إيكونوميست: الأنظمة العربية تتسابق لاستغلال “كورونا” وزيادة قمعها

حجم الخط
15

لندن- “القدس العربي”:

قالت مجلة “إيكونوميست” في عددها الأخير، إن كوفيد- 19 منح الدول العربية فرصة لزيادة القمع ضد سكانها والتجسس عليهم وتوسيع صلاحيتها.

وأضافت: “لو صدقنا الأرقام الرسمية فإن كوفيد- 19 لم يضرب بعد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بشدة كما في بقية العالم. وباستثناء إيران فإن الفيروس قتل حوالي 100 شخص في كل المنطقة، مقارنة مع آلاف الضحايا في أوروبا. ومع ذلك اتخذ القادة العرب إجراءات متطرفة للحد من انتشاره وفرض منع التجول وأغلقت المحلات التجارية وحجرت مدنٌ بالكامل”.

 وتعلق المجلة: “هذا تصرف حكيم، فدول مثل إيطاليا وإيران أخّرتا التحرك مما أدى لتدفق الحالات ولكنه مثير للقلق”. والسبب هو أن الأنظمة في المنطقة طالما لعبت على “مخاوف الناس لتبرير حكمها الديكتاتوري”.

وأعلنت معظم الحكومات حالة الطوارئ، مما سمح للحكام بالحكم عبر المراسيم، مع أن معظمهم يفعل هذا من قبل، ونشر القوات المسلحة. ففي مصر مثلا، أُرسل الجيش للقيام برش المناطق بالمطهرات. وفي الأردن، يحرس الجيش الساحات العامة ويساعد على فرض منع التجول والتأكد من عدم خروج الناس من بيوتهم. وعندما لم تكن السلطات المدنية في إيران قادرة على التعامل مع الوضع، حاول الحرس الثوري الدفع باتجاه قيود لها علاقة بالفيروس.

وفي بعض الدول الأوروبية خرج الجيش إلى الشوارع. إلا أن الأنظمة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لن تخفف من قبضتها على المجتمع مع تقهقر الأزمة. كما أن هذه الأنظمة تمارس القمع بطريقة لم نرها في الغرب.

واحتجزت المغرب أشخاصا لنشرهم الشائعات. وحذر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قائلا: “من ينشرون الأخبار الزائفة ستتم ملاحقتهم”. وحدد الأردن عدد الصحافيين المسموح لهم بالخروج ونقل الأحداث حتى قبل تسجيل أي وفاة. ومنعت مصر صحافية من صحيفة “الغارديان” البريطانية بعدما نقلت معلومات لدراسة أعدها علماء أوبئة في كندا، والذين قالوا إن انتشار المرض في مصر أوسع مما تحدثت عنه الحكومة.

ويعتمد العرب على الإذاعات التي تديرها الدولة والتي تقدم أخبارا غير دقيقة وبيانات مثيرة للتساؤل إلى جانب بيانات وزارات الصحة. وحتى في إسرائيل التي تعتبر فيها الصحافة حرة، فهناك مخاوف من تجاوز حكومة بنيامين نتنياهو الخط الأحمر وممارسة الرقابة، خاصة أنه أمر جواسيسه بالتنصت على الهواتف النقالة لتحديد حركة المصابين بالفيروس.

ويخشى بعض الإسرائيليين من إساءة استخدام هذه السلطة. ويتهم نتنياهو وحلفاؤه باستخدام انتشار الوباء كمبرر لتأخير محاكمته بقضايا فساد، وكذا البقاء في السلطة لمدة أطول مع استمرار المفاوضات لتشكيل حكومة. وتقول يوهانا بليسنر من معهد إسرائيل للديمقراطية: “يحاول جهده لاستغلال الفرصة التي قدمها فيروس كورونا”.

وفي مناطق أخرى، تم الترحيب بالإجراءات القوية لمنع انتشار الفيروس، حيث أصبح هاشتاغ أعلنوا حالة الطوارئ على تويتر من الأكثر متابعة في المنطقة.

