إيكونوميست: ملك الأردن يتعرض لضغوط من الحلفاء ومشاكل في الداخل

إبراهيم درويش
حجم الخط
29

لندن ـ “القدس العربي”:

نشرت مجلة “إيكونوميست” في عددها الأخير تقريرا عن الوضع الذي يجد فيه الأردن نفسه وسط تغيرات في التحالفات ومشاكل مستعصية وتحت عنوان “قلة من الأصدقاء ومشاكل أكثر” جاء فيه أن الملك عبد الله الثاني يخشى أن الحلفاء القدامى  يتخلون عنه وليس الولايات المتحدة الأمريكية. وأشار التقرير لاحتفالات المملكة بمناسبة عشرين عاما على تولي الملك عبد الله الحكم والشعار الذي رفع في الإحتفال “كلنا الملك عبد الله”. ففي المناسبة التي حلت في السابع من شباط (فبراير) لم يتفق الكثيرون مع هذا الشعار وحتى أطباق المنسف المكدسة باللحم واللبن لم تكن قادرة على جذب أعداد كبيرة من الناس.

وبعد شهرين من المناسبة لم ينجح المنتدى الإقتصادي العالمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا الذي عقد في منتجع البحر الميت لم ينجح بجذب الجمهور العالمي المطلوب. وينقل التقرير عن مسؤول أردني سابق قوله إن الملك يخسر “مكانته” في الداخل والخارج. وفي الوقت الذي حبى الله دولا شرق أوسطية أخرى بالنفط فإن الله منح الأردن الموقع على مفترق طرق استراتيجي ولهذا السبب حرصت القوى الغربية والإقليمية على استقراره. ففي أثناء الحرب الباردة لعب الأردن دور الحليف الموثوق للغرب في وقت تحولت فيه دول عربية أخرى نحو الإتحاد السوفييتي. ولعب دور القناة إلى إسرائيل الجارة له والتي وقع معها معاهدة سلام  في وقت ابتعدت فيه الدول العربية الأخرى عن الدولة اليهودية. واستخدمت الولايات المتحدة الأراضي الأردنية لشن عمليات القوات الخاصة في العراق وكقاعدة لتنسيق عمل جماعات المعارضة السورية في الحرب الأهلية.

ويبدو اليوم أن الأردن لم يعد ضروريا. فالكثير من الدول العربية تتعامل مباشرة مع إسرائيل. وبعضها غاضب من الملك عبدالله الذي لم يتبع خطها في المسائل الإقليمية. فقد حافظ على علاقاته مع دولة قطر التي حاصرتها دول الخليج وتردد في المشاركة في حرب اليمن التي تقودها السعودية والإمارات. وأظهر أنه متسامح مع جماعة الإخوان المسلمين التي منعت في دول الخليج مصر. بل وصافح الملك الرئيس الإيراني حسن روحاني الذي تمقت القوى العربية بلاده. وفقدت الولايات المتحدة التي تسحب قواتها من المنطقة الإهتمام بالأردن. واشتكى الملك عبدالله من تجاهل إدارة دونالد ترامب له، خاصة في خطة السلام التي تعد لها لحل النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين. ويخشى الملك من ان الخطة قد تجبره على توفير موطن دائم لملايين الفلسطينيين الذين يعيشون في المملكة بأعداد كبيرة، وبالضرورة تحويل المملكة إلى موطن فعلي لهم.

ويخشى الملك من تجاهل الخطة للرعاية التاريخية التي يقدمها الأردن للأماكن الإسلامية والمسيحية في القدس. ويخشى أن يصبح للدول وتحديدا السعودية دورا في المدينة. ويمكن للولايات المتحدة والسعودية والإمارات ممارسة الضغط على الأردن من خلال وقف الدعم. وتقدم أمريكا للمملكة مليار دولار سنويا، فيما قدمت دول الخليج مليارات أخرى أثناء وبعد الربيع العربي. إلا أن السعودية لم تجدد رزمة المساعدات عام 2017 وهي خطوة رأى فيها المسؤولون الأردنيون عقابا لهم بسبب عدم اتباع السياسات الخليجية. وبعد أشهر قال الملك عبد الله إنه واجه ضغوطا لتخفيف حدة معارضته ونقده لقرار ترامب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس والإعتراف بها كعاصمة لإسرائيل.

بعض قادة العشائر ينظرون للأمير حمزة، الأخ غير الشقيق للملك والذي عزل من ولاية العرش عام 2004 ليحل محله ابن الملك الحالي. ويتحدث حمزة عربية قريبة من البدو على خلاف الملك الذي نشأ يتحدث الإنكليزية

وفي الوقت الذي واجه فيه الأردن مصاعب اقتصادية وعدت دول الخليج بمن فيها السعودية تقديم 2.5 مليار دولار على شكل قروض ولم يصل منها إلا جزء بسيط. ويحتاج الملك عبد الله للمساعدة ففي مملكته ملايين اللاجئين الفلسطينيين والسوريين والعراقيين، وهو عبء كبير كما يقول الملك. ويصل الدين العام إلى 95% من الناتج المحلي العام. وقامت الحكومة بقطع الدعم وزادت الضريبة مما أدى لارتفاع الأسعار. ويعاني أكثر من مليون أردني من بين 10 ملايين نسمة من الفقر. وتصل نسبة البطالة بين الشباب إلى 41%. ولأن البحث عن وظيفة ملح فإن إعلانا للسفارة الأمريكية عن وظيفة سكرتير أدى لفراغ المطاعم والمحال ومراكز التسوق. وعادة ما حمل الشعب الوزراء الجشعين الفاسدين مسؤولية بؤسهم وتطلعوا للملك كي يقدم لهم حلولا، واليوم عندما يتظاهرون كما يفعلون دائما ينادون الملك باسمه. وفي هتاف “الأسعار ترتفع والملك يلعب البوكر”.  وقال شيخ من بني حسن “لا يمكن للأردن تحمل نفقات العائلة المالكة”. وفي رسالة تم توزيعها للوزير السابق أمجد المجالي ودعا فيها الملك “لملاحقة الدائرة الفاسدة القريبة منك”. والغضب شديد بين البدو الذين يتسيدون الأمن والمخابرات. ويوقع الضباط المتقاعدون رسائل يقولون فيها إنهم لم يعودوا يتعاملون مع الملك وزوجته الفلسطينية رانيا كملكهم وملكتهم. ويهدد البعض بحمل السلاح. وقام الملك بعزل وزير الداخلية ومدير المخابرات وسط تقارير عن مؤامرات انقلابية عليه. وقام الوزير والمدير الجديدان باعتقال قادة عشائر بشكل زاد من المشاعر الحارة. فيما ينظر بعض قادة العشائر للأمير حمزة، الاخ غير الشقيق للملك والذي عزل من ولاية العرش عام 2004 ليحل محله ابن الملك الحالي. ولأن الامير حمزة يتحدث عربية قريبة من البدو بسبب اختلاطه وعيشه معهم فإنهم يجذب البدو إليه على خلاف الملك الذي نشأ يتحدث الإنكليزية. وبعد سنوات من الحياة بعيدا عن الأضواء عاد الأمير إلى الإعلام. ويقول سياسي “فقط خدمات المخابرات هي التي تصادق على هذا”، أي ظهوره، فيما تتزايد المطالب بانتخابات وليس من خلال المراسم الملكية. ومن الأفضل تشارك السلطة بدلا من خسارتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول شفاء النعيمي:

    أنظروا إلى كيفية جلوس و هيئة “صاحب الجلالة” …. مغلوب على أمره !!!
    اللهم أصلح أحوال المسلمين …….
    و حسبنا الله و نعم الوكيل !

  2. يقول taha:

    rabi yastar

  3. يقول أحمد عمر:

    لغة الجسد تعلن وبوضوح مطلق أن ثمة
    ضغوط يتعرض لها بعض القادة حين تتفحصهم بصائرنا. كان الله فى عونه. فمن الصعب أن تكون مسؤلا عن تصريف شؤون شاملة لشعب.
    ولكن (7,673,074,300) سبعة
    مليارات، وستمائة وثلاثة وسبعون مليون، وأربعة وسبعون ألف، وثلاثمائة
    مواطن.
    كان ذلك فى تمام الساعة الخامسة وإحدى وعشرون دقيقة بتوقيت القاهرة. ولنذهب سريعا للساعة السكانية
    للعالم، نجد أن الثلاثة أرقام الأخيرة
    فى رقم ل7 مليارات نسمة، تتغير فى
    عد تنازلي نحو نهاية الدنيا التى لا يعلم
    نهايتها إلا الحي القيوم خالق السموات
    والأرض الله الواحد الأحد رب العرش
    العظيم.
    وبأقل من لمحٍ من بصر، يطعمهم
    الله العلي القدير الواحد الأحد، ويسقيهم، ويسترهم بالثياب، ويمنحهم
    رواتب، ويرزق فوق ذلك من يشاء بغير
    حساب…
    فضلا متابعة…

  4. يقول أحمد عمر:

    استكمالا للتعليق فضلا…
    سُبحانك يا رب ما أعظمك.. ما أكرمك..
    جلت صفاتك يا من لا إله سواك.
    اللهم صلى وسلم وبارك على عبدك
    ونبيك وسولك الكريم.. سيدنا محمد،
    وعلى آله وأصحابه أجمعين، وأنت أكرم الأكرمين يا الله يا رحمن.
    { قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا ( 110 ) وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل
    وكبره تكبيرا ( 111 ). – الإسراء.

  5. يقول محمد الجزائري:

    الأمة والوطن قبل كل شيئ.
    اصبر وستدخل التاريخ من بايه الواسع.
    وسيكون ورائك شعب أبي.

  6. يقول سالم العويسى:

    كان على الملك ان يساند اجتماع العشائر التي تجمعت ولمت الشمل لتشكيل حكومة انقاذ، نعم الملك فقد كثيرا من رصيده الشعبي ولا يزال بسبب تفشي الفقر وسرقة المال العام والديون الفلكية واخرها الضرائب ضنا منهم ان مصلحون الا انهم هم المفسدون وهم يعلمون علم اليقين بالفساد، بعيدا عن الدجل والنفاق الذي اتخذه الكثير من الاردنيين كنمط حياة ، نعم هو الخوف الذي اختزل في نفوس الاردنيين من المستقبل لهم ولعيالهم الذين يرثون حكومات فاسدة افسدت عليهم حياتهم بالديون البنكية التي انزل لالله بها من سلطان.كان على مستشاري الملك وفي اعتقادي انهم لا يمتون الى الاردن بصلة ان ينصحوه ان الغطاء الوحيد له هو شعبه بدلا من اتخاذ دولا لا يهمهم الا مصالحهم الشخصية وتنفيذ تعليمات واملاءات العم سام.كان على الملك ان يأتيه بعمه الامير الحسن ذات الموسوعة العقلية السياسية والاقتصادية لانقاذ ما تبقى انقاذة من المملكة اذا اراد ان يدوم عليه ملكة،وعلى الشعب ان يضغط عليه في هذا قبل الانفجار، فلقد بدى خطر غير تقليدي على السطح اذ ان الكثير من النخب السياسية التي كانت تحسب على الملك قد بدءت بالتخلي عنه، كما ان الاجهزة الامنية بدت وانها تعمل لوحدها وكلا يغني على ليلاه.

  7. يقول فلسطيني:

    حسبنا اللله ونعم الوكيل. ومركرو ومكر الله والله خير الماكرين

  8. يقول سامح //الأردن:

    *للأسف هذا التقرير يفتقر للدقة
    والمصداقية ..؟!
    *الكل يعرف أن البلد يعاني من
    مشاكل(مالية) مزمنة بسبب
    قطع المساعدات الخليجية
    ولكن الشعب الأردني الأبي يقف
    خلف الملك بكل اطيافة ومنابته
    وجميع عشائر الأردن معه.
    حمى الله الأردن من الأشرار والفاسدين.

  9. يقول ضياء الحرازنة:

    للأسف الشديد نشأه الملك بعيدا عن الثقافة العربية هي من سببت هذه الفجوة عكس الأمير حمزة وفصاحته وارتجاليته بالكلام ويعتبر الأمير الوحيد المتزوج من أردنية من شرق الأردن …. يحسب للملك حسين تأسيس قاعدة شعبية للأمير حمزة ومرافقته بكل زياراته للعشائر

  10. يقول خليل الأردني:

    كل الأردنيين مع جلالة الملك على الحلوة والمرة وربنا يسدد خطاه فإن نجح فالحمد لله وإن لم ينجح لا قدر الله فقد اجتهد وسيكتب التاريخ اسمه بأحرف من ذهب لانه لم يتخل عن القدس شاء من شاء وأبى من أبى وربنا يحميك يا جلالة الملك ..

1 2 3

إشترك في قائمتنا البريدية