لندن ـ “القدس العربي”:
قالت مجلة “إيكونوميست” في عددها الأخير إن مرض بوريس جونسون أدى إلى تعكير المزاج في بريطانيا، وإن فيروس كورونا لم يفرق بين أحد، كبيرا أو صغيرا. وقالت إن جونسون لطالما اعتقد أن التاريخ لا تصنعه القوى الكبرى الطبيعية ولكن الرجال والنساء العظام الذين يغيرونه عبر مواهبهم وإرادتهم القوية.
ولهذا أعجب بونستون تشرتشل ومارغريت تاتشر لأنهما يعبران عن هذا الموقف. ويمكن سحب هذا الإيمان على رفضه لرأي المؤسسة الحاكمة التي لطالما تمسكت بأن مصير بريطانيا مرتبط بأوروبا واتحادها ولهذا قرر أن يقودها خارجه.
وفي الوقت الذي كان فيه جونسون يحقق حلمه بعدما حصل على أغلبية بـ 87 مقعدا في مجلس النواب، وبدأ ببناء أمة محافظة تعطيه مقعدا في نادي الرجال العظام، ضربته قوة الطبيعة.
ففي 27 آذار/مارس أعلن جونسون عن إصابته بكوفيد-19. وفي 6 نيسان/أبريل نقل إلى العناية الفائقة تاركا الحكومة في يد الوزير الأول، وزير الخارجية، دومينك راب. وبهذا وضعت خطط جونسون للخروج من الاتحاد الأوروبي لقتال معركة من الخلف ضد عدو أغلق كل البلاد وأدى لانكماش الاقتصاد. ومن هنا سيرتبط جونسون -الذي يرغب بارتباط إرثه الشخصي بتحقيق الخروج من الاتحاد الأوروبي- الآن بمعركته ضد فيروس كورونا.
وتعلق المجلة أن مرض جونسون صادم لأكثر من جانب، فقد حبته الطبيعة، سواء إيجابا أم سلبا، بشهية على غرار شخصية سير جون فولستاف في مسرح شكسبير، السمين المبتهج والفاجر: “انظر لزواجه مرتين وثالث على الطريق، وخمسة أولاد غير شرعيين وسادس على الطريق، وقائمة طويلة من الخليلات وحماسه للطعام والخمر وطبعا الكعك، والكتب والمقالات التي كتبها وهو يحاول شق طريقه السياسي وقدرته الغريبة على إشعال الغرفة بالحياة، وهو شخصية حاضرة في السياسة البريطانية منذ عقود، كمحرر لمجلة سبكتاتور وكاتب عمود في دايلي تلغراف وعمدة لمدينة لندن وأحد قادة البريكسيت حتى حصل على الوظيفة التي يريدها”.
وفي مواجهة كوفيد-19 قدم نفسه على أنه زعيم حرب متخذا القرارات الكبرى ومحاولا رفع المعنويات ودافعا آلة الحكومة. وعقد مؤتمرات صحافية وزار المستشفيات وعمل 15 ساعة في اليوم معتمدا على طعام نباتي.
ينتمي جونسون لمجموعة مصنفة أنها بحاجة لرعاية صحية حرجة، وهي من هم فوق الـ50 مفرطو الوزن. وكان قد وعد صديقته بتخفيف وزنه، لكنه لطالما ما افتخر بقدرته على المواصلة ومناعة جسمه، فهو نادرا ما يمرض
وحتى بعدما استسلم للمرض أجبر على العمل من شقة فوق 11 داونينغ ستريت، حيث عزل نفسه ولكنه واصل العمل لساعات طويلة مديرا لاجتماع مجلس الأمن (كوبرا) والاجتماعات الوزارية.
وتقول المجلة إن حضوره ترك أثره ووضعت سياساته البريطانيين تحت السجن الإجباري، كما ارتفعت شعبيته، حيث قالت نسبة 70% إنه يقوم بعمل جيد. وتقول إن مرضه كان له أثره الموحد. وتعلق المجلة أن المفارقة في اجتماع الناس حول شخصية رجل لطالما فرقهم وقسمهم هو تعبير عن شعور الضعف لدى البريطانيين.
