إيكونوميست: بلد معطل.. ماذا تقول أزمة نقص السيارات عن الجزائر؟

جمال الدين طالب
حجم الخط
52

لندن – “القدس العربي”:

تفقد السيارة الجديدة قيمتها بعد لحظات من خروجها من الوكالة، في معظم الأماكن، ولكن ليس في الجزائر، على حد تعبير مجلة ” إيكونوميست”، التي بدأت في تقريرها حول أزمة المركبات في الجزائر بالإشارة إلى قصة المواطن حسن حويشة، الذي رفض بيع سيارته ” فولكس فاغن” ، على الرغم من تلقيه عروضاً لشراء المركبة بنفس المبلغ الذي دفعه في عام 2013، حيث قال:” ماذا لو لم أجد سيارة أخرى؟”.

الجزائر لديها مشكلة، كما يضيف تقرير ” إيكونوميست” وهي أنها لا تنتج سيارات، ولا تسمح باستيراد المركبات منذ عام 2016 في محاولة للحفاظ على العملة الصعبة.
وذكرت المجلة أن الأمر لم يكن مفاجئاً لأحد، وقالت إن هذه السياسات الرديئة هي نموذج لكيفية تعامل الحكومة مع العجز في الحساب الجاري، وما ينتج عنه من أزمة في العملات الصعبة، كما تزيد أفعالها المتقلبة من التقلبات في بلد أطاح بحكمه الأوتوقراطي في انتفاضة قبل عامين.

الجزائر لديها مشكلة، وهي أنها لا تنتج سيارات، ولا تسمح باستيراد المركبات منذ عام 2016 في محاولة للحفاظ على العملة الصعبة.

وأشارت المجلة إلى أن الاقتصاد الجزائري قد تقلص بنسبة 5.5 في المئة في عام 2020، وأفادت أن أكثر من 90 في المئة من عائدات الجزائر تأتي من صادرات النفط والغاز، ولكن الإيرادات انت في مسار تنازلي لسنوات، ولم يساعد الركود في الطلب على الطاقة بسبب الوباء، وفي غضون ذلك، وعلى مدى العقد الماضي، أنفقت الجزائر أكثر من 28 في المئة من ناتجها المحلي الإجمالي كل عام على الواردات، ونتيجة لذلك، انخفضت احتياطياتها الأجنبية من حوالي 200 مليار في عام 2014 إلى أقل من 50 مليار اليوم، وتوقع اقتصاديون نفاذها في غضون عامين.

وتناول التقرير خطوات الدولة نحو إنفاق نقود أقل، وخفض فاتورة الواردات بشكل كبير في عام 2020، وأشار الكاتب إلى أن الحكومة طلبت من شركة الطاقة “سوناطراك”، التي تمارس أعمالها بالعملة الأجنبية، خفض الإنفاق لهذا العام بمقدار النصف، كما فرضت الحكومة تعريفات تصل إلى 200 في المئة على كل شيء تقريباً من الشوكولاتة إلى الهواتف المحمولة، وفي كانون الثاني، تم تعليق استيراد اللحوم الحمراء، وقبل ذلك بأسبوعين، أقال الرئيس عبد المجيد تبون وزير النقل ورئيس الخطوط الجوية الجزائرية لاستخدامه العملة الصعبة لشراء إمدادات تموين.

وشددت “إيكونوميست” على أن مسألة حظر السيارات الأجنبية أكثر إثارة للجدل، وأشارت إلى تصريحات وزير الصناعة فرحات آيت علي في العام الماضي على أنها “ليست أولوية”، ولكنه لاحظت أن الغضب الشعبي المتزايد من نقص المركبات قد يؤدي إلى تغيير المسار، وفي كانون الثاني الماضي، أعلن آيت أنه سيتم تخصيص ملياري دولار لواردات السيارات من قبل الوكلاء الذين تم فحصهم.
وقال المحلل زين غبولي للمنصة الإعلامية إن الحكومة تحاول تجنب انتفاضة أخرى، ولكن عند نقطة معينة، سيدرك الناس أن ملياري دولار ليست كافية، مشيراً إلى أن فاتورة استيراد السيارات في عام 2013 كانت ستة مليارات دولار، عندما لم تكن هناك أي قيود.

