إيكونوميست: ما الذي يميز العلاقات التركية- القطرية؟

إبراهيم درويش
حجم الخط
3

لندن- “القدس العربي”: نشرت مجلة “إيكونوميست” تقريرا حول العلاقة الخاصة بين تركيا وقطر، مشيرة إلى أن الاقتصاد والأيديولوجيا والجيران الغاضبين دفعت البلدين لتوثيق العلاقات بينهما.

وقالت الصحيفة إن تركيا عندما تنظر حولها في المنطقة تجد وجوها غاضبة، دولا عربية تنظر إلى الإسلامية التي يتبناها الرئيس رجب طيب أردوغان كتهديد لها. أما الاتحاد الأوروبي، فهو غير راض من عمليات التنقيب عن النفط التي قامت بها أنقرة في شرق الأوسط.

وفرضت الولايات المتحدة الحليف في الناتو ولها قوات عسكرية في تركيا، عقوبات على أنقرة لأنها اشترت منظومة دفاع جوي من روسيا. ولكن تركيا ليست على علاقة جيدة مع روسيا التي قصفت حلفاءها في سوريا وليبيا.

التحالف مع قطر، واحد من أكثر العلاقات التي نسجها أردوغان استقرارا منذ وصوله إلى السلطة

وتركيا لديها على الأقل قطر، التي زرعت بذور الصداقة بينهما في بداية القرن الحالي، عندما وصلت شركات الإنشاءات التركية إلى الدوحة للمساعدة في طفرة الإعمار. ومنذ ذلك الوقت اقترب البلدان من بعضهما البعض بمساعدة من الأيديولوجيا والتجارة.

وتعوّل تركيا التي تعاني من أزمة مالية على قطر في الدعم المالي، فيما تعوّل الدوحة الحماية التركية، بحسب ما تقول الصحيفة. وأغضب البلدان الديكتاتوريين العرب قبل عقد عندما وقفا مع ثورات الربيع العربي.

وعندما انحرف المسار ضد الإسلاميين، وجد عدد منهم ملجأ في تركيا وقطر. وكان دعم الأخيرة للجماعات الإسلامية مثل حماس والإخوان المسلمين سببا في قطع كل من السعودية والبحرين والإمارات ومصر العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع الدوحة في 2017. وطلبت الدول الأربع من قطر إغلاق القاعدة العسكرية التركية.

وبدلا من ذلك، عمّقت قطر علاقاتها مع تركيا التي أرسلت قوات وأغذية للإمارة الخليجية. واكتمل بناء القاعدة العسكرية في 2019، ويمكنها استقبال 5000 جندي تركي، كما اعتبرها أردوغان “رمزا للإخوة”، وأرسلت أنقرة أسلحة لقطر ونظّمت معها مناورات عسكرية مشتركة.

بدورها دعمت قطر التدخل التركي في سوريا وليبيا. وأكثر من هذا، فقد ضخّت قطر أموالاً لتركيا، ففي عام 2018 تعهدت باستثمار 15 مليار دولار في الاقتصاد التركي، ووافقت على تبادل عملة بـ3 مليارات مع المصرف المركزي التركي. ومع تراجع الاحتياطي من الدولارات، زادت قطر التبادل إلى 15 مليار دولار.

 وفي تشرين الثاني/ نوفمبر عندما كانت تركيا تواجه أزمة عملة، وافقت قطر على شراء 10% من أسهم السوق المالي، و42% من مركز تسوق يعاني من مشاكل مالية. ووعدت بالاستثمار في ميناء إسطنبول. وتصل قيمة الاستثمارات القطرية إلى مليارات الدولارات، بحيث أصبحت قطر ثالث مستثمر أجنبي في تركيا.

وتساءل البعض إن كانت علاقات تركيا وقطر ستفقد أهميتها بعد المصالحة التي جرت مع الجيران في الخليج. ولا تزال الأجواء باردة “لكننا في الخليج”، لكن لم تتحسن علاقات تركيا مع هذه الدول، فأنقرة تتهم الإمارات بدعم المحاولة الإنقلابية الفاشلة ضد أردوغان في 2016.

وتدعم الإمارات وتركيا طرفي النزاع في ليبيا. وتراجعت علاقات أنقرة مع السعودية بعد قتل الصحافي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول عام 2018، وعرضت قطر الوساطة بين البلدين.

وترى المجلة أن الظروف التي جلبت كلا من قطر وتركيا للتعاون معاً لم تتغير بشكل أساسي وستظل العلاقة قوية. ويرى غالب دالاي من معهد بروكينغز في الدوحة، أن التحالف “واحد من أكثر العلاقات التي نسجها أردوغان استقرارا منذ وصوله إلى السلطة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    ميزة هذه العلاقات: الثقة!
    وشعارها: الصديق وقت الضيق!! ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول يمامة الشورى:

    بعد ( عودة ) تركيا الى المنظومة الاوربية ستدير ظهرها تدريجيا لدول الخليج

  3. يقول بير زيت:

    أعتقد أنه إنسجام في الأخلاق و المبادئ مع المصلحة الواحدة. نتمنى لهما السداد و التوفيق و النجاح.

إشترك في قائمتنا البريدية