ويعطي مرضه رسالة قوية أن لا أحد آمن من المرض، شابا كان أم قويا، متوسط العمر أو معافى في جسده.
وينتمي رئيس الوزراء لمجموعة مصنفة أنها بحاجة لرعاية صحية حرجة، وهي من هم فوق الخمسين مفرطو الوزن. وكان قد وعد صديقته بتخفيف وزنه من خلال اليوغا والامتناع عن الطعام. لكنه لطالما ما افتخر بقدرته على المواصلة ومناعة جسمه، فهو نادرا ما يمرض. ومن عملوا معه قالوا إنه يرى في المرض علامة ضعف. فجسمه مثل لاعب راغبي ويميل لممارسة الرياضات الشاقة وهو لاعب تنس قوي وغريب الأطوار. وعندما كان عمدة لندن تجول في شوارعها على الدراجة.
وتعلق المجلة أن مرضه هو إشارة أخرى عن ضعف الحكومة. ويحاول راب إظهار سلطته في ظل تنافسات طويلة بين وزراء الحكومة والتوتر بين وزارة الصحة والخزانة حول طول الإغلاق. كما أن قرار مايكل غوف الوزير في الحكومة عزل نفسه بسبب مرض أحد أفراد عائلته بكوفيد-19 كان ضربة للحكومة.
وتواجه الحكومة مشكلة في التعامل مع الفيروس وإدارة شؤونها عبر الفيديو. ويعمل مستشارا جونسون دومينك كامينغز وإيدي ليستر من البيت. وأشارت المجلة إلى المشاكل التي تواجه الحكومة والبلد لتعيين بديل عن جونسون لو مات، فهو وإن منح راب السلطة لإدارة الحكومة في غياب حالة الضرورة إلا أنه لا يتمتع بسلطة واسعة. وفي حالة عودته فالثغرات التي برزت بسبب غيابه بحاجة للإصلاح. فقد أعلنت الحكومة أنه خرج من العناية الفائقة ويتلقى العلاج اللازم.
رسالة فيروس ضعيف للمتجبرين في الارض… تواضعوا يرحمكم الله
كانت الشمس لا تغيب عن بريطانيا العظمى! لقد غابت اليوم عن البريطانيين المحجورين ببيوتهم إختباءً من فيروس لا يُرى بالعين!! ولا حول ولا قوة الا بالله
حتى في هذه الأوقات العصيبة يتناسى البريطانيون الله تعالى وينسبون هذا الوباء إلى الطبيعة……. منطق غبي
سبحان الله، على الرمزية الإقتصادية، في تحطيم الكِبَر والغرور الإنساني، لأن الغطرسة والعنجهية لثقافة الأنا أولاً، ومن بعدي الطوفان، لدولة الحداثة الأوربية،
لا أظن هناك شيء يختصرها، مثل عنوان (إيكونوميست: جونسون ظن أنه أقوى من الطبيعة وعندما مرض مرضت حكومته وبريطانيا أيضا) والأهم هو لماذا؟!
نتائج استفتاء بريكست في عام 2016، ومحاولة الصعود على أكتاف ذلك، من أجل الفوز بكرسي السلطة، في النظام الديمقراطي،
لا يختلف عن استغلال قوانين باراك أوباما في عام 2015، إن كان قانون (جاستا) أو قانون تغيير معنى الأسرة في لغة الدولة، ليتناسب مع عقلية ثقافة توفير المال أولاً،
بواسطة (دونالد ترامب) من أجل الصعود على أكتاف ذلك، للحصول على المال السياسي، اللازم للفوز في انتخابات أميركا عام 2016،
وكل ذلك على حساب مفهوم الضرائب والرسوم، كوسيلة لتمويل ميزانية الدولة، ومن أجل تحويلها إلى الجمارك،
من أجل ضرب العولمة (التي تعمل على كسر حدود سايكس وبيكو) في مقتل، سبحان الله،
فعندما تنشر ذلك مجلة معنية بالإقتصاد، ورقي كان أم رقمي (إليكتروني) في عام 2020، هل هذا منطقي أو موضوعي أو له علاقة بالعلم أو زيادة الإيرادات لرفاهية أي مجتمع إنساني؟!??
??????