يشكو الجزائريون من بقاء النخبة القديمة في السلطة، ولا يزال الناس في حاجة إلى السيارات ومازالت العملة الصعبة تنفد

وأشارت المجلة إلى أن الجزائر حاولت التنويع، بعيداً عن الطاقة، وتقليل الواردات، حيث أقامت شراكات بين المنتجين الأجانب ورجال الأعمال الجزائريين، بعد حظر استيراد السيارات، بهدف تجميع المركبات محلياً، إذ كانت الحكومة تأمل في إنشاء صناعة سيارات مثل المغرب، جارة الجزائر، التي تشحن السيارات إلى أوروبا وعبر أفريقيا.
وقد جذبت خطة الجزائر شركاء أجانب مثل رينو وفولكس فاجن وهيونداي وكيا، وتم منح الشركات أرضاً مجانية وعدماً للطاقة لمصانعهم، وخفض الضرائب والرسوم الجمركية مقابل زيادة استخدام الموارد المحلية بشكل تدريجي، ولكن بناء سلسلة إمدادات محلية كان أمراً صعباً في بلد ليس له تاريخ في صناعة السيارات، وقال النقاد إن المصانع الجديدة استخدمت قطع غيار اجنبية أكثر مما كان المفترض أن تستخدم، كما أن تكلفة السيارات المنتجة محلياً أصبحت أكثر من المستوردة، بينما لا تزال تلتهم العملة الصعبة.
ورأى الجزائريون في ذلك مثالاً آخر على ” اهتمام رجال النظام بجيوبهم على حساب الجمهور” وهي سمة مميزة لحكم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وأشارت المجلة إلى أن المحكمة أيدت أحكاماً بالسجن بحق رئيسين سابقين للوزراء أدينا بمنح عقود لأصدقائهم وشركائهم، كما تم الحكم على وزيرين سابقين للصناعة والعديد من رجال الأعمال بالسجن.
وأكد التقرير أن الجزائريين يشكون من بقاء النخبة القديمة في السلطة، ولا يزال الناس في حاجة إلى السيارات، وقد تم إلغاء تراخيص الاستيراد الخاصة بمصانع التجميع وإغلاقها، وقالت الحكومة إنها تسعى إلى إقامة شراكات جديدة بين الشركات الأجنبية ورجال الأعمال المحليين، وأنها ستضمن هذه المرة زيادة الإنتاج محلياً، ولكن لم يتم الإعلان عن أي صفقات جديدة، ولا تزال العملة الصعبة تنفد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول محمد:

    وزير الصناعة يتكثم عن اربعة اسماء من المستفيدين من صفقات استيراد السيارات ولايريد ان يكشف الأسماء لرئيس الحكومة?
    هل هده هي الجزاير الجديدة ؟
    اين الرئيس تبون الذي تفاخر لاحسن منظومة صحية في افريقيا ومعدات تظاهي كبريات الدول الاوروبية ؟
    للاسف الجزاير تنهار وهي في سقوط حر
    نفس العقلية، اهمال وفساد والتظاهر بعكس الواقع. نقص فب كل شيء خصوثا النواد الغذائية والسيولة ولة البنكية، كل شيء بالطوابير الطويلة
    نسأل الله الصلاح لحميع البلدان الإسلامية

  2. يقول جزايرية في الغربة:

    الجزاير راحت خلاص لما حكومة رخيصة تمنع الشعب الجزائري من دخول الجزاير منذ اكثر من سنة ولم استطع توديع ابي اللي توفى وليس لي الحق في زيارة امي الكبيرة في السن فهذا حقد على شعب باكملها