 وبحسب مركز استطلاعات إبسوس، فنسبة 98% من الأردنيين يعتقدون أن حكومتهم تقوم بعمل “جيد” أو “جيد جدا”. وهم راضون عن السلطات الجديدة التي تسمح للملك بمصادرة ممتلكات خاصة أو اعتقال أي شخص يهدد النظام العام ومراقبة ما ينشر في الصحافة.

 وحتى الناشطون المعادون للحكومة يدعمون الإجراءات الصارمة. وقال مغربي: “أحيانا ما تتصادم حقوق الإنسان واحتياجات الصحة العامة”.

 كما أن التباعد الإجتماعي يعني توقف التظاهرات المعادية للحكومات كما في الجزائر ولبنان والعراق، والتي تلاشت في الوقت الحالي. كما يتعاون الأعداء في المنطقة، حيث ينسق الفلسطينيون والإسرائيليون لمحاربة العدو المشترك. وعرضت الكويت والإمارات المساعدة على إيران.

لكن الهدوء قد لا يطول؛ لأن الوباء ضرب النظام الاقتصادي في المنطقة، خاصة السياحة والتحويلات المالية، فيما أثّر انهيار أسعار النفط على موارد الحكومات، مما أثر على القطاع الخاص.

وفي الوقت نفسه تشكك منظمة الصحة العالمية بالأرقام القادمة من الحكومات في المنطقة. فعدم وجود فحص كاف يعني أن الأرقام أعلى من تلك التي تعلن عنها الحكومات، كما أن الأنظمة الصحية ليست مجهزة للتعامل مع حالات واسعة. وربما ندمت حكومات المنطقة على ما أنفقته لتعزيز قواتها العسكرية وشراء الأسلحة أكثر من الاهتمام ببناء المستشفيات والإمدادات الطبية وتحسين الوضع الصحي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول سليمان:

    ينطبق على المقال مقولة ” كمن يدس السم في الدسم” فقد رأينا ما نتجت عنه الاجراءات الحكومية للدول الغربية “الديموقراطية” من تفشىي للفيروس بسرعة غير معقولة.

  2. يقول Rafeek Kamel:

    المفيد فى نهاية المقال ..الحكومات المستبدة أنفقت أموال الشعوب على الأسلحة وتناست تجهيز المستشفيات بالمعدات لاحتواء الأمراض والنتيجة سلاح مخزن ملي بالصداء أكثر وعناية صحية أقل..ان اشتدت أزمة الكورونا ستباع الطائرة الحربية بنفس سعر سرير المستشفى وستكون الدبابة بسعر الكمامة

    1. يقول محمودDZ:

      بارك الله فيك يا رجل

  3. يقول moha:

    ولكن بإذنه سينقلب السحر على الساحر لما ينتشر المرض بسرعة جنونية سوف تطلب هاته الأنظمة التسليم بعد فوات الأوان لأن الشعوب لن ترحمها ولن تستطيع الهروب لأن الحدود الجوية والبرية حول العالم مغلقة !

  4. يقول Reena Nihad Abu hajar:

    في يوم من الايام ديفيد كاميرون قال عندما يتصادم الأمن القومي لبريطانيا مع حقوق الإنسان فلا تحدثني عنها.. تيريزا ماي أيضاً في حربها المزعومة ضد الإرهاب قالت نفس الجملة كل ما تقوم به الأردن منطقي والهدف منه واضح.. في بعض الأحيان يقوم العالم بالصيد في الماء العكر.. على إمكانيات الأردن وعلى محيطه بإذن الله تعالى هو بخير.. وهل واقع إيطاليا يتناسب مع حقوق الإنسان؟!؟!
    لماذا لا يذكرون القمع والترهيب في اسبانيا وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية؟!؟!

