لم يعد اللجوء بالنسبة لأبناء القدس كما هو معروف بالرحيل الى بلد اخر.. اللاجئون بالقدس هم ضحايا عمليات هدم البيوت المتعمدة من قبل بلدية الاحتلال بالقدس، والتي تمارس من خلال مخططات ايدوليجية الهدف منها ترحيل المقدسيين والتغير الدمغرافي للمدينة، ان الخطاب السياسي للأحزاب اليمينية الاسرائيلية والحكومة يعكس مدى الحملة الشرسة ضد ابناء القدس وممتلكاتهم، والتي يعلنها العديد من الشخصيات الاسرائيلية ان القدس هي العاصمة الابدية لليهود ويجب ان لا يتجاوز عدد الفلسطينيين 3 ‘ كي تتحقق احلامهم التوسعية بجعل القدس خالية من الفلسطينيين. وقد زادت وتيرة هدم البيوت في مناطق القدس في الاونة الاخيرة بشكل كبير ومتهور غير مكترثين بالإدانات الفلسطينية والدولية، تحت حجة البناء بدون ترخيص حيث ان الترخيص للبناء هو اصلا غير متوفر إلا بشكل محدود للمقدسيين الذين، الذين يعانون ازمة في السكن مما يجعل العديد منهم الخروج من المدينة الى مناطق تقع خارج الجدار . ان هدم اسرائيل لأكثر من 1322 منزلا بالقدس منذ عام 67 حسب بحث قامت به مؤسسة مقدسي عام 1910 يوضح ان اسرائيل تسابق الزمن لخلق واقع ديمغرافي وجغرافي وسياسي جديد بالقدس، بالإضافة الى اكثر من 20 الف امر هدم تحت التنفيذ. ‘ان إسرائيل عمدت منذ السنوات الاولى للاحتلال، إلى تنفيذ سياسات هدم وتشريد ممنهجة ضد المقدسيين، بغرض الحد من الوجود الفلسطيني في القدس، وفرض سيطرتها على المدينة وطمس هويتها العربية والإسلامية، وخلق حقائق سيكون معها مستحيلا تقسيم القدس الشرقية والغربية بين العرب واليهود بدءا بهدم حي المغاربة الذي كان يأوي 135 مسكنا ومدرسة ومنشآت تاريخية ومرورا بتهجير 134 عائلة يزيد عدد أفرادها على 700 فرد خارج البلدة القديمة، إلى ترحيل الراغبين من المواطنين المقدسيين الى الضفة الشرقية للحاق بذويهم الذين يعملون أو يقيمون بالأردن أو بالدول العربية . ان هذا الواقع المرير جعل من ابناء القدس الذين تهدم بيوتهم لاجئين في مدينتهم، الامر الذي حول معظم اولئك الذين هدمت بلدية الاحتلال بيوتهم ومنشاتهم يعيشون في ظروف صعبة لعدم قدرتهم المادية على استئجار منزل جديد او اعادة بناء وبالتالي عمد العديد منهم بنصب خيامهم قرب منازلهم المهدمة مما جعلهم يعيشون في مخيم على انقاض بيوتهم، كان طلب الاستغاثة المادية هو المطلب الاول لمعظم الذين يتم هدم بيوتهم، حيث ان معظمهم يعانون اصلا من وضع اقتصادي صعب وربما عمل 20 عاما من اجل رفع هذا البناء الذي ينتهى بالهدم بعد ساعة. يقول المقدسيين الذين تم مقابلتهم من اصحاب البيوت المهدمة ان طلب المساعدة لهم لم تلقى اذن صاغية من المؤسسات الرسمية والغير رسمية الامر الذي يفضي بهم الى ابواب مغلقة، فلم تستطيع المؤسسات الفلسطينية بالقدس بإعادة بناء البيوت التي هدمها الاحتلال، ولا تقديم منزل بديل ولا حتى تقديم مساعدات مالية بسبب شح التمويل المقدم للقدس من قبل المجتمع الدولي، وتقتصر المساعدات على خيام ومواد عينية محدودة ان وجد. إن حجم الحملة الإسرائيلية يفوق طاقة المؤسسات المقدسية والسكان، والسلطة الفلسطينية التي تمنع من العمل داخل القدس حسب اتفاقيات اوسلو زاد من المعاناة، ومناشدة العالم الإسلامي أخذ دوره في حماية المقدسيين ومساعدتهم على الصمود لم تعد سوى شعارات في القمم العربية، وإعادة بناء بيوت المقدسيين ليس بالأولوية بعد احتدام الصراع الفصائلي ونسيان القدس . إن الحرب المعلنة ضد الشعب الفلسطيني وسكان القدس خاصة هدفها اقتلاع الفلسطينيين من القدس وإحداث توازن ديمغرافي وفق رؤية الاحتلال، ان الحاجة الماسة لدعم صمود المقدسيين بكل الوسائل المتاحة الممكنة تتطلب العمل الفوري وتظافر الجهود العربية والإسلامية ‘لأن السنوات القادمة ستكون صعبة للمواطنين المقدسيين في القدس حسب المخططات الإسرائيلية’ التي بدأت تنفيذها بشكل يبعث الى القلق، لان التاريخ سوف لا يرحم من يقف متفرجا على اطفال ونساء القدس تحت جرا فات الاحتلال.’ ان من النماذج التي شاهدتها في منطقة القدس هي (عائلة كستيرو) المقدسية كانت تعيش بكل امان في منزلها الذي دفعت كل ما تملك من اجل بنائه، في خلال ساعة.. اصبح المنزل اطلال وركام من الاسمنت تتبعثر في كل مكان.. لم يعد لأطفالهم احلام سوى ان يعيشوا كما يعيش اطفال العالم، ولم تسعهم خطابات الدعم للقدس ولا المليار دولار، اليوم هم لاجئين في مدينتهم… الى متى يبقى الصمت والتملق بالكلمات من دعم للقدس وأبناء القدس.. سؤال لا بد ان نجد له من اجابه؟ جهاد الزغير – القدس