    1. يقول Abdelaziz Ananou (المغرب):

      رحم الله والدك وأطال عمر والدتك.. لا نفهم العقلية التي يعملون بها.. غريب.. كان عليهم فقط أن يفعلوا ما يفعل جارهم ويفتحوا الحدود للمواطنين في الغربة لزيارة الأهل. الشرط هو شهادة فحص سالبة قبل السفر.. والسماح بدخول من توفى للدفن.. هذه 3 أسابيع توفي في بلد أوروبي صديق لي ودفن في بلده بحضور أفراد عائلته… بدون أية مشاكل.
      ..مع التحايا.

  3. يقول شهدان باريس:

    أزمة سيتجاوزها الشعب الجزائري ان شاء الله لكن الأهم هو الاستقرار الداخلي وعيش الكريم للمواطن فان تحقق هذا فلن يكون مشكلا ،اما ان تحقق اتحاد مغاربي فسوف نكون جميعا في غني عن استيراد سيارات ولا حتي المواد الغذائية فالإمكانيات المادية والبشرية المغاربية كافية لتحول المجتمع المغاربي من استهلاك الي انتاج لللللللللكن متي ؟سيتعقب حكامنا وينظرون بعيدا أمامهم

  4. يقول المغربي_المغرب.:

    المقال هو عبارة عن دراسة اقتصادية متخصصة… أكد على مضمونها الكارثي خبراء جزائريون … حينما نبهوا قبل أن يعلن اويحيى قراره بمنع استيراد ألف سلعة..وطبع الأوراق المالية بدون رصيد….ان الوضع الاقتصادي للبلاد يسير بسرعة نحو السكتة القلبية بفعل التطورات العالمية التي ستؤدي الى انهيار أسعار النفط…والتحول نحو الطاقات البديلة….والحوا…على ضرورة العمل السريع نحو تنويع مضامين الاقتصاد وانشطته بشكل دقيق ووفق مخططات مدروسة….؛ ولكن الإجابة من السلطات المعنية واتباعها كانت هي الاعراض…والتطبيل في طبل التامر الاجوف…؛ ولازال البعض وفيا لهذا الطرح الكاريكاتوري رغم ان الأمور واضحة…ويراها كل من له بصر وبصيرة….!!! ولا أدري كيف تتامر فرنسا على نظام بحكمه ضباط يحمل ابناءهم الجنسية الفرنسية….ويودعون الأموال المنهوبة في بنوكها…..؛ ولماذا لايجيبون عن السؤال المحوري وهو اين ذهبت الف مليار دولار وغيرها من أموال النفط….ولماذا لاتتحكم الجزائر في ثلثي نفطها..؟؟؟؟..الإجابة عند فرنسا وعسكرها…!!!.

  5. يقول محمد:

    هناك من سيقول ان السبب هو المغرب كالعادة ههههه

    1. يقول Souhaila:

      نعم اخي محمد كل ما يحدث في بلادنا سببه المغرب،لماذا كل هذا الإنتاج في السيارات وشحنها الى أوروبا وأفريقيا مليون سيارة في السنة نصفها يصدر الى الخارج وجارتكم تنضر من بعيد لماذا لا تبيعون السيارات لجارتهم مقابل النفط او الغازمثلا، ولماذا لا يعطى المغرب جزء من الصحراء لإقامة دويلة اخرى لنطل نحن ايضا على المحيط علما ان هذا الموضوع قد استنزفنا قرابة 500مليار دولار من سنة ٧٥ الى الان ولماذا ولماذا،،،

  6. يقول صالح/ الجزائر:

    رغم أن الدول الغربية ، ومنها بريطانيا وأمريكا ، أعضاء في “منظمة التجارة العالمية” (والمهمة الأساسية لهذه هي ضمان انسياب التجارة بأكبر قدر من اليسر والحرية) إلا أن هذه الدول تحاول خنق التوسع التجاري والاستثماري .. الصيني ، بمختلف التشويهات ، لأنها لم تعد تقدر ، صناعيا وتجاريا واستثماريا ، على منافستها . الرئيس الأمريكي السابق ، دونالد ترامب ، أصدر أمرا تنفيذيا يمنع شركات الاتصالات الأمريكية من التزود بمعدات تصنعها شركات أجنبية (صينية) .