  5. يقول بلقاسم:

    مقال الهدف منه صرف الانظار عن الاخطاءالتي ارتكبت من طرف الطول الغربية لتكاثرالاضرار البشرية وكانت سببا في انتقادات كبرى منها رفع دعوى قضائية من درف أطباء ضد مسرولين كبار في الدولة الفرنسية بيبب الكذب والاستهانة بالمرض والتأخر في اتخاذ الاجراءات الوقائية , ولذلك أراد تحويل الانظار الى العالم العربي الذي هو لحد الان الاقل تضررا وحتى لا تتم الاشادة بهذه القرارات راحوا يربطونها بالقمع لتبرير اخطاء القادة الغربيين حفاظا على مكاسب اقتصادية على حساب شعوبهم ومحاولة التخلص من كبار السن حتى لا يكونعبءا على صناديق التقاعد

  6. يقول alaa:

    كلنا نعلم إنه لآ توجد لدي السلطات الديكتاتوريه صحافه حره ذات مصداقيه لذلك أستغرب كيف تصمت الدول التي لديها صحافه حره … الغرب كله يصمت علي جرآئم هذا الديكتاتور فهو يقتل ويعذب ويسجن ويبيع الأرض والعرض ويتفرج بل يتواطئ العالم معه علي جرآئمه .

  7. يقول ابن كسيلة:

    هؤلاء لا ينطبق عليهم تعريف “انظمة”….هؤلاء….لا شيء….و نهايتهم ….وخيمة في كل الحلات……

  8. يقول الكروي داود النرويج:

    المنطقة قبل كورونا شيئ, وبعد كورونا شيئ آخر! هل أصبحت الدكتاتورية مقبولة بالمنطقة؟ ولا حول ولا قوة الا بالله

  9. يقول Kamal:

    ادا كانت هده الصحيفة تعتبر أن تفشي المرض هو أمر ديمقراطي فا قول لها اربحوا بديمقراطيتكم فنحن نريد الديكتاتورية الغريب أن دول غربية فرضت قيودا اكثر تشددا من دول عربية ولم تتحدث عنها هده الصحيفة الديمقراطية جدا
    في ففرنسا لايمكنك ان تتجاوز كيلومتر من منزلك والخروج يجب ان يحدد بالساعة
    في ايطاليا السجن واسبانيا كدلك
    فادا كانت بريطانيا تريد الحرية لمواطنيها في زمن كورنا فهدا حقها فقد قال ترامب انه لايحبد اغلاق المحلات وفرض حضر صحي والنتيجة معروفة
    صحف بريطانيا كالدي يكدب ويصر على ان الكدب هو الحقيقة المطلقة. وان تلك الحقيقة غير قابلة للرفض من أي كان لأن بريطانيا تتفوق على الجميع وان الاخرين لاشيء

  10. يقول بلحرمة محمد:

    فيروس كورونا قد اماط اللثام بشكل كبير عن الاوضاع العربية المزرية والتي لا تقدر اطلاقا على مواجهة الكوارث على اختلاف انواعها بفعل انعدام الرؤية السياسية والتخطيط السليم وفقدان الارادة السياسية لاصلاح الاحوال العامة والاعتماد على القمع والاستبداد والترويع والترويض ففاقد الشيء لا يعطيه والانظمة تصرف معظم الاموال على التسلح وتموين مختلف الاجهزة الامنية اما القطاعات المهمة الاخرى كالتعليم والصحة والعدالة فهي ثانوية في نظرها لا تستحق الاهتمام وها هو كورونا قد بين اخطائها وسياساتها الفاشلة.

    1. يقول هدى:

      اعطنا مثال حي على الدول الغربية التي تفتخر بديمقراطيتها على الاجراءات التي اتخذتها مسبقا ’ فرنسا كانت تكذب وترامب اكبر كذاب في العالم ايطاليا لا توجد دولة لحد الان تهاونت في التعاطي مع الوباء اكثر منها , هذه هي الدول الديمقراطية التي لم تذكرها حتى يمكننا ان نقارن ونصل الى نتيجة اما عن التسليح فلا اعتقد انك على علن ما هي ميزانية الدول الغربية التي تخصص للدغاع ,
      لا تروقني التعليقات التي تغتنم اي حديث عن العرب لتبخيس المجهودات المبذولة قدر الامكانيات , ايطاليا النظام الصحي فيها متطور جدا مقارنة بالدول العربية وايضا فرنسا والمانيا وانجترا ومع ذلك لا ترون الدول العربية الا بعين النقد وتسيرون في اتجاه الاعلام الغربي الذي يوجه الراي العالمي لمصالجه ووجد في العالم العربي وكورونا فرصته لتغطية فشل الغربيين في اتخاذ اجراات وقائية

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية