريده هذا الرجل؟ ومن الواضح أنه كان يحن للحرب. والسؤال: أين سيتوقف؟ والمستمع لبوتين عشية الحرب، يدرك أنه من الواضح أنه لن يتوقف عند شيء. ففي خطابه الذي ألقاه عشية الحرب في 21 شباط/فبراير وأطلق أول غارات من صواريخ كروز ضد أشقائه من السلاف في أوكرانيا، عبَّر بوتين عن غضبه من “إمبراطورية الأكاذيب” أي الغرب. وهدد ملمحا إلى ترسانته من الأسلحة النووية بـ “سحق” أي بلد يقف في وجهه.
منذ عدة أشهر، في الوقت الذي كان فيه بوتين معزولا، وهو يحشد حوالي 190.000 من قواته على حدود أوكرانيا، فقد كان السؤال الحاضر: ما الذي يريده هذا الرجل؟
وأظهرت التقارير الأولية غير المؤكدة، عن مدى هذا الطموح. فهناك تكهنات أن الرئيس الروسي قد يرضى بالسيطرة على لوغانسك ودوينتسك في شرقي أوكرانيا، وتداعى كل هذا عندما بدأ الهجوم على عدة جبهات. فقد اجتازت القوات الروسية البرية من الشرق متجهة نحو كاركيف، ثاني مدن أوكرانيا، وانطلقت من القرم في الجنوب باتجاه خيرسون ومن بيلاروسيا شمالا باتجاه العاصمة. مع أننا لا نعرف قوة التقدم، من الواضح أن بوتين قرر المضي نحو كل أوكرانيا وهو أمر تتحدث عنه المخابرات البريطانية والأمريكية منذ عدة أشهر. وعندما قرر التحرك، تجاهل بوتين حسابات المخاطر السياسية والمنافع اليومية. وقرر المضي بفكرة وهمية خطيرة بأن لديه موعدا مع التاريخ. لكن لو سيطر بوتين على مساحات واسعة من أوكرانيا، فالحصول على الأراضي لن يوقفه كي يتوصل للسلام.
وتقول المجلة إنه ربما لم يقم بغزو أي من دول الناتو والتي كانت مرة جزءا من الإمبراطورية السوفييتية. لكنه قد يستخدم انتصاره بتوجيه هجمات سيبرانية عليها وحرب معلومات التي لا تصل إلى حد الحرب الحقيقية. وسيهدد بوتين الناتو لاعتقاده أنه يهدد روسيا وشعبها. وأشارت المجلة إلى خطابه الذي ألقاه وندد فيه بتوسع التحالف شرقا وما سماه “إبادة” يدعمها الغرب في أوكرانيا. ولا يستطيع بوتين إخبار شعبه أن جيشه يقوم بحرب ضد أشقائهم وشقيقاتهم الأوكرانيين الذين حصلوا على حريتهم. ولكنه يخبرهم أن روسيا تخوض حربا ضد أمريكا والناتو ووكلائها. والحقيقة المقيتة، هي أن بوتين شن حربا غير مبررة على دولة جارة ذات سيادة. ولديه هوس بالحلف الدفاعي غربا منها ويريد الدوس على المبادئ التي تحكم السلام في القرن الحادي والعشرين، ولهذا السبب على الغرب أن يفرض ثمنا باهظا عليه. ويبدأ هذا بعقوبات شديدة ضد النظام المالي وضد روسيا وصناعاتها التكنولوجية ونخبتها المالية.
وقالت المجلة إن الغرب فرض قبل الحرب وعندما اعترف بوتين بالجمهوريتين المنفصلتين عقوبات متواضعة، ويجب عليه ألا يتردد. ومع أن روسيا قررت بناء اقتصاد محصن، إلا أنها تظل جزءا من العالم. وستعاني من العقوبات، كما كشف انهيار السوق المالي الروسي بنسبة 45% مع بداية الحرب.
وأشارت إلى أن العقوبات ستضر بالغرب أيضا، من خلال ارتفاع أسعار النفط التي تجاوزت 100 دولار للبرميل. وتعتبر روسيا مصدرا رئيسيا للغاز إلى أوروبا، كما تصدر الرصاص والحديد والبلاديوم، وإلى جانب أن أوكرانيا تورد القمح. كل هذا سيؤدي إلى مشاكل في وقت يعاني فيه الاقتصاد العالمي من التضخم ومشاكل في سلاسل التوريد. ولكن معاناة الغرب هي رسالة لبوتين أنه مستعد لمواجهة عدوانه.
وقالت إن الناتو التزم حتى الآن بمبادئ عام 1997 التي تحظر عليه نشر قوات في الجمهوريات السوفييتية السابقة، ويمكن أن يمزق الناتو هذا الاتفاق ويستخدم الحرية لحشد قواته في الجزء الشرقي. وهذا يحتاج إلى وقت، لكن الحلف أظهر تحالفا ونيته على نشر قوات تدخل سريع بـ 40.000 جندي في دول المواجهة. وسيعطي غزو أوكرانيا مصداقية لهذه العقيدة وهو أن الهجوم على عضو هو هجوم على الجميع. وعلى التحالف الغربي أن يظهر لبوتين أنه سيواصل حشد قواته على حدود روسيا طالما استمر بالتوغل في داخل أوكرانيا، وهو عكس ما أراده.
مع أن روسيا قررت بناء اقتصاد محصن، إلا أنها تظل جزءا من العالم. وستعاني من العقوبات، كما كشف انهيار بورصة موسكو بـ 45% مع بداية الحرب
وكتبت أنه على العالم مساعدة أوكرانيا للدفاع عن نفسها. فالشعب الأوكراني سيواجه المعاناة، وبعد ساعات من الحرب سجل عدد من الضحايا المدنيين. ودعا الرئيس الأوكراني فولدومير زيلنسكي السكان للمقاومة. وعليهم تقرير متى وكيف سيقاومون حكومة ينصبها بوتين في كييف. ولن ينشر الناتو قواته في أوكرانيا خشية حصول مواجهة بين قوى نووية. ولكن على أعضائه توفير المساعدة، المال والسلاح والمأوى للاجئين وحكومة في المنفى إن اقتضى الأمر.
وتلفت المجلة إلى أن البعض يرى أن تحدي بوتين بهذه الطريقة فيه مخاطرة، لأنه منفصم عن الواقع أو لأنه سيصعد الحرب وربما يتحالف مع الصين. وتقول إنه ربما كان هذا سوء تقدير، فبعد 22 عاما على رأس السلطة، ديكتاتور لديه حساب لمصيره وشعور بنجاته، والكثير من الروس لا يعرفون كيف يتعاملون مع الأزمة، ومنهم غير المتحمسين لشن حرب ضد أشقائهم وشقيقاتهم في أوكرانيا وعلى الغرب استغلال هذا الوضع.
وتختم أنه في النهاية فشلت محاولات التعايش مع بوتين على أمل أن يحسن سلوكه. وعلى الصين التعامل مع الرجل الذي يدوس الحدود بأنه خطر على الاستقرار الذي تريده. وكلما ظل بوتين حرا للتصرف كما يريد كلما كان من الصعب وقف سفكه للدم.
بأي حجة قام الغرب بقيادة امريكا بتدمير العراق وسوريا وليبيا ، هذه الدول أصبحت فاشلة ، أين الديمقراطية التي نادت بتحقيقها ، لا شيء ،بل جعلت شعوب هذه الدول تتاسف على ماضيها رغم بعض الاكراهات
هم دخلوا تلك البلدان بحجة الديمقراطية الوهمية وقد كذبوا الحجة الحقيقية كانت لسرقة بترول تلك الدول وهي حقيقة ساطعة
عملية غير مبررة ? ما هذا الهراء العملية غير المبررة كانت على العراق و ليبيا كونهما بعيدتان الاف الكياومترات عن الحلف الأطلسي، و لكن هنا خنجر في خاصرة روسيا لدولة تديرها نخبة سياسية فاشية يمينية متطرفة ، الغرب المنافق مع اعلامه يقتل القتيل و يمشي في جنازته
أمريكا هي الشيطان الأكبر تريد أن تنهك روسيا بحرب استنزاف وتريد تدمير اقتصادها. أوربا المنافق تتبجج بالديمقراطيه تغرد خارج السرب.
مبروك للعالم ميلادهتلر جديد