  7. يقول صالح/ الجزائر:

    2- الاقتصاد الجزائري قد تقلص فعلا ، كما تقلصت كل اقتصاديات العالم بفعل الجائحة . حتى أن دراسة حديثة لشركة “كوفاس” الألمانية تتوقع ارتفاعا كبيرا في عدد الشركات المفلسة جراء تداعيات أزمة جائحة كورونا ك” أن تسجل الولايات المتحدة أعلى عدد في الشركات المفلسة بارتفاع تبلغ نسبته 39% خلال هذا العام (2020) ، وزيادة قدرها الثلث في بريطانيا، وفق ما أوردته وكالة الأنباء الألمانية” .
    لا أظن أن الشعب الجزائري هو الذي يشتكي من تبديد أموال الدولة في استيراد السيارات ، لأنها فعلا “ليست أولوية” ، وإنما السماسرة ، الذين كانوا “ينفخون العجلات” ، باسم صناعتها ، والذين مازالوا خارج السجون ، هم من يفعلون ذلك عبر أعوانهم .

  8. يقول علوان:

    هل الاقتصاد الجزائري قادر على مواجهة متطلبات الشعب اليوم الجواب اكيد لا
    لان حينما تسير الدولة بمنطق الثكنة فان الاولوية تتغير عند العسكري فهو يرى في صفقات السلاح أولوية على بنى تحتية متطورة ومنظومة صحية جيدة
    والجزائر حينما كانت اموالها طاءلة نصفها ابتلعته صفقات عسكرية مشبوهة والنصف والثاني تم تهريبه واليوم اصبحت الجزائر دولة طوابير في كل شيء هل ستصبح الجزائر في نفس وضعية فنزويلا خصوصا ان خبراء الاقتصاد حدروا من طبع النقود
    اعتقد ان المسألة ليست مرتبطة بالسيارات بل بمنظومة حكم لم تقدر على تغيير وجه بلاد باموال طاءلة فكيف والان الازمة خانقة والاموال غير متوفرة

    1. يقول ابن الوليد. المانيا.:

      للاسف .. رغم هذا هناك من سيقول المهم هو العزة و الكرامة و الوفاء لمبادئ الثورة و مساعدة الشعوب من اجل تقرير مصيرها .. البوليساريو .. البوليساريو .. و الدزايري يموت واقف ..

    2. يقول Ali:

      السيد علوان .لا يهم أن كنت فعلا جزائري ام لا .تعليقك يستحق كل التحية. صدقت.

  9. يقول Sammy:

    الي khabili Ali
    لتصحيح الجزائر بلد زراعي ولم يعد بلد بترولي ،مداخيل الفلاحة السنة الماضية اكبر من البترول والغاز وهم يبحثون في أسواق جديدة لتصدير لتصحيح المعلومات التي تلقاه من الاعلام في المغرب

    1. يقول هيثم:

      كيف يكون البلد زراعيا و المواطن يعاني دوريا من أزمة نقص شكارات الحليب ( حليب البودرة فقط ، أما الحليب الطازج الطبيعي فلا حديث عنه ) و أزمة التموين بالبطاطس و التسابق نحو أكياس السميد و استيراد معظم أنواع الفواكه ؟

  10. يقول Ali:

    اي صناعة ،خفيفة ام ثقيلة ،علمية ام إقتصادية ،تحتاج لعقول نظيفة و ذكية. غير ذلك ،ليست هناك أية نتيجة و لو تعلق الامر بعقول من اليابان أو الصين و استمر الزمان إلى ما لا نهاية.

1 2 3 4

إشترك في قائمتنا البريدية